الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الصراع في اليمن بين أذناب بريطانيا وأتباع أمريكا إلى أين وصل؟


الجزء الثالث والأخير

 


استكمالا للجزء الأول والثاني الذي ذكرنا فيهما مراكز القوى المؤثرة في البلد، ومن هي الجهة التي لها اليد الطولى فيها الآن: وقد تطرقنا للجيش والقبائل في هذا المقال وسوف نتطرق للأحزاب والتنظيمات:


3- الأحزاب والتنظيمات:


أولاً: واقع الأحزاب


يبلغ عدد الأحزاب المسجلة في لجنة شؤون الأحزاب في اليمن أكثر من 40 حزباً، ولكن 90% منها ليس لها وجود مؤثر، وكل هذه الأحزاب أعطيت تراخيص للعمل في البلد بناء على قانون رقم (66) لسنة 1991م والمكون من (39) مادة، والذي يشترط عدة شروط وكلها تقنن لتشكيل أحزاب علمانية منسلخة عن عقيدة الأمة وتمنع تشكيل أي حزب إسلامي سياسي يعمل للإسلام كمبدأ يعالج جميع مشاكل الحياة، وتجعل الحزب جزءاً من النظام القائم، وهاكم على سبيل المثال:


في المادة (8): يشترط لتأسيس أي حزب أو تنظيم سياسي أو للاستمرار في ممارسة نشاطه ما يلي:


أولاً: عـدم تعارض مبادئه وأهدافه وبرامجه ووسائله مع:


1- الدين الإسلامي الحنيف.
2- سيادة واستقلال الوطن ووحدته أرضاً وشعباً.
3- النظام الجمهوري وأهداف ومبادئ ثورتي سبتمبر وأكتوبر ودستور الجمهورية.
4- الوحدة الوطنية للمجتمع اليمني.
5- الحريات والحقوق الأساسية والإعلانات العالمية لحقوق الإنسان.
6- الانتماء القومي العربي والإسلامي للمجتمع اليمني.


ونلاحظ من خلال الشروط أعلاه أن الأحزاب التي قامت في اليمن تعتبر جزءاً من النظام القائم وهي من جنسه، وبالتالي لا يرجى منها تغيير جذري كون مناهجها لا تخرج عن الأطر التي حددها الغرب الكافر وفرضها قوانين على الدويلات في بلاد المسلمين؛ لذلك لن يخرج من عباءة هذا القانون أي حزب مبدئي قائم على أساس الإسلام، ويعتبر أي حزب يدعو لأفكار تناقض الشروط أعلاه حزبا محظورا، وبالتالي يعني تكريسا لحياة العلمانية والشقاء والبعد عن الإسلام، لهذا كانت الأحزاب القائمة في اليمن على أساس هذا القانون والمرخصة بموجبه أحزاباً تعارض معارضة شكلية فقط وأصبحت معول هدم للإسلام ومعول بناء للحضارة الغربية، فنظرة بسيطة للشروط أعلاه نلاحظ التناقض الصارخ بينها؛ فالشرط الأول الذي ينص على عدم مخالفة أي حزب للدين الإسلامي الحنيف، تناقضه الشروط الخمسة التالية، فالشرط الثاني يتحدث عن سيادة البلد واستقلاله واعتبار الحدود التي حددها الاستعمار في بلاد المسلمين مقدسة وجعل بلاد المسلمين الواحدة أكثر من 58 دويلة تتقاتل فيما بينها بعد أن وحدها الإسلام في دولة واحدة وجعل الرابطة الوطنية بديلاً لرابطة العقيدة الإسلامية، بمعنى أن المسلم في فلسطين أو تركستان الشرقية لا تربطك فيه أي رابطة لأنه لا يعيش معك في الرقعة نفسها التي رسمها الغرب، وبالتالي أنت ممنوع من نصرته من خلال قانون البلد! والشرط الثالث تكلم عن النظام الجمهوري، فهل النظام الجمهوري من الإسلام، وهو الذي جعل السيادة للشعب وليس للشرع والذي صُدّر لنا من فرنسا بعد ثورة 1779م؟! والشرط الرابع تكلم عن الوحدة الوطنية بدلاً من وحدة الأمة الإسلامية على غرار العودة لزمن الجاهلية قبل الإسلام عندما كان العرب قبائل متناحرة متقاتلة يسيطر عليها إما الفرس أو الروم، والشرط الخامس تكلم عن الحريات والحقوق العالمية والتي صاغها الكفار بما يناسبهم، فهو يساوي بين الرجل والمرأة بكل شيء، ويعطون الحقوق للشواذ والمثليين وممارسة الدعارة بترخيص من الدولة، وتنمية المال بالربا، ويساوي بين المؤمن والملحد، ويعطل الحدود... وفي المقابل يفرق بين الرجل الأبيض والرجل الأسود! أي قوانين هذه؟! ففيها كل المتناقضات، وأما الشرط السادس فقد تكلم عن الانتماء القومي، فهل تلتقي الرابطة القومية مع رابطة العقيدة؟! فالرابطة القومية رابطة جاهلية مدمرة فلا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى، هذا هو ميزان الإسلام...


ثانيا: عمالة الأحزاب الوطنية:


سعى الغرب الكافر بعد هدم الخلافة العثمانية إلى تشكيل أحزاب علمانية على غرار الأحزاب الموجودة في باريس وموسكو، ففي اليمن بعد ثورة 14 أكتوبر في جنوب اليمن شكّل الإنجليز الجبهة القومية ثم سلموها الحكم بعد رحيلهم، وشكّل الأمريكان جبهة التحرير، في 1978م، وتحول اسم الجبهة القومية إلى الحزب الاشتراكي اليمني والذي كما هو معروف يحمل أفكار المبدأ الاشتراكي ويتنكر للإسلام جملة وتفصيلا، وفي بداية السبعينات أسس إبراهيم الحمدي رئيس الشطر الشمالي الحزب الناصري على غرار الحزب الناصري في مصر وكان توجهه للأمريكان، وصار اليوم الحزب الناصري أكثر من 5 أحزاب وهو حزب قومي يناقض الإسلام، وفي 1981م شكل حاكم الشمال الهالك علي صالح وكان إنجليزي الولاء حزب المؤتمر. وفي 1991م بعد الوحدة بين الشطرين الشمالي والجنوبي تشكلت عدة أحزاب بعد إعلان التعددية الحزبية أبرزها كان حزب الإصلاح والذي يعتبر امتداداً لحركة الإخوان المسلمين وسار هذا الحزب بنفس الخط الذي سار عليه حزب المؤتمر وكان جزءاً من الحكومة وتفرقت قيادته بين جهتين العدد الأكبر سار بنفس الخط منذ تأسيسه والخط الآخر وخصوصا أصحاب المنظمات أمثال توكل عبد السلام كرمان الحاصلة على شهادة نوبل للسلام، هذا الخط سار مع الأمريكان، وكانت تركيا أردوغان عميل أمريكا هي قبلتهم، وهذا الخط يدعو لتبني العلمانية بوقاحة سافرة من خلال التصريحات التي تطلق من أمثال المدعوة توكل، وفي 1992م تأسس منتدى الشباب المؤمن في صعدة وكان يضم شباب المذهب الزيدي والذي ارتبط بعض أعضائه بإيران أمثال حسين بدر الدين الحوثي (مؤسس الحركة الحوثية) والذي ذهب لزيارة إيران عدة مرات وتلقى منها الدعم وحصل بينه وبين على صالح 6 حروب، أما اليوم فقد أصبحت الحركة مسيطرة على نصف اليمن بفضل الدعم الأمريكي لها، أما في الجنوب فكل التشكيلات المؤثرة هناك تدور مع رغبة أسيادها الكفار سواء المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات ومن خلفها الإنجليز، أو المجلس الأعلى للحراك الثوري المدعوم من أمريكا، وبعد 2011م شّكل التيار السلفي أكثر من حزب أبرزها اتحاد الرشاد السلفي والذي ما لبث فترة وجيزة حتى انسلخت بعض القيادات منه وشكلوا حزب السلم والتنمية وحزب النهضة ولم يأتوا بجديد بل ساروا على ما سار عليه حزب الإصلاح لأن قادتهم كانوا جزءاً من الوسط السياسي الموالي للإنجليز، وهم أرادوا الدخول في العمل السياسي ولكنهم سلكوا الطريق الخطأ، وهكذا سوف تظل هذه الأحزاب تخدم الغرب الكافر وتكون مطية لهم ما دامت تحقق رغبة الغرب بالمحافظة على حضارته وسوف تظل تتنازل كل يوم عن حكم شرعي ولن يرضى عنها الغرب وسوف تظل تتشظى لأنها لم تجعل الإسلام هو مبدأها فقد خسروا الدنيا والآخرة!!


ثالثا: الأعمال التي قامت بها الأحزاب الوطنية لخدمة الغرب الكافر في حربه الحضارية ضد الإسلام.


1- أعطت شرعية للحكام الظلمة العملاء.
2- حملت وتبنت أفكار ومفاهيم ومقاييس الغرب الكافر ونشرتها، والأخطر من ذلك أنها دلست على الأمة وخلطت الكفر مع الإسلام.
3- جعلت الولاء للمصلحة والوطن بدلا من أن يكون لله.
4- استباحت دماء بعضها البعض.
5- نفذت مخططات الكافر في اليمن.
6- ربطت أتباعها ربطاً مصلحياً، وبالتالي أفسدت طريقة التفكير عند المجتمع فلا تكاد تجد إنساناً مبدئياً، بل تجد مصلحيين يدورون مع المال حيث دار!!


رابعاً: الوضع الحالي للأحزاب من حيث تأثيرها:


في الشمال فإن المسيطر الأوحد هو حركة الحوثي التابعة لإيران والتي تخدم السياسة الأمريكية وتقوم الحركة حاليا بأعمال كثيرة لكسب ود الناس سواء بالترغيب بإعطاء أتباعها المناصب والمال، أو بالترهيب لمن يخالفها بالسجن والقتل والاختطاف القسري، ولم تأت بجديد لكي تبهر الناس به بل سارت على ما سار عليه الذين قبلها من الأحزاب العلمانية والتي تتدثر بشعار الإسلام والإسلام منها براء... إن الجديد الذي جاءت به هو استباحتها للدماء وتجرؤها على شرع الله بإنكار سنة نبيه e التي لا تكون على هواهم. أما حزب المؤتمر والذي لا يزال موجودا فهو كامن يسير مع حركة الحوثي حسب طريقة الإنجليز في المسايرة، ولكن الحركة تدرك هذا وبالتالي تأثيرهم يقل بسبب الضربات التي يتعرضون لها من حركة الحوثي، ولكنه لا يزال لديهم قاعدة شعبية بسبب تصرفات حركة الحوثي الإجرامية.


أما في الوسط وخصوصاً تعز فإن حزب الإصلاح صاحب التأثير فيها حيث تحول إلى مليشيات مسلحة ولديها سجون وتسير بنفس خُطاها السابقة في ربط الناس بالمصالح، ولكن هذه المرة تستخدم القوة والبطش للمحافظة على بقائها في تعز بسبب الصراع هناك، وهذا الأمر يقلل شعبيتها ويزيد من خصومها بسبب هذه الأعمال، فتواجد الحزب نشط في محافظة مأرب وتعز فقط وبقية خلاياه نائمة تداهن وتتنكر لحزبها.


في الجنوب الصوت الأقوى فيه هو للمجلس الانتقالي الموالي للإنجليز وهو موجود في معظم المحافظات ومعظم قياداته كانت منتمية لحزب المؤتمر أو للحراك الأمريكي ولكن تم احتواؤهم من قِبل الإمارات، وهم لن يسلموا من مشاغبات عملاء أمريكا في الجنوب من خلال القيام بعمليات قتل وتفجير واستهداف لقياداتهم مثلما حصل مؤخراً عند مقتل منير اليافعي قائد قوات الدعم والإسناد وأيضا تعرض كثير من قياداتهم من الصف الثاني والثالث لمحاولات اغتيال.


والخلاصة:


يجب أن يدرك أهل اليمن عمالة هذه الأحزاب ويدركوا أن هناك بارقة أمل وهي وجود حزب التحرير يعمل بينهم ومعهم لإقامة سلطان الإسلام ولإخراجهم من جحيم الصراع الدولي، وهو حزب مبدؤه الإسلام ويعمل في أكثر من 40 بلداً حول العالم، وقد أعد دستورا مستنبطا من عقيدتهم يحل جميع مشاكل المسلمين والعالم، وهو حزب مستنير بوعيه السياسي وبفهمه الشرعي والأصولي، وإصداراته تشهد له بذلك، ومن أراد الاطلاع فليعرف بنفسه هذا من خلال الجلوس مع شبابه وإن تعذر له ذلك فمواقعه على الشبكة العنكبوتية زاخرة، ونحن اليوم نطلب منكم العمل لإنقاذ أنفسكم من الشقاء في الدنيا وخسران الآخرة، فمَن غيرُ الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة والتي بشرنا بها الرسول e والتي يعمل لها حزب التحرير تنقذكم؟!

 


كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الهادي حيدر – اليمن

 

الجزء الأول (1)

 

الجزء الثاني (2)

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع