الإثنين، 23 محرّم 1446هـ| 2024/07/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

نظرة على الأخبار 2022/10/15م

 

(مترجمة)

 

محاولات أمريكية للإيقاع بروسيا من خلال السعودية وتركيا

 

إن الإخفاقات الروسية الكارثية في الحرب في أوكرانيا تحت قيادة الرئيس فلاديمير بوتين تكشف بسرعة الضعف الحقيقي للدولة الروسية. فبعد أن كانت تعتبر قوة عظمى تقريبا على قدم المساواة مع أمريكا، أصبح من غير الواضح الآن ما إذا كانت روسيا ستتمكن حتى من الاستمرار في اعتبارها من بين القوى العظمى في العالم.

 

حيث إن أمريكا هي التي حرضتها على غزو أوكرانيا، ونصبت الفخ الذي وقع بوتين فيه. ولكن من غير المرجح أن تدرك حتى أمريكا في ذلك الوقت مدى انحدار روسيا. والآن، تتحرك أمريكا بسرعة لإعادة سياساتها وفقا لهذا الواقع الجديد. وتتضمن مبادرتان أمريكيتان رئيسيتان وضع السعودية وتركيا كحليفين لروسيا، وعلى الرغم من أن كليهما موالين لأمريكا، فبالتالي سيزيد نفوذ أمريكا على روسيا. ويبدو أنه حتى بعد الوقوع في فخ أوكرانيا، لا تزال القيادة الروسية تفتقر إلى الحس السياسي اللازم لتجاوز الفخاخ الإضافية التي تضعها أمريكا لها.

 

صراع أمريكا مع السعودية حول أوبك+

 

تستمر وسائل الإعلام هذا الأسبوع في عرض الصراع بين أمريكا والسعودية حول قرار أوبك+ في وقت سابق من هذا الشهر بخفض إنتاج النفط، وبالتالي تجاهل لطلب أمريكا بخفض أسعار النفط قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي. ووفقا لصحيفة الغارديان:

 

استمرت العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية في التدهور يوم الخميس حيث تبادل البلدان الانتقادات اللاذعة بشأن قرار خفض إنتاج النفط، كما اتهمت واشنطن الرياض بإجبار أعضاء آخرين في منظمة أوبك+، وأشارت الرياض إلى أن إدارة بايدن حاولت تأجيل القرار لمدة شهر.

 

وردا على نية جو بايدن المعلنة لإعادة تقييم العلاقة الأمريكية مع الرياض، أصدرت وزارة الخارجية السعودية بيانا طويلا بشكل غير عادي رفضت فيه "محاولات تشويه الحقائق" حول دوافع السعودية للضغط من أجل خفض إنتاج أوبك+ بمقدار 2 مليون برميل يوميا.

 

وقال البيان إن الحكومة السعودية أوضحت لأمريكا أن تأجيل القرار لمدة شهر "وفقا لما تم اقتراحه" كان سيؤدي إلى "عواقب اقتصادية سلبية". وكان من شأن التأخير لمدة شهر أن يعني أن القرار جاء بعد انتخابات الكونغرس في تشرين الثاني/نوفمبر، وبالتالي فإن التلميح السعودي كان أن الإدارة كانت قلقة من التأثير السياسي المحلي لارتفاع أسعار البنزين، بدلا من التأثير على روسيا والحرب الأوكرانية.

 

"يمكن لوزارة الخارجية السعودية أن تحاول الالتفاف، ولكن الحقائق بسيطة"، أجاب جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي. وأضاف "في الأسابيع الأخيرة، نقل لنا السعوديون - سرا وعلنا - نيتهم خفض إنتاج النفط، والتي كانوا يعرفون أنها ستزيد من الإيرادات الروسية وتضعف فعالية العقوبات. وهذا هو الاتجاه الخاطئ".

 

والحاصل أن "السياسة النفطية الحالية للسعودية والتي تتعارض وبشكل صارخ مع رغبات إدارة بايدن إلا أنها تتوافق مع رغبات الحزب الجمهوري الأمريكي وشركات النفط الأمريكية الداعمة له والتي تريد من زاوية أن ترفع الأسعار لأنها مستفيدة من ذلك، ومن زاوية أهم تريد إسقاط أنصار الرئيس بايدن الديمقراطيين في انتخابات الكونغرس النصفية المقبلة على أمل أن يسيطر الحزب الجمهوري على غرفتي الكونغرس، فيسهل ذلك لهم العودة للرئاسة أيضاً سنة 2024".

 

تركيا تدخل نفسها بين روسيا وأوروبا

 

في الشهر الماضي فقط تعرضت خطوط الأنابيب الروسية التي تزود أوروبا بالغاز للتخريب. وفقا لتقرير بي بي سي في ذلك الوقت:

 

"تم إغلاق نورد ستريم 1، أكبر خط أنابيب غاز روسي إلى أوروبا، إلى أجل غير مسمى بعد العثور على عدد من التسريبات فيه وخط أنابيب مواز، نورد ستريم 2".

 

وفي حين ألقت أمريكا باللوم على روسيا في التخريب، فمن المرجح أن يكون المخرب هو أمريكا نفسها. ولم تكن روسيا بحاجة إلى إتلاف خطوط الأنابيب التي تنقل الغاز الذي توفره هي نفسها. إذا أرادت منع الغاز عن أوروبا، فيمكنها ببساطة إيقاف الإمدادات.

 

وفي الواقع، لم ترغب روسيا في وقف الإمدادات لأنها تعتمد بشكل كبير على عائدات النقد الأجنبي من عملائها الأوروبيين، الذين كانوا يعتمدون أيضا اعتمادا واضحا على الغاز الروسي الرخيص والوفير لتلبية احتياجاتهم من الطاقة. والآن، تسعى روسيا وأوروبا إلى استعادة هذا العرض، ولكن من خلال تركيا. ووفقا لوكالة أسوشيتد برس:

 

قال الرئيس أردوغان يوم الجمعة إن تركيا وروسيا أوعزتا إلى سلطات الطاقة في كل منهما بالبدء فورا في العمل الفني على اقتراح روسي من شأنه أن يحول تركيا إلى مركز غاز لأوروبا.

 

وطرح الرئيس الروسي بوتين فكرة تصدير المزيد من الغاز عبر خط أنابيب الغاز تورك ستريم الذي يمتد تحت البحر الأسود إلى تركيا بعد توقف شحنات الغاز إلى ألمانيا عبر خط أنابيب نورد ستريم في بحر البلطيق.

 

وقال أردوغان إن سلطات الطاقة الروسية والتركية ستعملان معا لتحديد أفضل موقع لمركز توزيع الغاز مضيفا أن منطقة تراقيا التركية المتاخمة لليونان وبلغاريا تبدو أفضل موقع.

 

ونقل عن أردوغان قوله "بالتعاون مع السيد بوتين، أوعزنا إلى وزارة الطاقة والموارد الطبيعية والمؤسسة المعنية على الجانب الروسي بالعمل معا". و"سيقومون بإجراء هذه الدراسة، أينما كان المكان الأنسب، نأمل أن ننشئ مركز التوزيع هذا هناك".

 

ومن الواضح أن تكليف أردوغان، وهو موال لأمريكا وملتزم كوسيط في الإمدادات بين روسيا وأوروبا، من شأنه أن يجعلهما يعتمدان على الامتثال التركي، وبالتالي تزويد أمريكا، بقبضة قوية على منافسيها من القوى العظمى.

 

بإذن الله سبحانه وتعالى ستطيح الأمة الإسلامية قريبا بحكامها العملاء الذين يخدمون مصالح الغرب المستعمر بدل مصالحها، وتقيم دولة الخلافة على منهاج النبوة التي توحد بلاد المسلمين، وتحرر أراضيهم المحتلة وتحمل نور الإسلام إلى العالم أجمع. كما ستعمل على مواجهة القوى العظمى، وستعيد العالم إلى السلام العام والازدهار الذي كان قائما خلال الألف عام التي كان الإسلام فيها مهيمنا على العالم.

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع