الأحد، 05 رجب 1446هـ| 2025/01/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

 

من يظفر بالشرف العظيم أيها الضباط في بلاد المسلمين؟!

 

 

 

إلى الضباط وأفراد جيوش المسلمين، يا درع الأمة وسيفها البتار، يا جنود الإسلام في اليمن ومصر والجزائر والأردن والشام وتركيا ونجد والحجاز وباكستان وبقية بلاد المسلمين، يا أمل الأمة وحماتها:

 

إنكم أيها الجند الأمل المنشود، والقوة الكامنة التي يمكن أن تُحدث التغيير العظيم الذي تتطلع إليه الأمة. أنتم الركيزة التي تعتمد عليها الأمة الإسلامية في استعادة عزتها، والسواعد التي ستعيد الحق إلى نصابه، وتحرر الأمة من قيود الطغاة وهيمنة المستعمرين. إنكم لستم مجرد أفراد ينفذون الأوامر؛ بل أنتم أبناء هذه الأمة وحماتها، وأصحاب المسؤولية الكبرى في الدفاع عنها وإعادتها إلى مكانتها المرموقة بين الأمم.

 

أيها الأبطال، لطالما تجاهلت الأنظمة الحاكمة وأتباعها من المنظمات والأحزاب والعلماء مخاطبتكم بشكل مباشر. والسبب واضح جلي، وهو أن هذه الأنظمة تعتبر الجيوش ملكاً خاصاً لها، وأداة تحكّمٍ وقمعٍ تُستخدم لإطالة عمر كراسيها، وخدمة مصالح أسيادها في الغرب، بدل أن تكون حاميةً للدين والأمة. إنهم يرون في مخاطبتكم خطراً على بقائهم، لأنهم يعلمون أنكم القوة التي ستقلب الموازين يوم تستجيبون لنداء الحق.

 

لقد حوّلت هذه الأنظمة الجيوش من قوة لتحرير الأمة إلى أدوات قمعٍ لشعوبها، وجعلتكم تحاربون في صفوف أعداء الأمة بدل أن تكونوا في طليعة المدافعين عن مقدساتها. انظروا كيف يُطلب منكم أن توجهوا أسلحتكم إلى صدور إخوانكم في الدين، بينما تغضُّون الطرف عن الاحتلال الذي يدنس أراضينا ومقدساتنا! كيف تُقادون لتنفيذ أجندات أعداء الأمة، وتُمنعون من نصرة الحق والدفاع عن دينكم وأمتكم؟!

 

إنَّ القول بعدم جدوى مخاطبة الجيوش هو حجةٌ باطلة، ألم تروا كيف تتوجه هذه الأنظمة العميلة إلى أعداء الأمة، إلى مجلس الأمن والنظام الدولي، لتبحث عن حلول لمشاكلها؟ هؤلاء الذين يخاطبونهم هم من صنع البلاء في أمّتنا، وهُم مَن دعم الاحتلال ومزّق وحدة الأمة. إن الخطاب الذي يوجّه إليكم، أيها الضباط والجنود، هو خِطابُ الحقّ، خِطابُ الإسلام الذي يريد منكم أن تتحرروا من قيود الطغاة، وأن توجهوا قوتكم لنصرة دينكم، وتؤدوا واجبكم تجاه دينكم وأمتكم.

 

إن واجبكم الحقيقي لا يجوز أن يكون حماية حدودٍ زائفة رسمها المستعمرون، ولا يجوز لكم تنفيذ أوامر حُكّام ظالمين. وليس لكم أن تقولوا إنما نحن عبيدٌ مأمورون، ألم تسمعوا قول الله جل وعلا: ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ﴾؟ فإثم جنود الظالمين مساوٍ لإثم الظالمين أنفسهم. فواجبكم الأسمى هو الاستجابة لنداء الله، والعمل على تحرير الأمة من قيود الطغيان والاحتلال.

 

يا جنود المسلمين، جند الله هم الغالبون، وإن فيكم خيراً كثيراً يؤهلكم لأن تكونوا جند الله الذين بشرهم الله بالنصر والغلبة. قال تعالى: ﴿وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾، لكن شرط ذلك هو أن تكونوا جنداً لله وحده، لا جنداً للطائفية، ولا للكهنوتية، ولا للجمهورية.

 

يا جنود المسلمين: إن بينكم وبين تحرير القدس وإعلاء راية الإسلام عقبتين: إسقاط الحكام العملاء، وإزالة الحدود المصطنعة التي مزقت الأمة الإسلامية. فلا تحبسوا أنفسكم في قضايا جانبية رسمها المستعمرون، بل انطلقوا لتحرير الأمة من أنظمتها العميلة وهيمنة الغرب الكافر.

 

أيها الجنود في بلاد الكنانة وفي آخر معاقل دولة الخلافة تركيا، وفي أرض الحرمين الشريفين، وفي الشام المباركة، وفي أرض الرباط الأردن: إنكم تسمعون وترون ما يحدث لأهلنا في غزة هاشم فأين أنتم من نداء الله: ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾؟ أين أنتم من وصية رسول الله ﷺ: «مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ نَفْسَهُ مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ» رواه مسلم.

 

إن التخاذل عن نداء الجهاد والرضا بالواقع المذل يجعل الأمة في ذيل الأمم، ويعرضكم لإثم القعود. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ﴾.

 

أيها الجنود قال ﷺ: «وَإِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ» رواه البخاري. إن قضيتكم الأولى هي إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فهي الكيان السياسي الذي يوحد الأمة ويوجه الجهاد في سبيل الله لتحرير المقدسات ونشر الإسلام.

 

عليكم أن تسقطوا هذه الأنظمة العميلة التي تحكم بلادكم، والتي تُحكم قبضتها عليكم لمنعكم من القيام بواجبكم. هذه الأنظمة هي التي تكرس الحدود الزائفة، وتخضع لأوامر الغرب الكافر المستعمر الذي ينهب ثرواتكم ويحارب دينكم.

 

أيها الجنود، تذكروا أنكم ورثة الفاتحين، وأبناء أمةٍ رفعت راية الإسلام عاليةً في مشارق الأرض ومغاربها. أنتم أحفاد الصحابة الذين فتحوا الفتوح، وقادوا الجيوش لإعلاء كلمة الله. لا ترضوا لأنفسكم أن تكونوا أدوات في أيدي الطغاة، ولا تقبلوا أن تُستخدم أسلحتكم ضد شعوبكم بدلاً من توجيهها إلى صدور أعداء الأمة.

 

قال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ﴾. أليس هذا هو وعد الله سبحانه لكم؟ أليس الجهاد في سبيله هو سبيلكم لنيل رضاه والفوز بجنته؟

 

أيها الجنود: قال رسول الله ﷺ: «تُقَاتِلُونَ الْيَهُودَ، حَتَّى يَخْتَبِئَ أَحَدُهُمْ وَرَاءَ الْحَجَرِ فَيَقُولُ: يَا عَبْدَ اللهِ الْمُسْلِمَ، هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ» رواه البخاري. هذا وعد من الله سبحانه ورسوله ﷺ، لكن تحقيقه لا يكون إلا إذا كنتم جنداً مخلصين لدين الله، تحت راية خليفة واحد يوحد صفوفكم ويقودكم في سبيل الله.

 

أيها الجنود في كل بقاع الأمة، انهضوا من غفلتكم، واكسروا قيود الطغاة، وكونوا جند الله الذين وعدهم بالنصر. استجيبوا لنداء ربكم ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾، واعملوا على إقامة الخلافة التي ستوحد الأمة، وتحرر المقدسات، وتعيد للإسلام مجده وعزته، وإن إخوانكم شباب حزب التحرير بينكم ومعكم يدعونكم لنصرة دعوة الحق بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة وقد أعدوا العدة لإرساء دعائمها بإذن الله.

 

اللهم اجعلنا من جنودك المخلصين، وارزقنا شرف العمل لإقامة دينك، ونصرة أمتك.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أبو بكر الجبلي – ولاية اليمن

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع