الثلاثاء، 24 محرّم 1446هـ| 2024/07/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 3 تعليقات
هؤلاء هم الشباب في عصر النبوة... فهّلا حذوتم حذوهم... يا شباب المسلمين اليوم ضمن حملة القسم النسائي "الشباب المسلم: روّاد التغيير الحقيقي"

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هؤلاء هم الشباب في عصر النبوة...
فهّلا حذوتم حذوهم... يا شباب المسلمين اليوم
ضمن حملة القسم النسائي "الشباب المسلم: روّاد التغيير الحقيقي"

 


إن الشباب هم أعظم ثروة في الأمة، فثروة الأمم ليست في الذهب الأبيض ولا في الذهب الأسود، وإنما في الإنسان فهو أغلى من كل شيء، وأعظم ما يكون الإنسان في حالة الشباب لأن حالة الشباب هي مرحلة القوة والعطاء، فالشباب قوة بين ضعفين، ضعف الطفولة وضعف الشيخوخة كما أشار إلى ذلك القرآن الكريم في قول الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً}.


وقد اهتم الإسلام اهتماما بالغاً بالشباب... فها هو رسولنا الكريم e يغرس في قلوب الشباب الإيمان، ويربيهم على العلم مع العمل، ويتعاهدهم عند بلوغهم لأنه سن التكليف؛ كما ورد في حديث جُنْدُبِ بن عبد اللَّهِ قال: «كنا مع النبي e وَنَحْنُ فِتْيَانٌ حَزَاوِرَةٌ فَتَعَلَّمْنَا الْإِيمَانَ قبل أَنْ نَتَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ثُمَّ تَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ فَازْدَدْنَا بِهِ إِيمَانًا». رواه ابن ماجه. (والحزور هو الذي قارب البلوغ)..


وركز عليه الصلاة والسلام على أن الشاب الذي ينشأ على عبادة الله يكون من الذين يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله حيث قال e: «سبعة يظلهم الله بظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما أنفقته يمينه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه» .


وكذلك اعتمد e على الشباب وشاورهم وأسند إليهم الأعمال وولّاهم مقاليد الأمور، فهم عماد الأمة وسر نهضتها؛ فكلنا نذكر الشاب المنعم المرفَّه المدلّل مصعب الخير الذي أرسله داعيا إلى أهل المدينة، فيسلم على يديه أكثر أهلها، ويدخل نور الإسلام كل بيت من بيوتها. وعبد الله بن الزبير الذي قاد الغلمان لمبايعة النبي e!! وكذلك عندما شاور أسامة بن زيد رضي الله عنه في حادثة الإفك، وسلمه قيادة الجيش الذاهب للقاء الروم. وأمّر عتاب بن أسيد بجعله أميراً على مكة، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: « كنا نغزو مع النبي e ونحن شباب» رواه أحمد..


وقد كان الشباب في أيام رسولنا الكريم يخافون الآخرة ويعملون لها وقلوبهم معلقة بما يرضي الله يخافون الله طمعا في جنته ونيل رضوانه، وقد بلغ الخوف من الآخرة عند الشباب في حالة النزاع ما حصل مع الشاب الذي دخل عليه الرسول e: وهو يحتضر حيث قال: «كيف تجدك؟» قال: أرجو الله يا رسول الله وأخاف ذنوبي، فقال رسول الله e: «لا يجتمعان في قلب عبد، في مثل هذا الموطن، إلا أعطاه الله ما يرجو، وأمنه مما يخاف» مسند الترمذي.. كيف لا يكون حاله هكذا وهو يعلم أن رب العباد سائله عن شبابه حيث قال عليه الصلاة والسلام «لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وماله من أين اكتسبه، وفيم أنفقه، وعلمه ماذا عمل به» (رواه البخاري).


وقد أثمرت هذه التربية الإيمانية في المدينة المنورة شبابا متطلعا للآخرة، عاملا لها، نافعا لنفسه ولأمته، يقوم بواجبه تجاه أهله، ويتفانى في خدمة غيره، ويظهر ذلك جليا في حديث أَنَسِ بن مَالِكٍ رضي الله عنه قال: «كان شَبَابٌ مِنَ الأَنْصَارِ سَبْعِينَ رَجُلاً يقال لهم الْقُرَّاءَ، كَانُوا يَكُونُونَ في الْمَسْجِدِ فإذا أَمْسَوُا انْتَحَوْا نَاحِيَةً مِنَ الْمَدِينَةِ فَيَتَدَارَسُونَ وَيُصَلُّونَ، يَحْسِبُ أَهْلُوهُمْ أَنَّهُمْ في الْمَسْجِدِ، وَيَحْسِبُ أَهْلُ الْمَسْجِدِ أَنَّهُمْ في أَهْلِيهِمْ حتى إذا كَانُوا في وَجْهِ الصُّبْحِ اسْتَعْذَبُوا مِنَ الْمَاءِ وَاحْتَطَبُوا مِنَ الْحَطَبِ فجاؤوا بِهِ فَأَسْنَدُوهُ إلى حُجْرَةِ رسول اللَّهِ e فَبَعَثَهُمُ النبي e جَمِيعاً فأصيبوا يوم بِئْرِ مَعُونَةَ فَدَعَا النبي e على قَتَلَتِهِمْ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً في صَلاَةِ الْغَدَاةِ» رواه أحمد..


نعم.. إن الشباب هم الذين حملوا عبء الدعوات وما صاحبها من تضحيات ومشاق، كما أن القرآن الكريم قد أثنى على فئة من الشباب المؤمن فقال: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى}، والإسلام العظيم - قرآناً وسنة - منح الشباب رعاية وتربية شاملة، وإذا نظرنا إلى عناية الإسلام بالشباب، فإننا سنقف أمام عطاء غامر ودروس باهرة، تتضافر في إبراز ما للشباب من أهمية، وتلقي الضوء على كيفية المحافظة عليهم، وتوجيههم الوجهة الصحية وتربيتهم التربية السليمة، وتعليمهم ما ينفعهم ويؤهلهم لقيادة الأمة.. ولا تكون قيادة ونهضة بدون علم وعلماء.. وقد قدر الإسلام العلم والعلماء، وأهاب بشبابه أن يكونوا في الطليعة يتسابقون للنيل من درجاته العليا، فقد كان الشباب في ظل الخلافة الراشدة الأولى يتعمقون في أسرار القرآن والسنة، فيطبع الله سبحانه قلوبهم بالإسلام وينير بصيرتهم لإدراك الآيات والأحاديث، ومن ذلك ما ثبت عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يفضل الاستماع إلى شروح ابن عباس رضي الله عنه على غيره من كبار الصحابة وشيوخهم. وكان ابن عباس شابا عالما قوي الإدراك، وفي يومٍ ضمّهم مجلسٌ كالعادة فسأل عمر رضي الله عنه الجالسين عن قوله تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح ...} حتى نهاية السورة، فشرحها الشيوخ على أن الله أراد أن يبلّغ رسوله أنه بعد أن دخل الناس في دين الله أفواجا بعد فتح مكة وجب عليه التسبيح والاستغفار.. ثم سأل بعد ذلك ابن عباس: وما تقول يا ابن عباس؟ فقال: ذلك أجل رسول الله e، إن الله يقول لرسوله: إذا فتحت مكة ودخل الناس في دين الله أفواجا، فقد تمت رسالتك ودنا أجلك، فاستعد للآخرة بالاستغفار والتسبيح، فقال عمر: ما أرى إلا رأيك... وكذلك مَنْ كتب القرآن شباب، فقد قال أبو بكر وعنده ابن الخطاب لزيد بن ثابت رضي الله عنهم أجمعين: "إنك شاب عاقل لا نتّهمك، وكنت تكتب الوحي لرسول الله e فتتبع القرآن فاجمعه.."


والشباب من ميزات أهل الجنة حيث قال عليه الصلاة والسلام: «... وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا فاغتنموا مرحلة الشباب للعمل والتزود من الطاعات فهي من صفات أهل الجنة».. والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة جمعنا الله بهم...


وكما ذكرنا سابقا فإن شباب الأمة هم ثروتها التي لا تقدر بثمن ولا يمكن تعويض خسارتها إن حصلت.. فماذا تفيد البُنى التحتية، وازدهار الاقتصاد، وتدفق النعم، وكثرة البناء والعمران إذا تم استلاب عقول الشباب وصرفهم عن قضايا أمتهم إلى سفاسف الأمور ورذائل الأخلاق، وإغراقهم بالشهوات! على العكس فهم حينها يكونون عبئا على أسرهم وعلى مجتمعاتهم وعلى الأمة جمعاء.


كلمة أخيرة نوجهها لشباب المسلمين اليوم ضمن هذه الحملة الطيبة ونقول لهم: أنتم قلب الأمة النابض، ودمها المتدفق وعصب حياتها وسر نهضتها، أنتم عنوان تقدمها وأمل مستقبلها وبحر علمها الفياض، أنتم أصحاب الهمم العالية والنفوس الطاهرة الزكية، أنتم من اهتم بكم الإسلام ورعاكم بعنايته أفضل رعاية، حيث كنتم أسرع شرائح المجتمع استجابة للدعوة الإسلامية فقد دخلتم في دين الله أفواجا.


وهناك حقيقة لا بد من ذكرها.. أن أجدادكم المسلمين في شبابهم رضي الله عنهم أجمعين برعوا كذلك في الناحية العسكرية أمثال: علي بن أبي طالب، وحمزة بن عبد المطلب، وجعفر بن أبي طالب، وزيد بن حارثة، وعبد الله بن رواحة، وأبي عبيدة عامر بن الجراح، وخالد بن الوليد - سيف الله المسلول - الذي دوَّخ الروم، وعمرو بن العاص الذي فتح مصر، وسعد بن أبي وقاص قائد القادسية.. وغيرهم الكثير.. هؤلاء الأبطال الذين انتصروا على القياصرة في اليرموك، وعلى الأكاسرة في القادسية، ونشروا الإسلام في ربوع العالم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم..


فيا شباب المسلمين اليوم! هلا عدتم كما كان أجدادكم الشباب في ظل دولة الإسلام! فقد قامت الدولة الإسلامية على أكتافهم... حملوا الدعوة... عُذبوا... صدعوا بالحق... أظهروا الإسلام بمكة... عملوا على بناء الدولة الإسلامية بالمدينة... وهم من بنوا مقر الحكم لرسولنا العظيم... هم من ساروا بالجيوش... هم من فتحوا الفتوح ونشروا الإسلام دين عدل ورحمة ونهضة.. هم من حملوا الأمانة حق حملها... وأنتم كذلك فيكم الخير. . فهّلا عدتم مثل ما كنتم يا شباب المسلمين!!

 

 

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير


ماريا قبطية

 

3 تعليقات

  • أم راية
    أم راية الثلاثاء، 03 أيار/مايو 2016م 14:43 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم،

  • إبتهال
    إبتهال الأحد، 01 أيار/مايو 2016م 19:40 تعليق

    بوركت أختي الفاضلة

  • khadija
    khadija الأحد، 01 أيار/مايو 2016م 16:16 تعليق

    أدامكم الله سندا لخدمة هذا الدين .. وسدد رميكم وثبت خطاكم .. ومكنكم من إعلاء راية الحق # راية العقاب # خفاقة عالية .. شامخة تبدد كل المكائد والخيانات والمؤامرات.. اللهمّ آمين
    إنه نعم المولى ونعم النصير

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع