السبت، 08 صَفر 1447هـ| 2025/08/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

مقالة الحياة الدنيا والحياة الآخرة

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 452 مرات

 

قد ينسى الإنسان حقيقة الحياة الآخرة لانشغاله في معترك الحياة الدنيا، فتمر السنين كلمح البصر دون أن ندري، خاصة وأننا نعيش في ظل نظام رأسمالي يجعل اهتمام الإنسان منصبا على العمل ولقمة العيش والأهل والأولاد وجمع الأموال وغير ذلك. ولم يهمل الإسلام شيئا من ذلك، إلا أن الإسلام قد بين أن الأولية هي للدار الآخرة، وهذه آيات كريمات اخترتها في هذا الشأن أذكرها من باب التذكير:


قال تعالى: (وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا)


وقال: (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا، وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى)


وقال: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآَخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ)


وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ)


وقال: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)


وقال: (وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى، يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي)


وقال: (وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآَخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)


وقال: (يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ)


وقال: (وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ)


وقال: (وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ)


وقال: (وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ)


ختاما... عندما يقف المسلم عند هذه الآيات الكريمات يدرك بأن اهتمامه يجب أن يكون منصبا على الحياة الحقيقية، الآخرة، فيجتهد في الطاعات ليكون له أعلى الدرجات فيها، ولا يوجد اليوم طاعة أولى من العمل لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الإسلامية، فلنسارع ولنبذل أقصى الجهود في سبيل ذلك.

 

 


كتبه: أبو عيسى

إقرأ المزيد...

  أوكرانيا بالعربية حزب التحرير الاسلامي في أوكرانيا يعقد مؤتمرا صحافيا في كييف    

  • نشر في مع الإعلام
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 990 مرات

10_10_2013

 

 

 


كييف/أوكرانيا بالعربية/شهدت قاعة المؤتمرات الصحافية لوكالة الانباء الأوكرانية "أونيان" يوم الامس الثلاثاء 9 تشرين الاول/أكتوبر الجاري، مؤتمرا صحافيا لحزب التحرير الاسلامي في أوكرانيا، والذي أثار وما زال يثير الكثير من الجدل بنشاطه في أوكرانيا بعد حظره في عدة دول آسيوية مسلمة بعد روسيا الاتحادية.

 

فقد عقد مؤتمر الامس بمشاركة رئيس المكتب الاعلامي لحزب التحرير الاسلامي الاخ عثمان بخاش والذي قدم من العاصمة اللبنانية بيروت، والاخ فضل حمزايف رئيس المكتب الاعلامي للحزب في أوكرانيا والاخ تاجي مصطفى ممثل الحزب في بريطانيا تحت عنوان "الدعوة الاسلامية في الفضاء السوفييتي السابق وحزب التحرير: الواقع والتحديات" والذي جاء بعد اقرار الحزب بعقد مؤتمره الدولي في أوكرانيا.

 

فقد تحث فضل حمزايف عن المضايقات الشديدة من قبل السلطات الاوكرانية والاوجه الغامضة والتي تحول دون نشاط الحزب الدعوي الفكري في أوكرانيا وهي من الحقوق الدستورية التي كفلها الدستور لمواطنيه، مقدما بعض الامثلة والتي كان ابرزها هو الغاء المؤتمر الدولي للحزب والذي كان من المزمع عقده في عاصمة القرم سيمفيروبول بيومي السابع والثامن من تشرين الاول/أكتوبر الجاري، حيث أُلغي عقد الايجار من طرف واحد من قبل قصر الثقافة في القرم والذي كان من المقرر عقد المؤتمر به.

 

وتحدث حمزايف بأن المؤتمر الدولي "الدعوة الاسلامية في الفضاء السوفييتي السابق وحزب التحرير: الواقع والتحديات" لم يكن لديه اي أهداف سوى تعريف المجتمع بالحزب ونشاطه الفكري الروحي ونبذه للعنف واحترام الحزب للقانون وسيادته، ولتبديل الصورة المغلوطة عن الحزب والعمل السياسي الاسلامي نتيجة للتصور السوداوي لدى المواطنيين بسبب وسائل الاعلام "المأجورة" والمشوهة.

 

وقد اشار حمزايف الى خطورة انزلاق أوكرانيا في مجال تحجيم الحريات كما هو الحال في دول الجوار بالذات في روسيا الاتحادية والتي مارست الاعتقالات وتلفيق التهم لنشطاء الحزب واتباعه... ويرى بأن أوكرانيا تقف حاليا على مفترق طرق ما بين استمرارها كدولة تحترم حرية الفكر والاعتقاد ودولة بوليسية تعسفية على حال جارتها روسيا.

 

 

وبالرغم ذلك الى ان الحزب استطاع اجراء طاولة مستديرة بمشاركة ممثلي الحزب من عدة دول وعدد من الناشطين والأخصائيين وممثلين لمؤسسات مختلفة.

 

كما وقدم حمزايف لممثلي الصحافة والاعلام مواد مطبوعة بشكل أكثر تفصيلا عن الحزب وفكره واهدافة تلقت "أوكرانيا بالعربية" نسخة منها، والتي تتحدث عن الاضطهاد الذي يتعرض له الحزب في دول الاتحاد السوفييتي باللغتين الانجليزية والروسية.

 

ثم تحدث رئس المكتب الاعلامي عثمان بخاش في بيانه الصحافي عن فكر حزب التحرير الاسلامي واعتماده على الطرقه الفكرية في بث دعوته، اذ أن الحزب يتخذ من الاسلام ايديولوجيته في العمل السياسي وأقامة دولة الخلافة التي انهارت قبل قرابة ثمانية عقود.

فقد اشار بخاش بأن حزب التحرير ينبذ العنف والتعامل بطرق القوة لحقيق مآربه السياسية في اقامة دولة الخلافة المنشودة، مقرنا استخدام القوة من قبل الحزب هو بمثابة شرب الخمر أو ترك الصلاة وهذا ما يحرمه الاسلام بتاتا.

 

وبخصوص دول الفضاء السوفييتي انتقد عثمان بخاش الممارسات الروسية "التعسفية" بشدة مصرحا بأن روسيا اصبحت مثالا للتعسف بحق الحزب وأتباعه وذلك، بعدما اصدرت المحكمة الروسية العليا في 14 شباط/فبراير 2003 قرارها الذي نص على حضر 15 منظمة بتهمة الارهاب في جلسة مغلقة، وينتقد بخاش هذا القرار بحق الحزب ويطعن في عدالته كونه اعتبر هذه المنظمات ارهابية لتبنيها فكر الحزب واحتفاظ اتباعه بمطبوعات ومنشورات حزبية وهذا ما يتنافي مع المفهوم العالمي للارهاب، ويتسائل عن الطريقة "الغريبة" في مقارنة الطبوعات بمواد متفجرة.

 

كما تحدث عن التهم "الملفقة" من قبل قوات الامن الروسية وجهاز الاستخبارات الروسية "اف اس بي" وبراعته في ابتكار التهم وتلفيقها لاتباع الحزب لتشريع اعتقالهم وتعذيبهم الامر الذي أدى الى وفاة بعضهم في السجون الروسية.

 

ويعرب رئيس المكتب الاعلامي عثمان بخاش عن عدم رضاه في اتباع دول الفضاء السيوفييي للسياسة الروسية والتعامل بالطرق الامنية مع الحزب ويسرد بعض الامثلة في كيفية حظر الحزب في اوزبكستان وطاجكستان وكازخستان وقرغيزيا وتركمنستان وكيف تركت أجهزة الامن الروسية "بصماتها" على "جثث" اتباع الحزب في هذه الدول.

 

وقد قدم الحزب قائمة مجدولة باسماء اعضاء ونشطاء الحزب في روسيا والدول المستقلة مجدولة بالقضايا الجنائية والملفات المفتوحة ضدهم وكذلك "الممنوعات" التي صودرت بحوزتهم وتلفيقها لهم على حد ذكره.

 

كما وحذر بخاش من مغبة انزلاق أوكرانيا في الفخ الروسي الامني والقبضة الفولاذية الروسية التي تتعامل بها مع مسلمي الحزب، وأن اوكرانيا لا يجب أن تسير بخطوات روسية في هذا الاتجاه حيث قام بتوجيه الانتقاد لرئيس الفيديرالية الروسية الاسق دميتري ميدفيدف في قمعه للمسلمين على أرضيه.

 

مؤكدا بان الحزب سيظل يعمل بالطرق الروحية الفكرية الدعوية ولن يوقفه اي منع وانما سيسير بأتباع النبي محمد عليه الصلاة والسلام وان أوكرانيا يجب ان تكون مثالا للحرية الاعتقادية لكافة مواطنيها.

 

وقد تحث ممثل حزب التحرير في بريطانيا الاخ تاجي مصطفى بان "السماحة" الاوروبية بدات تتغير في السنوات الاخيرة وتعمل على التضييق على المسلمين الا ان ذلك لا يرقى الى ما يتعرض له الحزب في دول الاتحاد السوفييتي السابق.

 

وقد طرحت عدة أسئلة من قبل الصحافيين الاوكران والتي أظهرت سوء تقبل المجتمع لحزب التحرير بل يمكن وصف بعضها بالاستفزازية، كان من بينها التساؤل عن وجود جناح عسكري في اوكرانيا للحزب وموقفه من الشباب المسملين الذي قتلوا في سوريا في قتالهم ضد القوات النظامية مستندين الى تصريحات مصطفى جميلوف اضافة الى اهداف الحزب في اقامة دولة الخلافة الاسلامية في اوكرانيا.

 

فكانت اجابة عثمان بخاش بأن الحزب ليس له جناح عسكري لا في اوكرانيا ولا في العالم أجمهع وان الحزب يعمل على اقامة الخلافة في دول اسلامية وليس في الدول الغربية مثل ايطاليا او فرنسا او كندا وغيرها وان الحزب يعمل فقط في الوسط المسلم... وتتار القرم المسلمين في شبة الجزيرة القرمية ما هم الا جزء من الامة الاسلامية.

 

أما فضل حمزايف فقد أكد على هذه الاجابة مستنكرا تصريحات رئيس مجلس القرم مصطفى جميلوف معبرا بانها تصرحاته وهو المسؤول عنها وان هذه التصريحات لا تعبر عن راي مجلس القرم او تتار القرم.

 

وقد اجرت "اوكرانيا بالعربية" على هامش هذا المؤتمر لقائا صحفيا وصريحا مع الضيف اللبناني عثمان بخاش سينشر على موقع الصحيفة يوم الاربعاء القادم باذن الله.

 

المصدر: أوكرانيا بالعربية

 

 

 

 

إقرأ المزيد...

أوكرانيا بالعربية عثمان بخاش - مُسلمي أوكرانيا جزء من الأمة الإسلامية وعليهم الواجب الشرعي في مناصرة إخوانهم

  • نشر في مع الإعلام
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1018 مرات

 

16-10-2013

 

 

 


كييف/أوكرانيا بالعربية/أثار نشاط حزب التحرير الاسلامي في شبه جزيرة القرم خاصة وفي أوكرانيا عامة جدلا واسعا لدى السلطات الأوكرانية والمجتمع الاوكراني، وما زال يثير الكثير من الجدل بنشاطه بل ربما تتعرض اوكرانيا لضغوطات من جارتها الكبرى لحظره بعدة أن حظر في عدة دول آسيوية مسلمة بأيحائات روسيا الاتحادية. فبمحاولة تبدو واضحة من قيادة الحزب لثني أوكرانيا عو توجهاتها أعلن الحزب في أوكرانيا عن أقامة مؤتمر دولي بيومي السابع والثامن من تشرين الاول/أكتوبر الجاري، تحت عنوان "الدعوة الاسلامية في الفضاء السوفييتي السابق وحزب التحرير: الواقع والتحديات" ليخرج الحزب للنور ويلعن على الملأ عن أهدافه وفكره في الدعوة واقامة دولة الخلافة ، ولكن هذا المؤتمر الدولي تعرض لضغوطات غير رسمية وألغي.. ولذى التقينا بالأخ عثمان بخاش مدير المكتب الاعلامي المركزي لحزب التحرير الاسلامي في بيروت ليحدثنا عن الحزب ونشاطه في أوكرانيا ومستقبله فيها وعن المؤتمر.

 

 

-السيد الكريم عثمان بخاش حدثونا لو تكرمتم عن مؤتمركم الدولي في أوكرانيا وتقييمكم للطاولة المستديرة التي خلفته؟

 

-لقد كان من المقرر عقد المؤتمر الدولي للحزب في مدينة سيمفيروبول بعنوان "الدعوة الاسلامية في الفضاء السوفييتي السابق وحزب التحرير: الواقع والتحديات"، يومي السابع والثامن من تشرين الاول/أكتوبر الجاري، وبالرغم من أن الاخوة القائمين على المؤتمر قد انجزوا جيمع التحضيرات له وبالذات حجز القاعة بشكل رسمي وقانوني الا أن ضغوطات مورست علينا من قبل الغرف السوداء لمنع عقد هذا المؤتمر ونرجح بأن هذه الضغوطات أتت من قبل الحكومة الروسية على الحكومة الأوكرانية فمن المعروف بأن حزب التحرير الاسلامي ينشط في روسيا وآسيا الوسطى وله وجود فاعل وقوي هناك، ويتعرض الحزب وشبابه دوما لحملات قمعية شرسة من قبل النظام الروسي ومن قبل الانظمة في الدول الاسيوية فمن هنا جاء الضغط الروسي على الحكومة الأوكرانية لمنع عقد هذا المؤتمر وصدرت عدة مواقف في موسكو لعدد من السياسيين لمنع عقد هذا المؤتمر هنا في أوكرانيا.

 

فبعد ممارست الكثير من الضغطوت تم منع المؤتمر ولكننا عقدنا مؤتمرا صحافيا في مركز الصحافة في مدينة سيمفيروبول وبحضور وسائل الاعلام المحلية وكان هدفنا منه تبديد الاكاذيب التي تروج ضد حزب التحرير، فأردنا من مؤتمرنا هذا اقامة الحوار والنقاش والتعريف بأنفسنا حتى لا يقع الراي العام الأوكراني في الضلال نتيجة التضليل الاعلامي الذي تمارسه وسائل الاعلام المأجورة.

 

وفي اليوم التالي أي الثلاثاء 8 تشرين الاول/أكتوبر الجاري، عقدنا طاولة مستديرة للنقاش بمشاركة عدة خبراء معنيين بالشأن الاسلامي ومنهم منظمات لحقوق الأنسان وباحثين وغيرهم.. وكذلك بمشاركات دولية مثل مشاركة بروفيسور من هولندا عبر السكايب اذ تم عرض وتعريف واضح لحزب التحرير ومنهجه في العمل وواقعه اليوم ولماذا يتهم بأنه حزب ارهابي؟ ولماذا حُظر في روسيا عام 2003 ؟ وشرحنا الاعمال التعسفية التي مارستها أجهزة الامن الروسية بدئا من اعتقالها لنشطاء الحزب رجالا ونساء ووصولا الى حد الاعدام كما جرى في جمهورية داغستان وطاجكستان وأوزبكستان وتم توثيقها.

 

كما أننا عرضنا كذب الحكومة الروسية في اتهامها لنا بأننا ارهابيين وساندنا مركز "ميموريا" في بريطانيا والذي لديه أدلة بالممارسات التعسفية ولتعذيب لشباب الحزب لحملهم على اعترافات زائفه وعرضت كيفية تلفيق الاجهزة الامنية الروسية التهم لهم، فقد جرت العادة بأن تعلن هذه الاجهزة عن اعتقال ناشط لحزب التحرير بأنه تم ضبطت منشورات وكتيبات وأقراص الكترونية لديه لما يسمى بالفكر المتطرف واحيانا يضيفون مصادرة قنابل أو اسلحة وهذا كله ملفق، فالغرض من ندوة النقاش هذه هو التوضيح وعدم الوقوع فريسة التضليل الاعلامي.

 

 

-كيف تعملون لاقامة دولة الخلافة في أوكرانيا؟ وهل لديكم استراتيجة مختلفة بخصوص العمل هنا؟

 

-هذا السؤال ورد ذكره في المؤتمر الصحافي في مدينة سيمفيروبل وأجبنا بأن حزب التحرير يعمل لاقامة الخلافة في بلاد المسلمين أما في البلاد التي يقطنها أقليات مسلمة فنحن نعمل مع المسلمين الموجودين لتوعيتهم باحكام الاسلام للحفاظ على شخصيتهم الاسلامية ولكي يكونوا رسل دعوة لغير المسلمين.

 

 

-لقد تطرقكم في حديثكم عن عملكم في الدعوة ولكن لم نلمس على الارض حتى الان مراكز دعوية او مصليات أو غير ذلك؟

 

-هذا الامر موجود في القرم والاخوة هنالك يمارسون الدعوة الاسلامية بنشاط وسنعرفكم عليه لاحقا.

 

 

-في حال نجحت الضغوطات على الحكومة الأوكرانية وتم حظر الحزب في أوكرانيا فما هي ردة فعلكم؟

 

-نحن المسلمون مأمورون بعبادة الله سبحانه وتعالى وحمل الدعوة الاسلامية، وقمع الدعوة أمر مستحيل فبعد ان بذلت دول آسيوية مثل روسيا وأوزبكستان وغيرها كل وسائلها القمعية بحق الحزب ونشاطه الا انها لم ولن تجدي نفعا وعلى سبيل المثال في الاسبوع الماضي قام أحد الاخوة الشباب من الحزب في مدينة قازان آخذا بيده عريضة احتجاج ضد الممارسات القمعية والتعسفية التي تمارسها الحكومة الروسية على الاسلام والمسلمين ليدخل بها الى سرايا الحكومة في قازان ولم يخرج... بل تم اعتقاله وهنالك فيديو موثق يمكنكم مشاهدته ويظهر الفيديو كيف تودعه زوجته وكيف خرج وكيف دخل لمبنى الحكومة ولم يخرج ... فالشاهد في هذا الأمر هو ان أرواحنا فدائا لهذا الدين وهذا سيرتد عليهم سلبا وقد حذرت في كلمتي من ذلك عندما قلت بأن السيف لن ينجح في قمع الروح وقلت بأن السياسات الجائرة والظالمة ستخسر وصوت الحق سيظهروسينتصر ونحن لانشك بذلك ولو لبهته.

 



-منذ فترة ليست بالبعيدة وجهت عدة اتهامات لحزب التحرير كانت أبرزها اتهامات مصطفى جميلوف رئيس مجلس القرم لكم بأنكم تشاركون في ارسال مقاتلون من أوكرانيا الى سوريا وبأن الحزب لديه جناح عسكري في أوكرانيا فماذا هو تعليقكم؟

 

-لا يوجد جناح عسكري لحزب التحرير لا في أوكراينا ولا في العالم كله ولم يكن ولن يكن فشباب حزب التحرير عاشوا في لبنان والعراق وغيرها من الدول مُعرفين من اليوم الأول لنشأة الحزب بأن ايديولوجيته هو الفكر السياسي الاسلامي ويمارس العمل الفكري السياسي فهذه الافترائات من قبل النظام السوري وأنصاره في أوكرانيا ما هي الا افترائات لتضليل الراي العام الاوكراني وايجاد فزاعة وهذا الامر ليس صحيحا أبدا.

 

 

-تحدثتم عن كتاب للشيخ التركي سعيد النورسي وكيف منعت كتبه في روسيا ؟ ما هو الخطر في هذه الكتب؟

 

-الحكومة الروسية تتحسب للأمام ولأنه في روسيا قرابة 20 مليون مسلم ومن المعلوم بأن النمو الديموغرافي للمسملين الروس يتزايد مقارنة مع غير المسلمين، فهنالك هم عند "قيصر" أو "ستالين" موسكو هو ازالة الشخصية الاسلامية للمسلمين في روسيا فلذلك يقومون بهذه الحملت القمعية الاستباقية.

 

 

-ولكن هنالك الكثير من التصريحات لقادة المسلمين في روسيا بحرية الاسلام والمسلمين وتزايد عدد المساجد في الجمهوريات الروسية؟

 

-طبعا قام الساسة الروس كأقرانهم في الغرب الصليبي بصناعة شخصيات مسلمة جديدة "عاقلة" ومؤدبة تحت تسميات "مسلم معتدل" وغيرها من التسميات وللأسف يستعينون ببعض أبناء المسلمين الذين آثروا الحياة الدنيا على الآخرة واللذين يبيعون دينهم بعرض من الدنيا.

 

 

-في ضوء التغير الكبير في المنطقة العربية بظل الربيع العربي وصعود الكثير من الحركات الاسلامية ابرزها الاحزاب التابعة لجماعة الاخوان المسلمين، فما هي نوع العلاقة التي تحكم حزب التحرير بجماعة الاخوان واحزابها؟

 

-ما ذكرتموه عن احداث الربيع العربي سبقه تصريحات الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيدف عندما اشار بأن أهمية الربيع العربي قد توازي سقوط جدار برلين من حيث الاهمية فسقوط جدار برلين أدى الى سقوط المنظومة الشيوعية واعادة رسم خريطة العالم والرئيس ميدفيديف اراد أن يقول بان الربيع العربي لديه القدرة الكاملة - اذا أثمر بالثمار الايجابية - ان يغير الخريطة العربية ولذلك سمعنا منذ اسابيع في تصريح لوزير الخراجية الروسي سيرغي لافروف في خطابه بالامم المتحدة يحذر علنا بان روسيا لن تقبل باقامة دولة الخلافة في سوريا وبأن النظام الذي سيخلف نظام الاسد يجب أن يكون علمانيا، فأذا الغرب الذي هدم دولة الخلافة عام 1924 والذي فتت الامة وأوجد انظمة وحكام ديكتاتوريين لتحكم الامة الاسلامية.

 

والان الساحة مليئة بالحركات الاسلامية سواء الاخوان المسلمين او السلفيين بافرعهم او الجهاديين وغيرهم فالامة الاسلامية منذ ان هدمت خلافتها وهي تسعى لاعادة اعتبارها وكرامتها والاخوان المسلمين لهم رؤيتهم والسلفيون لهم رؤيتهم وسعيد نورسي في تركيا له رؤيته واربكان له رؤيته.. الخ اي انه هنالك مدارس فكرية لها دورها.

 

 

فمن هنا أستطيع القول بأن الخط العريض مع الاخوان او مع السفيين او مع الجهادين أو مع التبليغ هي القاعدة الاساسية الاولى أنهم اخواننا في الدين ولا نقبل أن تقع عليهم المظالم ولنا السوابق في ذلك فعندما شن بورقيبة حملة اعتقالات في تونس ضد حركة النهضة نددنا به ووجهنا له كتاب مفتوح وغيرها من الامثلة.

 

فالتعدد الاسلامي يأتي بناية على الاجتهاد ووجهات النظر والفهم المختلف، فعندما ينادي الاخوان المسلمين بالديمقراطية نقول لهم بأنها نظام باطل وتناقض الاسلام وعندما لا يقتنعون فهذا شانهم وتجربتهم في مصر أكبر مثالا للواقع... ومع ذلك فنحن حريصين عليهم وعلى غيرهم من الجماعة الاسلامية او الجهاديين في مصر وغيرها... وقد تواصلنا معهم فترات طويلة موضحين بأن طريقتهم في العمل المسلح هي طريقة خاطئة وأصدرنا فيها نشرات ولم يتقتنعوا ولكن بعد اعتقالهم وخروجهم من السجون نشروا ما يسمى المراجعات واعترفوا بخطئهم .. فنحن ننصح بصدق ولا نتلقى اي دعم من أي نظام على الارض ... فحرصنا على الامة الاسلامية جمعاء وعلى غير المسلمين من ابناء منطقتنا.

 

 

-هل ترون في الاخوان او غيرهم من الاسلاميين شريكا لكم في الحكم عند قيام دولة الخلافة؟ وهل تامنون لهم كما أمنت لهم الحركات السلفية مثلا؟

 

-نحن يهمنا ان يحكم الاسلام بغض النظر على من يحكم ولكن بالطرق الشرعية للخلافة وليس جمهورية اسلامية ديمقراطية فالجميع عليه ان يخضع لحكم الشرع ، ففي الدولة الاسلامية المهم ان يكون الاسلام هو الحاكم والخليفة يختاره المسلمين ويصبح خليفة بالبيعة والرضى دون اجبار... فلو اختار الناس مثلا القرضاوي فهذا شأنهم ولكن عليه ان يحكم بالاسلام وليس بالعلمانية.

 

 

-ما هي الرسالة التي توجهونها للمسلمين في أوكرانيا وللحكومة الأوكرانية؟

 

-الرسالة الأولى للمسلمين في أوكرانيا بأن عليهم أن يلتزموا بأحكام دينهم وان يتمسكو بها كاملة وأن يكونوا خير رسل لهذا الدين والتواصل مع غير المسلمين لعرض الاسلام بالصورة الصحيحة وتوعيتهم لعل الله يشرح قلوب بعضهم وكذلك أذكر بأن المسلمين في أوكرانيا هم جزء من الأمة الاسلامية وعليهم الواجب الشرعي في مناصرة أخوانهم في الامة الاسلامية فأخوتهم يتعرضون لحملات قمعية شديدة جدا في روسيا وفي دول أخرى ولا يجدون متنفسا... فاضعف الايمان ان يقف المسلمين في القرم وفي أوكرانيا لمناصرة أخوانهم وكذلك عليهم الواجب الشرعي بمناصرة أخوانهم في بلاد الشام وفي الدول الاخرى ... فهم ربما لا يستطيعون اقامة الخلافة في أوكرانيا ولكن عليهم أن يقوموا بدورهم لمناصرة العاملين على اقامة دولة الخلافة.

 

أما الحكومة الاوكرانية فنقول لها أن لا يقعوا فريسة التضليل الاعلامي المأجور ومؤتمرنا في سيمفيروبول جاء ليوضح سياسة الحزب والكشف عن الاكاذيب الاعلامية ضده وقد لاحظت شخصيا بأن المجتمع الاوكرني هو مجتمع متسامح ولا يعاني من التوترات كما هو الحال في روسيا وغيرها وهذا مؤشر لسلامة المجتمع الأوكراني ومن هنا لايجب على أوكرانيا ان تستورد نهج القمع من جارتها روسيا في خنق المسلمين ومنعهم في التعبير عن آرائهم ومعتقداتهم.

 

 

المصدر : أوكرانيا بالعربية

 

 

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق مسرحية "عنترية" للمملكة السعودية في رفض عضوية مجلس الأمن!!

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 913 مرات

 

الخبر:


أوردت صحيفة الحياة وغيرها العديد من الصحف والوكالات خبر إعلان الخارجية السعودية الجمعة 18/10/2013 اعتذار المملكة عن قبول عضويتها في مجلس الأمن غداة انتخابها لشغل مقعد غير دائم في الهيئة الدولية، وذلك بسبب فشل المجلس بحسب الخارجية في حل القضية الفلسطينية والنزاع السوري وجعل الشرق الأوسط خاليا من السلاح النووي.

 

 

التعليق:


الناظر في أسباب خطوة المملكة يظنها لأول وهلة "مرجلة" وعنترية كما يروج لها بعض التائهين وفاقدي البوصلة السياسية ووسائل الإعلام المأجورة، إلا أنّ الواقف على حقيقة الأسباب يدرك أنّها لا تقل شرا عن قبول عضوية مجلس الأمن أو الاعتراف به، وهي مسرحية سمجة.


ففيما يتعلق بقضية فلسطين، فأعظم ما تريده لها المملكة السعودية هو إنجاز مبادرة السلام العربية التي أطلقها عام 2002 الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية للسلام في الشرق الأوسط بهدف إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليًا على حدود 1967 وعودة اللاجئين وانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع "إسرائيل". أي أنّ حل قضية فلسطين بنظر المملكة السعودية هو التفريط بثلاثة أرباع فلسطين لكيان يهود مقابل دولة هزيلة للفلسطينيين وسلام شامل وتطبيع كامل!!. في تغييب كامل للحل الذي يفرضه الإسلام لفلسطين والقاضي بوجوب تحريرها بكامل ترابها من دنس يهود عبر الجيوش.


أما النزاع السوري فما تريده المملكة السعودية له فهو تدخل عسكري في سوريا، أي احتلال أجنبي للشام المباركة، وتجريد الشام من السلاح الكيماوي الذي بُني من عرق أهل الشام وقوت عيالهم، أما نصرة المظلومين على المجرم بشار وتحقيق مطالب المسلمين في الشام بأن يتحرروا من الطاغية ليحكموا أنفسهم بالإسلام فهذا آخر ما يمكن أن تفكر به المملكة أو تدعو له!! في تغييب تام لحكم الله القاضي بوجوب نصرة أهل الشام وتمكينهم من إقامة حكم الله في الأرض.
وأما جعل الشرق الأوسط خاليا من السلاح النووي، فيا ليتها كانت تقصد "إسرائيل"، بل جل همها هو إيران وبرنامجها النووي، فهي ترى السلاح النووي بيد المسلمين خطرا عليها ولكن لا ترى في السلاح النووي بيد اليهود ضيرا، وتغلف ذلك بالنزاعات الطائفية المقيتة (السنة والشيعة). وهنا أيضا تغييب مطبق لحكم الله القاضي بوجوب تملك المسلمين للسلاح النووي وكل أشكال السلاح الكفيل بإرهاب الأعداء وامتلاك قوة الردع والفتح.


وهي قبل كل ذلك، لم تنظر إلى حكم الله في مجلس الأمن الذي ما أنشئ إلا للوقوف في وجه المسلمين وتحقيق مصالح الغرب، منذ كان يسمى بعصبة الأمم المتحدة التي نشأت على أنقاضها هيئة الأمم وكانت استمرارا لما يسمى "الأسرة الدولية النصرانية " و"القانون الدولي" التي انبثقت عن "مؤتمر وستفاليا" الذي عقدته بعض الدول النصرانية في غرب أوروبا عام 1648 من أجل الوقوف في وجه الدولة الإسلامية آنذاك، وهي كذلك لم تنظر في جرائم مجلس الأمن بحق المسلمين في العراق وأفغانستان وكوسوفا وبورما وكشمير والهند وفلسطين... وغيرها الكثير مما اقترفته دول الكفر تحت غطاء قرارات وقوانين مجلس الأمن.


فالمملكة السعودية لم تراعِ حكم الله ولا حرمات المسلمين في نظرتها إلى مجلس الأمن بل سطرت منهجها العميل في التعامل مع هذا الصرح المجرم قائلة في بيان وزارة خارجيتها: "المملكة العربية السعودية، وهي عضو مؤسس لمنظمة الأمم المتحدة لتفتخر بالتزامها الكامل والدائم بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة إيماناً منها بأن التزام جميع الدول الأعضاء التزاما أمينا وصادقا ودقيقاً بما تراضت عليه في الميثاق هو الضمان الحقيقي للأمن والسلام في العالم". لتشهد على نفسها أمام الناس وأمام الله بالفسوق والإجرام.


هذه أبرز اعتراضات المملكة التي تشير إلى مدى انخراط المملكة في ألاعيب وأحابيل الغرب المجرم ومخططاته تجاه قضايا المسلمين، وهي تشير إلى أنّ الأسباب الحقيقية التي تقف خلف هذه الخطوة تعود إلى خدمة أسيادهم في ظل تعدد الولاءات وانقسامها ما بين أمريكا المهيمنة على المجلس وبريطانيا المناكفة أو النأي بنفسها عن منبر تعرف أنه سيلحق بها اللوم والعتاب والسُّبّة خلال السنتين القادمتين لما سيتخذه المجلس من قرارات هي بالقطع ضد مصالح المسلمين.


ولكن بإذن الله ثم بجهود المخلصين الواعين من الأمة ستذهب كل مخططات الغرب وأذنابه الحكام ضد المسلمين أدراج الرياح، وقريبا إن شاء الله ستضع الأمة مولودها العظيم (دولة الخلافة) التي ستعيد رسم الخريطة الدولية، وتعيد تشكيل موازين القوى، وبناء صروح العدل ونصرة المظلومين.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس باهر صالح
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين

 

 

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق اقطعوا جميع العلاقات مع أمريكا وباقي الدول الكافرة المحاربة تلك التي لا تنفك تؤذي مسلمي باكستان

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 777 مرات

 

الخبر:


في يوم الاثنين 14 من تشرين الأول/أكتوبر 2013م، زار المبعوث الأمريكي الخاص (جيمس دوبينز) باكستان وأفغانستان، وكانت السفارة الأمريكية في إسلام آباد قد أصدرت مسبقاً بياناً صحفياً تقول فيه: "دوبينز يبحث العلاقة بين الولايات المتحدة وباكستان، والأمن الإقليمي في أفغانستان، مع وزير الداخلية (شودري نزار)، ومستشار رئيس الوزراء لشئون الأمن القومي والشئون الخارجية (سارتاج عزيز)، وقائد أركان الجيش (أشفق برفيز كياني)".

 

 

التعليق:


تأتي زيارة المبعوث الخاص هذه في الوقت الذي يتم فيه ترتيب لقاء بين رئيس وزراء باكستان (نواز شريف) مع الرئيس الأمريكي (باراك أوباما)، في واشنطن، في 23 من الشهر الجاري. فقد جرت سنة جميع الحكام الذين يستلمون السلطة في باكستان بأن يتجهوا إلى واشنطن أو لندن كأول وجهة مفضلة لديهم، حتى يؤكدوا لشعبهم تمتعهم بعلاقات طيبة مع القوى العظمى وحلفائها، ثم يدّعون بأنّ حكومتهم قوية ومستقرة! لكن هذه العلاقات التي يحاول حكامنا توطيدها لم تخدمهم يوماً، وأمريكا كلما شعرت بعدم قدرة الحاكم الحالي على مواصلة خدمة مصالحها تقوم ببساطة بسحب دعمها له، وعلاوة على ذلك، فإنّ هذه العلاقات الوثيقة مع أمريكا والغرب الكافر الحربي، دائماً ما تجلب الضرر الجسيم لباكستان.


لقد علمنا تاريخنا درساً، بأنّ باكستان لن تنال من لجوئها إلى الغرب وطلبها نصيحته إلا المعاناة. فمثلاً في عام 1948م، عندما هزم الجيش الباكستاني والمجاهدون الجيشَ الهندي على مختلف الجبهات في كشمير المحتلة، وتوجهوا صوب عاصمة كشمير، ذهبت الهند إلى الأمم المتحدة وطلبت منها التدخل، وبفعل الضغط وتقديم "الضمانات" من أمريكا قبلت باكستان بوقف إطلاق النار، ومنذ ذلك الحين، وحتى بعد مرور أكثر من خمسة وستين عاماً، لا يزال أهل باكستان والمسلمون الكشميريون ينتظرون تنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة!


وبالمثل، فإنّه في عام 1962م، عندما اشتعلت الحرب بين الصين والهند، كانت لباكستان فرصة ذهبية لتحرير كشمير، ولكن أمريكا والغرب الكافر تدخلوا لتقديم "النصح" لباكستان كي لا تقدم على ذلك، فخسرت باكستان فرصة أخرى لتحرير كشمير. وفي عام 1971م، عندما هاجمت الهند باكستانَ الشرقية (بنغلادش) بدعم من الاتحاد السوفياتي (عدو أمريكا في الحرب الباردة)، لم تتدخل أمريكا لتدافع عن "صديقتها" باكستان، على الرغم من وجود معاهدة دفاع مشترك بينهما، وظلت باكستان تنتظر وصول أسطول البحرية الأمريكية الذي لم يصل، وفي النهاية حصل الاستسلام التاريخي المذل للمسلمين، وأسرت الهند ما يقرب من المائة ألف مسلم من الجيش!


والآن، وعلى مدى الاثني عشر عاماً الماضية، ونحن نقتل فيما يسمى بحرب أمريكا على الإرهاب، ونقف في الخطوط الأمامية كحلفاء لمنظمة حلف شمال الأطلسي، فقدنا أكثر من خمسين ألفًا من المدنيين والقوات المسلحة، وعانى اقتصادنا كثيراً وخسر أكثر من سبعين مليار دولار.


لذلك كان من الضروري لباكستان أن تقطع جميع علاقاتها بأمريكا وجميع الدول الكافرة المحاربة، وحينها ستكون باكستان قادرة على اتخاذ القرارات التي تخصها بنفسها، سواء أكانت قرارات اقتصادية أم سياسية. ولا يمكن لهذا أن يتحقق إلا بعودة الخلافة إلى هذه الأرض، لأن الخونة في القيادة السياسية والعسكرية في النظام الرأسمالي الحالي لن يتخذوا مثل هذه القرارات الشجاعة. إن من شأن دولة الخلافة كنس الجيش الأمريكي وقواته الخاصة والدبلوماسيين من بلادنا، وإغلاق جميع القواعد الأمريكية، وقطع خطوط إمداد الناتو، ثم ينهي جيش الخلافة جنباً إلى جنب مع المجاهدين المخلصين كافّة أشكال الوجود الأمريكي والغربي في المنطقة، ويطهر هذه البلاد من دنسهم.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شاهزاد شيخ / نائب الناطق الرسمي لحزب التحرير في باكستان


 

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع