الخميس، 24 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

السودان لا يسع أهله

 

منذ ما يسمى باستقلال السودان انتشرت مقولة (السودان يسع الجميع) لكن الواقع يناقض هذه المقولة فالتقسيم الذي تركه المستعمر القديم (بريطانيا)، بخبث ومكر شديدين، قسم به البلاد إلى جهويات وإثنيات قابلة للاشتعال حول نفسها وتكوين انتماء يفصلها عن غيرها من بلاد المسلمين، في ظل واقع يشوبه الظلم وهضم الحقوق، مع تغذية هذا الواقع من الدولة ليس بسوء الرعاية فحسب، بل بالجلوس مع كل متمرد في كل قطعة من البلد بأمر من الدول الغربية نفسها التي تدعم التمرد، فكانت قارعة الجلوس مع حملة السلاح في طاولة المفاوضات، وإعطاؤهم سلطة وحكماً وثروة، كانت هذه ظاهرة أسالت لعاب العابثين بمستقبل البلد، فتكونت عشرات الحركات المسلحة والمليشيات لتحرير السودان، كما يقولون، من أهله وما يسع السودان أهله!

وبعد عقد اتفاق جوبا الكارثي أصبحت ثلاث مناطق هي دارفور وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق مناطق (محررة!) لها الحق في إبرام اتفاقيات واستثمارات دولية دون الرجوع إلى المركز ولها حق الحكم الذاتي للمناطق الثلاث! وأكثر من ذلك فالدولة ليس لها يد في أي قرار يتخذ بشأن داخلي لهذه المناطق، فمثلا إذا أرادت حكومة السودان بناء مصلحة عامة عليها أن تستأذن الحكومة المحلية فهي من تقرر! هذه المناطق الثلاث أعطيت باتفاقية جوبا ٤٠% من الخدمة المدنية لأبنائها بالأقاليم الأخرى وينال أبناؤها تعليما مجانيا حكوميا ومنحا خاصة، وينال٢٠% من تخصصات الطب والهندسة وغيرها في القبول بجامعات الأقاليم الأخرى ومجاناً وبأقل النسب، في حالة تعكس تمييز الدولة بين رعاياها، وهو ما أثار حفيظة الآخرين من أبناء البلاد، فارتفعت أصوات بعض العملاء بالمطالبة بالحكم الذاتي لشمال السودان وشرقه!!

ومن يسمع وزير المالية وهو يكرر هذه الجملة السمجة (السودان يسع الجميع) يعلم تماما لماذا يطبق السياسات المجحفة في حق الناس من رفع دعم وتعويم الجنيه وزيادة الاستثمار الأجنبي... كل ذلك يأتي على رأس الإنسان المغلوب على أمره ليوفر حضرته مبالغ طائلة للمناطق الثلاث لصرفها على أرتال المتمردين من جيشه، فكل الوزارات والمجلس السيادي والصناديق الائتمانية والبنوك والشركات الحكومية أصبحت محاصصات على أساس الجهة، أو العرق، أو القبيلة!

وما وسع السودان غير الأجنبي عبر اتفاقيات الاستثمارات الأجنبية التي لا يسندها أي قانون فنهبت ثروات البلد بالتوقيع على استثمارات يلقى فيها الفتات وتستحوذ الدول الاستعمارية على نصيب الأسد، هذه الاستراتيجيات وضعها المستعمر بخبث ودهاء وينفذها من باع بذمته عرضاً من الدنيا قليلاً، ولن يوقفها إلا دولة مبدئية تجمع الناس على عقيدة الحق وتقطع يد كل من يخطط وينفذ هذه الاستراتيجيات.

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

غادة عبد الجبار (أم أواب) – ولاية السودان

 

#بالخلافة_نقتلع_نفوذ_الكافر

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع