الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الصراع في اليمن بين أذناب بريطانيا وأتباع أمريكا، إلى أين وصل؟
الجزء الثاني


استكمالا للجزء الأول والذي ذكرنا فيه مراكز القوى المؤثرة في البلد، ومن هي الجهة التي لها اليد الطولى فيها الآن، وقد تطرقنا للجيش... وفي هذا المقال سوف نتطرق لقوى ثانية وهي:


2- القبائل:


للقبائل في اليمن تأثير كبير في الدولة، وكانت تُعد قوة مؤثرة تستند إليها السلطة الحاكمة لأن الكثير من مشايخ القبائل هم من ضمن الحكام في البلد ولكن هذه القوة التي تمثلها القبيلة في استناد السلطة عليها مرتبطة بشخص شيخ القبيلة لا بأبناء القبيلة كلهم على وجه الحقيقة، لأن أبناء القبيلة يتبعون للشيخ تبعية مبنية على أعراف وتقاليد وبالتالي من يخرج على هذه الأعراف فإنه يصبح منبوذا من أهل القبيلة وهذه الأعراف منها ما هو من الإسلام ومنها ما هو من الجاهلية


أولاً: هناك عوامل ساعدت في إيجاد هذا الاتباع:


1. الأعراف


2. الجهل، حيث تم تجهيل أبناء القبيلة بشكل متعمد بعدم توفير التعليم وصرفهم نحو العمل في الجيش وحُراس (مرافقين) لشيخ القبيلة.


3. الصلاحية التي أعطتها الدولة لشيخ القبيلة مثل جعل الناس يرجعون إليه في كل أمر، فأمره نافذ فأصبحت سلطته في القبيلة أقوى من سلطة الدولة، حيث جعلت الشيخ غير محاسب أمام الدولة إذا ظلم أو أخذ حقاً من حقوق الناس، ووفرت له الدولة مالاً وميزانية شهرية أو غضت الطرف بل وسمحت له أن يتلقى أموالاً من أطراف خارجية وبالذات من أمراء آل سعود الذين كانوا يعطون مشايخ القبائل أموالاً بشكل مستمر.


وبالتالي بسبب هذه التعبية لشيخ القبيلة يمكن لأي طرف شراء ولاء القبيلة بأكملها وبجميع مقدراتها عن طريق استمالة شيخ القبيلة، وهذه الاستمالة تتم عن طريق شرائه بالمال وتأمين مصالحه، إلا القليل القليل منهم والذين حاربهم النظام دون هوادة فقتل من قتل منهم وحارب من حارب عن طريق تشجيع أحد أبناء عمومة الشيخ لصناعته كبديل.


ثانياً: الرابطة التي تربط القبيلة بالدولة:


عملت الدولة منذ ثورة 1962م في الشمال ضد المملكة المتوكلية بدعم أمريكي عن طريق عبد الناصر، حيث عملت على تأسيس وزارة شؤون القبائل والتي كان المشايخ عن طريقها يتلقون المال، وبالتالي بدأ إفسادهم بالمال منذ ذلك الوقت وحتى اليوم.


كان للإنجليز السبق في ربط مشايخ القبائل بهم عن طريق عبد العزيز آل سعود وركزوا على كبار المشايخ وهم شيخ مشايخ بكيل وشيخ مشايخ حاشد وهم على التوالي سنان أبو لحوم وعبد الله الأحمر.


وبالتالي تم إفساد المشايخ بشكل وقح بالمال، وهذا الدور قام به الإنجليز بشكل خاص فقد ظل كثير من المشايخ يستلمون إتاوات من حكام آل سعود، ومن ثم أتى صدام حسين ودعم كثيراً من المشايخ بالمال ولحقه القذافي، وكل هذا بترتيب من الإنجليز، وإضافة إلى أعمال الهالك علي صالح حيث سار على هذا النهج، وسار على هذا معظم الأحزاب المنضوية تحت الرابطة الوطنية حيث كانت تشتري المشايخ بالمال، فأصبحت الرابطة التي تربط القبيلة بالدولة في اليمن العمالة للإنجليز المبنية على الرابطة المصلحية (المال)، لأن الإنجليز بأساليبهم الماكرة استطاعوا أن يربطوا المشايخ بهم ارتباط عمالة بعد أن دفعوا لهم الأموال واستمروا في تأمين وصول المال لهم سواء عن طريق صالح أو آل سعود أو صدام أو القذافي.


ثالثاً: واقع القبائل:


القبائل القاطنة في المناطق الشمالية والشرقية تأثيرها أكبر من بقية القبائل بسبب قربها من العاصمة مركز الحكم، ويمكن ترتيبها:


1. قبائل حاشد ويتركز معظمها في محافظة عمران وحجة وصنعاء.


2. قبائل بكيل ويتركز معظمها في صنعاء وعمران وحجة والمحويت والجوف.


3. قبائل مذحج ويتركز معظمها في ذمار ومأرب.


ويتمثل تأثيرها بسبب سيطرة أبنائها على المناصب العسكرية في الدولة، وارتباط مشايخها الكبار ارتباط عمالة مع الكافر المستعمر وبعضهم إضافة إلى أنه من الحكام في البلد استغل نفوذه وأصبح من رجال المال والأعمال، ومعظم أبنائها مجندون في الجيش فأصبح للقبيلة تأثير عليهم، وامتلاكها لأسلحة خفيفة ومتوسطة وبعض القبائل تمتلك سلاحاً ثقيلا.


القبائل القاطنة في الوسط والجنوب:


في المناطق الوسطى يكاد يختفي دور القبيلة لأسباب عدة منها الأعمال التي قامت بها الدولة لإنهاء دور القبيلة بهذه المناطق، أما المناطق الجنوبية فعمل الإنجليز عند احتلالهم لعدن وأيضا الحزب الاشتراكي من بعدهم، عملوا على إنهاء دور القبيلة تماما في الجنوب، وظلت موجودة بشكل مؤثر نوعا ما في محافظة شبوة وأبين والضالع.


خلاصة هذه النقطة أن مشايخ القبائل في البلد يعتبرون من الوسط الإنجليزي وظلوا خلال حكم عملاء الإنجليز للبلد جداراً قوياً يتكئ عليه الحكام العملاء المرتبطون بالإنجليز.


رابعاً: وضع القبيلة بعد ثورة شباط/فبراير 2011م: كيف تغيرت الخارطة القبلية؟


إن أهم نقطة سوف نتكلم عنها هي دخول أمريكا اليمن بخط المواجهة على الأرض عن طريق الحوثيين، حيث قامت بالتالي:


1. حاولت شراء كثير من مشايخ القبائل وبدأت بالمقربين من الأسر الهاشمية أو ممن له صلة قرابة بهم، حيث قامت بإرسالهم للضاحية الجنوبية في لبنان، ومن هناك بدأ الربط المالي.


2. بعد أيلول/سبتمبر 2014م عند دخول الحوثيين صنعاء أسروا بعض المشايخ، وهرب الكثير منهم وخصوصا من كان مرتبطاً بحزب الإصلاح.


3. بعد آذار/مارس 2015م عاصفة الحزم المشؤومة، تغلغل الحوثيون في الوسط القبلي وخصوصاً الموالين لحزب المؤتمر.


4. بعد كانون الأول/ديسمبر 2017م مقتل علي صالح، هرب وسُجن ودُجّن كثير من المشايخ الموالين لحزب المؤتمر.


والخلاصة:


ضعف دور الإنجليز في الوسط القبلي في المناطق الشمالية التي يسيطر عليها الحوثيون حالياً، وزاد تأثير أمريكا عن طريق الحوثي للأسباب التالية:


1. دخول الحوثي صنعاء وعاصفة الحزم وقتل علي صالح ضرب الوسط القبلي، منهم من قُتل ومنهم من سُجن ومنهم من دُجن ومنهم من هرب، خرج أبناء عبد الله الأحمر شيخ مشايخ حاشد مطرودين مع بقاء كبيرهم صادق الأحمر لا حول له ولا قوة والآن هو معزول في بيته، وخرج شيخ مشايخ بكيل خارج البلد، وابنه سبأ هرب من سطو الحوثي إلى الإمارات، وهذا الأمر أوجد فراغاً يعمل الحوثيون ليل نهار على ملئه.


2. أعمال الحوثي الإجرامية والمدروسة التي يقوم بها أخافت المشايخ مثل القتل والاختطاف والإخفاء القسري وتفجير منازلهم، وآخر مثال مشايخ منطقة حجور في حجة حيث أعدموا المشايخ ثم فجروا منازلهم.


3. عمل الحوثي خلال هذه الفترة على إحلال المشرفين الأمنين التابعين لهم محل مشايخ القبائل.


4. يعمل الحوثي على صناعة مشايخ موالين له، على سبيل المثال أوجدوا ما يسمى مجلس التلاحم القبلي وأيضا عملوا مؤتمرات عدة باسم حكماء اليمن يدعى فيها مشايخ القبائل، وتم تعيين كثير من المشايخ الجدد الموالين لهم في مجلس الشورى.


ولكن أمريكا وعن طريق الحوثيين تحتاج إلى وقت طويل لتصفية الوجود الإنجليزي في الوسط القبلي وصناعة وسط قبلي موالٍ لها لأسباب عدة، أهمها أننا اليوم على مشارف نهاية الحكم الجبري ونحن في مرحلة «ثم تكون خلافة على منهاج النبوة» وطريقهم طويلة لأن عملاء الغرب يعملون لإيجاد دولة لأحزابهم وليس دولة للأمة وبالتالي فإن أي منصب في الدولة يجب أن يكون من حزبهم ولن يسعفهم الوقت إن شاء الله للوصول لهذه النقطة.


وأخيراً: يجب أن يدرك مشايخ القبائل أنهم صاروا دُمى بأيدي المتصارعين العملاء وأن سيرهم في هذا الطريق قد أوردهم وأهاليهم ورجالهم موارد الهلاك في الدنيا والآخرة، وعليهم أن يدركوا أن المال الذي يبحثون عنه ويمدون أيديهم للحصول عليه سوف يرديهم الهلاك، فليعتبروا مما حصل للكثير منهم، وعليهم أن ييمموا طريقهم نحو تطبيق شرع الله وأن يعملوا مع العاملين المخلصين لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي يعمل لها حزب التحرير، والكثير منهم يعرف حزب التحرير جيداً فقد أوصل الحزب رسالته للكثير الكثير منهم ولا زلنا نحمل لهم هذا الخير، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾.


...يتبع الجزء الثالث


كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الهادي حيدر – اليمن

 

الجزء الأول (1)

 

الجزء الثالث (3)

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع