الثلاثاء، 24 محرّم 1446هـ| 2024/07/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
ولاية السودان

التاريخ الهجري    14 من رمــضان المبارك 1437هـ رقم الإصدار: ح/ت/س/ 43/ 2016
التاريخ الميلادي     الأحد, 19 حزيران/يونيو 2016 م

 

 

كلمة الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان في الإفطار

الذي أقامه حزب التحرير في مجمع الأسكلا السياحي

 

لقد أرسل الله سبحانه وتعالى نبيه محمداً ﷺ بالإسلام ديناً للبشرية جمعاء؛ وهو يشتمل على أنظمة الحياة كلها، عبادة وسياسة، حكماً واقتصاداً، وغيرها، وقد طبقها الحبيب المصطفى ﷺ عملياً، وبين أن الأمر من بعده خلافةٌ راشدةٌ، تحرس الدينَ، وتسوس الدنيا بأحكام رب العالمين، وظل الأمر كذلك قروناً حتى هدمت دولة الخلافة، ومزقت بلاد المسلمين، وحكمت من قبل الكافر المستعمر، وسيطرت أفكاره وثقافته، على عقول أبناء المسلمين حتى صاروا يرون الحق باطلاً، والباطل حقاً.

 

في خضم هذا الباطل المتلاطمة أمواجه، حمل حزب التحرير راية تحرير الأمة من أفكار وأنظمة الكفر، وظل يعمل مع الأمة لاستئناف الحياة الإسلامية؛ بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، حتى تعود للأمة وحدتها وهيبتها، وتعود لها القيادة والريادة على العالمين بما تملك من أفكار صحيحة، ومفاهيم راقية، وأنظمة حياة قادرة على حل جميع المشاكل استناداً إلى العقيدة الإسلامية. فكان لزاماً على كل مسلم، في أي موقع كان ووصلته دعوة حزب التحرير، أن يفكر في هذه الدعوة، وأن يعمل عقله فيها حتى يصل بفكره العميق المستنير إلى الحقيقة، فيتبناها ويعمل لها.

 

إن العمل لإقامة الخلافة؛ بالطريقة الشرعية، لاستئناف الحياة الإسلامية، هو فرض على جميع المسلمين - وليس على حزب التحرير وحده - يقول سبحانه وتعالى: ﴿فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ﴾، ويقول المصطفى ﷺ: «وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً» رواه مسلم. لذلك كان واجباً على كل مسلم أن يضع كل طاقاته وإمكاناته في خدمة قضية إعادة الإسلام إلى الحياة بإقامة الخلافة لينجو بنفسه من إثم الميتة الجاهلية، ولينهض بأمته.

 

إننا في حزب التحرير، نحمل مشروعاً عميقاً متكاملاً، على أساس عقيدة الإسلام، لننهض بالأمة الإسلامية، وإننا نضع كل تفاصيل هذا المشروع بين يدي أمتنا، لتدرسه وتحتضنه ليصل إلى سدة الحكم بالطريقة الشرعية.

 

إن هذا المشروع النهضوي هو فكر إسلامي، تنطبق أحكامه ومعالجاته على وقائع الحياة الجارية، فلنحرر عقولنا وقلوبنا، ولنقبل على دراسة هذا المشروع، ولنحذر من هذه الآفات الأربع:

 

أولاً: آفة التمسك ببعض المسلَّمات التي لا تقوم على أساس مقطوع بصحته؛ من علمانية وديمقراطية وغيرهما، يكون هذا التمسك سبباً في حجب الحقيقة، إننا ندعو هؤلاء الذين يضفون القداسة على أفكارهم غير المقدسة، أن يضعوا كل ما يحملون من فكر على طاولة البحث للوصول إلى الحقيقة.

 

ثانياً: آفة الآراء والأحكام المسبقة، التي تكونت بسبب انحرافات، أو ضعف بعض دعاة الإسلام، خاصة الذين وصلوا إلى سدة الحكم، حيث كوّنت هذه الآراء والأحكام المسبقة مواقف عدائية، في مواجهة حملة الدعوة إلى الإسلام، على هؤلاء أن يتخلصوا من عقدة الآراء والأحكام المسبقة، وأن يستمعوا إلى حزب التحرير، أو أن يقرأوا ما كتب، ويديروا نقاشاً هادئاً مع شباب حزب التحرير، الذين آلوا على أنفسهم أن يصلوا ناشد الحقيقة أينما كان مكانه.

 

ثالثاً: آفة ما يسمى بالحياد، حيث شاع أن الأصل في الإعلامي أنه محايد، وهذه فكرة خيالية، لأن الإنسان بطبعه يشكل موقفاً ورأياً في الأحداث والوقائع من حوله، سيما المسلم فالأصل أن يبني رأيه وموقفه على أساس عقيدته، لا على أساس أهوائه ومصالحه، ثم يتخذ الموقف تجاه هذه الأحداث بناء على ما تقرره عقيدته.

 

رابعاً: آفة الخلل في المقاييس حينما نحكم على صحة الفكر بمقارنته بفكر آخر، أو بالواقع الفاسد الذي هو موضع المعالجات لا مصدر المعالجات، والأصل أن يحاكم الفكر بمحاكمة أساسه الذي جاء منه، وانطباق هذا الفكر على واقع المشكلة، لذلك نجد من يحكم على صحة فكر حزب التحرير بمقارنته بأفكار الآخرين، أو حتى بفكر الغرب الكافر، لهؤلاء نقول إن هذا مقياس خاطئ، لأن صحة الفكرة تكون بالأساس، أي بالعقيدة التي صدرت عنها الفكرة، وبانطباق هذه الفكرة بوصفها معالجة على واقع المشكلة، فلا تحاكم الخلافة بالديمقراطية، وإنما تحاكم بوصفها جاءت من عقيدة الإسلام، لتحقق عبودية الله، باعتبارها معالجة مثلى لمشكلة الحكم.

 

إن حزب التحرير يطلب من الإعلاميين، ومن جميع المسلمين، ما طلبه سيدنا مصعب بن عمير من أسيد بن حضير، عندما جاءه يحمل حربته، وهو ما زال مشركاً يقول لمصعب الخير: (ما الذي جاء بك تسفه أحلامنا، وتشتم آلهتنا، وتضيع ضعفاءنا، اعتزلنا إن كنت في حاجة إلى نفسك، وإلا فاعتبر نفسك مقتولاً)، فرد عليه سيدنا مصعب بن عمير: (أوَتجلس فتسمع، فإن رضيت أمرنا قبلته، وإن كرهته كففنا عنك ما تكره)، فقال أسيد بن حضير، وقد كان عاقلاً لبيباً: (لقد أنصفت).

 

أيها الإعلاميون والضيوف الكرام:  إن حزب التحرير يخاطبكم أن اجلسوا واسمعوا، فإن رضيتم أمرنا، فالواجب في أعناقكم عظيم، وإن كرهتموه كففنا عنكم ما تكرهون، وفي هذه الحالة تلزمكم الحجة المبرئة للذمة أمام الله سبحانه وتعالى، فهلا وجدنا عقولاً منصفة وآذاناً صاغية؟!

إن الواجب على كل إعلامي، يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، أن يكون قلمه سيفاً في وجه الباطل، ولسانه ينطق بالحق والحقيقة، لا يخاف في الله لومة لائم، فالعمل الإعلامي مثله مثل العمل السياسي، لا مكان فيه لخائف أو جبان، كيف لا وهي التي تسمى مهنة المتاعب، إذ هي مهنة تقتضي التضحية من أجل الحق.

 

ختاماً، ندعوكم جميعاً لدراسة مشروع حزب التحرير النهضوي، وهو مشروع تفصيلي في الحكم والاقتصاد والاجتماع والتعليم والسياسة الخارجية؛ والذي نعتبره ليس مشروعاً خاصاً بحزب التحرير، وإنما هو مشروع الأمة، الذي يجب أن يعمل له كل مسلم. وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام والأعمال الصالحات.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

 

 

إبراهيم عثمان (أبو خليل)

الناطق الرسمي لحزب التحرير

في ولاية السودان

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية السودان
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
الخرطوم شرق- عمارة الوقف الطابق الأرضي -شارع 21 اكتوبر- غرب شارع المك نمر
تلفون: 0912240143- 0912377707
www.hi.zat.one
E-Mail: [email protected]

2 تعليقات

  • Khadija
    Khadija الإثنين، 20 حزيران/يونيو 2016م 04:02 تعليق

    بارك الله بكم . ونسأله تعالى أن يَمُنَّ علينا بقيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة .

  • إبتهال
    إبتهال الإثنين، 20 حزيران/يونيو 2016م 03:42 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم، في ميزان حسناتكم إن شاء الله

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع