الثلاثاء، 24 محرّم 1446هـ| 2024/07/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

أمريكا تضلل الرأي العام في السودان

 

 

أقرّ مجلس النواب الأمريكي في جلسته الخميس 2022/07/14م، مشروع قرار يدين الانقلاب العسكري في السودان ويدعم الشعب السوداني. وبحسب مصادر إعلامية في واشنطن، تم تمرير القرار غير الملزم بدعم 416 نائباً ومعارضة 7 أعضاء. ‏وأقر المجلس مشروع الإدانة في اليوم نفسه الذي صادق فيه على تعيين السفير الأمريكي لدى السودان جون غودفري، والذي من المقرر أن يتسلم منصبه خلال الأيام القادمة.

 

إن مثل هذا الكلام كذب محض، تريد أمريكا من خلاله أن تكسب تأييد أهل السودان الذين يكنون العداء للبرهان الذي أزهق الأرواح، وللانقلاب العسكري، وأيضا كسب ود المعارضة في السودان وتظهر خلاف ما تبطن، فالعسكر هم يدها في السودان، وهي من دبرت انقلاب البرهان، وهذه الإدانة هي بمثابة لعب على العقول، وهي غير ملزمة كما جاء في الخبر، ولا يمكن البتة أن يتخذ البرهان قرارا مثل هذا بمعزل عن أمريكا، بل هي من أوعزت له بهذا الانقلاب عندما دنت فترة تسليم رئاسة المجلس السيادي للمدنيين، وحتى لا يسيطر المدنيون ويحكموا قبضتهم على مقاليد الأمور، ويهيكلوا الجيش، أقدم البرهان على هذا الانقلاب بعد ساعات من لقائه مع جيفري فيلتمان المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي.

 

وقد أورد موقع نون بوست تقريرا بعنوان: "هل دعمت واشنطن انقلاب البرهان؟" جاء فيه: "إقدام البرهان على انقلابه بعد ساعات قليلة من المباحثات التي جرت مع ‏المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي، جيفري فيلتمان، ذهب البعض إلى وجود تنسيق ما بشأن هذا التحرك الذي ما يمكن للجنرال السوداني أن يقدم عليه بمعزل عن ضوء أخضر مُنح له، إقليمياً كان أو دولياً". "إن فيلتمان أسهم بشكل ما في فتح الطريق أمام الفريق عبد الفتاح البرهان للسيطرة الكاملة على السلطة"، هكذا علقت مديرة البرنامج الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية ورئيسة تحرير سلسلة أفريقيات، أماني الطويل، على ما يثار بشأن تواطؤ أمريكي إزاء انقلاب البرهان. الخبيرة في الشأن السوداني مالت في مقال لها إلى احتمالية إعطاء واشنطن الضوء الأخضر للجنرالات بالقيام بهذا الانقلاب، منوهة أن هذا التنسيق من شأنه أن يقوي مستوى العلاقات بين العسكر وأمريكا وفق عدد من السياقات، أولها عدم ارتياح الإدارة الأمريكية لاتساع نفوذ ومساحة اليسار داخل حكومة عبد الله حمدوك.

 

فأمريكا تسعى لتجميل وجهها القبيح في السودان وبأنها تقف مع أهل السودان وأنها حريصة على مصالحهم. وما هذه الإدانة إلا لدغدغة مشاعر أهل السودان، فطالما أدانت أمريكا هذا الانقلاب فما هي العقوبة التي ستوقعها على العسكر الذين قاموا بهذه الجريمة حسب وجهة نظرهم؟! فليست هذه المرة الأولى التي تريد أمريكا أن تخادع فيها أهل السودان، فقد أدانت قبل هذا ما تقوم به قوات الاحتياطي المركزي، فقد أوردت رويترز في 2022/3/21 تقريراً جاء فيه: "فرضت الولايات المتحدة عقوبات على قوات الاحتياطي المركزي السودانية بسبب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، واتهمتها باستخدام القوة المفرطة ضد متظاهرين يحتجون سلميا على الانقلاب العسكري الذي وقع في تشرين الأول/أكتوبر". وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان إن قوات الاحتياطي المركزي، وهي جزء من الشرطة، كانت في صدارة قوات الأمن السودانية التي لجأت إلى "الرد العنيف" للتعامل مع الاحتجاجات السلمية في الخرطوم. وأشارت الوزارة إلى يوم بعينه في شهر كانون الثاني/يناير قالت إن القوات أطلقت خلاله الذخيرة الحية على المحتجين وطاردت، مع شرطة مكافحة الشغب والشرطة، المتظاهرين الذين حاولوا الفرار من المكان واعتقلت وضربت بعضهم، ما تسبب في مقتل اثنين بالرصاص وإصابة آخرين.

 

وقال برايان نيلسون وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والمخابرات المالية في البيان "منذ استيلاء الجيش على السلطة في 25 تشرين الأول/أكتوبر، استخدمت شرطة الاحتياطي المركزي في السودان القوة المفرطة والعنف بهدف إسكات النشطاء والمحتجين المدنيين". وأضاف "نُندد بأجهزة الأمن السودانية بسبب قتل ومضايقة وترهيب المواطنين السودانيين". والسؤال هل توقف القتل بعد إدانة أمريكا هذه؟ لا بل العكس حيث سقط في مظاهرة 30 حزيران/يونيو 11 قتيلا، فما هي الإجراءات التي اتخذتها أمريكا وأين هي العقوبات التي فرضتها؟!

 

فأمريكا تظهر حرصها على السودان وعلى خياراته كما تزعم، والحقيقة هي أنه لا يهمها غير مصلحتها في السودان وأن تؤول الأمور لها بأي ثمن حتى ولو على أشلاء أهله حتى تسيطر على مقاليد الحكم في السودان وتتمكن من نهب ثروات هذا البلد الهائلة عن طريق عملائها كما حدث في العراق وأفغانستان، فأمريكا سياساتها واحدة ولو تغير حكامها، فقد صرح به ترامب تجاه السعودية ولكنها تشمل كل الدول، حيث قال ترامب إن آل سعود يشكلون البقرة الحلوب لبلاده، ومتى ما جف ضرع هذه البقرة ولم يعد يعطي الدولارات والذهب عند ذلك ستأمر أمريكا بذبحها، مشيرا إلى أن هذه حقيقة يعرفها أصدقاء أمريكا وأعداؤها وعلى رأسهم آل سعود.

 

هذه هي أمريكا وهذه هي حقيقتها، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ﴾، وقال سبحانه: ﴿إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً﴾، وقال تعالى: ﴿كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الخالق عبدون علي

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

 

#بالخلافة_نقتلع_نفوذ_الكافر

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع