السبت، 08 صَفر 1447هـ| 2025/08/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

نفائس الثمرات الأرض لا تنسى جباه الساجدين

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 664 مرات


الأرض لا تنسى جباه الساجدين ولا خطا العصاة المارقين


والليل لا ينسى أنين العابدين ولا ذنوب العابثين الغافلين


والعين لا تنسى دموع التائبين ولا نظرة غدر من أثيم


والله يعلم إننا رغم المعاصي مؤمنين ويعلم فعل كل شيطان رجيم

 

"اللهم اجعلنا من أهل طاعتك، وبصرنا بعيوبنا، ونعوذ بك اللهم أن تستدرجنا، أو تتركنا لأنفسنا طرفة عين، يا رب العالمين"

 

 


وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إقرأ المزيد...

مع الحديث الشريف باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1078 مرات


نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي "بتصرف" في " باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء".


حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه".


أن يمر الرجل بقبر الرجل ويقول يا ليتني مكانك، فهذا معناه أن الحي قد وصل به الألم والضنك موصلا كبيرا. موصلا فاق كل ما على الأرض من معانٍ جميلة ومن دواعٍ للحياة، وعندما يستوي طلب الموت مع طلب الحياة بل ويعلو عليه، فهذا يعني أن الميت إذا مات مرة، فإن الحي يموت مراتٍ ومرات. وهذه البلاغة التي جاء بها الوحي جبريل -عليه السلام-، "وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى" هذه البلاغة في التصوير فيها قدر كاف لأن يتخيل الإنسان شدة ما سيلاقي المؤمن في وقت من الأوقات من بؤس الحياة.


صدقت يا حبيبي يا رسول الله، نطقت بهذا ساعة نطقت، وكأنك تنظر إلى ما أصاب الأمة اليوم، في كافة بقاع الأرض، يُعمِلُ الكافر بها سيفه، نطقت بهذا وكأنك تراه، ترى ما يجري في مينمار حيث تكالب على المسلمين هناك الأنجاس عبدة الأوثان، فساموهم سوء العذاب حرقا وغرقا، والمسلمون هناك يشكون إلى الله سكوت المسلمين والعالم أجمع. نطقت بهذا - يا حبيبي يا رسول الله- وكأنك ترى ما يجري في مصر الكنانة وكيف تُحرق الجثث بأيدي الحكام العملاء، نطقت بهذا وكأنك تنظر إلى ما يجري اليوم في سوريا، وتسمع صرخات الحرائر هناك، يشكين إلى الله تخاذل حكام المسلمين وعدم نصرتهن، وقد اغتُصبن مرات ومرات من قبل جنود البغي، وقد حملن منهم، ولسان حالهن ومقالهن يقول: ربنا ماذا نفعل بما في بطوننا؟ وهل بقي من الحياة شيء يستحق العيش من أجله؟ فبطن الأرض خير لنا من ظهرها.


نعم أيها المسلمون: لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه.


اللهمَّ عاجلنا بخلافة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرْ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.


احبتنا الكرام، و إلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 


كتبه للإذاعة: أبو مريم

إقرأ المزيد...

الأندلس الفردوس المفقود من الفتح إلى السقوط محمد بن أبي عامر وجوانب مضيئة ح26

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 835 مرات

 

حياكم الله احبتنا الكرام، ونستأنف وإياكم أحداث الأندلس ونتحدث عن فترة الدولة العامرية، والتي قلنا أنها كانت تحسب ضمن الفترة الأموية، وسنتحدث اليوم عن بعض الجوانب المضيئة التي كانت عند محمد بن أبي عامر فترة توليه أمور الحكم الذي بدأه بالمكائد والمؤامرات، والقتلٍ- على الأقل - لثلاثة أنفس حتى وصل إلى تولي كافة الأمور في الأندلس.


وإن من العجيب حقا أنه وبالرغم من أفعال محمد بن أبي عامر هذه، إلا أنه كانت له محامد وجوانب مضيئة في حياته، جعلت جميع المؤرخين يتعجبون جدا من سيرته ويقفون في حيرة من أمره.


فقد كان محبا للجهاد بشكل ملفت، فكان غريبا حقا أن يغزو محمد بن أبي عامر في حياته أربعا وخمسين غزوة لم يهزم أبدا في واحدة منها، بل كان الأغرب من ذلك هو أن يصل الحاجب المنصور أو محمد بن أبي عامر في فتوحاته إلى أماكن في مملكة ليون وفي بلاد النصارى لم يصل إليها أحد من قبل، بل لم يصل إليها الفاتحون الأوائل مثل موسى بن نصير وطارق بن زياد، فقد وصل الحاجب المنصور إلى منطقة الصخرة، تلك المنطقة التي لم تُفتح من قِبَل المسلمين من قبل، واستطاع رحمه الله أن يغزو النصارى في عقر دارهم، وها هو قد وصل إلى خليج بسكاي والمحيط الأطلسي في الشمال.


كان متعارفاً قبل ذلك أن الجهاد في الصوائف فقط، إلا إن الحاجب المنصور كان له في كل عام مرتان يخرج فيهما للجهاد في سبيل الله، عُرفتا هاتان المرتان باسم الصوائف والشواتي.


جاء عن الحاجب المنصور في سيرة حروبه أنه سيّر جيشا كاملا لإنقاذ ثلاث من نساء المسلمين كن أسيرات لدى مملكة نافار، ذلك أنه كان بينه وبين مملكة نافار عهد، وكانوا يدفعون له الجزية، وكان من شروط هذا العهد ألا يأسروا أحدا من المسلمين أو يستبقوهم في بلادهم، فحدث ذات مرة أنه ذهب رسول من رسل الحاجب المنصور إلى مملكة نافار، وهناك وبعد أن أدّى الرسالة إلى ملك نافار أقاموا له جولة، وفي أثناء هذه الجولة وجد ثلاثا من نساء المسلمين في إحدى كنائسهم فتعجب لوجودهن، وحين سألهن عن ذلك قلن له إنهن أسيرات في ذلك المكان.


وهنا غضب رسول المنصور غضبا شديدا وعاد إلى الحاجب المنصور وأبلغه الأمر، فما كان من المنصور إلا أن سيّر جيشا جرارا لإنقاذ هؤلاء النسوة، وحين وصل الجيش إلى بلاد نافار دُهش جدا ملك نافار وقال نحن لا نعلم لماذا جئتم، وقد كانت بيننا وبينكم معاهدة على ألا نتقاتل، ونحن ندفع لكم الجزية. وبعزة نفس في غير كبر ردوا عليه بأنكم خالفتم عهدكم، واحتجزتم عندكم أسيرات مسلمات، فقالوا لا نعلم بهن، فذهب الرسول إلى الكنيسة وأخرج النسوة الثلاث، فقال ملك نافار إن هؤلاء النسوة لا نعرف بهن؛ فقد أسرهن جندي من الجنود وقد تم عقاب هذا الجندي، ثم أرسل برسالة إلى الحاجب المنصور يعتذر فيها اعتذارا كبيرا، فعاد الحاجب المنصور إلى بلده ومعه النساء الثلاث.


فكم نتمنى أن يمن الله علينا بمثل المنصور يجير صرخات النساء والأطفال التي ملأت أرجاء الأرض مستغيثة وما من نصير، فها هن نساء غزة تستغثن، ونساء سوريا تستغثن، ونساء ميانمار وكذلك أوزبكستان ،،،، وغيرها كثير من بلاد المسلمين، ولا مغيث ولا مجير، إن لسان حال هؤلاء الخلفاء كان يقول: بل الدم الدم، الهدم الهدم.


فكانوا يهدمون كل المعاهدات والمواثيق حين كانت دماء المسلمين تهدر، فلم يكونوا يتذرعون بكامب ديفيد أو تلك المعاهدات الخيانية التي ما زادت البلاد والعباد إلا دمارا وتقتيلا ....


ونعود الآن إلى سيرة الحاجب المنصور حيث يذكر أنه أثناء جهاده لفتح بلاد النصارى كان قد عبر مضيقا في الشمال بين جبلين، ونكاية فيه فقد نصب له النصارى كمينا كبيرا، فتركوه حتى عبر بكل جيشه وحين همّ بالرجوع وجد طريق العودة قد قطع عليه، ووجد المضيق وقد أغلق تماما بالجنود.


ما كان من أمر الحاجب المنصور إلا أن عاد مرة أخرى إلى الشمال واحتل مدينة من مدن النصارى هناك، ثم أخرج أهلها منها وعسكر هو فيها، ووزّع ديارها على جنده، وتحصّن وعاش فيها فترة، ثم اتخذها مركزا له يقود منه سير العمليات العسكرية، فأخذ يرسل منها السرايا إلى أطراف ممالك النصارى، ويأخذ الغنائم ويقتل المقاتلين من الرجال، ثم يأتي بهؤلاء المقاتلين ويرمي بجثثهم على المضيق الذي احتلّه النصارى ومنعوه من العودة منه.


وهنا ضج النصارى وذهبوا مغاضبين إلى قوادهم يعرضون عليهم أن يفتحوا له الباب حتى يعود إلى بلده مرة أخرى أو يجدوا حلا لهم في هذا الرجل، فاستجابوا لهم وعرضوا على الحاجب المنصور أن يخلوا بينه وبين طريق العودة ويعود من حيث أتى، ما كان من المنصور إلا أن رفض هذا العرض، ورد عليهم متهكما أنه كان يأتي إليهم كل عام مرتين، صيفا وشتاء، وأنه يريد هذه المرة أن يمكث بقية العام حتى يأتي موعد المرة الثانية، فيقوم بالصوائف والشواتي من مركزه في هذه البلاد بدلا من الذهاب إلى قرطبة ثم العودة منها ثانية.


لم يكن مفر أمام النصارى سوى أن يطلبوا منه الرجوع إلى بلده وله ما يريد، فاشترط عليهم الحاجب المنصور في سبيل موافقته على عرضهم، أن يفتحوا المضيق وأن لا يبقوا فيه نصرانيا واحدا، بل وأن يقوموا برفع جثثهم التي ألقاها المسلمون أمام المضيق، كما أمرهم أن يحملوا له جميع الغنائم إلى مقره في قرطبة، وبالفعل أجابوا إلى ذلك، وحملوا الغنائم التي حصّلها من بلادهم من ليون في الشمال حتى أوصلوها إلى قرطبة في الجنوب.


مقتديا بحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم لَا يَجْتَمِعُ عَلَى عَبْدٍ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدُخَانُ جَهَنَّمَ. رواه الترمذي وهو حديث حسن صحيح. فكان من عادة الحاجب المنصور رحمه الله في جهاده وبعد كل معركة أن ينفض ثوبه ويأخذ ما يخرج منه من غبار ويضعه في قارورة، ثم أمر في نهاية حياته أن تدفن معه هذه القارورة؛ وذلك حتى تشهد له يوم القيامة بجهاده ضد النصارى.


إلا أنه ومع كل هذه الحروب ومع كل هذا الجهاد، ورغم أنه غزا أربعا وخمسين غزوة ولم يهزم في واحدة منها قط، فلم يكن سمت حروب الحاجب المنصور سمتا إسلاميا مثل التي كانت في زمن عبد الرحمن الناصر أو الحكم بن عبد الرحمن الناصر، فقد كان الحاجب المنصور يخترق بلاد النصارى ويصل إلى عمقها، ويقتل منهم ثم يعود فقط محملا بالغنائم، ولم يكن من همه أبدا أن يضم هذه البلاد إلى بلاد المسلمين، أو أن يُعلّم أهلها الإسلام، أو أن ينشر الدعوة في هذه البلاد، فبقي الحال كما هو عليه، بل إن النصارى زادت في قلوبهم الحمية لدينهم والحقد على المسلمين.


كان أيضا من الجوانب الوضاءة في حياة محمد بن أبي عامر أو الحاجب المنصور بعد كونه مجاهدا من الطراز الأول اهتمامه الكبير بالجانب المادي والعمراني في البلاد، فقد أسس مدينة الزاهرة على أحسن ما يكون وزاد كثيرا في مساحة مسجد قرطبة، حتى أضاف إليه ضعف مساحته الأصلية، وكان يشتري هذه المساحات ممن يقطنون حول المسجد وذلك بالمبلغ الذي يرضونه.


وقد ذكر في ذلك أنه كانت هناك سيدة وحيدة تسكن في بيت فيه نخلة بجوار المسجد، وقد أبت هذه السيدة أن تبيع بيتها هذا إلا إذا أتى لها الحاجب المنصور بمنزل فيه نخلة كالذي تملكه، فأمر الحاجب المنصور بشراء بيت لها فيه نخلة كما أرادت حتى ولو أتى ذلك على بيت المال، ثم أضاف بيتها إلى حدود المسجد.


زاد الحاجب المنصور كثيرا في المسجد بعد ذلك، حتى أصبح ولفترة طويلة من الزمان أكبر من أي مسجد في العالم، وهو لا يزال إلى الآن موجودا في إسبانيا، ولكنه- وللأسف- قد حُوّل إلى كنيسة بعد سقوط الأندلس، ولا حول ولا قوة إلا بالله.


كان الأمر اللافت للنظر أيضا في حياة الحاجب المنصور أنه ورغم طول فترة حكمه التي امتدت من سنة ست وستين وثلاثمائة وحتى سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة لم توجد أي ثورات مطلقا، فلم تقم أي ثورة أو تمرد في عهده على طول البلاد واتساعها واختلاف أمزجتها.


فقد كان الحاجب المنصور رجلا قويا، محكِما للأمن والأمان في البلاد، كما كان عادلا جدا مع الرعية، ومما جاء في ذلك ما ترويه بعض الروايات من أنه جاءه يوما رجل بسيط من عامة الشعب، يبغي مظلمة عنده، وقال له إن لي مظلمة وإن القاضي لم ينصفني فيها، وحين سمع منه مظلمته أتى بالقاضي مستوضحا منه الأمر، وكيف أنه لم ينصف الرجل في مظلمته، فقال له القاضي إن مظلمته ليست عندي وإنما هي عند الوسيط، فأحضر الحاجب المنصور الوسيطَ وقال له اخلع ما عليك من الثياب يقصد ثياب التميز والحكم واخلع سيفك ثم اجلس هكذا كالرجل البسيط أمام القاضي، ثم قال للقاضي الآن انظر في أمرهما، فنظر القاضي في أمرهما وقال إن الحق مع هذا الرجل البسيط، وإن العقاب الذي أقضيه هو كذا وكذا على الوسيط، فما كان من الحاجب المنصور إلا أن قام بإنفاذ مظلمة الرجل، ثم قام إلى الوسيط فأقام عليه أضعاف الحد الذي كان قد أوقعه عليه القاضي، فتعجب القاضي وقال للمنصور يا سيدي، إنني لم آمر بكل هذه العقوبة، فقال الحاجب المنصور إنه ما فعل هذا إلا تقربا منا، ولذلك زدنا عليه الحد؛ ليعلم أن قربه منا لن يمكّنه من ظلم الرعيّة.


ننهي حلقتنا لهذا اليوم، وإلى حلقتنا القادمة نتحدث فيها عن الدولة العامرية، نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 


كتبته للإذاعة : ام سدين

إقرأ المزيد...

وماذا في جعبتكم أيضا ضد المرأة المسلمة يا أعداء الإسلام!

  • نشر في حول النظم الإسلامية
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1645 مرات

 

كانت المرأة المسلمة وما زالت هدفا للغرب وأعوانه ولكل من يحارب الإسلام، وتفنن في هذه الحرب وتعددت أساليبه وحِيَلُه، فرمى شباكه من كل نوع ولون.. وأعطاها أسماء متعددة جذابة، تكلم عن الجندرة وحقوق المرأة ومساواتها وحريتها.. خدعها بشعارات جوفاء وأعياد ما أنزل الله بها من سلطان مثل يوم المرأة العالمي.. نادى بسفورها وخروجها من بيتها غير محصنة بالدين ولا بالأخلاق.. فهو يريد المرأة المسلمة مثل المرأة الغربية، مجرد سلعة يستفيد منها وحين ينتهي منها يلفظها ويرميها حتى لو كانت أمه التي اهتمت به ورعته صغيراً.


وكانت الجمعيات والمراكز النسوية من أهم الوسائل التي دخل بها الغرب وموّلها لتنفيذ مخططاته هذه ضد المرأة المسلمة، هذه الجمعيات التي انتشرت كالنار في الهشيم في العالم الإسلامي والعربي حاملة لواء الدفاع عن المرأة وحقوقها مع أنها في حقيقتها تخدم المُمَوِّل وأهدافه الخبيثة الذي يسعى إلى تفكيك الأواصر المجتمعية والأسرية ليزداد تفرق أفرادها وتشرذمهم ليحول ذلك دون وحدتها ونهضتها. فهي تدس السم في العسل بالخدمات التي تقدمها مستخدمة أساليب متعددة لتنفيذ خططها الماكرة وبث سمومها بشعارات خادعة عن حقوق المرأة وتمكينها ومساواتها.. فهم يغرسون في عقلها أنها في الأصل عاملة وليست أمًّا وربة بيت، فلا تفكر بالزواج أو الأمومة قبل أن تحصل على الشهادة والوظيفة، وفي الوقت نفسه يشجعونها على التبرج والسفور والاختلاط بحجة الحرية الشخصية! فإلى ماذا يهدفون هنا غير نشر الفسق والفساد! وكذلك يريدونها، بما أطلقوا عليه مصطلح "التمكين" وعقدوا له الندوات والمؤتمرات، أن تتمرد وترفض قوامة الرجل وولايته عليها وتصوير ذلك أنه ذل وخنوع وظلم تستطيع الخلاص منه.. هذه الولاية التي بإلغائها تُباع المرأة وتشترى بأساليب براقة كاذبة مستغلة أن هناك هضمًا لبعض حقوقها نتيجة موروث اجتماعي بعيد عن الأحكام الشرعية التي أنصفتها وأعطتها حقوقها كاملة.. هذه الأحكام التي لو طبقت لكانت السياج الحامي لها من الظلم والاستغلال والتحرش التي تدعي تلك المراكز أنها تحمي النساء منها.


نعم.. إن تلك المراكز تعمل على تشويه أحكام الإسلام الخاصة بالنظام الاجتماعي، ومن أهم هذه الأحكام أن المرأة عرض يجب أن يصان.. فاختزلوا بتفكيرهم السطحي وأفقهم الضيق هذا الحكم إلى معنى "جسد يجب أن يغطى"، وادعوا أن في هذا إهانة لها ولإنسانيتها ولكرامتها وتعدّيًا على حريتها الشخصية! مع أنهم لو فكروا قليلا لوجدوا أن حشمتها وسترها لجسمها هو قمة الكرامة لها ولإنسانيتها، فنحن عندما نريد الحفاظ على الثمين والغالي نغطيه عن أعين الطامعين به.. وهذا واضح في قوله تعالى: ((وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))، وقول رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: «إن المرأة إن حاضت لم يصلح أن يُرى منها إلا وجهها وكفاها».. وحتى حين أوجب وجود محرم معها حين السفر مسيرة يوم وليلة في قوله صلى الله عليه وسلم: «لا يحلّ لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم» فهذا لحمايتها ورعايتها وليس عدم ثقة بها أو حجرًا على حريتها وراحتها أو تحكّمًا بها كما يدعي أعداء الإسلام.. وليس لأنها بلا عقل ولا مشاعر! أم أن هذه الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة غير مفهومة المعنى!


"عرض يجب أن يصان" يعني الأمن والأمان.. يعني الرعاية والعناية التي أمر رب العزة الرجل بها سواء أكان أبًا أم أخًا أم زوجًا أم ابنًا، وجعلها ملكة متوجة في بيتها لها عليهم حق النفقة واجبا وليس منَّة ولا تفضُّلا.. ولا يعني أن تُحبس في البيت أو يُنظر لها بدونية أو يُنظر لها فقط كجسد.. ولا يعني أن تُمنع من التعليم أو من العمل.. لا يعني أيا من المعاني السلبية التي يحاول أعداء الإسلام تضليل النساء بها..


"عرض" يعني حمايتها من الطامعين بها ومن الناظرين لها كجسد فقط يتاجر به.. وتجارة الجسد تتعدى المعنى المعروف له.. حيث يندرج أيضا تحت تلك التجارة مسابقات الجمال وعروض الأزياء التي تقاس قيمة المرأة فيها بمحيط خصرها وجمال شعرها وقدها الميّاس.. أم أنه ليس في هذا إهانة لعقلها ولإنسانيتها!


تجارة الجسد تعني وجودها في معظم الإعلانات التجارية بصورة تستغل أنوثتها وتجعلها مجرد وسيلة ترويجية للسلع بصورة مهينة.. فلا تظهر دعاية إلا وصورتها عليها.. فبالله عليكن يا من تحملن لواء الدفاع عن إنسانية المرأة وكرامتها: هل في هذا احترام لإنسانيتها أم استغلال لجسدها في تلك العروض! وهل اشتراط حسن المظهر والشكل والخضوع في القول لعدد من الوظائف هو احترام لعقلها أم اختزال لكفاءتها بجمال جسدها وفتنتها!


وتستغل تلك المراكز ما يسمى "جرائم الشرف" التي هي موروث اجتماعي لا علاقة للدين به لنشر سمومها.. فليس هناك حماية للقاتل وظلم للضحية كما تصوره تلك الجمعيات، فهي جريمة يشترك بها الطرفان وإن ثبتت يحاكم عليه الاثنان حسب الأحكام الشرعية في الإسلام. وهي ليست بظاهرة في العالم الإسلامي والعربي حتى تُسن لها الأقلام والألسن وتُعقد حولها الندوات والمؤتمرات.. بل هذا هو تنفيذ لخطة إعطاء الفتاة أو المرأة الحق بأن تفعل ما تشاء كيفما تشاء وقتما تشاء حتى لو كان في ذلك تجاوزٌ لأحكام الإسلام وتشريع رب العالمين بحجة الحقوق والحرية الشخصية... فالشرف ليس محصورا بجسد كما يدعون بل هو منظومة اجتماعية سلوكية أخلاقية أسرية يتم المحافظة فيها على المرأة وعرضها وكرامتها كإنسان وقارورة حث ديننا الحنيف على المحافظة عليها ورعايتها، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رفقا بالقوارير» مثلما حث على الحفاظ على حقوق كل فرد فيها.


وهناك من هذه الجمعيات من تدعي - خاصة في فلسطين - أنهن يعملن من أجل النضال والكفاح الوطني.. وأنهن يساعدن النساء على مقاومة الاحتلال وعلى الصمود.. وكأن هذا النضال يكون بما تقوم به تلك الجمعيات من مشاريع ظاهرها الرحمة وباطنها فيه العذاب والتي تفسد المرأة أكثر.. فمن خلالها تتمرد المرأة على أحكام الشرع التي هي أحكام رب العباد، وتعمل للتخلص من تلك الأحكام مثل حرمة الاختلاط والخلوة والسفور والتبرج.. وغير ذلك من أحكام تصورها على أنها قيود تكبلها وتمنعها من العمل ومن الكفاح وتحط من كرامتها وإنسانيتها.. هذه الكرامة والإنسانية التي ضمنها الإسلام لجميع رعايا الدولة مسلمات كنَّ أو نصرانيات والتاريخ مليء بأمثلة على هذا التكريم لمن يقرأ التاريخ الصحيح.. وإن النضال الحقيقي إنما يكون من أجل إرجاع تلك الحقوق بإعادة تحكيم شرع الله وتنفيذ أحكامه.


فاتقوا الله في أنفسكم وفي نساء المسلمين يا من تدعمون وتشجعون وتجمّلون أفعال تلك الجمعيات، فإن كنتم جاهلين مخدوعين فها نحن نبصّركم بذلك.. وإن كنتم تعرفون وتساعدون في ذلك فائذنوا بحرب من الله ورسوله..


((وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ))



كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم صهيب الشامي

 

 

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع