الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

alarab

 

2024-11-01

 

العرب: حزب التحرير يناكف هيئة تحرير الشام في عقر دارها

 

 

من دوافع التوتر بين الجانبين إصرار هيئة تحرير الشام على احتكار المجال الديني وإقصائها لحزب التحرير.

 

 

إدلب (سوريا) - لم تتوقف الاحتجاجات المناهضة لهيئة تحرير الشام وزعيمها أبومحمد الجولاني، في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، رغم محاولات الهيئة احتواءها تارة بالترغيب وطورا بالترهيب. ويتصدر الحراك الرافض لسياسات هيئة تحرير الشام عدد من المكونات أبرزهم حزب التحرير، الذي نجح في السنوات الأخيرة في كسب قاعدة شعبية في إدلب، مستفيدا في ذلك من حالة التململ الشعبي المتصاعدة ضد الهيئة.

 

ويتهم حزب التحرير هيئة تحرير الشام بالخضوع للأجندة التركية، وأيضا بمهادنة النظام السوري من خلال وقف التصعيد على الجبهات، وهما نقطتان يتشارك فيهما الحزب الإسلامي مع طيف واسع من النشطاء في إدلب وأريافها.

 

ولم تنجح حملة الاعتقالات التي طالت العديد من كوادره، في ثني حزب التحرير عن مواصلة الانتفاض ضد الهيئة، وآخرها اعتقال مسؤول له في 12 أكتوبر الماضي، وذلك أثناء عودته إلى منزله في أعقاب مشاركته في مظاهرة بمدينة إدلب طالبت باستعادة القرار العسكري، والكشف عن مصير المعتقلين والإفراج عنهم، ووقف الانتهاكات بحق المدنيين.

 

ويرى خبراء في الجماعات الإسلامية أن حزب التحرير  الذي ظهر في سوريا في السنوات الأولى من الحرب الأهلية، يجد أن اللحظة مناسبة لتعزيز حضوره في إدلب، لافتين إلى أن هيئة تحرير الشام تنظر بقلق إلى هذا “المناكف المزعج”، والتي فشلت حتى الآن محاولات ترويضه.

 

ويلتقي حزب التحرير وهيئة تحرير الشام في عدد من الأهداف في مقدمتها إقامة الخلافة، لكنهما يختلفان حول سبل تحقيقها، حيث يؤمن الحزب بالنهج السياسي، فيما تتبنى الهيئة الخط المسلح.

 

ويعتبر حزب التحرير الأمة الإسلامية منظومة واحدة، ولا يعترف بالحدود الجغرافية بين الدول الإسلامية، ويرفض الحزب القيم الغربية مثل العلمانية والديمقراطية، ويرى بأنه يتعين على المسلمين رفض هذه القيم والسعي نحو الخلافة، وعلى الرغم من إقراره بأن الجهاد طريقة شرعية للدفاع عن الإسلام، إلا أنه يشدد على أن الجهاد ليس بالضرورة عسكرياً.

 

وظهر حزب التحرير في سوريا خلال السنوات الأولى من الحرب التي اندلعت في أواخر العام 2012. وكان من الطبيعي لحزب يدعو إلى إقامة خلافة إسلامية أن يُمنع من النشاط في مناطق سيطرة الحكومة.

 

ووجد كوادر الحزب في مناطق المعارضة وتحديدا شمال غرب سوريا، ضالتهم. وقد سمحت هيئة تحرير الشام لحزب التحرير بالتحرك بأريحية على خلاف تنظيمات أخرى عملت على محاربتها والقضاء عليها مثل حراس الدين، ويرى خبراء في الجماعات الإسلامية أن الهيئة لم تكن ترى في حزب التحرير أيّ تهديد نظرا لعدم امتلاكه جناحا عسكريا.

 

لكن في السنوات الأخيرة أظهر الحزب تحديا للهيئة ولسياساتها، خصوصا في علاقتها بتركيا، ونظم الحزب في سبتمبر 2022، تحركات احتجاجية، طالبت هيئة تحرير الشام بفك الارتباط مع أنقرة، على إثر تداول أنباء عن توجه الأخيرة للتطبيع مع دمشق. ودفعت تلك التحركات هيئة تحرير الشام إلى شن حملة أمنية واعتقال مسؤولين بارزين من حزب التحرير، بينهم عضو المكتب الإعلامي ناصر عبدالحي بعد أن أدلى بتصريحات علنية هاجم فيها دعوة وزير الخارجية التركي المعارضة السورية للمصالحة مع دمشق.

وتلت تلك الحملة، هدنة قصيرة بين الجانبين، لكن سرعان ما عادت الأمور بينهما إلى التأزم مع تزعم حزب التحرير مجددا للحراك الشعبي المستمر منذ أشهر. ويقول خبراء في الجماعات الإسلامية إن الخلاف بين حزب التحرير وهيئة تحرير الشام لا يتعلق فقط بتركيا، بل وأيضا بمحاولات هيئة تحرير الشام الظهور بثوب معتدل لإرضاء الغرب.

ويلفت هؤلاء إلى أن من دوافع التوتر بين الجانبين إصرار هيئة تحرير الشام على احتكار المجال الديني في مناطق سيطرتها، وإقصائها للحزب وباقي المكونات. ويرى الخبراء أن صبر الهيئة على حزب التحرير بدأ ينفد، وأنها من المرجح أن تتشدد أكثر في ملاحقة قياداته وكوادره، حيث بات الحزب يشكل مصدر خطر لها وهو الذي نجح في كسب حاضنة متعاطفة معه وتؤيد مواقفه في داخل “المحرر”، وهي تسمية تطلقها الهيئة على مناطق سيطرتها.

 

 

 

المصدر: العرب

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع