الثلاثاء، 24 محرّم 1446هـ| 2024/07/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها

 

تتوالى التحذيرات في السودان من اقتراب البلاد أكثر نحو الانزلاق إلى حرب أهلية شاملة إثر تصاعد أحداث الصراعات القبلية في ظل حالة من الاحتقان الأمني. فقد شهدت مدينة الروصيرص كبرى مدن إقليم النيل الأزرق جنوب شرق السودان، اشتباكات حامية، وقال شهود عيان للعربي الجديد إن أزيز الرصاص الحي سمع في الحي الجنوبي للمدينة، وأضافوا أن أعمدة الدخان تصاعدت، فيما فر مئات الأشخاص نحو الأحياء الغربية ووسط المدينة. وكان إقليم النيل الأزرق مسرحا خلال اليومين الماضيين لاشتباكات بين قبيلتي الفونج والهوسا، وحصدت ما لا يقل عن 31 قتيلاً و39 جريحاً طبقا لإحصاءات لجنة أمن الإقليم.

 

وتضاف أرقام الضحايا الجدد إلى أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم نتيجة صراعات قبلية أخرى كان مسرحها إقليم دارفور غربي البلاد، وجنوب كردفان في الجبال الشرقية بمدينة أبي جبيهة.

 

أما الأحداث الأخيرة في إقليم النيل الأزرق فسببها مقتل أحد المزارعين في منطقة أمورا بمحلية قيسان، وسرعان ما تداعت الأوضاع في باقي مدن الإقليم جراء الانهيار الأمني لتشمل مناطق قيسان ولكوري وأمورا وأم درفا وقنيص والروصيرص، والأخيرة يوجد فيها واحد من أكبر خزانات المياه في السودان الذي يستخدم لإنتاج الطاقة الكهربائية وري المشروعات الزراعية.

 

إن هذه الفتن لا بد أن وراءها مسببات وعوامل شجعت على اشتعالها، فبحسب شهود عيان فإن شرارة الفتنة بدأت من مالك عقار، حيث أراد تغيير هيكل الإدارة الأهلية في النيل الأزرق، فنصب أحد أفراد قبيلته ناظراً لعموم قبائل النيل الأزرق، فأراد الناظر الجديد تنصيب حاشية له فقام بتنصيب أمير لقبيلة الهوسا، وحدد له حدوداً جغرافية لإمارته، بالتعاون مع حاكم الإقليم الذي صدق له بموقع مقراً للإمارة، فاعترض الناس على تشييد المبنى، فأصدر أمير قبيلة الهوسا الجديد قراراً بوقف كل بنات الهوسا من العمل بالسوق والأماكن العامة وذلك بعد التحرش بإحداهن بالقرية 8 واعتراض الناس على بناء الدار، وأقام الهوسا نقاط تفتيش في الشوارع الرئيسية لإرجاع بناتهم إلى منازلهن وضربهن في كثير من الأحيان.

 

 جراء ذلك استدعى المك الفاتح حسن عدلان مك عموم قبائل النيل الأزرق، استدعى أمير قبيلة الهوسا واعترض على طريقة تفتيش المركبات العامة وأن ذلك قد يؤدي إلى احتكاك الناس ويقود إلى فتنة.. وقال له لا توجد إمارة في النيل الأزرق، ولكن توجد مكوكيات وعموديات فإن أردت أن تكون عمدة لتدير شؤون قبيلتك فلا مانع بذلك، فرفض أمير الهوسا رأي المك جملة وتفصيلا وحدثت مشادات كلامية، فقام المك بسجن أمير قبيلة الهوسا، وعلى إثر ذلك قامت قبيلة الهوسا بالنيل الأزرق بمسيرة ضخمة راكبين 13 عربة جامبو وعدداً كبيراً من الحافلات والعربات الصغيرة، جابوا بها مدينتي الدمازين والروصيرص وفيها تم شتم وسب المك الفاتح، وكل الإدارة الأهلية بالنيل الأزرق، فكان رد الفعل أن احتشد مكوك النيل الأزرق ودقوا النحاس واستعدوا للحرب وذلك منذ أكثر من شهرين.

 

وقام أناس في منطقة أداسي بجنوب شرق النيل الأزرق بقتل أحد الرعاة من قبيلة الهوسا، وفي اليوم التالي قام أفراد من قبيلة الهوسا بقتل شخصين من قبائل النيل الأزرق إلى أن وصل الحال إلى هكذا شكل، فتسارع كثير من أفراد قبيلة الهوسا إلى قيادة الفرقة الرابعة وتسليم سلاحهم وقالوا إنهم ليسوا دعاة حرب، ولا يعرفون كيف يستخدمون السلاح وأن من سلحهم هم الحركة الشعبية جناح مالك عقار!

 

ومع ازدياد وتيرة العنف وحرق عشرات المحال التجارية اضطرت السلطات الأمنية إلى حظر التجوال في تلك المناطق من الساعة السادسة مساء إلى السادسة صباحا إلى حين إشعار آخر، ومنعت كذلك التجمعات العامة، وأرسلت تعزيزات من الشرطة والجيش والدعم السريع لحسم ما سمته التفلتات الأمنية، وهددت باتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين...

 

لقد ظلت الأنظمة السابقة واللاحقة في السودان تستخدم القبائل وقودا لصراعاتها، ولم يسلم من ذلك عسكري ولا مدني، والخاسر الوحيد في هذا الصراع هم أهل البلد، فما زالوا يدفعون الثمن غاليا من دمائهم وأرواحهم. وإن الإسلام قد حرم دم المسلم، وحرم الاقتتال بين المسلمين، حيث قال رسول الله ﷺ: «إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ»، والقتال تحت الراية العصبية حرمه الإسلام، يقول النبي ﷺ: «مَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَدْعُو إِلَى عَصَبِيَّةٍ أَوْ يَغْضَبُ لِعَصَبِيَّةٍ فَقِتْلَتُهُ جَاهِلِيَّةٌ».

 

فلا بد أن يعي أهل السودان أن الوسط السياسي الموجود هو سبب الأزمات والمشاكل لأنه يفتقر إلى الفكرة السياسية الواعية. ولن يوقف نزيف الاقتتال القبلي إلا دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة لأنها تقوم على عقيدة أهل البلد؛ عقيدة لا إله إلا الله محمد رسول الله، فهي وحدها القادرة على صهر الناس بوصفهم أمة واحدة على أساس الإسلام العظيم لا على أساس العنصرية، ولا القبلية، ولا الوطنية، لذلك كان واجباً على كل مسلم ومسلمة العمل لإقامة هذا الفرض العظيم الغائب؛ صرح الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

حنان إبراهيم (أم علي سعيد) - ولاية السودان

 

#بالخلافة_نقتلع_نفوذ_الكافر

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع