الخميس، 23 ذو الحجة 1446هـ| 2025/06/19م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

نفائس الثمرات الزهد هو ترك ما لا ينفع في الآخرة

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 525 مرات


قال ابن الجلاّء: الزهد هو النظر إلى الدنيا بعين الزوال لتصغر في عينك فيسهل عليك الإعراض عنها.


وقيل: الزهد عزوف النفس عن الدنيا بلا تكلف.


وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: الزهد المشروع ترك ما لا ينفع في الدار الآخرة، وأما كل ما يستعين به العبد على طاعة الله فليس تركه من الزهد المشروع، بل ترك الفضول التي تشغل عن طاعة الله ورسوله هو المشروع.


وقال: والورع: ترك ما تخاف ضرره في الآخرة. وهذه العبارة من أحسن ما قيل في الزهد والورع وأجمعها.


وقال سفيان الثوري: الزهد في الدنيا قصر الأمل ليس بأكل الغليظ ولا لبس العباء.


وقال إبراهيم بن أدهم رحمه الله تعالى: الزهد فراغ القلب من الدنيا لا فراغ اليد، وهذا زهد العارفين، وأعلى منه زهد المقربين فيما سوى الله تعالى من دنيا وجنة وغيرهما، إذ ليس لصاحب هذا الزهد إلا الوصول إلى الله تعالى والقرب منه".

 

 

 

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إقرأ المزيد...

مع الحديث الشريف باب تعظيم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والتغليظ على من عارضه

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 379 مرات


نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


جاء في حاشية السندي، في شرح سنن ابن ماجه "بتصرف"، في " باب تعظيم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والتغليظ على من عارضه ".


حدثنا أبو مروان محمد بن عثمان العثماني حدثنا إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن القاسم بن محمد عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد".


قوله: "من أحدث في أمرنا" أي في شأننا فالأمر واحد الأمور أو فيما أمرنا به فالأمر واحد الأوامر أطلق على المأمورية، والمراد على الوجهين الدين القيم المعنى على ما ذكره القاضي في شرح المصابيح من أحدث في الإسلام رأيا لم يكن له من الكتاب والسنة سند ظاهر أو خفي ملفوظ أو مستنبط فهو رد عليه، أي مردود والمراد أن ذلك الأمر واجب الرد يجب على الناس رده ولا يجوز لأحد اتباعه والتقليد فيه. وقيل: يحتمل أن ضمير فهو رد لمن أي فذاك الشخص مردود مطرود.


هذا هو زمن الإشراق، فقد أشرقت شمس الله، وعلى جميع المصابيح أن تنطفئ، نعم آن للقرآن أن يحكم ويسود رغم أنف الحاقدين الكافرين، رغم أنف العلمانيين المجرمين، رغم أنف من سموا أنفسهم علماء ومفكرين، رغم السلاطين، رغم الشيوخ الذين جعلوا الدين عِضين. هذه الأمة انطلقت من عقالها لتقول بملء فيها: نريد تحكيم شرع الله. نريد تحكيم الإسلام في حياتنا. نعم بعد هذه السنوات العجاف، بعد أن أحدث الحكام ما ليس في ديننا، وزرعوا في كل أرض وطؤها ما ليس من الدين، بعد أن زرعوا كفرا، عادت الأمة لربها، لتقتلع ما ليس من الدين، فالحمد لله رب العالمين.


أيها المسلمون: الدين لله، تشريع لله الذي له الأمر والنهي، فلا يصح أن نغير ونبدل فمن غير فتغييره مردود عليه، غير مقبول عند الله، فمن أراد بدعوى الحداثة والتقدم أن يلغي السنة مثلا أو يغيّر الأحكام ففعله مردود عليه.


فقد زعم البعض أن الحجاب ليس موجودا في ديننا، إنما هو عادة، وذهب البعض إلى التمسك بالإسلام بالعموم، ورفض التمسك فيه بالأحكام. وذهب البعض إلى أن الله ترك لنا فسحة للتشريع، لأن الحياة تتطور، ولا تبقى على حال. كما وذهب البعض إلى ضرورة تغير الأحكام بتغير الزمان والمكان. فالحرام في مكان قد يكون مباحا في مكان آخر، والحرام في زمان حلال في زمان آخر وهكذا. هكذا دون قاعدة أو دليل. حتى أصبحت أحكام الإسلام القطعية حلالا حراما في نفس الوقت. ألم يبح البعض الربا؟ ألم يبح البعض الديمقراطية والعلمانية ومن قبل الوطنية والقومية؟


بلى أباحوها وأباحوا معها كل الفجور الذي دخل من بابها. حتى صار الناس يظنون أنهم يعيشون حياة إسلامية فيها بعض الحرام.


ولكن والحمد لله عادت الأمة بعد طول غياب، عادت لترى أن مصابيح الدجى التي كانت عند البعض تضيء الطريق، قد انطفأت أمام شمس الله. عادت لتعرف أن نور ربها هو النور، وأن غيره من كذب الديمقراطية وبدع العلمانية وزيف الوطنية والقومية وحتى المدنية ما هو إلا الظلام بعينه وإن حسبه البعض نورا في وقت من الأوقات.


اللهمَّ عاجلنا بخلافة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرْ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.


احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم

إقرأ المزيد...

نداءات القرآن الكريم ح39 النهي عن وراثة المرأة وأخذ مالها ج2

  • نشر في من القرآن الكريم
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1174 مرات


(يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن تر‌ثوا النساء كر‌ها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وعاشر‌وهن بالمعر‌وف فإن كر‌هتموهن فعسى أن تكر‌هوا شيئا ويجعل الله فيه خير‌ا كثير‌ا). (النساء 19)


الحمد لله الذي أنزل القرآن رحمة للعالمين، ومنارا للسالكين، ومنهاجا للمؤمنين، وحجة على الخلق أجمعين. والصلاة والسلام على سيد المرسلين, وآله وصحبه الطيبين الطاهرين, والتابعين له بإحسان إلى يوم الدين, واجعلنا اللهم معهم, واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا أرحم الراحمين.


أيها المؤمنون:


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد: في هذه الحلقة نصغي وإياكم إلى نداء من نداءات الحق جل وعلا للذين آمنوا, ومع النداء التاسع عشر نتناول فيه الآية الكريمة التاسعة عشرة من سورة النساء التي يقول فيها الله تبارك وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن تر‌ثوا النساء كر‌ها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وعاشر‌وهن بالمعر‌وف فإن كر‌هتموهن فعسى أن تكر‌هوا شيئا ويجعل الله فيه خير‌ا كثير‌ا). نقول وبالله التوفيق:


يسترسل صاحب الظلال سيد قطب رحمه الله في تفسير هذه الآية الكريمة فيقول: "إن العقيدة الإيمانية هي وحدها التي ترفع النفوس، وترفع الاهتمامات، وترفع الحياة الإنسانية عن نزوة البهيمة، وطمع التاجر، وتفاهة الفارغ! فإذا تبين بعد الصبر والتجمل والمحاولة والرجاء. أن الحياة غير مستطاعة، وأنه لا بد من الانفصال، واستبدال زوج مكان زوج، فعندئذ تنطلق المرأة بما أخذت من صداق، وما ورثت من مال، لا يجوز استرداد شيء منه، ولو كان قنطارا من ذهب. فأخذ شيء منه إثم واضح، ومنكر لا شبهة فيه: (وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا. أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا)؟ ومن ثم لمسة وجدانية عميقة، وظل من ظلال الحياة الزوجية وريف، في تعبير موح عجيب: (وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا)؟.. ويدع الفعل: "أفضى" بلا مفعول محدد يدع اللفظ مطلقا، يشع كل معانيه، ويلقي كل ظلاله، ويسكب كل إيحاءاته, ولا يقف عند حدود الجسد وإفضاءاته، بل يشمل العواطف والمشاعر، والوجدانات والتصورات، والأسرار والهموم، والتجاوب في كل صورة من صور التجاوب. يدع اللفظ يرسم عشرات الصور لتلك الحياة المشتركة آناء الليل وأطراف النهار، وعشرات الذكريات لتلك المؤسسة التي ضمتهما فترة من الزمان ..

 

وفي كل اختلاجة حب إفضاء، وفي كل نظرة ود إفضاء، وفي كل لمسة جسم إفضاء، وفي كل اشتراك في ألم أو أمل إفضاء، وفي كل تفكر في حاضر أو مستقبل إفضاء، وفي كل شوق إلى خلف إفضاء، وفي كل التقاء في وليد إفضاء .. كل هذا الحشد من التصورات والظلال والأنداء والمشاعر والعواطف يرسمه ذلك التعبير الموحي العجيب: (وقد أفضى بعضكم إلى بعض) فيتضاءل إلى جواره ذلك المعنى المادي الصغير، ويخجل الرجل أن يطلب بعض ما دفع، وهو يستعرض في خياله وفي وجدانه ذلك الحشد من صور الماضي، وذكريات العشرة في لحظة الفراق الأسيف! ثم يضم إلى ذلك الحشد من الصور والذكريات والمشاعر عاملا آخر، من لون آخر: (وأخذن منكم ميثاقا غليظا) هو ميثاق النكاح، باسم الله، وعلى سنة الله، وهو ميثاق غليظ لا يستهين بحرمته قلب مؤمن وهو يخاطب الذين آمنوا، ويدعوهم بهذه الصفة أن يحترموا هذا الميثاق الغليظ" ... (انتهى الاقتباس).


أيها المؤمنون:


نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة، موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى، فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما، نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه، سائلين المولى تبارك وتعالى أن يجعل القرآن ‏العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا همومنا وغمومنا، اللهم ذكرنا منه ما نسينا وعلمنا منه ما جهلنا ‏وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا واجعله حجة لنا لا علينا اللهم آمين آمين يا رب العالمين.

 

 

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد احمد النادي

إقرأ المزيد...

سرعة البديهة عند التعاطي مع الحدث في ظل تسارع وتيرة تقلبات المشهد السياسي ج1

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1347 مرات


الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام، وأعز الإسلام بدولة الإسلام لتطبقه في كل شأن من شؤون الحياة، وأعز دولة الإسلام بأن كلفها بحمل رسالته بالدعوة والجهاد لتنشره في العالم أجمع، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا وقائدنا ومعلمنا وقدوتنا، المبعوث رحمة للعالمين، السياسي الأول، والمقيم للدولة الإسلامية الأولى في المدينة، بعد تكتيل للمؤمنين، وكفاح وصراع للمشركين، ونصرة من المخلصين، وعلى آله وصحبه الغر الميامين، الأنصار منهم والمهاجرين، الذين جعل منهم الخلفاء والولاة والقضاة والفاتحين. وعلى من نهج نهجه، واستن بسنته إلى يوم الدين وبعد..


إن الصورة التي تنطبع في أذهان الناس عن أي شخصية من الشخصيات سواء أكانت شخصية حقيقية كشخصية قائد أو حاكم، أو كانت شخصية معنوية كشخصية حزب سياسي أو جمعية خيرية، هي التي تكيف تصرف الناس تجاه هذه الشخصية وتحدد سلوكهم نحوها. لذلك فإن الصورة التي يجب أن ترسخ في أذهان الناس لمن يحمل مشروعا سياسيا حضاريا هي صورة تجعل الناس على أثرها تنقاد لهذا الشخص، أي أن من مقتضيات إنجاز أي تغيير سياسي حقيقي أن يمرر حملة هذا المشروع لأذهان الناس صفتهم وقدراتهم السياسية والقيادية والفكرية، بحيث تكون صورتهم في أعين الناس وأذهانهم صورة القائد الواعي والسياسي المبدع والمفكر الحصيف والحاكم العادل، ولا يكون ذلك كله إلا ممن أتقن التفكير السياسي، وتجسدت فيه صفة السياسي.


الإخوة الكرام:


برغم صعوبة التفكير السياسي، وكون الفكر السياسي أرقى وأعلى أنواع التفكير على الإطلاق، حيث أنه التفكير المتعلق برعاية شؤون الأمة، ويندرج فيه على قمته التفكير المتعلق بالإنسان والعالم من زاوية خاصة، إلا أنه في مقدور كل إنسان، مهما كان تفكيره، ومهما كان علمه، فالعادي والنابغة والعبقري كل منهم في مقدوره أن يكون سياسيا. فالتفكير السياسي لا يتطلب درجة معينة من العقل، ولا درجة معينة من المعرفة، بل يتطلب التتبع المتصل للوقائع والحوادث الجارية، أي تتبع الأخبار، فمتى وجد هذا التتبع وجد التفكير السياسي .والتفكير السياسي هو تفكير بالعلوم السياسية والأبحاث السياسية، وكذلك هو التفكير بالحوادث السياسية والوقائع السياسية، أما التفكير الأول (أي التفكير بنصوص العلوم والأبحاث السياسية) فمن متطلباته أن تكون المعلومات السابقة له في مستوى الفكر الذي يبحث، وكذلك لا بد أن تكون تلك المعلومات في موضوع البحث نفسه، ولا يكفي أن تكون متعلقة به أو مشابهة له أو مما تصلح لتفسير التفكير، ولذلك يعتبر هذا النوع من التفكير هو من نوع التفكير بالنصوص الفكرية، ويعطي معلومات ويعطي فكرا عميقا أو مستنيرا، إلا أنه مع أهمية الإلمام بالعلوم والأبحاث السياسية للمساعدة على فهم الأخبار والوقائع باعتبارها ضوابط! لكنه لا يجعل المفكر سياسيا وإنما يجعله عالما بالسياسة، أي عالما بالأبحاث السياسية، ومثل هذا يصلح أن يكون معلما، ولا يصلح أن يكون سياسيا، لأن السياسي هو الذي يفهم الأخبار والوقائع ومدلولاتها، ويصل إلى المعرفة التي تمكنه من العمل. أما التفكير السياسي بالوقائع والأخبار والربط بين الحوادث، فهو التفكير الذي يصح أن يكون تفكيرا سياسيا بما تعنيه هذه الكلمة، وتتمثل الصعوبة به من حيث إنه غير مقيد بقاعدة معينة، كباقي أنواع التفكير (من تفكير في نصوص فكرية أو تشريعية، أو أدبية)، ويكاد لا يربطه رابط ثابت، ولعدم وجود قاعدة له يبنى ويقاس عليها مما يجعل المفكر محتارا، وفي أول أمره معرضا لكثير من الخطأ وفريسة للأوهام والمغالطات، وما لم يمر بالتجربة السياسية، ويدم اليقظة، ويغتنم كل وسيلة لتلقي المعلومات المتعلقة بالحوادث اليومية يظل غير متمكن من التفكير السياسي.


وهذا التفكير وهذه التجربة السياسية يحتاجان لتحقيقهما إلى أمور خمسة مهمة هي:


أولا: تتبع الأخبار وتجميع المعلومات المتعلقة بالأحداث محلية كانت أم إقليمية أم العالمية منها، ومن ذلك معرفة الموقف الدولي الصادر من الدولة الأولى، ومن الدول التي تنافسها، والوقوف على واقع أو مواقع السياسيين الموجودين في صورة الحدث وتبعاته، وتصريحاتهم وتحركاتهم.


ثانيا: معلومات ولو أولية، أو مقتضبة عن ماهية الوقائع والحوادث، أي عن مدلولات الأخبار، سواء أكانت معلومات جغرافية، أم معلومات تاريخية -سيما الحقائق التاريخية- أم معلومات عن التصرفات والأشخاص، ومعلومات سياسية من قبيل المعرفة للوسط السياسي الموجود في الساحة وطبيعته وارتباطاته وما يؤثر عليه وبه سلبا وإيجابا، ومعلومات عن العلاقات السياسية سواء بين الأفراد أو الجماعات أو الدول أو الأفكار، فهذه المعلومات هي التي تكشف معنى الفكر السياسي، سواء أكان خبرا، أم عملا، أم قاعدة - عقيدة كانت أم حكما - وبدون هذه المرتكزات الرئيسة أي المعلومات، لا يستطيع المرء فهم الفكر السياسي والخبر السياسي مهما أوتي من ذكاء وعبقرية، لأن المسألة مسألة فهم مبني على معطيات معلوماتية، لا مسألة عقل مبنية على قدرات ذهنية.


ثالثا: عدم تجريد الوقائع من ظروفها، سواء الظروف المحلية أو الدولية، وسواء الظروف الاقتصادية أم الفكرية أم غير ذلك، وعدم التعميم للوقائع أو القياس الشمولي، فمما لا يجوز أن يغفل عنه السياسي أن الأحداث السياسية مهما تشابهت لا يجوز أن يطبق عليها القياس الشمولي ولا التعميم، فلا بد من أن تؤخذ الواقعة أو الحادثة مع ظروفها أخذا واحدا، بحيث لا يفصل بين الحادثة والظرف الذي حصلت فيه، ولا تعمم على حادثة مثلها ولا يقاس عليها قياسا شموليا، بل تؤخذ حادثة فردية، ويصدر الحكم عليها بوصفها حادثة فردية.


رابعا: تمييز الحادثة والواقعة، أي حسن اختيار الأخبار السياسية من طريق تمحيصها تمحيصا تاما، فيعرف السياسي مصدر الخبر، وموقع وقوع الواقعة والحادثة، وزمانها، والوضع الذي حصلت فيه، وأهمية الخبر وعدم أهميته، والباعث والقصد من وجود الحدث أو من سوق الخبر عنه، أو تسليط الضوء عليه، ومدى إيجاز الخبر والإسهاب فيه، ومدى صدقه وكذبه، والأهداف المرجوة للجهات الفاعلة للحدث وموقع الحدث، في دائرة نفوذ من؟! إلى غير ذلك مما يتناوله التمحيص. وبدون هذا التمحيص والتمييز لا يمكن أن يأخذ السياسي هذه الحادثة أو الواقعة وخبرها بعين الاعتبار، لأنه يصبح عرضة للتضليل وفريسة للخطأ.


خامسا: ربط الخبر بالمعلومات، ولا سيما ربطه بغيره من الأخبار، وهذا الربط هو الذي يؤدي إلى الحكم الأقرب للصواب على الخبر، فالخبر إذا ربط بغير ما يجب أن يربط به فإن الخطأ يقع حتما، إذا لم يقع التضليل والخداع، لذلك فإن ربط الخبر بما يتعلق به أمر بالغ الأهمية، وأن يكون هذا الربط على وجهه الصحيح، أي أن يكون ربطا للفهم والإدراك، لا ربطا لمجرد المعرفة، أي ربطا للعمل لا للعلم فقط.


والتفكير السياسي حتى يكون تفكيرا منتجا لا يكتفى به أن يوصل إلى عمل، بل كان لا بد أن يكون هذا الفكر السياسي المؤدي إلى عمل سياسي لأجل تحقيق غاية وهدف ما، أي أن من لزوم إنتاجية هذا الفكر السياسي هو أن يكون تفكيرا سياسيا واعيا، والوعي السياسي يتمثل في النظرة إلى العالم من زاوية خاصة، أو هي النظرة إلى الأحداث والوقائع لا من زاوية قاصرة على إملاءات الواقع وحدوده الضيقة، بل أن تكون النظرة من زاوية التوجه الفكري ومتطلبات المشروع السياسي الذي يحمله المفكر السياسي.

 

يتبع في حلقة قادمة إن شاء الله

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير ياسر أبو خليل

إقرأ المزيد...

من أروقة الصحافة إمبراطورية أمريكا تتهاوى والخلافة القوة القادمة

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1215 مرات

 

موقع روسيا اليوم - قال وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل الأربعاء 4 ديسمبر/كانون الأول إن البنتاغون سيوفر مليار دولار على الأقل في السنوات الخمس القادمة نتيجة تقليص كوادره الإدارية. وكان قد أعلن صيف العام الحالي أن تعداد الكوادر الإدارية العليا بالوزارة سيقلص بنسبة 20% في السنوات القريبة القادمة نتيجة تقليص ميزانية الوزارة. وستستمر التسريحات من عام 2015 إلى 2019 وستمس ضمنا لجنة رؤساء هيئات الأركان والجيش والقوات البحرية والجوية. وقد اضطر البنتاغون في السنة المالية الحالية التي انتهت في 30 سبتمبر/أيلول لتقليص برامجه بمقدار 41 مليار دولار. وإن لم يتوصل الديمقراطيون والجمهوريون إلى الاتفاق في الكونغرس، سيطبق القانون الذي يسري منذ عام 2011، وستقوم وزارة الدفاع الأمريكية بموجبه بتقليص نفقاتها بحوالي 500 مليار دولار خلال السنوات العشر القادمة. وقد اضطرت الوزارة للامتناع عن صنع بعض أنواع الأسلحة والآليات العسكرية ولتقديم الإجازات غير المدفوعة للمدنيين المتعاقدين، وأدخلت تغييرات على برامج ضمان الصحة. بالإضافة إلى ذلك خفضت وتائر نمو مرتبات.


=================


في الوقت الذي تتراجع فيه إمبراطورية الشر أمريكا سياسيا وعسكريا واقتصاديا وثقافيا وحضاريا، تجد الخونة من حكام المسلمين وأوساطهم السياسية البائسة، يتعلقون بقشة أمريكا ويولون وجههم شطر البيت الأبيض يسألونها الرضا والعون، بالرغم من بروز إشارات ودلائل السقوط المدوي لهذه الدولة الاستعمارية، وأنها باتت أقرب من أي وقت مضى للاندثار والكنس من بلاد المسلمين إلى غير رجعة، بل ولمزاحمتها على مركزها الدولي وطردها من هذا الموقع إلى الأبد.


إن سقوط الاتحاد السوفييتي بفكرته وطريقته كان مقدمة لسقوط أمريكا، فقد تعرت حضارة الرأسمالية أضعافا مضاعفة بعد غياب الحضارة المنافسة البائسة الأخرى (الشيوعية)، حيث اختبأت حضارة الغرب خلف سيئات الحضارة الشيوعية لعقود، ولكن تهاوي الشيوعية أظهر الرأسمالية بجشعها ونهمها الاستعماري ووحشيتها وعقم نظامها الاقتصادي من أن يحل مشاكله الداخلية ناهيك عن مشاكل العالم أجمع، وقد كان لبروز الصراع العقدي بين أمريكا والإسلام والتصادم الحضاري معه سبب لا يقل أهمية عن سقوط الحضارة الشيوعية في كشف مساوئ الحضارة الرأسمالية بزعامة أمريكا وتعريتها بل وهزيمتها حضاريا.


إن قيام الدولة الإسلامية المبدئية القائمة على القاعدة الفكرية الإسلامية ستكون الضربة القاضية بإذن الله لحضارة الغرب وقيادته الفكرية للعالم، وللهيمنة الغربية بمجملها وعلى رأسها الهيمنة الأمريكية الاستعمارية.


فأمريكا وروسيا والغرب في تراجع شامل شبيه بحال تقوقع إمبراطوريات العالم القديم (البيزنطية والفارسية) لحظة قيام الدولة الإسلامية الأولى، فكانت دولة محمد صلى الله عليه وسلم القوة القادمة في حينها، وأخرجت العالم من ضنك الفرس والروم إلى سعة الإسلام وعدله، وها هو التاريخ يعيد نفسه، فالإمبراطوريات باتت تتهاوى وتتراجع، وبالمقابل فالإسلام بات الأمل الوحيد في قلب وجه العالم ليكون بدولته الراشدة القوة القادمة بلا منازع.


لقد لاحت بشائر الخلافة من أرض الشام، فالله نسأل أن تكون فيها مقبرة الحضارة الرأسمالية ومقبرة أمريكا، وانطلاق شعاع الخلافة لتضيء العالم بنور العدل، تحت قيادة واعية تتوج ببيعة أمير حزب التحرير العالم العامل عطاء الخير بن خليل أبي الرشتة خليفة للمسلمين نقاتل من ورائه ونتقي به.

 

 


أبو باسل

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع