- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة رجال الأرض المباركة في الوقفة الحاشدة في الخليل:
يا أمة الإسلام النصرة النصرة، أغيثونا قبل أن نفنى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد،
السلام عليكم يا أمة محمد
هذه فلسطين تعود اليوم لندائكم مرة أخرى، بعد نداء كنا نرجو أن لا ينقضي نهاره إلا وقد أجبتم دعوتنا وسمعتم صرختنا ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا
وبين النداءين أثمان باهظة ودماء غالية، أوجاع في الصدور وغيظ في القلوب
أيها المسلمون: صورتان من غزة تقطعان قول كل خطيب وتعجزان كل بليغ
تقول الصورة الأولى:
نحن المضرجون بدمائنا أو دماء أبنائنا نضمهم إلى صدورنا وما بلغوا الفطام،
نحن المحمولون أو الحاملون أشلاء أحبتنا
نحن العاجزون عن رغيف وشربة ماء، المقهورون من بكاء أبنائنا عطشاً وجوعاً
نحن المخرجون من بيوتنا تبكينا أحجارها المنثورة وجدرانها المهدمة، أو تضمنا قبوراً تحت أنقاضها
نحن الذين تعودنا القصف والقتل ولو يشترى لاشتريناه بأنفسنا ذوداً عن أهالينا
نحن الذين يقتلنا عدو جبان لئيم يحاول أن يغطي جبنه وضعفه وانكساره بثوب من دمائنا وجلودنا وعظامنا، ولو قتلنا جميعاً ما ستر سوأته
وشركاؤه في القتل مجرم مصر الذي يحاصرنا بثوب الأخ الجار، ومنافق في تركيا تبكينا عيناه وتمد يده قاتلنا بالوقود والسلاح والطعام واللباس، وربيب الإنجليز في الشرق جعل الأردن جسرا لمد قاتلنا بكل سلاح يسقط علينا.
وكل حكام المسلمين بين صامت عن قتلنا ومشارك في الجريمة
أيها المسلمون: وكأن أحزاب الأمس اجتمعت على غزة على قلة عددهم وعتادهم.
اجتمع على أهل غزة أمريكا رأس الكفر وحلفاؤها، وأتباعها الحكام المنافقون
نعم حكام منافقون يحلفون أنهم منا وما هم منا، قد والوا أعداءنا، يقولون لو زال اليهود لزلنا، ولو زلنا لزال اليهود، فتراهم يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة،
يقولون إن أردتم أن تنصروا غزة فعليكم أن تمروا فوقنا،
فبشروهم أيها المسلمون أنكم ستدوسون عروشهم وأنتم تسيرون لتحرير بيت المقدس
أيها المسلمون: وتقول الصورة الثانية
عدد وعتاد وسلاح، إمداد من القوى الكبرى ودعم من الخون، طائرات وصواريخ، دمار وهدم،
كل هذا لا يعني شيئا في لغة المواجهة،
انظر إلى من تذخر بالإيمان، واستشرفت عيناه النصر أو الشهادة، وتسلح بعون الله مع قليل من السلاح، ولبس ثوب الجهاد مع رث الثياب وكشف السيقان،
انظر إليه كيف ضرب - باسم الله - وزلزل وقهر ومرغ، وسحق - بعون الله - صورة العدو الذي معه كل سبب للنصر إلا معية الله سبحانه.
﴿إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ﴾
أيها المسلمون:
والجمع بين الصورتين
أن مجاهدي غزة أبطال المعركة كما هي حال هذه الأمة منذ فجر الإسلام، ولو خلي بينهم وبين عدوهم وجها لوجه ورجلا لعشرة فالمعركة محسومة، لكن أهل غزة العزل المحاصرين يجتمع عليهم قصف اليهود وسلاح الغرب ومدد الحكام وحصار الجيران،
ومجاهدو غزة لا يملكون إلا سلاحا يؤلم العدو في ساحات الوغى، لا يملكون الطائرات ولا الصواريخ ولا الدبابات حتى يدفعوا عن أهل غزة مصابها.
أيها المسلمون: لم يبق لأهل غزة إلا الله تعالى وأن يشرح صدوركم لنصرتهم
فإما أن يقتلهم اليهود جوعاً وعطشاً وبطشاً وقتلاً حتى يجتاحهم عن آخرهم، ثم تبكوهم ولا ينفعهم بكاؤكم، أو أن تقوموا الساعة الساعة، ليس غدا أو بعد غد، فكل دقيقة في غزة حياة أو موت،
غزة اليوم تقول لأمة لا إله إلا الله أدركونا أو لا تدركونا،
غزة وكل فلسطين وفي قلبها المسجد الأقصى يقولون، ما لنا إلا أحباب محمد وشراة الجنة، وأصحاب الفزعة
فلسطين كما الأمس بل أكثر، تنادي أين الرجال، أين الضباط، أين السلاح، أين الجنود، أين القوة، أين أنتم يا أمة لا إله إلا الله؟!
اليوم تقول فلسطين، نعرف أنكم غسلتم أيديكم من الحكام، وقد علمتم أنهم شركاء وجود مع اليهود، فقد آن لكم أن تسحقوهم في طريق فلسطين، وقد اقترنوا مع اليهود بحبل واحد، إن قطعتم طرفاً سقط الآخر، فاقطعوا تتحرروا وتُحرروا
أيها المسلمون: قد علا منا الصوت، ونظنه قد وصل، وصوتنا لا بد له من صدى يردده حتى تبلّغوا الجيوش، أن كونوا مع أمتكم وتحركوا كتحركهم، واقطعوا حبل الكافر والحكام عن رقابكم وسيروا نحو المجد والنصر والنجدة ورضوان من الله تعالى.
لقد أضاء المجاهدون لكم منارة الجهاد والإقدام والتحرير، فما بقي إلا أن نرى قطز وصلاح الدين قد خرجوا من بينكم، بقي أن يلبي قادة الجند نداء الله ورسوله فيعطوا النصرة لحزب التحرير لإقامة الخلافة وعد الله وبشرى رسوله، أن يعطوا النصرة لخلع الأنظمة العميلة الحارس الأمين للمغضوب عليهم، ولتجيش الجيوش لتحرير الأرض المباركة وتحرير العالم كله من الطغامة الإجرامية الأمريكية.
فالنصرة النصرة، والغوث الغوث، أيها المسلمون، أو المحاجة بين يدي الله يوم الحشر العظيم
﴿إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾
اللهم بلغ عنا هذا الخير واشرح صدور المسلمين به وإليه واجعل لنا من لدنك سلطاناً نصيراً والحمد لله رب العالمين.