الخميس، 24 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الدور الإجرامي لهيئة الأمم المتحدة في اليمن

 

لا تكاد الحرب المسعورة التي يشنها الكفار على جميع الأصعدة على الإسلام والمسلمين، لا تكاد تتوقف منذ أول يوم لنزول الوحي على النبي ﷺ إلى يومنا هذا حتى تكوّن عند الكفار مخزون هائل من الحقد الدفين على الإسلام والمسلمين، ولقد تزايد ذلك الحقد بعد أن نجح السلطان محمد مراد بفتح القسطنطينية وعرف بعد ذلك بمحمد الفاتح فدق ناقوس الخطر عند الدويلات النصرانية في أوروبا فتوحدت بعد أن مزقتها القوميات والعرقيات والحروب الطويلة بينها فكونت ما تسمى بالأسرة النصرانية، ووضعت القواعد التي تسير شؤونها والاتفاقيات التي تسير بحسبها وسميت بالأسرة الدولية، فكانت النواة لعصبة الأمم ثم لهيئة الأمم فيما بعد، وكانت قواعدها واتفاقياتها وقوانينها هي ما يعرف الآن بالقانون الدولي الذي تتحكم به الدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا في شئون دول العالم من خلال هيئة الأمم المتحدة، وكان الهدف الأساسي للأسرة الدولية هو محاربة الدولة العثمانية بوصفها دولة إسلامية ومنع تقدمها في بلاد أوروبا. وفي عام 1919م نشأت منظمة عصبة الأمم النصرانية بحجة حفظ الأمن والسلام الدوليين، وقد كانت الدول الاستعمارية التي أنشأت عصبة الأمم بعد انتصار الحلفاء، تزعم من قبل أن حفظ السلام يتم عن طريق التحالف بين الدول الكبرى أو عن طريق المؤتمرات الدولية ثم أصبح يحفظ عن طريق المنظمات ﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً﴾.

 

أما الهدف الحقيقي لعصبة الأمم فهو الحفاظ على مصالح الدول الكبرى وحراستها وتنفيذ مخططاتها وحتى تأخذ منظمة عصبة الأمم الطابع الدولي، وتُزال عنها النكهة النصرانية ظاهريا تحولت إلى منظمة جديدة يسمح لجميع الدول الدخول فيها سميت هيئة الأمم المتحدة، فنواتها هي الأسرة الدولية (النصرانية)، فهي منظمة نصرانية بغطاء دولي. فقد نشأت هيئة الأمم المتحدة في 24/10/1945م، ولها أهداف عصبة الأمم نفسها وهي الحفاظ على الأمن والسلام الدوليين. وهيئة الأمم المتحدة تتكون من ستة أجهزة رئيسية وهي:

 

  • الجمعية العمومية.
  • مجلس الأمن الدولي.
  • المجلس الاقتصادي والاجتماعي.
  • مجلس الوصاية.
  • محكمة العدل الدولية.
  • الأمانة العامة.

وتتفرع من الأمانة العامة للأمم المتحدة منظمات متخصصة في شتى المجالات ومنها:

 

1- المنظمة الدولية للطيران المدني (icao)

2- منظمة الأغذية والزراعة، المعروفة بالفاو (fao)

3- منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، المعروفة باليونسكو (unes)

4- منظمة الأمم المتحدة للملكية الفكرية، المعروفة بالوايبو (wpo)

5- منظمة الصحة العالمية (who)

6- صندوق النقد الدولي (imf)

7- مجموعة البنك الدولي

8- البنك الدولي للإنشاء والتعمير

9- مؤسسة التمويل الدولية (ida)

 

والمنظمات التابعة للأمم المتحدة كثيرة ومنتشرة في جميع دول العالم. وقد وصل عدد أعضائها إلى 193 دولة إلا أن خمس دول فقط هي دائمة العضوية فيها وهي: أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، ولكل دولة منها حق (الفيتو) أي نقض أي قرار حتى لو تمت الموافقة عليه بالإجماع، فالدول الأخرى ليست إلا شاهد زور لما تريد هذه الدول الخمس تنفيذه فتحضر للتصويت عليه، وهذا كافٍ لبيان فساد هيئة الأمم المتحدة وأنها هيئة استعمارية تعمل لصالح الدول الخمس وعلى رأسها أمريكا.

 

الأهداف المعلنة لهيئة الأمم المتحدة:

 

1- الحفاظ على الأمن الدولي.

2- التنمية الاقتصادية.

3- التقدم الاجتماعي.

4- التعاون في مجالات القانون الدولي.

5- تحقيق السلام العالمي وحقوق الإنسان.

 

الأهداف الحقيقية الخفية غير المعلنة لهيئة الأمم المتحدة:

 

1- الحفاظ على مصالح الدول الكبرى المتنفذة فيها وحراستها.

2- التدخل في شئون الدول عن طريق صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لصالح الدول الكبرى الاستعمارية وفي مقدمتها أمريكا.

3- إضفاء الشرعية الدولية على الاستعمار.

4- اتباع سياسة الكيل بمكيالين.

5- محاربة الإسلام تحت شعار (الحرب على الإرهاب).

 

فقد كان من أهم قراراتها عام 1947م، تقسيم فلسطين إلى دولة عربية وأخرى يهودية لتزرع في جسد الأمة الإسلامية سرطاناً خبيثاً لا زالت تعاني منه إلى اليوم.

 

ولبيان أكذوبة أهداف الأمم المتحدة المعلنة، ومنها الحفاظ على الأمن والسلام الدوليين فإن الحروب بين الدول لم تتوقف، بل إن عدد الذين سفكت دماؤهم من البشر منذ نشأت عصبة الأمم إلى يومنا هذا يربو على 50 مليون نسمة!!

 

ويكفي أن نبرهن على فساد هيئة الأمم المتحدة وإجرامها أن صندوق النقد الدولي التابع لها يتدخل في شؤون الدول ويفرض عليها القروض لتدخل مصيدة الديون فيفرض عليها شروطه وإذا لم تستجب لتلك الشروط وتخضع لبرنامج الإصلاح الاقتصادي، قام الصندوق بقلب الحكم في ذلك البلد! وسوف نقتصر هنا على بيان إجرام هيئة الأمم المتحدة في اليمن؛ فقد دخل البنك الدولي في اليمن في عام 1995م فهيأ الأجواء لإسقاط نظام الحكم، وتم له ذلك في عام 2014م، ثم كانت الحرب العبثية التي استمرت أكثر من سبع سنين عجاف على أهل اليمن فخلفت الكوارث والمآسي والمعاناة والأزمات والأمراض الفتاكة والفقر والمجاعة وسفك الدماء وغيرها، وهو دليل قاطع على إجرام هيئة الأمم المتحدة والدول المتنفذة فيها وعلى رأسها أمريكا.

 

ودور هيئة الأمم المتحدة الإجرامي في اليمن واضح لكل ذي عينين وسوف نجمل ذلك في النقاط الآتية:

 

أولا: دور هيئة الأمم المتحدة الإجرامي في المجال السياسي

 

لا شك أن أمريكا هي الدولة التي تمتلك القرار الأول في هيئة الأمم المتحدة وهي أكثر الدول الخمس دائمة العضوية تأثيراً في قراراتها في المنع والتنفيذ. وبما أن هدف أمريكا في اليمن هو إزاحة عملاء بريطانيا من الحكم، فقد أوكلت المهمة لصندوق النقد والبنك الدوليين لتهيئة الأجواء منذ منتصف التسعينات، وتم لها ذلك في 2014م؛ فقد جاءت بعملائها الحوثيين إلى الحكم بعد أن تم ضرب قوة علي صالح من خلال عاصفة الحزم، وقد وقفت الأمم المتحدة إلى جانب الحوثيين ودعمتهم بالمساعدات الغذائية التي كان لهم ولأتباعهم النصيب الأكبر منها، كما أمدتهم بالأسلحة من ميناء الحديدة الذي تحت سيطرتهم، ولما كادت قوات هادي بقيادة طارق صالح أن تسيطر عليها في عام 2018م فزعت أمريكا وهيئة الأمم المتحدة لذلك، فسارعت هيئة الأمم المتحدة بإرسال مبعوثها إلى اليمن غريفيث. فتم توقيف الحرب وإخراج قوات طارق منها وإجبار الطرفين على قبول المفاوضات في السويد، وكان من نتائجها أن تبقى مدينة الحديدة وميناؤها مع الحوثيين ولا زالت معهم إلى اليوم. وقد كان لهيئة الأمم الدور الأكبر في إدخال المساعدات الغذائية والأسلحة معها، فكان لها دور كبير في تقوية الحوثيين وتثبيت حكمهم.

 

ثانيا: دور هيئة الأمم المتحدة الإجرامي في المجال الإنساني

 

تحاول هيئة الأمم المتحدة إبراز نفسها أنها المنقذ لأهل اليمن من المعاناة التي خلفتها الحرب فتسعى من خلال توزيع الأغذية ورصف الطرقات وبناء خزانات المياه، لإثبات ذلك، ولكن كثيراً من هذه الأغذية قد شارفت صلاحيتها على الانتهاء، وهي في الوقت نفسه تروج لمفهوم خاطئ قد يتحول عند البعض إلى معتقد، وهو أن المنظمات التابعة للأمم المتحدة هم من في قلوبهم رحمة وأن ديمقراطيتهم العفنة هي الأولى بالاتباع! كما أنها تساعد المنظمات الأخرى المختبئة تحت جناحها في نشر الإلحاد والرذيلة والمنكرات بأشكالها وأنواعها.

 

ثالثا: دور هيئة الأمم المتحدة الإجرامي في مجال التعليم

 

تسعى هيئة الأمم المتحدة عن طريق منظمة اليونسكو التابعة لها إلى التدخل السافر في شؤون التعليم بحجة إعطاء المعلمين والموظفين في المجال التربوي الحوافز بعد قطع مرتباتهم، فهي تعمل على إفساد مناهج التعليم لتتوافق بشكل أكبر مع الثقافة الغربية وهي تعطي للمعلمين جزءاً يسيراً جدا من الحوافز المخصصة لهم وتأخذ الباقي حتى تمتص غضبهم على الحوثي فلا يثوروا عليه. كما تقوم بالدورات التعليمية التخصصية أثناء الدوام الدراسي حتى تذهب الحصص الدراسية على الطلاب سدى فيكون تحصيلهم العلمي متدنياً للغاية، وهذا يساعد على الجهل وأمية المتعلمين. كما تستقطب المنظمات بعض المعلمين والمعلمات والطلاب ثم تعلمهم الثقافة الأجنبية حتى توجد منهم من يحمل أفكاراً تتعارض مع النصوص القطعية في القرآن الكريم، فاليونسكو تساهم في نشر المفاهيم الخاطئة والمعتقدات الباطلة والأفكار المغلوطة والإلحاد.

 

رابعا: دور هيئة الأمم المتحدة الإجرامي في مجال الصحة

 

رغم أن منظمة الصحة العالمية تدعي أنها ذات المليارية الثلاثية؛ فقد عالجت مليار مريض، وهي تعمل على علاج مليار مريض، وهي تسعى إلى حماية مليار إنسان من المرض، إلا إنها في اليمن لم تستطع معالجة المرضى وحمايتهم منه كما تدعي، فها هي الأمراض الفتاكة والقاتلة تحصد أرواح الآلاف منهم، ولم تستطع مساعدتهم طبياً لإنقاذهم، كما أن اللقاحات أغلبها فاسدة وتساهم في زيادة المرضى وحصد أرواح بعضهم. وكذلك العلاجات التي يوزعونها بعضها أوشكت على الانتهاء وبعضها علاج واحد لأمراض شتى مختلفة ومتباينة، فكيف يكون لها العلاج نفسه؟! بل إن منظمة الصحة في اليمن تقوم بالمساعدات الطبية ليس من ناحية إنسانية، بل بحثاً عن الاسترزاق، فهي تجمع أموالاً طائلة من الجهات التي تتبرع لها بالمال فلا تعطي منها في المساعدات الطبية إلا الجزء اليسير، أما الجزء الأكبر فهو لخبرائها وموظفيها، فهي تقوم بعملها بحثاً عن أرزاقهم.

 

خامسا: دور هيئة الأمم المتحدة الإجرامي في إفساد المرأة

 

تسعى المنظمات التابعة للأمم المتحدة المتخصصة في مجال المرأة بشكل كبير لإفساد المرأة وإخراجها من عفتها وطهارتها والتزامها بأحكام دينها، والمنظمات تستخدم أساليب خبيثة وشعارات براقة من أجل إفساد المرأة مثل المساواة بين الجنسين ومظلومية المرأة ومكافحة العنف ضد المرأة، وهي شعارات براقة تستخدمها المنظمات لكي تتمرد المرأة على ولي أمرها سواء أكان أباها أو أخاها أو زوجها. كما تشجع المنظمات الاختلاط بين الجنسين وإثارة الغرائز الجنسية والتحرش الجنسي والكلام الساقط ونشر الفاحشة والرذيلة والزنا واللواط والسحاق وغيرها...

 

والخلاصة إن دور منظمة هيئة الأمم المتحدة هو دور إجرامي وهدام وتخريبي. فقد أوجدت لأهل اليمن الحرب العبثية ومخلفاتها من الأزمات والمشاكل والمعاناة والأمراض القاتلة والفقر والمجاعة وتدمير التعليم ونشر الجهل والثقافة الفاسدة والإلحاد والتسول باسمهم وسرقة أموالهم وإعطاءهم الفتات والترويج لثقافتهم الفاسدة وحلولهم السياسية.

 

إن المخرج لأهل اليمن وجميع المسلمين هو طرد تلك المنظمات الفاجرة بعد أن تبين لهم حقيقتها وأنها عدو لهم، وأن يعملوا مع إخوانهم شباب حزب التحرير لهدم الأنظمة الملكية والجمهورية التي تحكم بغير ما أنزل الله وتسهل أعمال المنظمات الفاجرة لتشيع الفساد في أوساط المسلمين، وأن يعملوا معه لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة فهي التي تحكم بما أنزل الله، وتنشر الخير في الأرض، وتحل كل المشاكل بأحكام الشرع وتعيد نهضة الأمة من جديد وتنتزع زمام المبادرة من أمريكا فتملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، فتعود الأمة الإسلامية خير أمة أخرجت للناس كما كانت من قبل، وما ذلك على الله بعزيز.

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد العليم الحاشدي – ولاية اليمن

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع