- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
2019-03-06
جريدة الراية: كشمير بين جبروت الهند وتخاذل حكام باكستان
في الساعات الأولى من يوم 26 من شباط/فبراير 2019، حاولت القوات الجوية الهندية اختراق المجال الجوي الباكستاني من ثلاث نقاط. ووفقا لدائرة العلاقات العامة للخدمات المسلحة الباكستانية (ISPR)، استطاع سرب من الطائرات الهندية إسقاط بعض القنابل أثناء فرارهم. وانتشر هذا الخبر كانتشار النار في الهشيم، ما أغضب المسلمين في باكستان من القيادة السياسية والعسكرية لباكستان التي سمحت للمقاتلات الهندية بالعودة سالمة. فكان الضغط شديداً لدرجة أن القيادة السياسية والعسكرية أعلنت أنها سترد على العدوان الهندي في الوقت المناسب. وفي اليوم التالي، في 27 من شباط/فبراير 2019، حاولت المقاتلات الهندية مرة أخرى انتهاك المجال الجوي الباكستاني من منطقة كشمير المحتلة، فأسقط سلاح الجو الباكستاني مقاتلتين هنديتين. ووقع حطام طائرة منهما وطيارها في كشمير على الجانب الباكستاني، حيث أمسك السكان المحليون بالطيار وهم في حالة من الغضب، وانتشرت هذه الأخبار أيضا انتشار النار في الهشيم، مع احتفال المسلمين في باكستان.
لقد كان موقف القيادة السياسية والعسكرية دفاعياً، مبدية استغرابها من التصعيد الهندي كما لو أن باكستان هي الطرف المذنب، وهو الذي أدى إلى نشوب الصراع، وقال إنه سيقتصر على الدفاع عن أجوائه فقط، بدلا من تبني موقف قوي ضد الهند التي شنت الحرب الوحشية لاحتلال كشمير منذ سبعة عقود من الزمان، واستمرت على مدار هذه العقود السبعة بالقتل والتنكيل والاغتصاب. وبدلاً من تبني القيادة السياسية والعسكرية أولئك الأبطال الذين قاموا بهجوم (بالواما) الجريء على القوات الهندية، حيث تم قتل أكثر من أربعين من قوات الاحتلال الهندية، تعاملت القيادة السياسية والعسكرية كما لو أن الاحتلال شرعي والمقاومة غير شرعية! وهكذا ساعد موقفهم الضعيف رئيس الوزراء الهندي (مودي) في تحويل المشهد عن الوحشية الهندية في كشمير المحتلة، إلى عرض المقاومة على أنها الجاني!
لقد تمكن المسلمون في كشمير المحتلة والمقاومة فيها ضد الاحتلال الهندي، تمكنوا من إضعاف الاحتلال، وهو توفير لأجواء مناسبة جدا لتحرير كشمير في حال تدخلت باكستان عسكريا. ولا يوجد حل آخر غير قيام الجيش الباكستاني بتسليح المقاومة كمقدمة للقتال إلى جانبهم من أجل التحرير، فقد تم تحرير أزاد كشمير بين عامي 1947-1948 حين حصل القتال بالتوكل على الله q ودون خوف من العدو. ففي ربيع عام 1947، اندلعت انتفاضة ضد الحاكم الهندي في كشمير، المحرَّرة الآن، ردا على اضطهاده، ولما تم دعم المقاومة من المقاتلين من جميع أنحاء باكستان، حاربوا ببسالة وطردوا القوات الهندية وأعلنوا عن حكومة مؤقتة (لأزاد جامو وكشمير) في (روالبندي) في الثالث من تشرين الأول/أكتوبر 1947، وهم يعيشون اليوم في أمان. ومنذ أن توسطت الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار بين الهند وباكستان في عام 1949، يعيش أهل كشمير المحتلة دون أمن أو أمان، فالظالم لا يفهم إلا لغة القوة وليس لغة السلام أو الحوار أو ضبط النفس أو التطبيع معه.
الحمد لله أن القوات المسلحة المسلمة في باكستان قادرة تماما وعلى استعداد للتضحية بحياتها من أجل تحرير كشمير المحتلة. ومع ذلك، فهي مقيدة بقيادة سياسية وعسكرية ضعيفة تسعى إلى رضا أمريكا، بدلاً من رضا الله q. لذلك ليس هناك شك في أن تحرير كشمير معلق بين عدوان القوات الهندية وضعف القيادة السياسية والعسكرية في باكستان، ولن يتغير الوضع بشكل جذري لصالح المسلمين إلا بإقامة الخلافة على منهاج النبوة، حيث يستجيب الخليفة الراشد لصيحات المسلمين في كشمير المحتلة، ويطلق العنان لأسود هذه الأمة، وتختبئ الضباع في جحورها ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.
بقلم: الأستاذ شاهزاد شيخ
نائب الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية باكستان
المصدر: جريدة الراية