الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

رسالة إلى المسلمين في العالم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

    أيها المسلمون: إن قضيتكم الأولى أي قضيتكم المصيرية، هي قضية الإسلام بإعادة الخلافة، وتطبيق شرع الله، وتوحيد المسلمين تحت راية خليفة واحد، وطرد الكفار الغزاة من بلادكم، وحمل الإسلام للعالم بالجهاد، وذلك لتحقيق جعل الدولة الإسلامية الدولة الأولى في العالم، والأمة الإسلامية خير أمة أخرجت للناس، وما قضاياكم أيها المسلمون مثل قضية فلسطين أو قضية كشمير، أو أفغانستان، أو العراق، أو الشيشان أو الصومال أو غيرها، إلا قضايا هامشية، ما كانت إلا من بعد أن هدم الكفار دولة الخلافة، وأبعدوا الإسلام عن المسرح السياسي، ومزقوا الأمة الإسلامية والبلاد الإسلامية إلى مزق صغيرة، وأوجدوا الفتن والعداوات بين هذه المزق، كي يسهل التحكم بها، وإحكام القبضة عليها، سياسيا وعسكريا، وثقافيا.

    أيها المسلمون: ضللكم الكفار، وضللكم حكامكم بأنكم ضعفاء لا تلوون على شيء، وأعداؤكم دول قوية برجالها، وبمالها، وبأسلحتها، وبعلومها، وصناعاتها، وبحضارتها، وما عليكم أيها المسلمون إلا الخنوع والخضوع لها، لأنها قدر مفروض عليكم ولا قبل عليكم بها. وإزاء ذلك قام الحكام العملاء بحروب مصطنعة فانهزموا عسكريا وسياسيا ومعنويا، فترك ذلك أثرا كبيرا عند المسلمين، ولولا أن المسلمين أمة حية بربها وبعقيدتها، وبدينها، وهي أمة قتال، وأمة كفاح ونضال، لأفناها الكفار عندما ظهروا عليها.

    أيها المسلمون: لا تنخدعوا بهذه التضليلات، فقد جربتم اليهود ورأيتموهم في القتال فهم جبناء وأهل مال، لا رجال قتال، وجربتم جيوش ثلاثين دولة كافرة في العراق وجيوش حلف الأطلسي في أفغانستان، يحاولون أن يستثمروا احتلالهم، ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك، ولن يتمكنوا من شدة ضربات فئة قليلة من أبناء المسلمين، فكيف لو قاتلتهم جيوش دولة أخلصت لربها ولأمتها وعلى رأسها خليفة يقاتل من ورائه ويتقى به. وجربتم قوة الروس في الشيشان، ومن قبلها في أفغانستان، عندما خرجوا منها تاركين معداتهم القتالية غنيمة للمسلمين، أذلاء صاغرين، وهم من أعظم جيوش العالم. فبسبب رخص حكامكم وتهالكهم على إرضاء دول الغرب الكافر، وإرضاء يهود، تقووا عليكم فأذلوكم وظهروا عليكم،  فلم يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة، فلا تستسلموا لهم، واطردوا اليأس من نفوسكم أيها المسلمون، وثقوا بربكم وبدينكم، يقول سبحانه: (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) واعلموا أن هؤلاء الكفار الذين اغتصبوا واحتلوا وقتلوا وشردوا،  سيصبحون بعون الله أثرا بعد عين، والعلامات تشير أن زمان هذا قد أطل،  وسيفتح المسلمون في قابل الايام روما، وسيبلغ ملك أمتكم مشارق الأرض ومغاربها، وسيبلغ حكم المسلمين ما بلغ الليل والنهار، إنكم أنتم الذين تستطيعون أن تنسوهم وساوس الشيطان، وعذاب الدنيا والآخرة، ويخزهم الله وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين،  ومفتاح ذلك أيها المسلمون،  هو إقامة الخلافة الراشدة،  فبلاد المسلمين هي بلاد المال والرجال،  وأرض المبدأ العظيم الإسلام العظيم، الذي به تحيا الأمم وتنقذ من الظلم والطغيان، ومن بلطجة أمريكا ورجس اليهود. إنكم قطب الرحى في هذة الدنيا، وبلادكم هي مسرح التجاذب والتنافس بين الدول الكافرة المستعمرة، لموقعها الاستراتيجي، وثرواتها الضخمة التي أنعم الله بها عليكم،  أيعرف الكفار عظمة خيراتكم ومواقعكم فيتنافسوا عليها، وأنتم تغمضون أعينكم عما وهبكم الله من نعمة وقوة وخيرية؟

    ألستم أنتم من فتح الفتوح، وجعل أقواما كثيرة تتخلى عن دينها وتتبع دينكم؟

    ألستم من قهر التتار، وأدخلتم بعضهم في الإسلام؟

    ألستم من قهر الصليبيين بعد أن بنوا الممالك والدول في بلادكم،  ثم بقتالكم اندحروا خزايا أذلاء؟

    ألستم خير أمة أخرجت للناس؟

    ألستم من حمل راية الإسلام وغرسها في القارات المعروفة آنذاك آسيا وأوروبا وأفريقيا؟ ونشرتم النور والهدى وأزلتم الجاهلية؟

    ألستم الأمة التي قهرت فارس والروم؟

   وأنتم أيها الجيوش: يا أحفاد خالد وصلاح الدين ومحمد الفاتح، إنكم أنتم فقط من يستطيع شفاء صدر الأمة من حكامها الذين كبلوها، وأذلوها وباعوها بثمن بخس للكافر الأجنبي لقاء كراسيهم.

   كيف لا تسمعوننا كلمتكم؟ والأمة تنتظرها، وتنتظر منكم دك عروش هؤلاء الحكام الظلمة وتحطيم رقابهم، تنتظر منكم عزة المنتصر، ولتسجل أعمالكم بحروف من النور في الدنيا والآخرة.

    أما آن لكم أن تشتاقوا إلى الجنة؟

    أما آن لكم أن تتطلعوا إلى عز الدنيا والآخرة؟

   ألا يهزكم ما يحدث في ديار المسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان وباكستان وغيرها، من تقتيل وبطش وإرهاب، ونهب للخيرات وفعل للمنكرات، وتمكين للكفار من رقاب المسلمين؟

   أيها الجيوش: لقد آن لكم أن تذبوا عن حياض أمتكم، (مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض، أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل).

    ألم تروا وتسمعوا بأم أعينكم رأس الكفر أمريكا وحليفتها الماكرة بريطانيا،  تدكّان بيوت المسلمين في أفغانستان والعراق؟

    ألم تروا وتسمعوا ما تقوم به عصابات الحكم في بلادكم من موالاة الكفار ضد المؤمنين؟

    ألم تقرأوا قول الله تعالى (انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون)؟

    أين أنتم من قضاياكم المصيرية، أين أنتم من التخلص من ربقة الكافر الذي يتسلط على رقاب المسلمين الذين يضعون أملهم فيكم؟

    أين أنتم من تحرير الأراضي الإسلامية التي يحتلها الكفار؟

    وأنتم يا شباب حزب التحرير،  إنكم محط أمل أمتكم، ومعقل رجائها، إذ لا يوجد من هو أولى منكم في التصدر لقيادة هذه الأمة الكريمة،  فأنتم تعملون لتحقيق أعظم غاية لهذه الأمة، استجابة لأمر الله جل وعلا، واتباعا لطريقة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم،  في سيره لبناء دولة الإسلام وتملكون وضوح الرؤية للمجتمع الاسلامي الذي تريدون إيجاده، ودولة الخلافة التي تعملون لإقامتها، ولأنظمة الإسلام وأحكامه التي تسعون لوضعها موضع التطبيق، فوطدوا أنفسكم على أن تنالوا هذا الشرف العظيم، ولتنجزوا اليوم مثل الذي أنجزه المهاجرون والأنصار وأبطال الإسلام العظام، ولتعلموا منزلتكم عند ربكم يوم القيامة، قال تعالى: (ومن يأتِ ربَه مؤمنا قد عمل الصالحات، فأولئك لهم الدرجات العلى، جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى).

    وختاما: اللهم فاستجب، اللهم إنا نسألك إيمانا لا يتزعزع، وشجاعة لا تلين، وإرادة لا تقهر، وعزما لا يفل، وأعصابا لا تضطرب، وفكرا لا ينضب، وقوة لا تضعف،  اللهم ثبتنا على دينك وعلى حمل دعوتك إلى أن نلقاك، وآزرنا بأقوياء المؤمنين وأتقياهم، وبمن يحملون معنا الدعوة وعبئها وهمها وعظم مسؤوليتها، اللهم هيئ لنا السند والحامي، والخليفة الراعي، الجُنة، الذي يقاتل من ورائه ويبقى به، اللهم مكنا من إقامة الخلافة الإسلامية ورفع رايتها وتطبيق الشريعة عليها، اللهم مكنا من إزالة انظمة الكفر، وحكام الكفر، من جميع بلاد المسلمين، اللهم مكنا من القضاء على يهود، وعلى كل هيمنة للدول الكافرة على أي بلد من بلاد المسلمين، ومكنا من توحيد البلاد في دولة الخلافة يا رب العالمين اللهم آمين،

    اللهم وتقبل منا صيامنا وتقبل منا صلاتنا وتقبل منا قيامنا، آمين آمين،

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كتبها للإذاعة: أبو الصادق

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع