الثلاثاء، 07 رجب 1446هـ| 2025/01/07م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

هؤلاء خصومتهم مع الإسلام نفسه

 

 

 

لقد فضح الجدال الدائر حاليا حول بعض التغييرات في المناهج المدرسية في الشام حقيقة الخلاف والصراع؛ فردود الفعل العنيفة من بعض الأوساط والنقاد بعد إعلان عن تغييرات في المناهج المدرسية جاءت صريحة بأنها بسبب ما اعتبروه توجها إسلاميا في التدريس.

 

فقد انتقدوا تحويل عبارة "طريق الخير" إلى "طريق الإسلام"، و"أولئك الذين لُعنوا وضلّوا" إلى "اليهود والنصارى"، وإعادة تعريف "الشهيد" من أنه الشخص الذي مات في سبيل الوطن إلى من ضحى بنفسه "في سبيل الله"، وكذلك حذف كلمة "قانون" واستبدالها لتصبح "الشرع، أو شرع الله"، و"مبدأ الأخوة الإيمانية" بدلاً من "الأخوة الإنسانية"، وعبارة "ومن يفعل الكبائر مستحلاً لها، فجزاؤه في الآخرة" لتصبح "ومن يفعل الكبائر مستحلاً لها فقد كفر وجزاؤه في الآخرة النار"، وهكذا بقية الانتقادات.

 

والملاحظ لهذه الانتقادات يرى أنها بالتأكيد ليست تخوفات من مظالم أو إساءة تعامل أو سوداوية متوقعة، فالانتقادات هي لأفكار ومفاهيم يجري العمل على تغييرها لتصبح توافق أفكار ومفاهيم الإسلام، وهذا ما أثار حفيظتهم باعتبارهم أبواقا وأدوات للاستعمار في بلاد المسلمين.

 

فالواضح أن خصومتهم هي مع الإسلام نفسه، وليست القضية قضية مخاوف من الظلم أو الدكتاتورية أو الفساد أو الإجرام، فهم عينهم من كانوا في السابق إبان حكم الأسد لا ينبسون ببنت شفه رغم أن إجرامه ودكتاتوريته وظلمه بلغت عنان السماء، ونظامه ملأ الشام جورا وسوادا.

 

وهؤلاء القوم لا يمكن أن يرضوا أو يسكنوا إلا إذا رأوا أن الدولة ستبنى على العلمانية ومحاربة الإسلام، لذلك فإن محاولة إرضائهم أو تهدئة روعهم لن تجدي نفعا ما لم يتبع القائمون على الإدارة الحالية ملتهم، وما شعارات الدولة المدنية، ودولة الحقوق والعدالة، إلا شعارات منمقة لتزيين الباطل والكفر وأفكار الاستعمار. قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً﴾.

 

ورغم علم هؤلاء واطّلاعهم على حقيقة فساد العلمانية والديمقراطية والرأسمالية، ورؤيتهم للشقاء الذي تحياه البشرية تحت حكمها، وكيف أن غياب الإسلام عن الساحة الدولية يكاد يأخذ بالبشرية إلى حافة الهاوية، إلا أنهم ما زالوا يروجون لبضاعة الغرب الفاسدة.

 

ورغم علم هؤلاء برحمة الإسلام وحسن رعايته لرعاياه عبر قرون مديدة، ولولاها لما بقي لهم ولا لدياناتهم أثر في البلاد الإسلامية، ورغم لمسهم عدل الإسلام إلى الدرجة التي دفعت نصارى الشرق إلى الوقوف في وجه الصليبيين في حملتهم على البلاد الإسلامية، ودفعت المغول والتتار إلى اعتناق الإسلام بعد أن جاؤوا للقضاء عليه، رغم هذا إلا أنهم يأبون إلا مخاصمة الإسلام، وترديد كلمات وتحذيرات ووسوسات الغرب المستعمر.

 

لأن المسألة ليست مسألة حق وباطل بالنسبة لهم، ولا حقوقا ومظالم، فلو كانت كذلك لكفتهم تلك الحقائق والشواهد للوصول إلى صوابية الإسلام وأحقيته، ولأدركوا أن لا خلاص للشام ولا للمسلمين بل للبشرية جمعاء إلا بدين الرحمة والحق والعدل؛ الإسلام.

 

بل المسألة أنهم يخاصمون الإسلام، حقدا وعمالة، ولا يطيقون أن يروا الناس تعود ولو قليلا إلى شرع ربها، ويكادون يموتون فزعا وخوفا من عودة الإسلام إلى الحكم، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ.

 

لأن ذلك معناه بالنسبة لهؤلاء المرتزقة نهاية امتيازاتهم ومكاسبهم التي ما تحصلوا عليها إلا بموالاة الاستعمار ومعاداة الإسلام، ولكن ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾، فإن لم يكن اليوم فغدا، ﴿أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ﴾.

 

 فالحذر الحذر أن يفتنوكم عن دينكم فذلك الخسران المبين.

 

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس باهر صالح

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع