الأربعاء، 01 ربيع الأول 1446هـ| 2024/09/04م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

  فرعون مصر وفراعنة هذا العصر

  • نشر في سياسية
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 964 مرات

 

الحمد لله القائل في محكم التنزيل: { وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ} ، والقائل: { طسم * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ * نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ * إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }.

قصص قصَّها الله سبحانه وتعالى على أنبيائه ورسله, وجعلها معتبراً لعقول المؤمنين, وقلوب الصالحين, إن فرعون علا في الأرض, ولا تحسبَن أن فرعون قد مات وانقضى زمانه, وصار قصة وامَّحَى أوانه, إن فرعون موجودٌ في كل دهر, ويظهر في كل مصر, له أشياعٌ وأتباع, وأقوامٌ يطيعونه من دون الله .

نعم إن فرعون موجود في كل زمان وفي كل مكان, فلا تظـُنن أن فرعون قد مات ! إن الذي مات هو أمر الدين والعياذ بالله تبارك وتعالى في قلوب المسلمين, إلاَّ من رحم الله, ونسأل الله تعالى أن يُحييَ أمره, ويقويَ نبتته, ويطيل شجرته, حتى تنمو باسقة لتشق عنان السماء, فيستظل بها الصالحون, ويعيش في ظلالها المؤمنون .

أيها الناس ألا فلتعلموا أن الله سبحانه وتعالى جلت قدرته, وعلت منزلته, وعظمت جلالته, للكافرين بالمرصاد, وصدق الله: { إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ }. فرعون هذا الذي قال: { يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ * وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ}. أخزاه الله تعالى, وأخذ بناصيته إلى أعماق البحر, وأطعمه من الأوحال, فتغير بعد غطرستهِ وكِبرهِ الحال, وصار ذليلاً بعد عزةٍ كاذبة, مَهيناً بعد أن كان يخدمهُ الخدم, ويصلي له من لا عقل له, ومن لا دين له, ومن لا تدبير له. لقد أخزى الله تبارك وتعالى ذلك الفرعون وجنده, ونصر عليه موسى عليه السلام, ولكن نشأت فراعنة جدد, وفرعون العصر هي دولة البغي والكبر والغطرسة والربا والزنا, دولة أمريكا الفاجرة صاحبة العهر, محاربة الطهر في الدنيا, بَنـَت بيوتاً للربا, وبيوتاً للزنا, وبيوتاً للميسر. وبيوتاً للكفر تـُشرِّعُ فيها من دون الله, وبيوتا لمحاربة الله ورسوله عبر وسائل إعلامها, كان الزنا قبل أيامنا في سراديب تحت الأرض يختبىءُ فيها السـُّقاط ُهروباً من عيون الناس, لأنهم يسقطون في أوحال الفواحش, فأنى لهم أن يظهروا على وجه الأرض, ولكن في عهد الغطرسة الرأسمالية, وفرية الديمقراطية, وفكرة الحرية, صار العُريُ في الشوارع , والزنا على ناصية الطريق, والمهانة حدث ولا حرج , بل صار الزنا على رؤوس العمارات الشاهقة في أمكنة تسمى ــ الرووف ــ يلتقي فيها الزناة ليقضوا أوطارهم, حتى صار الزنا مفخرة, وصار الرجل يتفاخر بأنه قد زنا بهذه, وهذه, وتلك ! وكان الزاني في السابق يخزى ويندى جبينه, ويتوارى من الناس من سوء صنيعه .

أما اليوم: فهو الزير الذي لحقته النساء, يفخر بالزنا في عصر الحرية والديمقراطية, وتفخر النساء اللواتي يكشفن عوراتهن ورخصت أجسادهن  بأنهنَّ متطورات متقدمات متحررات ! بفعل الحرية والديمقراطية التي نشرتها أميركا وأوربا في عقول هذه الأمة, فانحرفوا وانجرفوا, ونسأل الله تعالى أن يطهرنا من رجس الديمقراطية وأوحالها, وأن يرجعنا لجادة الطريق, وأن يعرفنا بالله, وأمر الله, وشرع الله, حتى نستحق جنته, وننجوا من عقابه, لكن الله تعالى بالمرصاد, ولسوف يُطوح بكبرياء أمريكا كما طوَّح بفرعون وهامان وقارون وجنودهم أجمعين .

 إن أمريكا اليوم دولة العهر والزنا والربا, دولة الشذوذ الجنسي, دولة السحاق واللواط, الدولة التي أوجدت نقابات للشاذين جنسياً, واعتبرتهم أناساً عاديين, ينبغي أن يُحافظ على حقوقهم, وغزت عقول الناس جميعاً في العالم بحضارتها البائسة الفاسدة الكاذبة المهلكة. وجيشت جيشاً من أذنابها زينوا للناس سوء مبدئها وقبحَ نظامهما . يريد الله تعالى لها أن تنهار, وأن يلحقها الدمار, فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون ذلك عاجلاً قريبا. اللهم عجـِّل بانهزام أمريكا, وعجل بضياع أذنابها في بلادنا يا رب العالمين, اللهم اخزِ من شايعها واطفىء نوره, واطفىء ناره, وعجل بواره .

 

أيها الناس إن أمريكا دولة الربا الذي أعلن الله تعالى الحرب عليه فقال: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ} .نعم: حاربت أمريكا الله تعالى في شرعه ودينه, وقتلت نساء المسلمين, ورجال المسلمين, وأطفال المسلمين, واحتلت ديارَهُم, وانتهكت أعراضَهُم, وقالت جئنا لنصحح خطأ الرب ! الذي جعل النفط في بلاد العرب ولسان حاله ! لا بل لسان مقاله يقول: من هم هؤلاء العرب الأغبياء, هل هؤلاء يعرفون الصناعة, إذاً...! لماذا جعل الله النفط عند هؤلاء الأغبياء ونحن أهل العلم والعقل والصناعة, فقد غزونا الفضاء, ووطأنا بأقدامنا السماء! نحن جبابرة العصر, نحن الفراعنة, فهل غزى العرب الفضاء؟! لا..! فالعرب أهل نوق ٍوجـِمال, أهل صحارى وقفار, كيف يكون النفط ومعدن الحياة عندهم ؟! إذن..! لا بُدَّ أن نصحح خطأ الرب ! تعالى الله عما يقولون ويفترون علواً كبيرا.

أيها الناس: أترونَ أحداً في الدنيا تجرأ على الله جلَّ في عُلاه مثل هذه الدولة وأمثالها من دول الكفر, وأتباعها وأذنابها من عملاء المسلمين وأوباشِهم ؟! . إن أمريكا أقامت اقتصاداً عالمياً مبنياً على طباعة الأوراق والمستندات, هذه الأوراق لا تعبر عن حقيقة ثروة أمريكا, بل إن أمريكا تطبع الدولارات طباعة هكذا وتشتري ثروات الناس, وسلع الناس, وعقول الناس, وضمائر الناس, وحكامَهُم, وبلادَهم, وأرزاقـَهم, تطبع نقداً من غير غطاءٍ ذهبيٍّ, ولا فضيٍّ, وحينما أدرك ديغول لعبة أمريكا القذرة قال: لنيكسون عندي سبعة مليارات دولار أعطني بدلاً منها ذهباً, فقال نيكسون: لا ذهب عندي, تكفيك قوة الإقتصاد الأمريكي, وأردف قائلاً: نحن لا نعوض بالذهب ! قوتنا هي العِوَض, فأمريكا دولة حاربت نظام الله النقدي, وطبعت نظاماً ورقياً لا يُعبر عن ثروتها, فنظامها كاذب, وثروتها كاذبة, وملياراتـُها كاذبة, وهي اليوم تستجدي مجلس النواب, ومجلس الشيوخ, لتضخ سبعمائة مليار دولار في خزائن المصارف الفارغة التي انهارت, وبارت تجارتها, وانكشف عوارُها, وصدق الله العليُّ العظيم إذ يقول محذراً: { وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ}.

 

وإن النظام الإقتصادي الذي صنعته أمريكا نظام فاشل بائر, لأنه ليس نظاماً ربانياً, ولم يكن من عند الله أبداً, ونؤكد ما قلناه في السابق لكل المضبوعين بالأفكار الغربية والشرقية, أنه لا يثبت في الأرض إلاَّ ما نزل من السماء, ولا يقوم أمرُ الدنيا إلاَّ بكلمات الله, ولا يُصلحُ الناسَ إلاَّ أمرُ الله, أما شرائع الشيطان, وأفكار الزنادقة المُرابين الذين يَمُصُّون دماء الناس, ويسرقون أموالهم, ويهدرون كرامتهم, فإن نظامهم بإذن الله بائر, وأمرهم خاسر, فعَجِّل ِاللهُمَّ في بوارهم ودمارهم وضياعهم .

أيها ألإخوة العقلاء: بعد أن بينت الآيات الكريمات السالفة الذكر حال فرعون وتجبره لأمته, بيَّنَ الله تعقيباً في سورة القصص نفسها مَنـَّهُ وفضله على المؤمنين إذ يقول جل وعلا: { ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون } .

نعم: هذا ما كان من أمر فرعون ذاك الزمان, فانتظروا قريباً بإذن الله هلاك فراعنة هذا الزمان وزبانيتهم وقرب دمارهم, فإن القادم أعظم, وإن هذا لموطأ قدم لأمة الإسلام حتى تنطلق لتنفض الركام عن كاهلها, وتلفظ غباره, وتسارع لبناء أمر هذا الدين القويم, وإقامة حدود الله تبارك وتعالى, والخلاص من هؤلاء المفرطين المجرمين, من العملاء الجواسيس الذين يحكمون الأمة في مشارق الأرض ومغاربها, بالحديد والنار, وترويع الآمنين .

أيها المسلمون: لا تقنطوا من روح الله, فإنه لا ييأس من روح الله إلاَّ القوم الكافرون, وإن فرجَ الله آتٍ بإذن الله تبارك وتعالى. وإن نقمتـَه من الظالمين سُنـَّة ٌلا تتخلف. وصدق الله: { كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ }. كذَّبوا بآيات الله, فأخذهم الله بذنوبهم, سُنـَّة ٌمن الله لا تتخلف أبدا, إن الله ينتقم من كل ظالم متكبر, وإن الله لا يصلح عمل المفسدين, تعالى عن ذلك علوا كبيرا, لكنه يختبرنا فيرى ماذا نصنع, ويرى هل نوقن بنصره, أم نجزع, ويرى هل نبرأ من حولنا وقوتنا ونتكأ على حوله وقوته, أم نتعالى والعياذ بالله تعالى ؟!.

إن الفرج لآتٍ لا محالة, فلا يغرنكم الشيطان وحزبه, ولا تغرنكم قوته, ولا سطوته, ولا آلته الضخمة, ولا صواريخه, ولا أسلحته, فإن الله تعالى يحفظ جنده, وينصر أمته, وإذا أراد أن يحيي الميت أحياه, وإذا أراد أن يُميت الحي أماته, فاعتبروا يا أولي الأبصار, واعلموا أنه لا قوة إلاَّ قوته, ولا جبروت إلاَّ جبروته, فاتكؤوا على قوته, واعتصموا بحبله, والجؤوا إليه, وتوكلوا عليه, والتمسوا العون منه, ولا تنشغلوا بسفاسف الأمور فتـَضيعوا وتـُضيعوا, لا تنشغلوا بالخلافات هذا أحمرُ وهذا أسودَ, وهذا بُني, وذاك رمادي. قولوا لا إله إلاَّ الله تفلحوا, واعلموا أنكم أمة ٌمن دون الناس, أمة ُلا إله إلاَّ الله, محمدٌ رسول الله. والله تعالى يريدكم أمة َواحدة , ولا يريدكم شِيَعَاً مُتفرقين, فكونوا أمة ًواحدة ًكما أراد الله تبارك وتعالى, فإن اختلفتم في الأساليب فلا تباغضوا ولا تناجشوا ولا تنابزوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخواناً. ولا تقيلنَّ أقلامُكم بالكلام الفاحش البذيء, ولا بالطعن والسـِّباب, ولا بالبَرَارِ والتباب والبوار, ولا بالتكفير, ولا بالتشنيع, وإنما كونوا إخوة متحابين متناصحين حتى تحشروا في ظلال العرش خالدين, واعلموا أن من يطيلُ مِدادَ قلـَمِهِ في السفاسف والأمة في معركتها مع الكفر فإنه خائن لله, خائن لرسول الله, وخائن لأمته. واعلموا أن من ينشغل في تفريق الأمة, فإنه خارجَ إطار المعركة, ولن يشرفه الله بشرفها, بل سيعيش مذموماً مدحوراً, ملوماً محسوراً. اللهم جنبنا سفاسف الأمور, واجعلنا ممن يهتمُّ بمعاليها, وعظيم تاليها.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين سيدنا محمد الأمين, المبعوث رحمة للعالمين, ومن تبع هداه, وسلك خطاه, وسار على نهجه إلى يوم الدين .

 

بقلم : الداعي الى الله

إقرأ المزيد...

  الحديث السياسي   أوباما وشعار التغيير المزيف

  • نشر في سياسية
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1209 مرات

 

أحسّ صنّاع القرار في أميركا بالحاجة الماسّة لرفع شعار التغيير حتى ولو كان شعاراً كاذباً ومخادعاً، فالبلاد تغرق في أزمة مالية اقتصادية خانقة انتقلت تداعياتها القاتلة إلى شتى بقاع الأرض، وألحقت باقتصاديات مختلف دول العالم خسائر فادحة، سبقها فشل ذريع للسياسات الخارجية الأميركية التعسفية التي انتهجها المحافظون الجدد الذين هيمنوا على إدارة الرئيس بوش خلال الأعوام الثمانية الماضية، فشنوا الحروب الاستباقية في العراق وأفغانستان وجروا العالم معهم في مغامراتهم الفاشلة تلك، وجعلوا أميركا تنحي جانباً جميع القوى الكبرى الأخرى، محتكرة تصريف شؤون العالم بمفردها، تقوده قيادة أحادية القطبية، فأثارت بنهجها هذا مشاعر الحنق والغضب والاستياء لدى حلفاء أميركا وأصدقائها أكثر مما أثارتها لدى خصومها وأعدائها.

    لقد دمّرت تلك السياسات العنجهية آخر ما تبقى لأميركا من مصداقية في علاقاتها الخارجية عند هؤلاء، وزعزعت في داخلهم كل ما بقي لديهم من ثقة في قدرة أميركا على قيادة العالم، لذلك قرّر الأمريكان الإتيان باوباما رئيساً ليصلوا به ما انقطع من صلات مع الأسرة الدولية، وليعيدوا لأميركا هيبتها المفقودة عند الخصوم، واحترامها السابق لدى الحلفاء، وليقنعوا العالم ويوهموه في نفس الآن بأنّ ثمة تغيير في أميركا سيقع، وأنّ إصلاحاً حقيقياً سيظهر، وأنّ ما أفسدته إدارة بوش ستصلحه إدارة اوباما، وأنّ المستقبل سيكون وردياً وجميلاً للجميع ، وأنّ ما على العالم إلاّ أن يعيد ثقته التي اهتزت وتضعضعت بأميركا ، لينعم بقيادتها من جديد.

    إنّ الأيدي الخفية التي صنعت أوباما وأوصلته إلى سدة الحكم تريد بفعلها هذا بكل ببساطة إشعار العالم بأن أميركا ما زالت جديرة بالقيادة ، وأنّها ستواصل تحملها لمسئولياتها الدولية، بالرغم من التخبط والفشل الشديدين اللذين واكبا إدارتها السابقة، وبالرغم من الأزمات والنكبات التي ألحقتها تلك الإدارة بمختلف دول العالم وشعوبه.

  هذا من ناحية خارجية، وأمّا من ناحية داخلية فإنّ تلك الأيادي الشيطانية تريد من إيصال اوباما إلى البيت الأبيض إيهام الأميركيين الملونين المسحوقين بأنّ زمن التفرقة العنصرية قد ولّى، وأنّ عليهم أن يرضوا بمعيشتهم الضنكى، وان يقبلوا بنصيبهم البخس من الثروة الهائلة التي يستحوذ عليها المحظوظون من البيض الأنجلوسكسون، بحجة أنّ الذي يقف على رأس الهرم السياسي الأميركي هو واحد منهم، وبالتالي فلا داعي لأن يثوروا أو يتمردوا، وأن عليهم المزيد من الصبر والسلوان والاستسلام.

    فالتغيير المنشود بالنسبة لصنّاع القرار في أميركا ما هو في الواقع سوى تغيير شكلي وسطحي فقط، فهم أتوا بشخص أسود البشرة يحمل أفكار البيض العنصريين من الأنجلوسكسون واليهود وكأنّه واحد منهم، بل ربما تفوق عليهم في حمل ثقافتهم الاستعمارية الرأسمالية.

ومن يلاحظ كل البرامج والمقترحات التي قدّمها اوباما يجد أنها هي عينها التي توافق عليها أساطين الحزب الديمقراطي المخضرمين، والمدعومين من كبار ملاك الأموال، من الذين يستحوذون على كبريات الشركات الأميركية العملاقة.

  ولو ألقينا نظرة خاطفة على بعض آراء اوباما المتعلقة بالإسلام وبالقضية الفلسطينية على سبيل المثال، لوجدناها أكثر تطرفاً وعداءً من آراء بوش نفسه، فقد نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت جواباُ لاوباما على سؤال لأحد الصحفيين حول التخوف من أن تؤثر أصوله الإسلامية على تغيير موقفه لصالح العرب فقال: " إنني لست مسلماً، ولم أكن كذلك أبداً، لم أتعلم في أي مدرسة إسلامية، ولم أقسم على القرآن، وأنا ملتزم بالمسيحية، وكنت لأربع سنوات في مدرسة علمانية في إندونيسيا، وعندما أقسمت فعلت ذلك على كتاب العهد القديم".

  وبالنسبة لموقفه من دولة يهود قال:"سأجلب معي إلى البيت الأبيض التزاماً غير قابل للشك بأمن دولة إسرائيل والصداقة بيننا، وستبقى علاقات الولايات المتحدة وإسرائيل مغروسة في مصالح مشتركة وقيم مشتركة وصداقة عميقة بين الشعبين، وهذا وضع يدعمه إجماع يتعدى الأحزاب في الولايات المتحدة، وأنا فخور بأن أكون جزءاً منه". وقد أكد على موقفه هذا الداعم لدولة يهود بلا حدود، تصريحات أدلى بها زعماء من اليهود أنفسهم، فقالت تسيبي لفني وزيرة خارجية  الكيان اليهودي:"إن اوباما في اجتماعاته معي وافق على المبادئ الإسرائيلية فيما يتعلق بحل إقامة الدولتين شريطة تنازل الفلسطينيين عن حق العودة، وقال في ايباك وفي سديروت بان القدس عاصمة إسرائيل الأبدية".

    ومن جهة ثانية فاوباما نفسه قد تشدد في مواقفه من الحركات والدول التي تظهر - ولو شكلاً - عدم اعترافها بكيان يهود، أو التي تُقر بشرعية المقاومة - ولو لفظاً - فأكد على "ضرورة عزل حماس وحزب الله وسوريا طالما أنها لم تتخلى عن الإرهاب ولم تعترف بإسرائيل".

    فاوباما يجدد في كل مناسبة، ويُذكّر دوماً بالتزام "أميركا غير القابل للتفاوض بأمن دولة يهود". وما يدل على هذا العشق الأعمى لليهود الذي غمر اوباما تعيينه لرام بنيامين ايمانويل كبيراً لموظفي البيت الأبيض، والذي كان أبوه عضواً في العصابات الصهيونية المتطرفة كالأرغون واتسيل وليحي التي ارتكبت مذابح دير ياسين وغيرها من المذابح المعروفة ضد أهل فلسطين.

     وعداوة اوباما الشديدة هذه للمسلمين، جعلته يتبرأ وفي كل مناسبة، من أي صلة له بأصوله وجذوره الكينية الإسلامية، وقد ترجم هذه العداء ضد المسلمين مرة ثانية عملياً، عندما عيّن جو بايدن نائباً له، وهو المعروف بآرائه شديدة الكراهية ضد العالم الإسلامي، حيث أنه كان صاحب فكرة تقسيم العراق إلى ثلاثة كنتونات، وهو صاحب تقديم المشاريع المشروطة لدعم حكام باكستان العملاء  إذا حاربوا المجاهدين بكل جدية، ولو أدّى بهم الأمر إلى إقحام الجيش الباكستاني في حرب أهلية طاحنة مع القبليين.

     ومن هنا كان شعار التغيير الذي رفعه اوباما شعاراً مزيفاً، ويهدف فقط إلى تضميد الجراح التي أحدثتها إدارة بوش مع المجتمع الدولي. ولذلك كان من الجهالة أو النفاق تصديق كلام اوباما عن التغيير،  أو التعامل معه على أنّه يختلف عن سلفه بوش من قبل السياسيين أو العامة على حد سواء. فعيب على كل سياسي في العالم الإسلامي- سواء كان حاكماً أم غير ذلك - أن يرسل بتهانيه إلى أوباما بمناسبة فوزه في الانتخابات، وجريمة ما بعدها جريمة أن يظهر بعضهم استعداده للتفاوض معه بشروط معينة أو بدون شروط.

     إنّ أميركا هي عدوة المسلمين الأولى في هذا الزمان، فهي عدوة  لنا ولجميع الشعوب المقهورة، وعداء أميركا هذا هو عداء دولة وحكام، وعداء مجتمع ونظام، وبالتالي فلا يجوز لمسلم على وجه الأرض أن يواليها، أو ينافقها، أو يتعاطى مع مشاريعها الاستعمارية، لأنّها عدو حقيقي غاشم، والتعامل مع العدو الغاشم كأميركا لا يكون بالتزلف والمداهنة والعمالة، وإنما يكون بالقتال والصراع والنزال، وعلى كل مسلم القيام بفريضة مكافحتها ومواجهتها، والعمل بكل السبل الشرعية التي تؤدي إلى طرد نفوذها ووجودها كلياُ من ديار المسلمين، وذلك لا يكون إلاّ بإقامة الدولة الإسلامية الحقيقية، والجيش الإسلامي الحقيقي الذي يستطيع مقاومتها، ومنابذتها، وملاحقتها في عقر دارها، لإلحاق الهزيمة بها، وكفّ أذاها عن الشعوب المستضعفة.

إقرأ المزيد...

مع الحديث الشريف   إِنَّ النّاسَ إِذا رَأَوُا الْمُنْكَرَ...

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 913 مرات

 

قال الله تعالى:{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهْتَدَيْتُمْ إِلَى ٱللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }

 قَالَ ‏أَبُو بَكْرٍ ‏ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ في الحديث المشهور في السنن: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الْآيَةَ { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهْتَدَيْتُمْ إِلَى ٱللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } ‏وَإِنَّا سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَقُولُ:"‏إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الْمُنْكَرَ لَا يُغَيِّرُونَهُ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمْ اللَّهُ بِعِقَابِهِ )

قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: ( وفي الآية فوائد عظيمة:

أحدها: ألاّ يخاف المؤمن من الكفار والمنافقين فإنهم لن يضروه إذا كان مهتدياً.

الثاني:ألاّ يحزن عليهم ولا يجزع فإن معاصيهم لا تضره إذا اهتدى والحزن على ما لا يضر عبث وهذان المعنيان مذكوران في قوله تعالى:{وَٱصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِٱللَّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ}.

الثالث:ألاّ يركن إليهم ولا يمد عينه إلى ما أوتوه من السلطان والمال والشهوات.

الرابع: ألاّ يعتدي على أهل المعاصي بزيادة على المشروع في بغضهم أو ذمهم أو نهيهم أو هجرهم أو عقوبتهم فإن كثيراً من الآمرين الناهين قد يتعدّى حدود الله إما بجهل أو بظلم وهذا باب يجب التثبت فيه وسواء في ذلك الإنكار على الكفار والمنافقين والفاسقين والعاصين.

الخامس: أن يقوم بالأمر والنهي على الوجه المشروع من العلم والرفق والصبر وحُسن القصد وسلوك السبيل القصد.

هذه خمسة أوجه تُستفاد من الآية لمن هو مأمور بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) .

إن على كل من تَلبّس حمل الدعوة إلى الله أن يتفقه في أصول الدعوة وأصول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يأخذ تلك الأصول من كتاب الله عز وجل ومن سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يلتزم طريقة الرسول عليه الصلاة والسلام في حمل الدعوة ولا يحيد عنها لأنها وحي من الله تعالى تلك الطريقة التي فرضت التثقيف بعقيدة الإسلام وأحكامه، والتفاعل مع المجتمع بالصراع الفكري والكفاح السياسي وطلب النصرة لاستلام الحكم وإقامة حكم الله تعالى بوجود دولة الإسلام، فاللهم وفق العاملين على نهج نبيك لإقامة حكم الله في الأرض بإقامة الخلافة الثانية على منهاج النبوة.

إقرأ المزيد...

الجولة الإخبارية ليوم الاثنين 10 - 11- 2008

  • نشر في الجولة الإخبارية
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1053 مرات

 

العناوين:

  • دراسة أمنية أمريكية سرية تصف الوضع في أفغانستان بالحرج.
  • كوارث ونكبات اقتصادية تحل بالأردن بسبب خسائر الأسواق المالية.
  • الثروات الطبيعية الهائلة في الكونغو تلهب الصراع الدائر فيها بين أمريكا وأوروبا.
  • الركود الشديد في أمريكا يتسبب في موجة من ملايين العاطلين عن العمل.

 

 

الأنباء بالتفصيل:

 

 

نقلت وكالة CNN عن أجهزة أمنية أمريكية أنها أجمعت في دراسة سرية حديثة غير مكتملة عن سياسة واشنطن في أفغانستان أن الوضع هناك "حرج" بجانب تراجع الدعم الشعبي للقوات الدولية.

وقالت الوكالة إن "مسؤولي 24 جهازاً حكومياً من المشاركين في الدراسة أجمعوا على خطورة الوضع في أفغانستان"، ويُتوقع أن تخلص الدراسة في تقريرها إلى "ضرورة إرسال قوات إضافية مهمة لأفغانستان". ويخلص التقرير إلى "افتقار الولايات المتحدة لقوات كافية لزيادة حجم قواتها في أفغانستان على غرار ما فعلت في العراق".

ويبدو أن مشاكل أفغانستان والباكستان سوف تبقى التحدي الأبرز للإدارة الأمريكية المقبلة، ومن المؤكد أن قوات الاحتلال الأمريكية ستضطر تحت سياط ضربات المجاهدين في نهاية المطاف إلى الهروب من أفغانستان مذمومة مدحورة.

--------------------------------------------------

 

في جلسة عاصفة للبرلمان الأردني تحدث النواب عن الخسائر الجسيمة التي لحقت بالآلاف من الأردنيين الذين خسروا مدّخراتهم التي استثمروها في الشركات التي أضاعت أموالهم في أسواق المال.

وقدَّرت بعض الأوساط المطلعة حجم الأموال المستثمرة في تلك الأسواق بأنه يتعدى النصف مليار دينار أردني تعود لما يزيد عن مائة ألف أردني.

وادَّعى رئيس الوزراء الأردني نادر الذهبي أن الحكومة تمكنت من الحجز على نحو 120 مليون دينار ضمن قضايا جرائم اقتصادية ارتكبتها الشركات.

وهاجم العديد من الذين فقدوا مدَّخراتهم مكاتب الشركات المتسببة في الخسائر ورفعت قضايا لدى المحاكم ضد مديري تلك الشركات.

ووصفت النائبة ناريمان الروسان بعض المناطق في الأردن بأنها أصبحت مناطق (منكوبة) وقالت بأن "المجتمع الأردني تعرض لكارثة وطنية أودت بآلاف العائلات نحو الإفلاس".

هذه هي بعض الثمار المرة للنظام الرأسمالي الفاشل وأسواقه المالية في الأردن.

 

--------------------------------------------------

 

اتهم مسؤول حكومي في شرق الكونغو ويُدعى جوزيف موكيند كاكيز المتمردين بقيادة لوران نكوندا بأنهم "لا يوجدون في مكان يخلو من الثروات المعدنية".

وتقول صحيفة كريستيان ساينس مونيتور تحت عنوان (ثروات الكونغو تلهب الحرب): "إن الصراع حول الثروات الطبيعية هو الذي يغذي أساساً النزاع المندلع منذ سنوات في جمهورية الكونغو الديموقراطية".

وتصف الصحيفة الكونغو بأنه "يفترض أن يكون من أغنى بلدان العالم حيث تقدر ثرواته بحوالي 300 مليار دولار وتشمل أخشاب الغابات والذهب والماس والكوبالت والرصاص والقصديروالكولتان"، وتضيف الصحيفة قولها: "إن حوالي 80% من الاحتياطي العالمي المعروف من الكولتان وهو معدن أساسي في صناعة الهواتف المحمولة وألعاب الفيديو توجد في الكونغو".

وتدَّعي الصحيفة أن "العقوبات الأمريكية التي تمنع الشركات الكبرى من شراء الكولتان الكونغولي لم تفلح في حل المشكلة لأن تلك الإجراءات لا تؤثر على بيع الكولتان في رواندا المجاورة التي لا تنتج ذلك المعدن لكنه يدخل أراضيها من الكونغو".

وهكذا إذا عرف السبب بطل العجب فرواندا تابعة لأمريكا والعقوبات الأمريكية بحسب ادعاء الصحيفة الأمريكية فشلت في منع تهريب الكولتان إليها، وبمعنى آخر فأمريكا تمنع تهريب الكولتان إلى داخل الكونغو التابعة لأوروبا وتسمح بتهريبه إلى رواندا التابعة لها.

--------------------------------------------------

 

أظهرت الإحصائيات الأمريكية الجديدة أرقاماً مذهلة في أعداد العاطلين في سوق العمل الأمريكي حيث بلغ عددهم 10,5 مليون شخص فقدوا وظائفهم في غضون عام واحد، ونحو مليون عاطل فقدوا أعمالهم في الأشهر الثلاثة الأخيرة.

وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو: "إن أرقام البطالة تذكير صارخ بمدى أهمية مواصلة التركيز على استغلال الأدوات التي بحوزتنا الآن"، وأضافت: "نعرف ما هي المشكلات الرئيسية شح الائتمان وأسواق الاسكان".

وأما جون هيرمان أحد المسؤولين في هيرمان للاستشارات في نيويورك فقال: "إن البلاد في حالة ركود شديد وعلى الرئيس الجديد أن يقدم خطة لحفز الاقتصاد ويجب أن يُخصص لها مبلغ 500 بليون دولار".

إن كل المليارات التي يريدون توظيفها في إنعاش الاقتصاد الأمريكي لن تفلح في تحقيق ذلك الهدف لأن السوس قد نخر في جذع النظام نفسه

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع