الأربعاء، 14 محرّم 1447هـ| 2025/07/09م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

نظرة على الأخبار2020/12/12

 

 

تعيينات بايدن تُظهر هوس الولايات المتحدة بالاختلاف السطحي


الولايات المتحدة دولة منقسمة بشكل مرير. يواصل الجناح اليميني تغذية قاعدته في أمريكا البيضاء، أي أولئك الذين هم من أصل أوروبي، حتى خلال الحملة الرئاسية الأخيرة، بينما يفترض اليسار أنه يجذب السكان غير البيض. لكن حقيقة هذه الانقسامات بين اليسار واليمين هي أنها تدور حول كيفية تقديم السياسة أكثر من كونها تتعلق بالواقع الفعلي لتلك السياسة. كل من اليسار واليمين في السياسة الأمريكية مخلصون للنخبة الرأسمالية نفسها، ويتبعون الأهداف والغايات نفسها، ويختلفون فقط في أسلوب التنفيذ. وبقدر ما يتعلق الأمر بالنخبة الرأسمالية، ليس هناك الكثير مما يمكن فعله تجاه الشرائح الأضعف والأكثر فقراً في المجتمع. لذلك، تُترك الإدارات اليسارية مع إيماءات رمزية مثل اختيار بايدن، حتى الآن، سبع نساء وتسعة "أشخاص ملونين" لمناصب وزارية في الإدارة الجديدة. مثل هذه التحديدات، مع تقديم مظهر التغيير، تشير في الواقع إلى الاستمرارية لأن هؤلاء المختارين هم أفراد مخلصون تماماً لمناصب المؤسسة. المهم ليس ما إذا كان المرء أسود أو أبيض، ولكن ما هي السياسات التي يتبعها. من وجهة نظر المؤسسة الأمريكية، لا يهم حتى ما إذا كان الرئيس أبيض أو أسود. كان أوباما، أول رئيس أسود، مخلصاً بشدة لأهداف المؤسسة، حتى أكثر من ترامب. بإذن الله، ستقدم الخلافة على منهاج النبوة النموذج المثالي للعالم بأسره للإخلاص الحقيقي لرفاهية البشرية جمعاء، بغض النظر عن العرق أو الجنس. ما يهم ليس خلفية شخص ما ولكن ما يلزم نفسه به وكيف يتصرف. قال النبي ﷺ في خطبته الأخيرة: «فَلَيْسَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ فَضْلٌ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ فَضْلٌ، وَلَا لِأَسْوَدَ عَلَى أَبْيَضَ وَلَا لِأَبْيَضَ عَلَى أَسْوَدَ فَضْلٌ إِلَّا بِالتَّقْوَى».

 

 

إيران، تركيا، فرنسا، السودان


بعد الاغتيال الجبان للعالم النووي الإيراني الكبير محسن فخري زاده، والذي ألمحت أمريكا وكيان يهود إلى مسؤوليتهما عنه، دون اعتراف صريح، تكثف الولايات المتحدة الضغط العسكري على إيران لضمان عدم الانتقام. هذا الأسبوع طارت قاذفتان من طراز B-52 من أمريكا إلى الشرق الأوسط وعادتا. يأتي هذا بعد إجراءات أخرى في الأسابيع الأخيرة مثل اتخاذ قرار بعودة حاملة الطائرات يو إس إس نيميتز إلى الشرق الأوسط وإرسال سرب طائرات مقاتلة إضافي من أوروبا. يوضح البنتاغون أن كل هذه الإجراءات دفاعية بطبيعتها لمنع أي عمل محتمل من جانب إيران. وأفادت بوليتيكو أن متحدثاً باسم البنتاغون قال: "لا توجد خطة هنا للعمل، هناك خطة لتصوير موقف دفاعي قوي من شأنه أن يوفر تعطيلا لخصم محتمل". ومع ذلك، فإن للولايات المتحدة شريكاً في هذه الجهود، وهي الحكومة الإيرانية نفسها التي تقر بل تعترف علناً بأن الولايات المتحدة وكيان يهود وراء ذلك، فإنها تحول تماماً أي انتقام بعيداً عنها وبدلاً من ذلك تقوم باعتقال الأفراد داخل إيران نفسها. تعتمد الولايات المتحدة أيضاً على الحكومات الأخرى في المنطقة، كما أشار قائد القيادة المركزية الأمريكية في بيانه المخادع "القدرة على تحليق قاذفات استراتيجية في منتصف الطريق عبر العالم في مهمة دون توقف، ودمجها سريعاً مع الشركاء الإقليميين ما يوضح علاقات العمل الوثيقة والتزامنا المشترك بالأمن والاستقرار الإقليميين".


مستغلاً تغيير الإدارات في أمريكا، يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على تركيا، مشيراً إلى أن ذلك يتماشى مع سياسات الرئيس المنتخب جو بايدن. لقد أصبحت تركيا عميلاً مهماً لأمريكا يعزز الأهداف الأمريكية في المنطقة ويزيد من تقليص النفوذ الأوروبي في ليبيا وشرق البحر المتوسط. إن وجود مثل هذا الوكيل الأمريكي القوي المتاخم لأوروبا هو سبب خاص لقلق الحكومات الأوروبية. صحيح أن بايدن انتقد أردوغان خلال حملته الانتخابية، لكن هذا لم يكن إلا لمهاجمة ترامب الذي تُعرف علاقته الوثيقة بأردوغان. لكن حتى ترامب أُشيع هذا الأسبوع أنه يخطط لعقوبات رمزية ضد تركيا بسبب حصولها على أنظمة صواريخ روسية من طراز S-400. بخلاف ذلك، سيستمر بايدن في توظيف جميع عملاء أمريكا، بما في ذلك تركيا، تماماً كما فعل ترامب، على الرغم من استخدام منهجه الخاص. والرؤساء الجمهوريون أكثر أحادية الجانب بشكل عام، في حين إن الرؤساء الديمقراطيين عادة ما يكونون متعددي الأطراف، لذلك من المتوقع أن يسعى بايدن إلى تعاون أوثق مع القادة الأوروبيين بشأن القضايا العالمية. لكن لا يزال التنافس بين القوى الرأسمالية الغربية شديداً، ويستمر هذا بغض النظر عن مدى إظهار أنفسهم كمتعاونين. قال الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ﴾ [المائدة: 14]


من بين القوى الرأسمالية، كانت فرنسا عادة أكثر صراحة في محاربتها للإسلام وذلك بسبب التأثير المستمر للثورة الفرنسية التي نشرت لأول مرة القيم الزائفة للحرية والديمقراطية في الغرب. وكذلك لأن فرنسا تستضيف ملايين عدة من المسلمين والعرب، وربما تستضيف نسبة أكبر من المسلمين مقارنة بالدول الغربية الأخرى. ولكن، تجسيداً لتناقضات الرأسمالية، تبذل فرنسا قصارى جهدها لبناء علاقات وثيقة مع حكام المسلمين مع الاستمرار في مهاجمة الإسلام. هذا الأسبوع، أصيب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالحرج من لقطات نشرتها مصر تظهر رئيسها السيسي يتلقى أعلى وسام مدني فرنسي من ماكرون نفسه خلال زيارته الرسمية إلى فرنسا. إن الرأسماليين لا يكرهون المسلمين بل الإسلام نفسه. لكن بالنسبة للمسلمين، يجب أن يعرفوا أنهم لا شيء دون الإسلام.


وفقاً للمعلومات الداخلية التي حصلت عليها إيه بي سي نيوز، فإن إدارة ترامب تعرض دفع مئات ملايين الدولارات لضحايا 11 أيلول/سبتمبر الأمريكيين لمنعهم من إفساد الصفقة التي أبرمت مؤخراً مع السودان، والتي بموجبها لن يتم اعتبارها "دولة راعية للإرهاب". تبذل أمريكا قصارى جهدها للاستفادة من وجود عنصر مدني تدعمه بريطانيا في حكومة السودان لاستعادة علاقاتها مع السودان. كثير من الأنظمة في بلاد المسلمين اليوم عميلة لأمريكا. لكن أمريكا قادرة على إقامة علاقات معلنة مع بعضها فقط، بينما يتعين عليها تصوير الآخرين على أنهم معارضون لها. لعقود من الزمان، تم تصوير السودان على أنه معارض لأمريكا، وحليف لإيران، العميل الأمريكي والمعارض الواضح، بينما واصل كل من عملاء أمريكا السودانيين والإيرانيين تصوير أنفسهم على أنهم مخلصون للإسلام. لكن واقع الحكم في السودان أصبح الآن واضحاً من خلال أعمال مثل التطبيع مع كيان يهود الغاصب. وبإذن الله، ستثور الأمة الإسلامية قريباً على جميع الأنظمة العميلة لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبي ﷺ والتي ستوحد جميع بلاد المسلمين تحت قيادتها العامة، وتطرد الكافر المستعمر ونفوذه من بلاد المسلمين، وتحرر البلاد المحتلة، وتعيد الحياة الإسلامية من خلال تطبيق الشريعة، وتنشر نور الإسلام إلى العالم أجمع.

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع