الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

رد على مقال (دعوهم للأيام يموتوا)!! الجزء الاول

  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
رد على مقال (دعوهم للأيام يموتوا)!!   الجزء الاول

بسم الله الرحمن الرحيم


كتبت إحسان الفقيه في موقع عربي 21، مقالا بعنوان (دعوهم للأيام يموتوا) تساءلت فيه: ماذا يريد "حزب التحرير"؟ وما هو برنامجه لتحقيق الخلافة؟ وهل لديه أصلا برنامج؟...


أول ما قرأت المقال قفز إلى ذهني صورة الرجل الكبير الطاعن في السن الذي يمسك يد ابنه ويشير إلى سيدنا نوح عليه السلام قائلا لابنه: خذ حذرك من هذا المجنون لا تسمع له ولا تتبعه، يتوارثون العداوة الجيل بعد الجيل، على مدى ستين عاما كلما انقضى جيل جاء آخر يحذر الآخرين من السماع لهذا المجنون الحالم الساذج واتباع رأيه، علما بأن المجنون لا أحد يحذر أحدا من سماع رأيه لأنه لا يوجد إنسان عاقل يستمع لمجنون، ولكنهم يدركون في قرارة أنفسهم أن هذا الحزب العظيم يحمل فكرا عظيما مبدعا كيف لا وهو يحمل إسلاما نقيا صافيا مبلورا واضحا وضوح الشمس في رابعة النهار، يبدو أنهم غيروا التهمة إلى تهمة جديدة تروق لجيل الطنطات أكثر، حزب افتراضي تنظيري، متأثرين بعالم النت الافتراضي.


فإذا كان حزب التحرير كائنا افتراضيا يثرثر ويثرثر وليس لديه مشروع فلماذا تشنون عليه الحرب الشعواء، ولماذا تضيعون أوقاتكم وجهودكم في محاربة كائن افتراضي تنظيري ثرثرته لا تسمن ولا تغني من جوع؟!


تتهم الكاتبة حزب التحرير بالحقد على الجميع، فهو يتهم مرسي وأردوغان ولا يعجبه حماس ولا طالبان ولا القاعدة.


أقول ردا: لم تؤلف كتب ولم تكتب مقالات ولم تلق خطب ولم تبذل مؤسسات قصارى جهدها للطعن في حزب أو حركة إسلامية كما طعن في حزب التحرير، لم يحقد حزب التحرير على أحد ولم يلوث يديه بدماء أحد من المسلمين رغم قيام بعض المشايخ بتسليم شبابه للمخابرات، لم يساوم ولم يداهن أبدا على حساب عقيدته ومبدئه... عملا بقوله تعالى ﴿وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ﴾ وقوله تعالى ﴿وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ﴾، لم يشارك الأنظمة الطاغوتية الكافرة في مصلحة من المصالح، ولم يعقد صفقات قذرة مع الأنظمة، ولم يتلق دعما من أي جهة كانت، لا دعما سياسيا ولا إعلاميا ولا اقتصاديا، محارب من أهل الباطل، ولكن أهل الحق معه في كل مكان، له وجود في كثير من دول العالم.

 

ورغم كل المؤلفات التي ألفت في الطعن به إلا أنه لم يؤلف كتابا واحدا في الطعن في الحركات الإسلامية، لأنه يعتبرهم إخوة في الدين لا يجوز خوض معارك معهم، لأن المعركة يجب أن تبقى مشتعلة مع العدو الغربي الكافر، مع الرأسمالية والاشتراكية والعلمانية، فهم العدو الحقيقي وليسوا إخوة العقيدة.


أما انتقاده لحماس ومرسي وأردوغان باعتبارهم حكاما وليسوا أحزابا أو حركات، فقد أخذ الحزب على عاتقه كشف الحكام وأعمالهم المخالفة للإسلام، وأما طالبان والقاعدة والجيش الحر وجبهة النصرة فلم يصدر عن الحزب هجوم عليهم، بل يقدم لهم النصيحة تلو النصيحة مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «الدين النصيحة».


ثم تتهم الكاتبة أن الحزب يناقض منهجه القائم على الخلافة لأنه حارب تنظيم الدولة، الحزب لم يحشد طاقاته لمحاربة تنظيم الدولة، وإنما بذل جهده في الحفاظ على صورة الخلافة نقية بعيدة عن التشويه الذي نتجت عن تصرفات تنظيم الدولة من قتل للناس بالشبهة وتكفير لهم واستحلال لدمائهم وأموالهم.


تتهم الكاتبة تقي الدين النبهاني أنه أنشأ حزب التحرير عام 1952 في توقيت مشبوه وظروف مريبة لإقامة الخلافة الإسلامية، وتلمح إلى أن إصدارات الحزب قديما وحديثا تشعر بأنها كتبت من قبل مستشرق غربي يريد تخدير الأمة بالأحلام الوردية والوعود التي بلا تخطيط، ولا إنجازات ملموسة.


وتتهم الحزب بأنه يقوم بإلهاء وتضليل لصالح جهة ما، وربما دون علمه.


أقول لأختنا الكاتبة قام حزب التحرير سنة 1953 أي بعد نكبة فلسطين بخمس سنين فكانت الهزة الثانية التي هزت الأمة وقد سبقها هزة أعنف منها هزة زلزلت كيانهم وقسمت بلادهم وقضت على دولة الخلافة، وترتب على ذلك تمزيق العالم الإسلامي ووقوعه تحت الاستعمار.


فقام تقي الدين النبهاني ومن معه من العلماء (وهم خريجو الأزهر) فدرسوا واقع الأمة الإسلامية حاضرا وماضيا وما مر بها وأسباب ذلك، ودرسوا واقع المسلمين وواقع المجتمع في البلاد الإسلامية وعلاقة الأمة بالحكام وما يطبق عليها من أنظمة وقوانين، كما درسوا الأفكار والمشاعر التي تسيطر على المسلمين في مجتمعهم ثم عرضوا ذلك على أحكام الإسلام فخرجوا من كل هذه الدراسة بفكرة معينة واضحة وأقاموا عليها حزب التحرير.


فقد توصلوا إلى أن القضية المصيرية للأمة هي إعادة تطبيق الإسلام في الحياة والدولة والمجتمع وحمل الإسلام رسالة إلى العالم، كما توصل حزب التحرير إلى الطريقة التي يجب أن يسلكها لتحقيق الغاية وهي طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي سار بها في مكة.


تتحدث الكاتبة عن عدم وجود خطة ولا برنامج لإيجاد الخلافة.


إن الخطة أو البرنامج الذي اتبعه حزب التحرير كان وفق الطريقة التي اتبعها الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والصراع الفكري والكفاح السياسي وطلب النصرة وأخذ قيادة الأمة بالأعمال الفكرية التي قام بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقام بها الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، أما تجهيز الجيوش وقتال الأعداء فلم يقم بها رسول الله إلا بعد أن استلم الحكم في دولة مستقرة حقيقية فيها سلطان وأمن.


ولم ينفذ أي مشروع اقتصادي أو اجتماعي إلا بعد أن استلم الحكم، عندها قام برعاية شؤون الأمة، أما قبل استلام الحكم فلم يقم بأي عمل وإنما اكتفى بالأقوال والأقوال فقط وهل عمل الرسل إلا القول فقط، فإذا ما تم للرسول استلام الحكم عندها قام بالأعمال المادية من تجهيز للجيوش والقتال وجمع الأموال من الرعية وإنفاقها عليهم وإيجاد فرص العمل والقضاء على الفقر والبطالة والفساد والإشراف على ثروات الأمة وتنميتها وتوزيعها توزيعا عادلا.


هذه هي طريق الرسول صلى الله عليه وسلم ونحن نتقيد بهذه الطريقة ولا نحيد عنها قيد أنملة حتى لو تعرضنا لحقد الحاقدين وسخرية المستهزئين.


إن حزب التحرير هو الحزب الإسلامي الوحيد الذي لديه مشروع متكامل قابل للتطبيق الفوري بمجرد استلامه للحكم من دستور ونظم اجتماعية واقتصادية وحكم وسياسة تعليم وسياسة خارجية،... وهذا ما يثير عليه أحقاد الغرب الكافر وعملائه من الحكام والمثقفين والإعلامين والسياسيين وغيرهم، أنه يحمل إسلاما نقيا صافيا بعيدا عن وحشية الرأسمالية وقذارة الديمقراطية وظلم الدكتاتورية الاشتراكية.


إذا لم يكن حزب التحرير هو الذي يملك برنامجا لإقامة دولة الخلافة، وبرنامجا كاملا متكاملا لحكم وإدارة هذه الدولة؛ فمن هم الذين عندهم برنامج يا تُرى!!!


ثم تتساءل الكاتبة: هل سمعتم أن حزب التحرير شارك بالقتال في العراق أو سوريا أو فلسطين أو غيرها؟ هل قدموا شهيداً واحداً يحارب في معركة لنصرة الإسلام؟


منذ اليوم الأول عرف حزب التحرير نفسه بأنه حزب سياسي يريد إقامة الخلافة بالطريق السياسي، ولم يقدم نفسه كفصيل عسكري ولم يقدم نفسه كجمعية خيرية، فإذا أنشأ مجموعة من الناس قناة إعلامية هل يقال لهم لماذا لا تنشئون فصيلا عسكريا لكم لتحرروا فلسطين؟!


وإذا أقام بعضهم مدرسة للنهوض بأبناء المسلمين هل يقال لهم لماذا لا ترسلون أولاد المدرسة للعراق ليقاتلوا؟! إن أفراد الحزب يقاتلون المحتل باعتبارهم مسلمين كما يقومون بفرض الصلاة والصيام وغيرها من العبادات.


أما عن الشهداء فقد قدم حزب التحرير المئات من شهداء كلمة الحق في العراق وليبيا والشام وكازاخستان وقرغيزستان وداغستان وروسيا وفلسطين وأوزبكستان، وقضى شبابه زهرة شبابهم في سجون العملاء والخونة، ويكفيهم شرفا أنهم مع سيد الشهداء عند الله مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله...» ويكفي شباب حزب التحرير شرفا أنهم يقومون بأعظم أنواع الجهاد مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «أعظم الجهاد كلمة حق عند ذي سلطان جائر».


أما المؤتمرات التي قام بها حزب التحرير في ذكرى سقوط الخلافة لتذكير الأمة بأهم قضية في حياتهم قضية إقامة الخلافة فهي تاج الفروض بها تقام الفروض وتحد الحدود وتحمى ثغور الإسلام وتفتح البلدان وينشر الإسلام فيها رسالة هدى ونور إلى العالم أجمع.


ولكن الذين يكرهون عز الإسلام والمسلمين والذين هالهم أن يجدوا الملايين المؤيدة لفكرة الخلافة ينظرون إلى تلك المؤتمرات نظرتهم إلى اللطميات.


ثم تتهم الكاتبة الحزب بالجهل الفاضح في علوم الشريعة وفتاويه الشاذة وتقول أنها أثارت حفيظة العلماء، الذين حذروا من جهلهم وتطفُّلهم على العلم الشرعي.


إن العلامة تقي الدين النبهاني رحمه الله خريج الأزهر والشيخ العالم عبد القديم زلوم رحمه الله خريج الأزهر وغيرهما ليسوا متطفلين على العلم الشرعي، تشهد لهم كتبهم وعلومهم وفتاواهم، والخلافات بين العلماء والمجتهدين أمر معروف وقديما قيل اختلاف الأئمة رحمة للأمة، أما الفتاوى الشاذة التي عرضتها الكاتبة، فهذه مواقع حزب التحرير على النت وفتاويه على النت فلتأت بتوثيق للأكاذيب التي ذكرتها.


أما الأسماء التي ذكرتهم أنهم تبرؤوا من الحزب، فلم يحدث ذلك بل ظلوا يحملون أفكار الحزب رغم فصلهم.


أما العبارة التي بدأت الكاتبة مقالتها وأنهتها بها وهي المقولة المنسوبة لأبي الأعلى المودودي -رحمه الله- (لا تجادلوهم دعوهم للأيام يموتوا) فقد أكد الواقع فساد العبارة وأن حزب التحرير ازداد مع الأيام عددا وقويت شوكته ويسير بخطوات ثابتة ومتسارعة نحو تحقيق الهدف واقترب من النصر بإذن الله ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.


هذا هو حزب التحرير الذي أقض مضاجع أعدائه فصاروا يضربون خبط عشواء لا يعرفون بماذا يتهمونه؟ وكيف يوقفونه؟


أتوجه بنصيحة المشفقة إلى الساخرين من الحزب أن يكفوا عن سخريتهم حتى لا يكونوا كالكفار الذين صور الله حالهم في الدنيا والآخرة ﴿إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاء لَضَالُّونَ * وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ * فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ * هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ [المطففين: 29-36].


وحتى لا يكونوا مثل قوم نوح عندما سخروا منه بعد أن تحول من دعوتهم إلى صنع السفينة التي أمره الله بصنعها ﴿وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ﴾.


لا تجعلوا من أنفسكم أدوات في يد الكفار لمحاربة حزب التحرير، فتخسروا آخرتكم لدنيا غيركم، فإن من يحاربه يحارب فكرة الخلافة ومن يحاربه يحارب أحكام الشرع المتوقف تطبيقها على إقامة الخلافة على منهاج النبوة.


اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.

 


كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نجاح السباتين - أم معاذ

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع