الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

يا شباب دعوة الحق في المحرر

 

﴿إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ

 

جرت سنة الله أن يكون في كل زمان وعصر فرعونُه إن لم يكن فراعنته، ولكل زمان وعصر هامانه إن لم يكن هاماناته، ولكل عصر وزمان جنود فرعون وهامان إن لم يكن جيوشهما. هكذا هو الحال في كل عصر وزمان، جنود الباطل والظلم دائما ما يوجدون ليواجهوا الحق ويدافعوا عن الظلم والجور والفساد. ﴿سُنَّةَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً﴾.

 

وعادة ما كان الأنبياء هم من يتصدون لظلم وفساد الفراعنة والطواغيت، ولكن بعد انتهاء النبوة وانقضائها بعد آخر نبي؛ سيد الخلق محمد ﷺ، فإنه لا نبي بعده، وإنما خلفاء وحكام لدولة الخلافة يقودون الأمة لنشر الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ولما هدمت دولة الخلافة العثمانية عام 1924م صار حملة الدعوة، يعملون عمل الأنبياء وعمل الخلفاء، فيقومون وهم عزل ودون قوة مادية بالقيام بأعمال التصدي للباطل والصدع بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فكان عملهم شاقا وحملهم ثقيلا. عن ثوبان، قال: قال رسول الله ﷺ: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ».

 

مكان عظيم وإرث أعظم، يضع حامل الدعوة فيه اليوم نفسه مكان الأنبياء والمرسلين، ينافح ويدافع عن دين الله ويتصدى للظلمة والمعتدين باذلاً الغالي والرخيص في سبيل الله ودعوة الحق. يا له من إرث ذلك الذي تدافعون عنه، تدافعون عن الدين وعن أرض الإسلام من أن تضيع، وعن تراب الشام الذي اختلط بدماء الصحابة العظام الفاتحين الأوائل رضي الله عنهم، وحشركم الله معهم بعملكم العظيم، اللهم آمين. وجزاكم الله كل الخير ﴿يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾.

 

يا شباب حزب التحرير ومن ناصرهم في المحرر: نذكركم بقول موسى عليه السلام لقومه ضد بطش وظلم فرعون وهامان وجنودهما ﴿قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾، فاستعينوا بالله واصبروا واتقوه سبحانه، فإن من سيبقى في المحرر أو في سوريا أو في الشام كلها ومن سيحكمها هذا كله يقرره الله عز وجل المالك القادر المعز والمذل، فهو من يورث الأرض من يشاء، وأما مواقف الحق والبطولة والدفاع ونصرة دين الله، والتوكل على الله والاستعانة به وحده، والصبر على الأذى والثبات على الحق فهذه الأمور كلها هي التي بأيديكم واختياركم وأنتم من يسطرها، فالصبر الصبر، والثبات الثبات، وهنيئا لكم صدعكم بالحق وصبركم على الأذى، وهنيئا لكم الأجر العظيم وحسن العاقبة بإذن الله والحشر مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

 

ونذكر إخوتنا المخلصين في هيئة تحرير الشام أن عدوكم ظاهر واضح في دمشق، ومن ورائه أمريكا، وأدواتها وعلى رأسهم أردوغان، ومن ارتبط به من قاداتكم للأسف. يا إخوتنا الكرام من أبناء الهيئة المخلصين إن مشروع تسليم الشام كلها للطاغية قد بدت مظاهره واضحة للجميع جلية ماثلة أمام أعينكم، فالنظام السوري وعلى رأسه بشار قد أعيد التطبيع معه وإرجاعه لحظيرة الجامعة العربية، وفرضت أمريكا على الجميع التطبيع معه ومن بينهم تركيا أردوغان، فما الذي لا ترونه بعد؟! إنهم يعدون الجولاني وغيره من قاداتكم ويمنونهم، وما يعدهم الشيطان إلا غرورا.

 

لقد انكشف المستور وباتت الخطة الأمريكية واضحة ولم يبق فيها إلا تسليم المحرر عبر أردوغان والسذج من القيادات في الهيئة فماذا تنتظرون؟! هل تنتظرون أن تروا آخر خطوة بأم أعينكم والعياذ بالله؟! ما الذي تفعلونه بتكتيم أفواه حملة الدعوة واعتقال شباب حزب التحرير الذين يصدعون بالحق ويحاولون تبصرتكم بكل ما أوتوا من قوة؟! ألا تعودون عن غيكم وتصحون من غفلتكم؟! أم أنكم ستنتظرون أن تحشروا مع الظلمة والمنافقين؟! ما الذي تنتظرونه؟! متى رأيتم نظام أردوغان يفي بوعوده؟! متى رأيتم أمريكا وروسيا يفيان بوعودهما؟!

 

﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ

 

#منتهك_الحرمات_عرّاب_المصالحات

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. فرج ممدوح

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع