الأربعاء، 23 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الحرب بين العرب والكرد والترك

﴿فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ

 

 

يتقاتل المسلمون عرباً وكرداً وأتراكاً فيما بينهم والقواعد الأمريكية في أمان واطمئنان والنظام السوري يتفرج وتقر عيونه بهكذا حروب! هذا هو الحال في سوريا، حتى الروس في أمان في سوريا، فجلّ الحرب والاقتتال هو فيما بين المسلمين. وقوات الجولاني تعتقل حملة الدعوة من شباب حزب التحرير وغيرهم لأنهم يقولون كلمة الحق. وإيران وحزبها في لبنان يواصلون دعمهم للنظام السوري خدمة لأمريكا.

 

هذا هو الواقع المزري في سوريا منذ أن سلم قادات الثورة رقابهم لتركيا والسعودية وقطر ومن ورائهم أمريكا وبريطانيا. والآن انتقلت الحرب إلى حرب إفناء بين العرب والكرد، ويستمر القتال على الحدود بين الأتراك والكرد. والسؤال هو ماذا عن النظام السوري؟ أليست الثورة بالأساس هي ضده؟ هل أصبحت الثورة الآن تقوم لإرضاء تركيا وأمريكا؟! ألم تكن الثورة قد قامت تحت شعار (هي لله هي لله)؟ هل أصبح سفك دم المسلم هو موضوع الصراع؟ هل اتفق جميع المتقاتلين أن نظام بشار خادم أمريكا وهو خط أحمر لا يجوز المساس به؟!

 

ألا يعلم جميع المتقاتلين من عرب وكرد وترك أن القتال تحت راية عمية يورث النار للغالب والمغلوب وهو قتال كقتال أيام الجاهلية؟ أخرج مسلم والنسائي عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «مَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَدْعُو إِلَى عَصَبِيَّةٍ أَوْ يَغْضَبُ لِعَصَبِيَّةٍ فَقِتْلَتُهُ جَاهِلِيَّةٌ».

 

ألا يعلم المتقاتلون من عرب وكرد وترك أن قتالهم هو قطع للأرحام وتعدٍّ على حرمة الدم المسلم؟ قال تعالى: ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً﴾. ألم يسمعوا قول رسول الله: «سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ»؟!

 

هل تتولوا أيها المسلمون من العرب والكرد والترك وتستمرون في قتلكم أنفسكم خدمة لأمريكا؟ أم تريدون أن تحل عليكم لعنة الله؟! أفلا تتقون الله وتقلعون عن سفك الدم الحرام؟ قال تعالى: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ * أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾.

 

أليست أمريكا هي التي جاءت ببشار وأبيه من أجل أن يخدموا مصالحها في الشام؟ أليس الإنجليز هم من ثبتوا العائلات الحاكمة في الخليج بعد هدم الخلافة؟ أليس النظام التركي هو نظام علماني ولا يهمه إلا مصالحه؟ أليس سبب اقتتالكم هو غياب الخلافة؟ أليس هدم نظام أسد في الشام وطرد أمريكا منها وإقامة الخلافة التي تحميكم جميعا عربا وكردا وتوحد معكم الأتراك تحت راية رسول الله ﷺ هو خير لكم من راية أمريكا وبريطانيا والرايات العلمانية؟ ممن تخافون وقد دب القتل والاقتتال بين أبنائكم وقد سفكت وتسفك دماؤكم وتكادون أن تفنوا بعضكم بعضا؟! أتسفكون دماءكم تحت راية عمية وجاهلية فتخسروا الدنيا والآخرة؟ ما الذي تنتظرونه حتى تتوحدوا ضد عدوكم الأصيل: الغرب بقيادة أمريكا؟!

 

اتقوا الله في أنفسكم وعودوا إلى رشدكم واحزموا أمركم وتوكلوا على الله وقاتلوا تحت راية رسول الله ﷺ، فعدوكم واضح وماثل أمامكم والله معكم ولن يتركم أعمالكم. قال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. فرج ممدوح

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع