الأحد، 05 رجب 1446هـ| 2025/01/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

طريق الحق واحد

 

 

تدور اليوم بين الناس أسئلة كثيرة عما آلت إليه حال سوريا بعد إسقاط الطاغية بشار.

 

إن الطريق الذي سلكته الجماعات الإسلامية، وكل من رفع شعار إقامة الدولة الإسلامية، ولم يسلك طريق رسول الله ﷺ في إقامة دولته ملتزما المبدأ دون انحراف عنه، فإنه قد وصل بشكل من الأشكال إلى نهاية الطريق الذي اختاره لنفسه، ورأى أنه موصل، وهذا ما نراه بأم العين حاضرا ماثلا أمامنا.

 

فمثلا طالبان أقامت إمارة إسلامية، ولم تقم الخلافة، وتمسكت بتطبيق الدين في الداخل بما سمح لها، وتجاوزت عما لم يسمح لها، وكان أقصى طموحها هو الوصول إلى الإمارة، وقد انتهى الطريق الذي سلكته ووصلت إلى ما أرادت، ولكن لم تصل إلى مراد الله في إقامة الخلافة.

 

وما حصل في مصر من استلام مرسي رحمه الله الذي مثل الإخوان المسلمين حيث كان منهجهم أو طريقهم هو التدرج في الوصول إلى الحكم عن طريق الانتخابات، وقد وصلوا بما خططوا له، أي أن طريقهم الذي سلكوه وصل إلى منتهاه، ولم يستطيعوا إقامة الدين؛ لأنهم لم يلتزموا طريق رسول الله ﷺ وسلكوا الطريقة التي وضعوها مخالفين الطريقة الشرعية في الوصول إلى الحكم.

 

واليوم نجد أن المجاهدين في سوريا، وعلى رأسهم هيئة تحرير الشام قد وصلوا إلى منتهى طريقهم، وهو إسقاط النظام، وقد كبلوا أنفسهم بارتمائهم في أحضان الدول المجاورة والدول الأخرى، فهم اليوم في سدة الحكم تحت مسمى حكومة المرحلة ولكنهم والحال كذلك لا يستطيعون إقامة حكم الله.

 

إنه لمن السطحية التفكير أن نفضل أي نظام على نظامنا الإسلامي، وللأسف لا يكفي تطبيق النظام وحده منقوصا أو كاملا منفصلا عن عقيدته. لذلك لا يمكن أن يصل إلى الحل الصحيح كل من سلك طريقاً غير طريق رسول الله ﷺ في إقامة الدولة.

 

فرسول الله ﷺ شكل الأمة على أساس المبدأ، وحمله حملا صحيحا في نفوس الصحابة، أي (حزبه)، حتى أصبح مشروعا للتطبيق، وكان المهاجرون خير مثال لهذا. واليوم لن يصل إلى إقامة الحق سوى من سلك طريق الحق، أي نهج رسول الله ﷺ.

 

إن حزب التحرير نشأ على مبدأ الإسلام ملتزما بكليته؛ لأن الشرط الأساسي لمن يقيم حكم الله في الأرض أن يكون معتنقا مبدأ الإسلام اعتناقا كاملا مفصلا، دارسا له، واضعا لتطبيقه مشروع دستور، مجهزا رجالا يعرفون كيف يطبقون هذا المبدأ. بينما لا يشترط اعتناق المبدأ فيمن يطبق عليهم، وهذه مفصلية مهمة يجب أن نلاحظها.

 

لذلك فإن الحال التي تمر بها سوريا هي حالة امتحان ونهاية طريق قد سلكه المجاهدون واليوم يكتشفون أنهم لا مشروع لهم، وأن الغرب استطاع أن يغير بوصلة أحلامهم، وأنهم وجب عليهم أن يعيدوا التفكير في الوصول إلى الحكم مع الذين حملوا مشروعا كاملا والقادرين على تطبيقه، رغم المصاعب الجمة التي تحيط بهم من دول شتى، والتي تعمل ليل نهار على أن لا يصل الإسلام إلى سدة الحكم ولا بأي شكل من الأشكال.

 

لذلك نهيب بالأمة التي سلكت طرقا عدة بإخلاص النية لله للوصول إلى تحكيم شرعه، أن يعيدوا حساباتهم، وأن يحزموا أمرهم، ويغذوا السير مع من يعملون على طريقة رسول الله ﷺ وقد هيأوا مشروعا جاهزا مكتمل الأركان قائما على كتاب الله وسنة رسوله، وهو بين أيديكم ويمكنكم الاطلاع عليه ومناقشته مع من وضعه فهو مستقى من أدلة شرعية ثابتة آتية من دين واحد نحن وأنتم ندين به وهو الإسلام بعروته الوثقى الكتاب والسنة.

 

أولى بنا أن نعمل في صعيد واحد، وعلى جبهة واحدة مخلصين النية لله عز وجل مشمرين عن سواعدنا رافضين الدنيا وما فيها متمسكين بكتاب الله ورسوله وعاملين على طريقة رسول الله ﷺ في الوصول إلى الحكم.

 

إن العالم اليوم بأمس الحاجة إلى نظام عالمي حقيقي يخرجه من الظلمات التي أدخلته إياها الرأسمالية التي تعاني اليوم سقوط جميع أركانها وأركان النظام العالمي، فهي على شفا جرف هار من نواح عدة:

من ناحية مخالفة مبدئها، وإن كان في أصله خاطئاً، إلا أنهم خالفوه ولم يلتزموا به، فهذه من علامات السقوط.

 

والسيطرة المطلقة لفئة من الناس تدير العالم على أهواء مصالحها، ولا يهمها لا إنسانية ولا بشر ولا حجر فهم أقرب لأعوان الشيطان من بني جنسهم البشري.

 

ونظامهم المالي الذي قاب قوسين أو أدنى أن يسقط وسقوطه حتمي لا مجال للفكاك منه.

 

إن كل هذه الأحداث تبشر بنهاية النظام القائم، وذلك لا يكون إلا بظهور مبدأ الإسلام على وجه الأرض فحينها سيهزم النظام الرأسمالي، ويولون الدبر، لذلك هم يقاتلون حتى آخر نفس لكي لا نستطيع إقامة دولتنا ولكن الله متم نوره ولو كره الكافرون.

 

فيا أبطال هذه الأمة: لنكن كلنا على صعيد واحد، فغذوا السير معنا وكونوا لنا عونا لإقامة الدين لنخوض معارك العزة، ونحرر بلادنا وبلاد الغرب من هذه الجرثومة التي علقت بنا، فأهلكت الحرث والنسل، ولنعدها خلافة راشدة على منهاج النبوة كما بشرنا رسول الله ﷺ فنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الرأسمالية إلى عدل الإسلام ورحمته، وما ذلك على الله بعزيز. قال تعالى: ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نبيل عبد الكريم

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع