- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
نظرة عقائدية في طوفان الأقصى وحرب غزة
وقراءة استراتيجية في مجرياتها ومآلاتها
ما كان طوفان الأقصى وحرب غزة معركة استثنائية خاصة ضمن السياق السياسي والعسكري القائم المطبوع والمصبوغ بفلسفة ومعايير المنظومة الغربية العلمانية المادية وطبقا لقواعدها وحساباتها المادية الجافة اليابسة، بل كان انقلابا جذريا على المنظومة المادية وقواعدها المادية وزلزالا حضاريا حطم معايير المادة التي تتحكم في الشأن العالمي حربا وواقعا، ورجة عنيفة في قلب العمق الاستراتيجي للاستعمار الغربي المتمثل في كيان يهود قاعدة الغرب الاستراتيجية الكبرى في قلب بلاد المسلمين.
لقد كان طوفان الأقصى وحرب غزة انقلابا عقائديا في فلسفة الحرب ومفاهيم الحياة والموت، لقد كان زلزالا شديد التدمير والهدم للأسس العلمانية المادية المهيمنة والمتحكمة في الرؤية العسكرية والسياسية لإدارة الحروب، لقد نسف المعيار المادي المعتمد والمعول عليه في أسباب القوة المادية المطلوب توفيرها لإدارة الحرب.
فطوفان الأقصى وحرب غزة هو من تلك الخوارق التي تصنعها عقيدة الإسلام في النفس البشرية وصيرورة تاريخ البشر، فعزم المجاهدين وجرأتهم وتحديهم في طلب عدوهم واقتحام أسواره ودك تحصيناته والنكاية قتلا وأسرا بضباطه وجنوده وقطعان مستعمريه، وهم قلة القلة ليس لهم من عتاد وعدة وموارد الجيوش معشار العشر، ثم بعد هذا خارق ثباتهم وصمودهم واستبسالهم المنقطع النظير لقرابة سبعة أشهر في مواجهة حلف صليبي صهيوني بيده كل أسباب القوة المادية، بينما هم المحاصرون من كل أنظمة الخيانة والعار والمحرومون من كل مدد بل حتى من أسباب الحياة، ثم ذلك الصبر الرَضِيُّ لذويهم العزل وهم المحاصرون المستهدفون بكل طائرة ومسيرة وصاروخ وقنبلة وقذيفة ورصاصة وهم في كل هذا أئمة المستضعفين وأكرم الأكرمين وأجود من جاد بالولد والأب والأم والزوج والأهل والمال والدار وما بخلوا على ربهم بشيء ولسان حالهم في مناجاتهم لربهم: لك العتبى حتى ترضى وخذ من دمائنا حتى ترضى.
فطوفان الأقصى وحرب غزة هو ذويُّ الإيمان ولسان حال المؤمن بعقيدة الإسلام في بيع النفس لباريها طلبا لرضاه، فهذا العزم والتحدي والصمود والثبات والصبر هو اليقين العقائدي بأن العاقبة للمتقين وأن الله ولي المؤمنين وأن النصر صنيعة الله لأوليائه، وأن الثقة لامست بل ولابست ثقة الأنبياء بموعود رب العالمين. هي العقيدة الإسلامية أثمرت ينع جهادها وما كان عَلِيُّ قطوفها إلا إزهاقا للأرواح وبذلا للأنفس والأموال والثمرات، وبيعت بها الفانية بالباقية وأنجز أهلها عظيم صفقتهم مع ربهم ﴿إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾.
هو اليقين العقائدي والإيمان الحق بأن سلاحك القاهر هو عقيدتك ﴿فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَناً إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ﴾. هو التحرر من أغلال العلمانية المادية والتجرد من علائق الأرض ومادية الأسباب والتوكل التام على رب الأسباب، هي البصيرة الكاملة وعين اليقين في آي الذكر الحكيم ﴿قالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾.
فطوفان الأقصى وحرب غزة ليسا حدثا استثنائيا من سياق وفي سياق، بل هما من خارج السياق العلماني المادي ومتجاوزين لمعاييره المادية، التي كرسها وفرضها الغرب كقواعد ومقاييس علمانية للفكر والسياسة والعسكرية، وبذل من أجلها جهودا هائلة وأنفق في سبيلها أموالا طائلة في حربه الحضارية ضد الإسلام وأهله لمائة سنة خلت وزيادة، سعيا منه لتكريسها كقواعد ومقاييس حاكمة ومتحكمة وناظمة للعقل المسلم كمقدمة لاستئصال عقيدة الإسلام من حياة وعقل وقلب المسلم لتحويله لكافر علماني يهيم على وجهه، ملتصق وملصق بالغرب العلماني فلسفة وحضارة، وها هو الغرب العلماني يختبر حقيقة الاصطدام العقائدي بجبروت العقيدة الإسلامية ويرى الزلزال الحضاري الذي تحدثه عقيدة الإسلام ومدى قوته لتصل صدمته الحضارية شعوب الغرب فتهتز أركان المنظومة العلمانية المادية في عقر دارها.
فهذه القوة العقائدية للأمة الإسلامية قضت مضاجع الغرب وأفزعت ساسته وأيقظت كل كوابيس دوائر فكره وسياسته وعسكريته، ثم هذه القوة العقائدية في الأمة الإسلامية تتوسع وتتمدد وتتجذر وكل خشية وفزع الغرب من تركزها، وها هو الشام كل الشام مع أرضه المباركة يغلي من شدة حرارتها بل قد بلغ مستواه الحرج؛ ما يفسر هذه الوحشية والهمجية والإبادة المنقطعة النظير سواء في مواجهة ثورة الشام المباركة أو في التصدي لمجاهدي الأرض المباركة وغزة عزها.
لكن عقيدة الإسلام متى وجدت طريقها للعقول والقلوب صارت من أصحابها أمشاجا ودماء وأنفاسا وبات في حكم المستحيل استئصالها وإفناؤها، كيف ثم كيف بطاقة روحية ربانية جبارة أن تقهرها خردة حديد من مادة الأرض، فقد تحطمت على صخرة عقيدة الإسلام الجبارة كل ترسانة الغرب العسكرية؛ طائراته، مسيراته، صواريخه، قنابله وقذائفه، وهذه القوة العقائدية والحالة العقائدية المتحفزة لاستعادة زمام القيادة والريادة لإسلامها العظيم هي كابوس الغرب المفزع الخانق، علما أن هذه القوة العقائدية والحالة العقائدية تنمو بشكل متسارع حتى إنها تطرق أبواب الغرب بقوة قاهرة، أما بين أمتها الإسلامية وأبنائها فهي تتكثف لتتركز في دولتها؛ خلافة إسلامها لحسم الحرب الحضارية إلى الأبد، فالغرب يخوض معنا حربه الوجودية ولا يرى سبيلا لبقائه بعد فشله وإفلاسه الحضاري وهزيمته الفكرية والثقافية المدوية أمام إسلامنا العظيم إلا بإبادتنا واستئصالنا كبشر.
يقابل هذا الفزع الغربي من هذه القوة العقائدية مخاض عظيم الكرب شديد الألم لميلاد جديد للأمة الإسلامية، فهذه القوة العقائدية يرى فيها الغرب موته وفناءه ويجابهها بكل همجيته ووحشيته، وترى فيها الأمة الإسلامية ميلادها وحياتها ويبلي فيها أبناؤها عظيم بلائهم وخارق تضحياتهم. فهذه الأمة ترى في كل معركة طاحنة مع الغرب حربا مع إيمانها وإسلامها فهي لا تفزع ولا تجزع ولا تخشى طائرات الغرب ومسيراته ومدافعه ودباباته، فكل هدير قصف ودوي انفجار يَرى فيه إيمانُها نداء نبيها ﷺ «قُومُوا إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ» فتستجيب وهي تسمع جواب عمير بن الحمام الأنصاري "جنة عرضها السماوات والأرض... بخ بخ" ثم يرمي بدنياه وراء ظهره ويقذفها في بضع تمرات ثم يقاتل حتى يقتل.
هي قوة العقيدة الإسلامية وقد أخذت طريقها لعقل وقلب هذه الأمة وهي حتما منتهية إلى حياتها، فهذه الأمة ترى في كفاحها وجهادها العقائدي حياتها وحياة إسلامها العظيم، فهي لا تترخص من الضعف استكانة لجاهلية الغرب بل ترى فيه آية قوة عقيدتها وأسوة بعظماء أسلافها، هو عمرو بن الجموح رضي الله عنه أعرج القدم يقسم بالذي بعث محمدا ﷺ بالحق ليطأنه بعرجته الجنة اليوم اليوم فيقاتل حتى يقتل. هو أنس بن النضر رضي الله عنه يوم أحد يستقبل سيد الأنصار قائلا يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر إني أجد ريحها من دون أحد، ثم صنع خارقة من خوارق عقيدة الإسلام حتى قال سعد "فما استطعت يا رسول الله ما صنع"، وقال أنس بن مالك رضي الله عنه فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ووجدناه قد قتل وقد مثل به المشركون، فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه، قال أنس كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه ﴿مِنَ الْمُؤْمِنينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ﴾. هي قوة العقيدة الإسلامية تصنع خارقتها من صبية أحداث فتجعل منهم آيةً في الرجولة والبطولة، هما غلاما حي الأنصار يوم بدر يقسم كل منهما لئن رأى الواحد منهما أبا جهل "لا يفارق سوادُه سوادَه حتى يموت الأعجل منا" انتقاما لنبيهما ﷺ من شتيمة أبي جهل، فابتدراه بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه.
هي قوة العقيدة لا تترخص من القلة عجزا أمام العدو بل ترى فيه آية إيمانها ومؤتة زمانها ومستقبل يرموك قوتها، هي مؤتة وقادتها العظام من الصحابة الكرام زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم في ثلاثة آلاف من خوارق العقيدة الإسلامية من المؤمنين الصادقين وقد نزل لهم هرقل بمأرب في مائة ألف من الروم وحالفه مائة ألف من المستعربة المشركين، وها هو أميرهم عبد الله بن رواحة يخاطب جند الله المؤمنين "يا قوم، والله إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون وما نقاتل الناس بعدد ولا كثرة، وإنما نقاتلهم بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فإن يظهرنا الله به فربما فعل، وإن تكن الأخرى فهي الشهادة وليست بِشَرِّ المَنْزلَيْن"، ثم خاضوها ملحمة وآية من سجل إيمان المؤمنين وخارقة من خوارق عقيدة الإسلام العظيم.
هنا موازين السماء قد سحقت شطط الأرض وكفر الغرب، هنا الدنيا في حقارتها احتقرت من المؤمنين كما لم تحتقر قط من بشر، هنا الإيمان في سموه وعليائه قد محق عقيم وسقيم فلسفات الأرض وعلمانية الغرب، فالحق والحق ما نؤمن به معشر المسلمين أننا نكافح ونقاتل بهذا الدين الذي أكرمنا الله به وجعلنا مسلمين واصطفانا للشهادة على العالمين، هي عقيدتنا الإسلامية وخارقة قوتنا وسلاحنا الخارق ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقاَلُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾.
وهذه العقيدة الإسلامية هي الأساس في زاوية النظر الاستراتيجية لمجريات حرب غزة ومآلاتها، فاستراتيجيا طوفان الأقصى كان اختبارا حقيقيا لكيان يهود ولقاعدة الغرب الاستراتيجية في قلب بلاد المسلمين ويكاد يكون اختباره الحقيقي الأول، فمنذ زرع الكيان القاعدة لم يتعرض لزلزال استراتيجي بحجم وقوة طوفان الأقصى، فقد طبخت للكيان القاعدة حروب مصطنعة لتركيزه وفرضه كواقع، تخللتها حالات تفلت جد نادرة "معركة الكرامة" ولكنها انفلاتات من داخل السياق والنسق السياسي والعسكري المفروض على المنطقة والإقليم. لكن طوفان الأقصى هو حالة استراتيجية فريدة في فلسفتها ومادتها وإنسانها فهي من خارج السياق والنسق، بل هو استراتيجيا مناقض ومعادٍ للنسق والسياق الغربي وهو صنيعة عدو وجودي يعتبر استراتيجيا العدو الأول والأخير للغرب هو صنيعة الإسلام، ما جعل من طوفان الأقصى تهديدا استراتيجيا وجوديا، وزاد من خطورته أن القوة التي تحدت الغرب في كيانه وقاعدته هي عصابة عقائدية مؤمنة قِواها أقل بكثير الكثير عددا وعدة من كتيبة في جيش، وهذه العصابة العقائدية المؤمنة أعدت ما استطاعت مع شح المستطاع وقسوة الحصار وشديد خيانة حكام الدار وتربص ألد الأعداء، ثم توكلت وعزمت وأبرمت وأنجزت وأذهلت وزلزلت الكيان القاعدة وفضحت حقارته وعرت جبن وخور عساكره.
وهذا الفعل الاستراتيجي العظيم أسس استراتيجيا للتصور المستقبلي للضربة القاتلة لإفناء الكيان القاعدة، إن كان هذا فعل عصابة عقائدية مؤمنة فكيف بصنيع جيش عقائدي من المؤمنين! كما أبان أن كلفة استئصال وإفناء الكيان القاعدة أقل بكثير من كل التوقعات السابقة، وعرى الحقيقة الاستراتيجية الفاضحة أن حياة الكيان القاعدة من حياة أنظمة الطوق الخائنة وأن المشكلة الحقيقية ليست في الكيان الحقير بل هي في الطوق الخائن العميل، الذي يمنع حقيق الحرب (تخطيطا وتجهيزا وجيوشا) بل ويتواطأ ويتآمر، ما جلى الحقيقة الاستراتيجية الصادمة أن الحرب الحقيقة الأولى مع الكيان القاعدة تعني نهايته وإفناءه، والأمر متوقف على كسر الطوق عبر إسقاط أنظمة الخيانة والعار لتحرير القرار السياسي والعسكري من قبضة الغرب.
كما أن طوفان الأقصى وحرب غزة أسسا استراتيجيا للرعب الاستراتيجي الذي اختبره الكيان القاعدة وعاشه شعبه، والأخطر أنه صنيعة عصابة عقائدية مؤمنة فكيف يكون منسوب هذا الرعب ووقعه على الكيان والشعب حين الحرب المستقبلية مع الجيش العقائدي ودولته العقائدية؟! فهذا الرعب الاستراتيجي بات جزءا من المعادلة الاستراتيجية فقد صار مصاحبا للكيان وكابوس عساكره وشعبه، ما يرفع منسوب الخوف والجبن المغموسة فيهما النفسية اليهودية.
كما أن المآلات الاستراتيجية والغايات العقائدية لا تقاس بعدد الموتى وحجم الدمار بل بتحقيق الأهداف الكبرى للغاية العقائدية الاستراتيجية، وغايتنا العقائدية الكبرى هي تحررنا على أساس إسلامنا وبإسلامنا من قبضة الاستعمار الغربي وكيانه وأنظمته العميلة وقواعده واستعادة قرارنا السياسي والعسكري عبر الحكم بالإسلام وإقامة دولته، وطوفان الأقصى وحرب غزة كما ثورة الشام المباركة قفزة نوعية في مسار الأمة في اتخاذ العقيدة الإسلامية أساسا لفعلها وحركتها وسعيا جادا لإعلاء كلمة الإسلام وخطوة كبيرة في طريق استئناف حياتنا الإسلامية وتحكيم شرع ربنا. فمع طوفان الأقصى وحرب غزة تمت إعادة القضية إلى حقيقتها الإسلامية من أنها قضية الإسلام وأمته وأن طريقة حلها هي باستئصال وإفناء الكيان القاعدة عن طريق الجهاد.
إلا أن هذه القوة العقائدية والاستراتيجية على قوة جبروتها هي قوة متشظية متناثرة في عصابات مؤمنة هنا وهناك، ويجب حتما أن تتحول إلى قوة عقائدية مستجمعة كل قواها وأشراط نصرها وتمكينها من كونها قوة عصابات مؤمنة لقوة عقائدية استراتيجية في الدولة والأمة، ويتحول معها جهاد دفع العصابات المؤمنة المبتور من عدته وعتاده وجيوشه في الذود عن حياضها وأعراضها إلى جهاد طلب لدولة الإسلام وجيوشها في نشر الإسلام وردع وإرهاب أعدائه، ويعاد تصحيح المعادلة الاستراتيجية لتستقيم وتنسجم مع الحقيقة العقائدية "الإسلام يعلو ولا يعلى عليه"، وجماع هذه الحقيقة العقائدية وقوام صحيح المعادلة الاستراتيجية هي الحكم بالإسلام وإقامة دولته لترجمة حياة عقيدته وشريعته وإنجاز عدل ورحمة استراتيجيته في حمل دعوته وإنقاذ البشرية من جاهلية الغرب وإخراجها من فحمة ليل حضارته إلى هدي الإسلام ونور حضارته.
﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُم مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾
كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مناجي محمد