- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾
(مترجم)
لقد ألقت المأساة الأخيرة في مدينة بلينفيلد Plainfield بولاية إلينوي بعض الضّوء على مواقف النّاس في أمريكا، حيث قتل طفل مسلم من أصل فلسطيني يبلغ من العمر 6 سنوات. والحقيقة أن تسميتها جريمة قتل هو تقليل من شأن هذه الجريمة النكراء، حيث تعرض الطفل للطعن 26 مرة بكل وحشية من قبل مجرم يبلغ من العمر 71 عاما، ولم يكفه هذا العمل الإجرامي، بل قام بخنق والدة الطفل وطعنها بسكين 12 مرة.
وماذا كانت دوافع ذلك المجرم؟ بكل بساطة، ما دفعه لهذا الإجرام أن الطفل وأمه كانوا مسلمين من أصل فلسطيني. لقد ارتكب القاتل المجرم عمله الإرهابي اللإنساني بسبب تحريض وسائل الإعلام الحاقدة التي كانت تغطي أحداث فلسطين دعما لكيان يهود واتهاماً لأهل غزة بالإرهاب. إن الإسلاموفوبيا والدعاية المناهضة للمسلمين ليست بالأمر الجديد، فقد عملت الحكومة الأمريكية ووسائل إعلامها منذ فترة طويلة على إظهار صورة سلبية للإسلام والمسلمين. وقد تضاعفت حملات التشويه منذ الأحداث الأخيرة في غزة، فقد زادت المشاعر المعادية للمسلمين، والتمييز والعنف ضدهم بدفع من وسائل الإعلام المأجورة والسياسات الحكومية التي تبرر التدخلات العسكرية وتصور المحتلين القتلة على أنهم ضحايا، والضحايا الحقيقيين بأنهم معتدون.
إننا نحمّل وسائل الإعلام مسئولية مقتل الطفل وديع الفيومي بسبب ما تبثه من حقد وكراهية ضد المسلمين. إننا ندرك أنّ الحكومة تعتمد على وسائل الإعلام بوصفها أداة لتشكيل الرأي العام وحشد الدعم لسياساتها ومغامراتها العسكرية. وإنه من الواضح أن كلاً من الحكومة ووسائل الإعلام قد لعبت دوراً كبيراً في خلق بيئة معادية للمسلمين. وليس سراً أن جوهر الكراهية يكمن في حقيقة أنهم يرون أن الإسلام بديل أيديولوجي للنظام الرأسمالي وخصم قادر على هزيمتهم.
وفي الختام، علينا نحن المسلمين أن نتذكر أنه بغياب الدولة الحامية للمسلمين (دولة الخلافة) سنظل تحت رحمة القوى الخارجية التي يمكنها التلاعب بصورتنا، واستغلال نقاط ضعفنا، وإخضاعنا لأكاذيبها وعنفها. إن خلافتنا هي التجسيد الوحيد للعدالة الحقيقية والحماية والوحدة. إنها الحصن المنيع الذي يذب عن الأمة ويدفع عنها الأكاذيب والأباطيل، إنها الحامي لأعراض المسلمين في وقت الشدائد، وإن علينا بذل الجهود من أجل إقامة الخلافة لحماية فلسطين وبقية بلاد المسلمين من اعتداءات وإهانات الكفار الحاقدين.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هيثم بن ثبيت
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في أمريكا