السبت، 08 صَفر 1447هـ| 2025/08/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ

  • نشر في منبر الدروس والخطب
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1395 مرات

 

الخطبة الأولى

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلّ عليه وآله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم لا ريب فيه، وسلم تسليماً كثيراً. وبعد

قال تعالى: (إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) من سورة يوسف، وقال عز وجل: (قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَ) (الحجر 56)، وقال سبحانه: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر 53).

أيها المسلمون: في هذه الايات الكريمات ينهي المولى عز وجل عن القنوط واليأس من رحمة الله، ومن اليأس من نصر الله لعباده المؤمنين، فالشرع قد أمرنا بالسير دون توقف، وبشرنا ان المولى سيعيننا ما دمنا في طاعته، بل أمرنا الشرع أن نعمل حتى في أحلك الظروف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة (النخلة الصغيرة) فليغرسها».

أيها المسلمون: لا يخفى علينا مدى الضعف والهوان الذي وصلت إليه الأمة الإسلامية من ناحية الأمن رغم كثرة الرجال وتوفر القوة، ومن ناحية الاقتصاد رغم توفر الثروة وغير ذلك، إزاء هذا الواقع قال بعض الناس إن النصر لن يأتنا، كيف سننتصر على يهود؟ كيف ننتصر على أمريكا؟ كيف نخرج المنظمات التي تعمل في بلادنا وتبث الكفر في كل مكان كيف نطردها من بلادنا؟ فقد كثر المتخاذلون، وكثر المتهالكون الذي لا يسارعون إلى مغفرة من الله ورضوان وجنة عرضها السموات والأرض أُعدت للمتقين. لذلك فعندما قام رجب أوردوغان رئيس وزراء تركيا معتزلاً قمة دافوس الاقتصادية، ومكيلاً بالكلمات فقط لرئيس دولة يهود، فرح كثير من أبناء المسلمين فقالوا هذا يعني أنه ما دام أردوغان قاطع مجلسهم وانصرف عنهم فهذا يعني أن النصر يمكن أن يأتي، ويمكن أن يكون رجب أردوغان خليفة للمسلمينن لأن آخر خلافة كانت في تركيا.وهنا في السودان خرجت مسيرات كما خرجت في تركيا.

أيها الأحبة الكرام: إن الشرع أمرنا أن نلتزم الإسلام وأن لا نيأس ابداً، فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله، ففي موقعة بدر كان الصحابة قلة بالنسبة لجيش المشركين، لم يتجاوزا الثلاثمائة إلا قليلاً، والمشركون فوق التسعمائة، ويوم حنين كان المسلمون اثني عشر ألفاً ومشركو هوازن وثقيف ثلاثون ألفاً، وفي مؤتة المسلمون ثلاثة آلاف فقط بينما النصارى مائتي ألفاً، وفي واقعة ملاذِ كُرد المسلمون بقيادة ألب أرِسلان خمسة عشر ألف مجاهداً والنصارى اكثر من ثلاثمائة ألفاً، وفي واقعة الزلاقة كان جيش المسلمين (بقيادة يوسف بن تاشفين الذي كان عمره حينها تسع وسبعون عاماً)  كان الجيش خمسة عشر ألفاً وجيش الفونس السادس ستون ألفاً، فقتل المسلمون من الكفار تسعاً وخمسين ألفاً والذين استطاعوا دخول الحصن من الفارين مائة فقط من بينهم أميرهم الفونس السادس، وقد دخل الحصن برجل واحدة حيث فقد الثانية في المعركة؛ ففي كل هذه المعارك نصر الله عباده المؤمنين رغم قلتهم بالنسبة لعدوهم. اما اليائسون في كل زمان كان ظنهم خائباً، لأن الله تعالى وعد عباده بالنصر وأمر أن يحسن العباد الظن به، قال تعالى: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ) (غافر 51). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله» أخرجه مسلم من حديث جابر. ولنا في فتح عمورية عظة وعبرة، فعندما هجم الروم على بلاد المسلمين في تركيا، صرخت امرأة مستغيثة بالإسلام وبخليفة المسلمين فقالت: (وا إسلاماه، وا معتصماه) فنقل الجند ما حدث لهم وما قالته المرأة فاشتاط الخليفة غضباً وكتب كتاباً جاء فيه " إن لم تخرج لأرسلن لك جيشاً اوله عندك وآخره عندي" وبالفعل أعد المعتصم بالله جيشاً عظيماً في وقت كان جزء من الجيش مشغولاً بفتنة بابك الخرمي صاحب الفرقة الضالة، فأخذ المنجمون والمخذلون واليائسون يقولون إن الوقت ليس وقت حرب، حتى قال المنجمون إن الخليفة سيهزم. وفي وقت الاعداد السريع أتت الأنباء السارة بالقضاء على تلك الفتنة ومقتل قائدها بابك، واختار خليفة المسلمين أقوى قلاع الروم (عمورية) عاصمة تركيا الحالية (أنقرة) وانتصر المسلمون نصراً مؤزراً؛ فقتل من الروم ثلاثون ألفاً، وأُسر منهم ثلاثون ألفاً. فأنشد أبو تمام قائلاً:

السيف أصدق أنباءً من الكتب                    في حده الحد بين الجد واللعب

بيض الصفائح لا سود الصحائف                   في متونهن جلاء الشك والريب

إلى أن قال:

عجائباً زعموا الأيــام مجفلةً                    عنهن في صفر الأصفار أو رجب

وخوفوا الناس من دهياء مظلمةٍ                    إذا بدا الكوكب الغربي ذو الذنب

واليوم المخذلون يقولون لن ننتصر على يهود، ولن ننتصر على أمريكا، ولن نستطيع أن نوحد الأمة، والله عز وجل يقول: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ).

الخطبة الثانية

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وعلى آله وصحبه الكرام النجباء، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم اللقاء وبعد،،،

إن الله عز وجل لن يسألنا عن تحقق النصر بل سيسألنا ماذا عملنا من أجل النصر، وفي الآية الكريمة يقول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم: (وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ) (الرعد 40) ففي هذه الآية وعد بالنصر وطلب العمل من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعليه فإن الموقف الذي يحبه الله تعالى منا هو العمل لتطبيق أحكام الإسلام في كل شئون الحياة، في الحكم وفي الاجتماع والاقتصاد والسياسة الداخلية والخارجية ومنها الجهاد في سبيل الله لتحقيق الأمن والأمان للأمة الإسلامية وإخراج الناس من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام.

والموقف الذي وقفه رئيس وزراء تركيا من نقد ليهود لا يغطي بقية الأعمال التي تقوم بها دولة تركيا، فهم معترفون بدولة يهود ولهم سفارة في تركيا، بل عقدت تركيا اتفاقية تعاون عسكري عام 1996م مع يهود، تم بموجبها عمل عسكري مشترك  أبرزها المناورة العسكرية في مطلع 2003 م بمشاركة يهود وأمريكا وتركيا.  ولكون المسلمين في تركيا في غليان نصرة لاخوانهم كانت هذه المواقف من أردوغان التي هي ذر للرماد في العيون للتمويه وتنفيس غضبة المسلمين.

اما النصر أيها المسلمون فإنه ينزل على من ينصر الله سبحانه وتعالى، وقد طلب المولى سبحانه من المؤمنين أن يكونوا أنصار الله، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ). ونصر الله يكون بالعمل مع المخلصين في الأمة يداً واحدة لاستئناف الحياة الاسلامية بإقامة دولة الإسلام؛ دولة الخلافة الراشدة التي تحرِّك الجيوش لتنصر الله عز وجل فينصرنا سبحانه ولمثل ذلك فليعمل العاملون.

 

إقرأ المزيد...

  الجولة الإخبارية ليوم الخميس

  • نشر في الجولة الإخبارية
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1130 مرات

 

العناوين:

•·       البنتاغون يقر رسميا بإخفاق القوات الدولية في مجابهة طالبان في أفغانستان

  • واشنطن تقرر عودة مبعوثها إلى المنطقة في جولات متتالية وميتشل يقر بصعوبة المهمة

•·       السعودية تعلن عن قائمة طويلة من الناشطين الإسلاميين، ومفرج عنهم من غوانتاناموا يعاودون نشاطهم في تنظيم القاعدة

•·       خدمة غوغل تغوص في أعماق البحار بعد أن وضعت الأرض بين يدي متصفحي الإنترنت

التفاصيل:

حذرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) من تفاقم أعمال وصفتها بالعنف يقوم بها مقاتلو طالبان في أفغانستان، وقالت إن القوات الدولية في هذا البلد تفتقر إلى الموارد والعناصر الكافية للسيطرة على جنوبه وشرقه. وأفاد البنتاغون في تقرير إلى الكونغرس عن زيادة كبيرة في عدد هجمات الطالبان في شتاء وربيع 2008، موضحا ان هذه الفترة شهدت أشد اعمال المقاومة منذ الاطاحة بنظام طالبان عام 2001. وذكر التقرير ان طالبان ينازعون حكومة كابول السيطرة على جنوب البلاد وشرقها "وبشكل متزايد في الغرب".وقال التقرير ان "عناصر طالبان اعادوا تشكيل صفوفهم بعد اطاحتهم من السلطة وتجمعوا ضمن حركة تمرد متنامية ومتحركة". على صعيد متصل اعلن قائد الشرطة المحلية ديلاور خان الاربعاء في إسلام آباد ان مقاتلي طالبان باكستان خطفوا ثلاثين شرطياً في وادي سوات شمال غرب باكستان حيث يتواجه الجيش مع مقاتلين اسلاميين قريبين من الحركة وتنظيم القاعدة. وقال خان ان المقاتلين اسروا رجال الشرطة بعد معركة استمرت 24 ساعة اثر قيام آلاف من ناشطي طالبان بمحاصرة مركز للشرطة في شاموزاي في الوادي الواقع في الهيمالايا. كما اعلنت السلطات المحلية الباكستانية الاربعاء ان عناصر من طالبان احرقوا في شمال غرب البلاد الثلاثاء عشر شاحنات لنقل المساعدات والتجهيزات تابعة لقوات حلف شمال الاطلسي العاملة في افغانستان. وضاعف الطالبان الباكستانيون المتحالفين مع الطالبان الافغان منذ الصيف هجماتهم التي تستهدف مخازن وقوافل حلف شمال الاطلسي في معبر خيبر، ما دفع الحلف والولايات المتحدة إلى وضع اتفاقات متعلقة بايصال المساعدات اللوجستية من شمال افغانستان عبر دول آسيا الوسطى.

------------

في التزام بتعهدها بإعطاء أولوية لتحقيق السلام بين كيان يهود والفلسطينيين قالت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الثلاثاء إن مبعوثها إلى الشرق الأوسط سيعود إلى المنطقة هذا الشهر لمحاولة إحياء عملية السلام المتوقفة.وقالت كلينتون في بيان صحافي مشترك مع ميتشل الذي عاد لتوه من جولته الأولى إن الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع "جميع الأطراف" من أجل تحقيق تقدم نحو إقامة دولة فلسطينية. لكنها حثت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على تلبية شروط طولبت بها منذ وقت طويل. وقالت إن على حماس "أن تنبذ العنف وعليها الاعتراف بإسرائيل وعليها الالتزام بالاتفاقات المبرمة".و قال ميتشل الذي عاد من زيارته الأولى إلى المنطقة إن الوضع "معقد وصعب" لكنه مقتنع بأن الولايات المتحدة تستطيع من خلال دبلوماسية متأنية أن تحقق السلام طويل الأمد. وأضاف "لا توجد طرق سهلة أو خالية من المخاطر.. وأعتزم الإبقاء على وجود منتظم ومتواصل في المنطقة".

------------

نشرت السلطات السعودية لائحة من 85 مطلوبا من اجهزة الامن بينهم 83 سعوديا "متواجدين في الخارج" من الناشطين الإسلاميين. وجاء نشر اللائحة من قبل وزارة الداخلية السعودية في حين اعيد الشهر الماضي اعتقال تسعة اشخاص كانوا خضعوا لبرنامج اعادة تأهيل. وكان بين هؤلاء سجناء سابقون في معتقل غوانتانامو. وفي نهاية يناير/كانون الثاني، قال المركز الاميركي لمراقبة المواقع الاسلامية (سايت) ان معتقلا سعوديا سابقا في غوانتانامو قدم في شريط فيديو نشر على الانترنت باعتباره المسؤول الجديد عن تنظيم القاعدة في اليمن. واعلن مسؤول اميركي في مكافحة الارهاب الجمعة، طالبا عدم الكشف عن هويته ان السعودي سعيد علي الشهري الذي اطلق سراحه من غوانتانامو اصبح احد قادة خلية القاعدة في اليمن. وظهر ثلاثة اشخاص آخرون في شريط الفيديو هذا، ومنهم ابو الحارث محمد العوفي الذي يوصف بانه احد قادة القاعدة. واوضح موقع "سايت" انه المعتقل السابق الرقم 333.

-------------

أطلقت شركة خدمات الإنترنت الأميركية "غوغل" خدمة جديدة تحت اسم "غوغل أوشن" لتقديم صور ثابتة ومتحركة لأعماق البحار والمحيطات على كوكب الأرض. كما أعلنت الشركة الأميركية عن الإصدار الجديد من الجيل الجديد من "غوغل إيرث" ويحمل اسم "غوغل إيرث 5" بمدينة سان فرانسيسكو بحضور شخصيات بارزة بينها آل غور نائب الرئيس الأميركي الأسبق والحاصل على جائزة نوبل للسلام، وخبيرة المحيطات سيلفايا إيرلي التي كانت إحدى القوى الرئيسية الدافعة وراء الخدمة الجديدة. و"غوغل ايرث" هو اول برنامج في العالم يقدم صورا لكل موقع على سطح الأرض، من خلال صور ملتقطة عبر الاقمار الصناعية، ويكاد يمثل اكبر مسح صوري للكرة الأرضية للاستخدام العام. وقال آل غور، الذي يشغل أيضا مقعدا في مجلس إدارة غوغل "لن تستطيع فقط تكبير صورة أي جزء من سطح الأرض لكي ترى أدق التفاصيل ولكنك تستطيع أيضا الغوص في أعماق المحيطات التي تغطي نحو ثلاثة أرباع الأرض واستكشاف العجائب التي لم يكن في المقدور الوصول إليها في الإصدارات السابقة". وإلى جانب إمكانية مشاهدة أعماق المحيطات رحب آل غور بالقدرة التي سماها "التصوير التاريخي" التي تسمح للمستخدمين بمشاهدة أرشيف تاريخي لصور الأقمار الاصطناعية مما يتيح لهم رصد التغييرات التي تحدث على كوكب الأرض. وأضاف أن صور "غوغل إيرث" التي تعرض عملية ذوبان الخليج في منطقة جرينيل جلاسير بولاية مونتانا الأيميكية ستكون أداة تعليم فعالة للتوعية البيئية. كما أن هناك خاصية أخرى في الإصدار الجديد تتيح للمستخدم القيام بجولات سياحية في أي منطقة من كوكب الأرض مع وجود راو يحكي عن طبيعة وتاريخ المكان. كما أن الجيل الجديد مزود بخاصية عرض صور ثلاثية الأبعاد لكوكب المريخ بالتعاون مع وكالة أبحاث الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) .

إقرأ المزيد...

  سلسلة قل كلمتك وامشِ- مشاهدات متصورة لأرواح الشهداء ح2 - غزة - الأستاذ أبي محمد الأمين

  • نشر في ثقافية
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 946 مرات

 

في هذا الموضوع  سنتحدث عن مشاهد متصورة فيها اجتمع بعض من أرواح الشهداء بإذن الله في الملأ الأعلى، وأخذت هذه الأرواح تتذاكر فيما جرى لها نتيجة عدوان غاشم لئيم من أجبن خلق الله، وكيف أن إخوانا ً لهم تركوهم لمصيرهم عزلا ً إلا من إيمان بالله وثقة بعفوه.

 

ابتدأت الأرواح مسيرتها متجهة إلى الجناح الغربي من العالم الإسلامي، على اعتبار أن مصر هي بمثابة القلب في العالم الإسلامي، فكان أول بلد وصلت إليه الأرواح هو ليبيا. أرادت بعض الأرواح أن تحط رحالها على أرض فقالت إحدى الأرواح لا حاجة بنا للنزول إلى أرض دنسها العملاء المتخاذلون بل يكفي أن نسبح في الفضاء الواسع وسنسمع ونرى من حيث نحن في فضاء الله الواسع. وافقتها باقي الأرواح على ذلك. أصخت الأرواح السمع لما يقال في هذا البلد المبتلى بحاكم عدو لله ورسوله، حاكم غيّر وبدّل في القرآن. حاكم أنكر السنة الشريفة، سنة الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- والذي وصفه رب العزة بأنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.

 

هذا الحاكم الذي تفوح مع أنفاسه رائحة الكفر النتنة يقف ويتبجح ويظهر رجولة كاذبة لا وجود لها في الواقع. يقول ويطالب الدول العربية بفتح باب التطوع لنصرة أهل غزة المعتدى عليهم، فهل فعل هو ذلك؟ هل فتح باب التطوع؟ هل أرسل قطعة سلاح مهما كانت لأهالي غزة ليدفعوا عن أنفسهم عدوان المعتدين؟ نعم، إنه فتح الباب على مصراعيه لمظاهرات التنديد والتأييد، التنديد بالعدوان والتأييد لأهل غزة، فماذا جنت غزة من هذا؟ إنه رغم الفم الكبير والجعجة التي لا تري طحنا ً لم يقدم شيئا ً لفلسطين، وإننا لم ننس بعد ماذا فعل في أبناء فلسطين الموجودين في ليبيا للعمل حينما جمعهم ورماهم في الصحراء، على الحدود مع مصر ليذهبوا إلى ياسر عرفات. لقد رماهم في الصحراء دونما ماءٍ أو غذاءٍ أو غطاء.

 

قالت الروح المستنيرة: كفى ما رأينا وسمعنا في ليبيا، فلننتقل إلى تونس الخضراء.

 

وصلت الأرواح إلى تونس وأطلت من عليّ ، فلم تجد اخضرارا ً في البلد، بل وجدت بلدا ً يبابا ً، لا خضرة فيه ولا روح، وما ذلك إلا لأن حاكمها المستبد عميل المخابرات الأمريكية، قام بتجفيف منابع الإسلام في البلد، وحارب كل ما يوحي بإسلام أو إيمان، حتى أن جامع الزيتونة الذي كان ينافس الأزهر في القاهرة لتدريس العلوم الشرعية لطلبة العلم والذي كان يعج بآلاف الطلاب، وإذا به مقفرا ً إلا ببضعة مئات من الطلاب يقوم بتدريس العلوم الشرعية فيه أساتذة علمانيون لا علاقة لهم بالإسلام وعلومه. أما بالنسبة للأحداث الجارية فإن الحاكم العميل لم يتكلم بشيء . أما مظاهرات التنديدِ والتأييد فكانت بشكل محدود جدا ً. صحيح أن المظاهرات لا تسمن ولا تغني من جوع، إلا أنها أضعف الإيمان لإبراز مشاعر الأخوة والتضامن.

 

قالت الروح: دعونا نترك هذا البلد، الذي لا يستطيع أن يعلن من يتزوج بالثانية من الزوجات مخافة المحاكمة والسجن، ويستطيع أن يعلن بالعشيقة والخليلة.

 

انتقلت الأرواح إلى الجزائر، بلد المليون شهيد كما يقال، البد الذي نال التأييد والدعم من كافة أنحاء العالم العربي والإسلامي أثناء ثورته للتخلص من الاستعمار الفرنسي. هذا البلد الذي يقتل ضباطه عملاء العلمانية الفرنسية أبناءه المسلمين الذين أرادوا أن يعودوا للإسلام حكما ً وتشريعا ً. لم تسمع الأرواح أي كلام من المسؤولين الجزائريين تنديدا ً بالعدوان ورفعا ً من معنويات أهل غزة الصامدين أمام العدوان اليهودي الإجرامي. وأكثر من ذلك وجدت الأرواح أن تحركات التأييد الشعبي لإخوانهم المسلمين في غزة كانت ممنوعة. وكم حاول بعضهم الحصول على إذن للتظاهر والنظام يرفض ذلك إلى أن سمح بذلك على استحياء بعد أربعة عشر يوما ً من العدوان.

 

قالت الروح: دعونا نرحل، وسنسمع الكثير الكثير من أرواح الشهداء الذين قضوا على أيدي عملاء الكفر والكافرين حينما نجتمع بهم في الملأ الأعلى.

 

 طارت الأرواح إلى المغرب، البلد الذي يحكمه أمير المؤمنين الذي وصلت إليه إمارة المؤمنين عن أبيه ورثها كابرا ً عن كابر، لن تسمع الأرواح شيئا ً من أمير المؤمنين ولا من بطانته المؤمنين أيضا، وجدت الناس ينزلون إلى الشوارع لتأييد أهل غزة والتنديد بالعدوان الغادر. لقد وجدت الأرواح حيوية في أهل المغرب رغم ما يلاقونه من إرهاب وتنكيل واعتقالات، ورغم الفقر المدقع الذي يعيشونه ولينعم أمير المؤمنين بالقصور الفارهة والحياة الباذخة التي لم يعرف التاريخ لها مثيلاً.

 

قالت الروح: دعونا نغادر البلد المنكوب بما يسمى أمير المؤمنين ظلما ً وعدوانا ً.

 

 وصلت الأرواح إلى موريتانيا آخر بلد في الجناح الغربي، فوجدت الأرواح مسلمين التهبت مشاعرهم لما يحدث، ولم يمض يوم إلا ومسيرات التنديد والتأييد تسير في الشوارع والأصوات ترتفع بالمطالبة بنجدة أهل غزة وإغلاق سفارة دولة اليهود العدوة في بلدهم، لكن حكامهم لم يستجيبوا لنداءاتهم، ولو عرف أهل المسيرة بحقيقة الأمور لما طالبوا بإغلاق السفارة وطرد السفير، لأن مثل هذا قرار يحتاج إلى موافقة السيد المستعمر الذي يتحكم في البلاد من وراء ستار.

 

قالت الأرواح: دعونا نذهب للاستراحة لنقوم برجلتنا القادمة في الجناح الشرقي من عالمنا الإسلامي، علنا نجد شيئا ً يثلج الصدور وإن كنا لا نتوقع ذلك.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

 

أخوكم أبو محمد الأمين

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع