بيان صحفي

الرصاص يقتنص الأرواح.. والحكومات ترقص على الجراح!

ذكرت وكالات الأنباء أن الطفلة ليلى الغندور 8 شهور استشهدت صباح يوم الثلاثاء شرق غزة بعد استنشاقها الغاز، وبذلك يرتفع عدد شهداء مسيرة (مليونية العودة) إلى 61 شهيدا بينهم 7 أطفال، و2800 جريح، غالبيتهم بالرصاص الحي والباقي بشظايا وإصابات بقنابل الغاز، إضافة لاستنشاق الغاز السام المسيل للدموع وذلك خلال قمع قوات كيان يهود للمسيرات التي انطلقت في مختلف المناطق شرقي قطاع غزة ضمن إحياء الذكرى الـ70 للنكبة، وتنديداً ورفضاً لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

كانت هذه المسيرات قد انطلقت في قطاع غزة يوم 30 آذار/مارس الماضي تزامنا مع ذكرى "يوم الأرض"، وسط مساعٍ حثيثة لتصفية قضية فلسطين وتثبيت وجود كيان يهود فيها والتطبيع معه حتى وصل الأمر إلى أن يحتفل هذا الكيان بذكرى إقامته في عواصم عربية، وأن تشارك وفود من الإمارات والبحرين في ماراثون احتفالا بالمناسبة نفسها، مع تجاهل وتنكّر لفلسطين ومأساتها واحتلالها، وفي تنفيذ معيب ومهين لبنود "صفقة القرن" وتسارع خطوات ترامب في تنفيذها تجسيدا لمشروع كيان يهود ممثلا بنتنياهو.

يجري هذا كله بمشاركة ومباركة من سلطة عباس التي تكرس الحصار على غزة، وتفاوض يهود والغرب بل تتنازل عما ليس من حقها... عباس وكعادته في ردود فعله على مجازر يهود بحق أهل غزة وفلسطين طلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث ما تشهده الأراضي الفلسطينية، ولتشكيل لجنة محايدة ومستقلة، للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها قوات يهود بحق الشعب الفلسطيني!!

وكذلك قرر "إعلان الإضراب الشامل وتنكيس (أعلام التفرقة) حدادا على الشهداء، الذين ارتقوا خلال مسيرات العودة دفاعا عن حقوقهم المشروعة في إقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ودفاعاً عن مقدساتهم الإسلامية والمسيحية، ورفضاً لإعلان ترامب وافتتاح السفارة الأمريكية في القدس، وعن حقهم في العودة إلى منازلهم وأرضهم التي هجروا منها"!! رئيس وزراء كيان يهود يقول بأن القدس هي عاصمة لكيانه المسخ إلى الأبد، وعباس يقسمها إلى شرقية وغربية!! ألا بئسا له ولقراراته...

وبينما كان رصاص جنود الاحتلال الغاشم يقتنص أرواح الشهداء في غزة، والأمهات والآباء الثكالى يودعون أبناءهم وفلذات أكبادهم، كانت حكومته بمباركة من جميع حكام بلاد المسلمين ترقص على دمائهم في احتفال افتتاح السفارة الأمريكية في القدس في حضور وفد أمريكي على رأسه ابنة الرئيس الأمريكي وزوجها مستشاره.

فيا أهلنا في فلسطين: إن كنتم ترون أن نقل السفارة إلى القدس يقهر النفوس، فإن وجود الأمة الإسلامية بلا كيان ودولة تطبق شرع الله وتحرر البلاد والعباد هو أكثر قهرا وإيلاما. فالقدس هي كما يافا وحيفا وتل الربيع محتلة أسيرة، وتحريرها ليس بالمفاوضات ولا بالتنازلات المتتالية ولا بحل الدولتين ولا حتى بالمسيرات، بل تحريرها يكون بوجود جيش منظم مسلح يقوده إمام وخليفة يقطع دابر يهود وأعوانهم.

أيها المسلمون في كل مكان: إن في بلاد المسلمين أكثر من عشرة ملايين جندي نظامي وعشرين ألف طائرة وخمسين ألف دبابة ومئات الملايين من قطع السلاح ومئات الملايين من المستعدين للتطوع لتحرير فلسطين لإرجاعها إلى المسلمين. وإن انقطع الأمل في الحكام والقادة، فلم ولن ينقطع في المخلصين من ضباط وجنود تلك الجيوش، فخاطبوهم وخاطبوا أهاليهم وعائلاتهم لتذكيرهم بواجبهم نحو أمتهم ودينهم، وغضب الله عليهم إن بقوا متفرجين منفذين لأوامر قادتهم وحكامهم المأجورين التابعين، ومتقاعسين عن تنفيذ أوامر الله. فإن فلسطين أمانة في أعناق جميع المسلمين، ولا يجوز خيانة هذه الأمانة أو التفريط بها، يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.

القسم النسائي

في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير