الأربعاء، 05 صَفر 1447هـ| 2025/07/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق الهجمة اليهودية الشرسة

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1243 مرات


الخبر:


بعد إعلان كيان اليهود العثور على جثث الجنود الذين كان قد أعلن عن خطفهم، تصاعدت الهجمة اليهودية العسكرية على أهل فلسطين، بعدما ارتفعت لهجة التهديد لدى أمراء الحرب فيه، إلى حد أن رئيس وزراء الكيان اليهودي نتنياهو قال "إن الثأر للأطفال المغدورين، لم يخلقه حتى الشيطان" (موقع فلسطين برس). وفي السياق نفسه أجرى رئيس السلطة الفلسطينية عباس اتصالات هاتفية مكثفة مع الادارة الأمريكية وعواصم أوروبية لثني إسرائيل عن القيام بأي عملية انتقامية ضد الشعب الفلسطيني، حسب الخبر.

 

التعليق:


إن اليهود الذين أقاموا كيانهم على جماجم المسلمين في مجازر وجرائم متتابعة طالت البلاد والعباد والمقدسات، يشنون عدوانا عقديا على فلسطين وأهلها، وبالتالي فهو عدوان على الأمة الإسلامية بأسرها. وهم يشنون عدوانهم بذرائع سياسية وأمنية أو بدونها، ولكنهم في كل مرة يحاولون تمرير العدوان تحت غطاء من ردود الفعل على أعمال الفصائل الفلسطينية.


إن عدوان اليهود على المسلمين لا يصح أن يعرض إعلاميا وكأنه رد فعل أمني يستند إلى حجج ومعلومات استخباراتية، بل وتستضيف بعض الفضائيات الناطق باسم جيش العدو لعرضها وسردها بشكل فج.


وتزيد تلك الفضائيات جريمتها الإعلامية عندما تكتفي بالتحليل الاستخباراتي والأمني للحدث وكأنه يحصل في بقعة نائية لا تمت للمسلمين بصلة، وتصر على تجاهل تناول الموقف المبدئي والشرعي من عدوان اليهود، وخصوصا وهو يطال الأرض التي ربطها الإسلام بعقيدة الأمة.


إن ذلك التناول الإعلامي للعدوان اليهودي إذ يسمح بعرض الرواية اليهودية بينما يحجب عرض الحل الإسلامي تجاه كيان اليهود وعدوانه، ليثبت أنه إعلام أنظمة متآمرة على قضية فلسطين وأهلها.


وهو إعلام يمرر تعاظم جرائم اليهود وتعاظم تحديهم للأمة الإسلامية بما يتماشى مع حالة استنعاج الحكام أمام هذا التغول والتوحش اليهودي الأجوف. وإلا فكيف يمكن أن يمر الإعلام على كلمات نتنياهو وأفعاله الوحشية والإجرامية ولا ينقل مشاعر الأمة العفوية وأفكارها المبدئية في وجوب التصدي لهذا العدوان بالجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام؟


إنه لولا استنعاج الحكام واستحمار الإعلام لما كان يمكن لعقل واع مدرك أن يتصور أن يتحدى بضعة ملايين من البشر الجبناء ما يقرب من ملياري مسلم؟ أو أن يتصور جرأة نتنياهو وهو يتحدى مشاعر أمة تمتد على جناحي عقاب من إندونيسيا إلى المغرب ومن السودان إلى أذربيجان؟


إن الموقف المبدئي تجاه هذه الهجمة اليهودية وذلك التحدي العقدي، لا يمكن أن يخرج عن سياق الآية الكريمة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ﴾.


وهو خطاب يجب أن يقرع قلوب الصائمين في هذا الشهر الفضيل، وخصوصا من أبناء الأمة في القوات المسلحة من الذين يملكون السلاح الذي يلقم نتنياهو ويقضي على جيشه الجبان.


إن الجهاد حكم شرعي قطعي، ولكن الإعلام والحكام يصرون على تغييبه عن المعركة مع اليهود، ومن هذا المنطلق يحشر رئيس السلطة الفلسطينية الذي يقدس التنسيق الأمني مع المحتل اليهودي رد فعله باتصالات مع من أسس هذا الكيان اليهودي ورعاه، لأنه يدرك دوره في شرعنة هذا الاحتلال وفي تمرير جرائمه، بل يشاركه في تلك الجرائم.


وأمام هذه الجرائم السياسية للسلطة الفلسطينية وفي ظل الهجمة الوحشية اليهودية، آن لكل مخلص من أبناء فلسطين بغض النظر عن فصيله وتياره أن يستعيد عنوان المعركة الشرعي، وأن يأخذ على أيدي المفرطين ممن يصرون على نهج التنازلات وحماية أمن الاحتلال حتى وهو يقتل أبناء فلسطين، حتى يعود لقضية فلسطين عنفوانها الجهادي وعنوانها العسكري.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور ماهر الجعبري
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين

إقرأ المزيد...

نفائس رمضان قيام رمضان

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 585 مرات


روى النسائي عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «مَنْ قَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ إِيماناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنبهِ».


وروى النسائي أيضاً عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الله تعالى فرض صيام رمضان عليكم، وسننت لكم قيامه، فمن صامه وقامه إيماناً واحتساباً خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه».


عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة ثم يقول: " من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" أخرجه الشيخان

 

 

 

وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَىْ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَعَلَىْ آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ
وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ

إقرأ المزيد...

مع الحديث الشريف باب ما جاء في الغيبة والرفث للصائم

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 595 مرات

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


جاء في حاشية السندي، في شرح سنن ابن ماجة "بتصرف"، في "باب ما جاء في الغيبة والرفث للصائم"


حدثنا عمرُو بْنُ رافعٍ حدثنا عبدُ الله بْنُ المبارَك عن ابْنِ أبي ذِئْبٍ عن سعيدٍ الْمِقْبَرِيِّ عن أبيه، عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لم يَدَعْ قَوْلَ الزُّوْرِ والْجَهْلَ والعَمَلَ به، فلا حاجةَ لله في أن يَدَعَ طعامَه وشرابَه".


قوله (من لم يَدَعْ) أي لم يترك، قوله (الزور) أي الكذب، (والجهل) أي صفات الجهل أو أحوال الجهل، (والعمل به) أي بالجهل، والمعاصيْ كلُّها عَمَلٌ بالجهلِ، فدخلَ الغِيبةُ فيها. قيل يُحْتَمَلُ أنَّ المرادَ مَنْ لَمْ يَدَعْ ذلك مُطلقاً غيرَ مُقَيَّدٍ بصومٍ، أيْ مَنْ لم يترك المعاصيَ ماذا يصنع بطاعته، ويُحْتَمَلُ أنّ المرادَ من لم يترك حالة الصوم وهو الموافق لبعض الروايات، قوله (فلا حاجةَ إلخ) كنايةٌ عن عدم القبول وإلا فلا حاجة لله تعالى إلى عبادةِ أحد.


الصيام ركن عظيم من أركان الإسلام، وله معانٍ عظيمةٌ، وإنَّ مِمَّا يَفُتُّ في القلب، أن نرى المسلمين اليوم، - وهم يصومون هذا الشهرَ العظيمَ، وهم يسارعون لنيلِ رضوان الله تعالى -، بعيداً عن هذه المعاني؛ بعيداً عن الالتزام بأحكام الصيام، فنرى بعضا منهم صائماً عاصياً، ذاكراً مُستغيباً، مُصلياً قابلاً للمنكر، لا يعملُ لتغييرِه. وهل يُقْبَلُ من مسلمٍ أن يصليَ ويصومَ ويتصفَ بهذه الصفات؟ لذلك كان التحذيرُ من الرسول - صلى الله عليه وسلم - من أنْ لا يقبلَ اللهُ هذا الصيامَ. فحذارِ حذارِ أيها المسلمون، من أن تقعوا في هذا المنكرِ، فيردَّ اللهُ عليكم صيامَكم.


أيها المسلمون: نعلمُ أنَّ حالَ المسلمين في الصيام أو غيرِه من أحكام الإسلام، لا يستقيمُ حَقَّ الاستقامة، إلا في ظل دولةٍ ترعاهم، فتطبقُ فيهم هذا الحكم، كما يريدُ اللهُ ربُّ العالمين. فلنعمل جميعا لإيجاد هذه الدولة الإسلامية، دولةِ الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. اللهم اجعلنا من جنودها ومن العاملين لإيجادها في واقع الحياة من جديد.


أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إقرأ المزيد...

جمهورية الفساد في نيجيريا

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1500 مرات


ارتبطت صورة القارة الأفريقية ولعقود طويلة بالفساد الممنهج على جميع المستويات وتصدرت دول القارة مؤشرات الفساد العالمية وآخرها الاستطلاع الجديد لمنظمة الشفافية العالمية الذي أصدرته بتاريخ 9-7-2013 حيث احتلت تسعة دول أفريقية المراتب العشر الأولى من حيث الفساد. ولعل الكثيرين لم يفاجئوا بهذا الخبر لما تركز في أذهانهم عن القارة السوداء من انتشار لمطالبة المسؤولين والشرطة للرشاوى وانتشار للفساد الاقتصادي والصفقات المشبوهة. تفشي هذا الفساد استغله الساسة الغربيون لتبرير تعثر النمو الاقتصادي ومعاناة الملايين من الجهل والفقر والمرض. هذه المعاناة في دول متعثرة تنموياً زادت من تفشي الإفساد وتغلغله في كافة مؤسسات الدولة حتى أصبح هو الأصل لا الإستثناء.

 

من أبرز النماذج على هذا الفساد المتغلغل في مؤسسات الدولة نيجيريا، التي من المفترض أن تكون دولة غنية ينعم أهلها بالرفاهية ورغد العيش وتواكب العالم في التطور المدني ولكن الواقع مخالف لذلك. الفساد في نيجيريا ظاهر معرفته لا تحتاج لمتخصص فالمشاريع التنموية المتعثرة منتشرة وآثار الملايين التي تصرف دون أي جدوى ظاهرة للعيان والتلاعب بالأرقام أصبح حرفة يتنافس فيها الكثيرون والثقة في الدولة ومؤسساتها شبه منعدمة. ذكرت إحصائية لمعهد جالوب نشرت في 2012 أن 94% من النيجيريين يشكون من انتشار الفساد في البلاد وذكر استطلاع منظمة الشفافية العالمية أن 44% قد دفعوا الرشوة لتسيير أمورهم. إن الفساد في نيجيريا كما في غيرها يبدأ من أعلى الهرم ويكون على أشده في القطاع النفطي لأكبر دولة مصدرة للنفط في أفريقيا حيث تتعرض صفقات النفط لمراحل متعددة من النهب والتبديد، تارة على شكل رشاوى وعمولات لأطراف خارجية وتارة صفقات مشبوهة أو وهمية مما يقلص الدخل ويحول أموال النفط لمجرد أرقام وهمية محلياً وحسابات متضخمة للبعض في بنوك سويسرا ونيويورك. هذا الحال أدى لخسارة تفوق 129 مليار دولار في الفترة بين 2001 و2011 فقط ويقدر الخبراء أن الأرقام الحقيقية غير معروفة وتفوق هذا الرقم بأضعاف.

 

الملفت في الموضوع أن الفساد في نيجيريا عم لدرجة أصبحت الحكومة نفسها تظهر الشكوى من انتشاره وتأثيره السلبي على كل مناحي الحياة ومن ذلك إعلان الحكومة عجزها عن تحقيق أهداف معينة بالرغم مما رصد لهذه الأهداف من ميزانيات ضخمة وهو عجز يعرف المتابعون ما وراءه من تلاعب بأرواح الناس وخيانة للأمانة. ولعل أبرز مثال على هذا هو إعلان وزير الصحة النيجيري يوم الأربعاء 2013/7/10 عن فشل أكبر دولة مصدرة للنفط في أفريقيا في القضاء على مرض شلل الأطفال ولعل الخبر فاجأ الكثيرين ممن ظنوا أن شلل الأطفال أصبح ذكرى من زمن مضى. الجدير بالذكر أن وزير الصحة النيجيري شارك في قمة اللقاحات التي انعقدت في أبو ظبي في نيسان 2012 ولم تخجل الحكومة النيجيرية من أن تقبل بمنحة من بيل جيتس وأمثاله للقضاء على مرض شلل الأطفال في نيجيريا.

 

انتشار الفساد وتغلغله في مؤسسات الدولة أجبر الناس على التعايش مع الوضع القائم خصوصاً وأن المؤسسات التي يلجأ إليها الأفراد للحصول على حقوقهم هي الأكثر فساداُ والتذمر في نظر الكثيرين لن يؤدي إلا للمزيد من المعاناة. تكيف الناس مع تكرر انقطاع الكهرباء بالإعتماد على المولدات الصغيرة في بيوتهم وأنشطتهم التجارية وهم يستمعون للوعود الجوفاء المتكررة من الحكومة بأن تعالج مشكلة الكهرباء. لكن كيف تعالج الحكومة مشاكل هي المتسببة فيها بفسادها وإفسادها. إن الوعود لا تجدي مع وضع مستفحل ومشكلة ضخمة كمشاكل نيجيريا لا تحل إلا بعلاج جذري وحاسم. وهذا ظاهر لكل ذي لب فبالرغم من الملايين التي تضخ في قطاع الكهرباء إلا أن نيجيريا التي يقدر عدد سكانها بحوالي 160 مليون نسمة تنتج أقل من 5000 ميغاوات من الكهرباء أي ما يكفي بالكاد لتغطية احتياجات واحدة فقط من المدن الكبيرة. وقد وقع الرئيس النيجيري في شر أعماله في شهر نيسان من هذا العام عندما نقلت الوكالات الأنباء العالمية أن الرئيس النيجيري غودلوك جوناثان الذي ظل يؤكد أن خدمة تزويد بلاده بالكهرباء تشهد تحسنا تعرض لموقف محرج حين انقطع التيار الكهربائي أثناء إلقائه كلمة رسمية في العاصمة الاقتصادية النيجيرية لايجوس ولم يتسن تصليح العطل حتى نهاية الكلمة. واعتبر الرئيس النيجيري في تعامله مع ذلك الوضع المحرج أن التيار الكهربائي تم قطعه عمدا لتذكيره بالضرورة العاجلة لمعالجة هذه المشكلة في البلاد!!


إن الفساد ليس حكراً على البلاد الأفريقية ولا على نيجيريا ولكنها ظاهرة مقلقة وتؤدي إلى معاناة الملايين من الفقراء كما أن الفساد الظاهر في نيجيريا يدل على فشل الرأسمالية وقهرها للشعوب ويعطي أدلة ملموسة لمعاناة الناس مع مبدأ يحقيق قانون الغاب. يقول لوارنس كوكروفت في كتابه "الفساد العالمي: المال والسلطة والأخلاق في العالم الحديث" إن المحركين الرئيسيين للفساد - ويشمل الاقتصاد غير الرسمي والتمويل السياسي - هما دور الشركات متعددة الجنسيات والجريمة المنظمة وهما عاملان مشتركان بين العديد من دول أفريقيا" كما يشير الكاتب إلى أنه لا توجد قصص نجاح قاطع في مكافحة الفساد في أفريقيا إذ أن زعماء المعارضة السابقين الذين جاءوا للسلطة من أجل مكافحة الفساد انحرفوا عن المسار نتيجة الرغبة في البقاء في السلطة ولم ينتبه الكاتب لكون المعارضة نفسها ضالعة في الفساد ولا تترك الحكومة دون مشاركة في النهب والاختلاس وأنها تفتقر لأي رؤية أو سبيل لتخرج الناس مما هم فيه وتصلح ما أفسدته الرأسمالية المفسدة. يتحدث الكاتب في كتابه عن هيمنة ثقافة المستعمر ونظرته وتأثيرها على المستعمرات، عن الشركات متعددة الجنسيات وإفسادها للاقتصاد وعن الانفتاح الاقتصادي الذي أدى لنهب موارد البلاد الفقيرة ولكنه يغض الطرف عن شركات النفط والدول الغربية التي وراءها ودورهم في نشر الفساد وإفقار العباد. تناسى الكاتب أن يذكر أن ما تنهبه الحكومات الأفريقية لا يتعدى سرقة الفتات بينما تركت الحكومات العميلة المتعاقبة المائدة عن رضا وطيب خاطر لأسيادهم المستعمرين.

 

المتتبع للتعليقات على ما نشر في الإعلام العالمي والعربي حول تقرير استطلاع منظمة الشفافية العالمية يرى تكرار نفس الأسئلة من عقول احتارت من حجم الفساد وتغلغله في المجتمعات: "ألا توجد دولة واحدة خالية من الفساد"، "ألا توجد حكومة واحدة نظيفة تتمتع بمصداقية وشفافية بدون مراقبة حثيثة"، "ألا توجد مراقبة ذاتية" نعم هناك دولة تحارب الفساد وتقضي على جذوره وهي دولة الخلافة الإسلامية التي ملأت أركان أفريقيا عدلاً ونوراً لمئات السنين.

 

نعم هناك حل وعلاج لكل داء وهو الحكم بشرع الله سبحانه وتعالى والاحتكام لنظام يرتكز بالدرجة الأولى على تقوى الله ونبذ كل ما يغضب الله عز وجل، نظام ينبذ الراشي والمرتشي والرائش بينهما، نظام قائم على أسس ثابتة لا تخضع لأهواء البشر، نظام رباني يخشى الحاكم والمحكوم فيه يوماً لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.


(( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ))




كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أم يحيى بنت محمد

إقرأ المزيد...

الحلقة الثالثة جيوش تتحرك للفتح

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1015 مرات

 

لم يمرْ على وجهِ الأرضِ جيشٌ أقوى مِن جيوشِ المسلمينَ وجيشٌ أشجعُ مِن جيوشِ المسلمين، فهو يقاتِلُ طالباً النصرَ أو الشهادة، فكيفَ لأيِّ أَحدٍ الوقوفُ في وجهِ هكذا جيش؟!


كانَ أولُ جيشٍ لِلمسلمينَ هو جيشُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، الذي خاضَ الغزواتِ والمعارك، وسطَّرَ البطولات، فهذهِ معركةُ بدر، وبني قُريظة، والمريسيع، وخيبر، والفتح، وحنين والطائف وغيرها.


ثم كانت جيوشُ الخلافةِ الراشدةِ الأولى، ففُتِحت بلادُ الشام، والعراق، وفارس، ومِصر، وكانَ من بين المدنِ التي حاصرتها الجيوشُ القدسَ، فاستمرَّ حِصارُها شهوراً طويلة، حتى قررتْ الاستسلامَ، فأرسل قائِدُها يطلبُ الأمان، شرطَ أن يُسلِّمَ المدينةَ لِلخليفةِ عُمر بِنفسه، فقرّرَ عُمر الذهابَ، فاستلمَ مفاتيحَ المدينةِ في عامِ 15 هـ، ودخلَ المسجِدَ الأقصى وأَمَّ المسلمينَ فيه. وبِهذهِ الفتوحات توسعت رقعةُ الدولةِ إلى خارجِ شِبهِ الجزيرةِ العربية.


ثمَّ كانت جيوشُ الخلافةِ الأمويةِ، فاتسعت فتوحاتُ الدولةِ الأمويةِ اتساعاً عظيماً، مُنذُ عهدِ معاويةِ الذي لم تكد تستقِرُ لَهُ الأوضاعُ حتى جهزَّ الجيوشَ وأنشأَ الأساطيلَ، وأرسلَ قوادَّه إلى أطرافِ الدولةِ لتثبيتِ دعائِمها، بعد أن حاولَ الفُرسُ والرومُ استغلالَ فترةِ الفتنةِ بينَ علي ومعاوية رضي الله عنهما‏. وبأسطوله الذي بلغت عِدتُه ‏ألفاً وسبعَمائةِ‏ سفينة، استولى على قبرص ورودس وغيرهما مِن جُزرِ الروم. ومِن الشمالِ الإِفريقي ‏(‏تونس، والجزائر، والمغرب الأقصى‏)‏ امتدَّ الفتحُ الإسلامي. وفي عهدِ ابنِهِ الخليفةِ ‏(‏يزيد‏)‏ وصلَ عقبة بن نافع في اكتساحِه لِلشمال الإفريقي حتى المحيطِ الأطلسي غرباً، وقالَ هُناكَ كِلمتَهُ المأثورة: ‏"‏واللهِ لولا هذا البحرُ لَمضيتُ في سبيلِ اللهِ مُجاهِداً"‏‏.‏‏ ‏أما في عهدِ الوليدِ بن عبد الملك فقد كانَت أبرزُ فتوحاتِه فتحُ بلخ، والصفد، ومرو، وبخارى، وسمرقند، وذلك كُلُه على يد قتيبة بن مسلم.‏


أما محمد بن القاسم الثقفي فقد فتحَ السِّند ‏(‏باكِستان‏)‏.‏ وقامَ مسلمة بن عبد الملك بفتوحاتٍ كثيرةٍ في آسيا الصغرى، منها فتحهُ لِحصن طوالة وحصنِ عمورية، وهرقلة، وسبيطة، وقمونية، وطرسوس. وفي أوروبا فتحَ موسى بن نصير الأندلس.


ثم كانت جيوشُ الخلافةِ العباسية، التي كانَ مِن أهمِّ فُتوحاتِها فتحُ عمورية في بلادِ الروم بقيادةِ المُعتصِم، وفتحُ صقليةِ بقيادةِ الفقيهِ القائدِ أسد بن الفرات.


ثمّ كانت جيوشُ الخلافةِ العُثمانية، التي فتحت أنحاءً واسعةً من قاراتِ العالم القديمِ الثلاثة: أوروبا وآسيا وأفريقيا، حيثُ خضعتْ لَها كامِلُ آسيا الصغرى وأجزاءٌ كبيرةٌ مِن جنوبِ شرقِ أوروبا، وغربي آسيا، وشمالي أفريقيا. ووصلَ عددُ الولاياتِ العُثمانيةِ إلى تسعٍ وعشرينَ ولاية.


ثمَّ هُدِمت الخلافة، وتوقفَ شيءٌ اسمه الفتوحات، والجهادُ بَقيَ مَحصوراً في الدفاعِ والمقاومةِ، فتوقفت الدعوةُ إلى الإسلامِ، ونشرُهُ في العالم.


وإنهُ عِندما تقومُ الخلافةُ - القادمةُ قريبًا بِإذن الله - سيوحِّدُ الخليفةُ القادمُ جيوشَ المسلمينَ في جيشٍ واحدٍ عظيم، ويُخرجُ هذهِ الجيوشَ لِتستعيدَ مَجدَ أجدادِها، بعد أن كانت حبيسةَ ثكناتِها، وحليفةَ أعدائِها. وجيوشُ المسلمينَ جاهزةٌ لِذلك فجيوشُها مِن أقوى الجيوش، فذلكَ جيشُ تركيا سابِعُ أكبرِ جيشٍ في العالم، وذلكَ جيشُ باكِستان، البلدُ ذو القوةِ النووية، وذلكَ جيشُ العراق، والكنانة... كما أنَّ الضباطَ والجنودَ يتوقونَ إلى استعادةِ مجدِهم الضائع، كل ما هم بحاجةِ إليه هو خليفةٌ يوحِّدُ صفوفَهم، فيقاتِلُونَ مِن ورائه، وخلافةٌ تُجهِّزهُم بِالعتادِ والقوةِ اللازمةِ لِلقتال.


هذا ما ستكسِبهُ الأمةُ بِعودة الخلافةِ، "جيوشٌ تتحركُ للفتحِ العظيم"؛ لِفتح البلادِ، ونشرِ الإسلام وعدلِه، وستبلغُ فتوحاتَها مشارِقَ الأرضِ ومغارِبَها، كما بشّرنَا رسولُ الله: " لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ‏ ‏مَدَرٍ ‏وَلَا ‏وَبَرٍ ‏ ‏إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ" .

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو يوسف

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع