الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

إليزابيث؛ سبعون عاما من الجرائم الوحشية!

 

شارك نحو 2000 شخص من بينهم ملوك وملكات ورؤساء، ورؤساء وزراء، ومشاهير وأصدقاء من مختلف أنحاء العالم في جنازة ملكة بريطانيا الملكة إليزابيث الثانية التي أقيمت في كنيسة دير ويستمنستر في لندن، وضمت قائمة قادة الدولة العربية العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وسلطان عمان هيثم بن طارق، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان. كما مثل المغرب في واجب العزاء الأمير مولاي رشيد، شقيق الملك محمد السادس. كما حضر عدد من رؤساء وزراء الحكومات العربية أمثال: رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، والوزير الأول الجزائري أيمن بن عبد الرحمن، ورئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد اشتية. وحضر من لبنان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ومن ليبيا نائب رئيس المجلس الرئاسي، موسى الكوني.

 

كالعادة تقاطر العملاء من كل حدب وصوب لحضور مراسم الهالكة إليزابيث التي ملأ إجرامها الدنيا بأكملها، فكل جريمة قامت بها بريطانيا خلال الـ70 سنة الماضية كانت تحت إشرافها فهي صاحبة صلاحية واسعة، فالصلاحيات التي تتمتع بها الملكة متنوعة، ويمكن تصنيفها في مجالات عدة وهي كثيرة جداً سأتناول جزءاً منها كما يأتي:

 

فصلاحية حل البرلمان واستدعائه للالتئام، ويحدث هذا عادة عند انتهاء الدورات البرلمانية، كما تستدعي الملكة البرلمان للالتئام عند حضورها جلسته الافتتاحية.

 

وصلاحية التصديق على القوانين أيضا من حق الملكة، ومسؤوليتها التصديق على مشاريع القوانين التي يصدرها البرلمان، والتوقيع عليها لكي تكتسب صفة النفاذ. وتتمكن الملكة نظرياً من رفض المصادقة على القوانين، وصلاحية تعيين وإقالة الوزراء، وكذلك صلاحية تعيين رئيس الحكومة، عقب أي انتخابات عامة أو في حالة استقالته لأي سبب. ففي حالة الانتخابات العامة تقوم الملكة بتعيين المرشح الأكثر حظا بالفوز بأكبر قدر من الدعم من جانب مجلس العموم. وفي حالة الاستقالة، تأخذ الملكة بنصيحة مستشاريها حول الشخص الذي ينبغي أن يتولى رئاسة الحكومة.

 

وكذلك صلاحية إعلان الحرب: تحتفظ الملكة (أو الملك) بصلاحية إعلان الحرب على دول أخرى، ولو أن هذه الصلاحية تمارس عملياً من طرف رئيس الحكومة والبرلمان.

 

وصلاحية الاستثناء من المقاضاة: فبموجب القانون البريطاني، تُعَدّ الملكة فوق القانون ولا يمكن مقاضاتها أبداً، كما لا يمكن محاسبتها في القضايا المدنية.

 

والملكة هي القائد العام للقوات المسلحة البريطانية، ويتوجب على كل أفراد هذه القوات أداء قسم الولاء للملكة عند انضمامهم إلى صفوفها بصفتهم "قوات صاحبة الجلالة".

 

وتتضمن الصلاحيات التي تتمتع بها الملكة تعيين الضباط في القوات المسلحة وطردهم.

 

وبهذه الصلاحيات الواسعة فإن أي قرار يمر عبرها، وفي الغالب يتم تحت إشرافها، وعلى سبيل المثال لا الحصر نورد بعض الجرائم الوحشية التي تمت تحت إشرافها:

 

العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 حيث كانت بريطانيا جزءاً أصيلاً منه. وكذلك ثورة 14 تشرين الأول/أكتوبر واستعمار جنوب اليمن سنة 1954م فكانت هي من أشرفت عليه، وكذلك غزو ليبيا الذي راح ضحيته أكثر من 20 ألف شهيد، والانتداب على فلسطين الذي أدى إلى إنشاء دولة لليهود ما زالت آثاره من قتل وتدمير مستمرة إلى يومنا هذا. وكذلك غزو أفغانستان الذي راح ضحيته أكثر من 150 ألف شهيد، وأيضا غزو وتدمير العراق...

 

وقد أورد موقع الوفد نيوز تقريراً بعنوان: "بريطانيا.. إمبراطورية الجرائم العظمى"، وقد جاء فيه: "التقرير الذي أصدره البرلمان الإنجليزي خلال الأيام القليلة الماضية حول غزو العراق عام 2003 والمعروف بـ"تقرير شيلكوت" لم يكن اكتشافا ولا مفاجأة. كان أحرار العالم يعرفون أن بريطانيا العظمى خططت مع الولايات المتحدة لتدمير بغداد ونهب كنوزها وإبادة ذاكرتها تحت حجج وأكاذيب لا أساس لها من الصحّة. كان كل ذي ضمير يعرف أن الهدف ليس إسقاط صدام حسين وبناء (عراق جديد)، وإنما تدمير دولة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، وتوالت عليها حضارات وثقافات عريقة، في الوقت الذي كان فيه أجداد الغزاة البيض يعيشون حياة بدائية بربرية، فقد أعلن شيلكوت في تقريره في مليونين ونصف مليون كلمة بعد 13 عاما من الكارثة، لكنه لم يَقُلْ من سيدفع ثمن الجريمة، وهل ستكون آخر جرائم الإمبراطورية، أم أنها استراحة قصيرة تستأنف بعدها الإمبراطورية "نشاطها" في تأسيس مجدها على شرب الدم؟

 

يخطئ من يظن أن توني بلير رئيس وزراء بريطانيا وقت الحرب هو فقط المسئول عن الكارثة بتواطؤه مع الجزّار الأمريكي جورج بوش. لا، ليس بلير هو المجرم الوحيد.

 

ليس بلير سوى (ابن بار) للإمبراطورية وإرثها الاستعماري وثقافتها العنصرية. ليس بلير إلا الضمير الصريح الدموي لبريطانيا التي استعمرت معظم شعوب العالم، واختصت بلاد المسلمين بنصيب الأسد من التدمير والتفتيت بدءاً من سايكس بيكو وحتى زرع كيان يهود كجسد سرطاني غريب يتغذى على جسد الأمة.

 

 يقول الكاتب البريطاني ستيوارت ليكوك في كتاب صدر حديثاً بعنوان: "جميع الدول التي غزوناها والدول القليلة التي لم نصل إليها": إن بريطانيا غزت في أوقات مختلفة 200 دولة في جميع أنحاء العالم باستثناء 22 بلداً.". انتهى

 

تاريخ أسود أُريقت فيه دماء ملايين القتلى وتجويع الملايين في البلدان التي نهبوها ودمروها. والحروب التي شنتها في أفريقيا ونهب ثرواتها وعداؤها السافر للإسلام والمسلمين وما شهدته بريطانيا من جرائم تشيب منه الرؤوس. وقد رصدت منظمة "تيل ماما" تزايداً في الجرائم ضد المسلمين بنسبة 700% وبهذه النسبة تكون قد وصلت إلى أعلى مستويات الجرائم ضد المسلمين في العالم في عهدها.

 

هذه هي إليزابيث ملكة الإجرام والوحشية والتي يهرع إلى تشييعها حكام الضرار العملاء المأجورون والتي نعاها الناعون وتغزل فيها المضبوعون!

 

ومثل هذه الجرائم التي ملأت الدنيا ليس بمستغرب بمن تبنى النظام الرأسمالي أساساً للحكم لأنه مبدأ يقوم على الوحشية والاستعمار وليس للإنسان فيه مكان وهو مستباح الدم والمال، وليس الإجرام متوقفاً على إليزابيث فقط بل كل حكام الدول الاستعمارية التي أذاقت الناس القتل والدمار مشاركون فيه، ولن يتوقف ذلك إلا في ظل دولة الإسلام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي تنشر الخير والهدى للناس وتخلصنا من هذا المبدأ الرأسمالي المتوحش الشرير، وليس ذلك على الله بعزيز. قال النبي : «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الخالق عبدون علي

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع