السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

جيوش المسلمين تعصي ربها وترضي حكامها والمستعمرين من خلفهم

وتدير ظهرها لله ودينه ولمسلمي غزة!

 

لا شك أن طاعة حكام اليوم تتعارض مع طاعة الله وطاعة رسوله. فالحكام اليوم ليسوا خلفاء ولا هم يحكمون بالإسلام، وإنما هم حكام سايكس بيكو، ويحكمون بالكفر، وهم من حكام المرحلة الجبرية، وهم تبع للدول المستعمرة الذين وضعوهم وعائلاتهم ليحكموا الكيانات الوطنية التي أنشأها المستعمرون بعد هدمهم دولة الإسلام العثمانية عام ١٩٢٤م. وقبل أن يغادر المستعمرون تلك الكيانات القطرية عملوا بعض مسرحيات طرد لأنفسهم يقودها حكام وملوك يعلنون استقلال ملك الكيانات الوطنية وبذلك يتم ترسيخها وترسيخ حدودها وترسيخ دساتيرها والعائلات التي بالظاهر طردت المستعمرين.

 

ولكل ما سبق ذكره لا يمكن أن يُتخيل أن طاعة الله تتماشى مع طاعة هؤلاء الحكام والملوك والرؤساء في بلادنا الإسلامية، فطاعة الحكام اليوم هي معصية صريحة لله تعالى وهي طاعة للمستعمرين الذين يقفون خلف هؤلاء الحكام ويسندون حكمهم وكياناتهم وحدودهم وتمزيقهم للأمة ولوحدتها السياسية.

 

وإن ما يحدث في غزة اليوم هو مظهر من مظاهر ما ذكر آنفا، فالحكام والأنظمة في بلاد المسلمين وعلى رأسهم عبد الله الثاني ملك الأردن والسيسي في مصر وسلمان وابنه في السعودية وحكام الإمارات وأردوغان وحزبه في تركيا، يقومون بدعم كيان يهود بالغذاء والنفط والمستلزمات المهمة لجنوده لمواصلة مجزرتهم وحرقهم لغزة ولأطفالها ونسائها وشيوخها ومرضاها وتدمير بيوتها ومشافيها. فالحكام واضح مسعاهم فهم يد وعين ولسان المستعمرين، وهم حماة ليهود وداعمون لهم دون أي تردد ودون أي تلكؤ. وقد كشفت غزة ومجزرتها كل المستور وأسقطت الأقنعة عن وجوه المنافقين والمتسترين بالإسلام أمثال أردوغان.

 

فالحرب في غزة حرب مع عدو تقليدي للمسلمين، حرب مع قتلة الأنبياء المحتلين لأشرف وأقدس بقاع الأرض. فالحرب في غزة واضحة جلية، ليس فيها صراع طائفي كسنة وشيعة، ولا فيها صراع ترك وكرد وعرب...، ولا فيها ما يلوث ويعكر صفاء الرؤية وتمايز العدو والصديق. فهؤلاء مسلمون وأولئك يهود محتلون لأشرف بقاع الأرض. تمايز الفريقان واختار الحكام صفهم كالعادة مع المستعمرين واليهود ودعموهم، وتركت غزة والمسلمون فيها والمقدسات في فلسطين ليهود ليقتلوا وينكلوا ويدمروا ويعيثوا الفساد في الأرض ويقوموا بمجزرتهم وإبادتهم على رواق كما يقال وفي متسع من الوقت وفي بحبوحة من العون في الغذاء والطاقة والمستلزمات من حكام المسلمين وأمريكا وبريطانيا وفرنسا ومن والاهم. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾.

 

ولذا فإن طاعة جيوش المسلمين للحكام في البلاد الإسلامية هي معصية لله عز وجل وطاعة لأعداء الله وأعداء المسلمين وأعداء دين الله، هي طاعة ليهود ولأمريكا وخونة العرب والمسلمين. هي موالاة لأعداء الله واصطفاف في طرف الباطل. فمجرد الوقوف بجانب الحكام ومن وراءهم من المستعمرين هو وقوف ضد الله عز وجل ودينهم وأمته. وهذا قد يعني الكثير، هذا قد يعني الردة أو العصيان الظاهر لله ولدينه. وكلا الخيارين أحلاهما مر لأنه من أعلى أنواع الظلم، فجيوش المسلمين تولت عن نصرة الله ودينه وأمته، ولم تكتف بذلك، بل إنها وقفت في صف الحكام ومن ورائهم أمريكا وبريطانيا وفرنسا، بل إن هناك جيوشا استمرت في الوقوف بجانب حكامها رغم دعمهم لليهود في مجزرتهم وإبادتهم لغزة والمسلمين فيها. ﴿لَّا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ﴾.

 

نكرر القول ونزيل اللبس والغموض يا جيوش المسلمين! إن طاعة الحكام والوقوف معهم وفي صفهم تعني طاعة المستعمرين ويهود وعصيان الله تعالى، وإن عصيان الحكام هو عصيان للمستعمرين ويهود وهو طاعة لله سبحانه. ﴿لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾.

 

يا جيوش المسلمين! لا تجتمع طاعة الله وطاعة الحكام اليوم والمستعمرين من خلفهم. فإما أن تعصوا الحكام ومن خلفهم من المستعمرين وبذلك فأنتم تطيعون الله واخترتم صفه، وإما أن تطيعوا الحكام ومن خلفهم من المستعمرين وبالتالي فأنتم تعصون الله وتقفون في صف عدوه، وهذا ما تفعلونه منذ شهور من بداية الإبادة في غزة! فإن اخترتم البقاء في صف الحكام وأعداء الله المستعمرين ويهود فستكونون إما عصاة أو مرتدين والعياذ بالله، وهذا يقرره الله في محكمته يوم القيامة. وأما إن اخترتم أن تعصوا الحكام والمستعمرين وأن تطيعوا الله وتنصروا دينه فستكونون مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾.

 

يا جيوش المسلمين! اتركوا صف أعداء الإسلام وانضموا إلى صف الله قبل أن يحل عليكم غضب من الله ولعنة وصغار وعذاب شديد في الدنيا والآخرة والعياذ بالله. وإنا والله لنرجو لكم أن تكونوا في صف الله وفي طاعته وفي عصيان عدوه فتفوزوا ونفوز معكم بأجر الدارين إن شاء الله، فالله الله في أنفسكم يا جيوش المسلمين.

 

﴿هَذَا بَلَاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. فرج ممدوح

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع