الجمعة، 04 ربيع الأول 1446هـ| 2024/09/06م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
ولاية السودان

التاريخ الهجري    14 من ربيع الثاني 1438هـ رقم الإصدار: ح/ت/س/ 18/ 1438
التاريخ الميلادي     الخميس, 12 كانون الثاني/يناير 2017 م

 

 

بيان صحفي

 

تفلُّت المجتمع والزي الفاضح

 

يضبطه إقامة شرع الله بين الناس، لا الخطابات الجوفاء!

 

قال الرئيس البشير إن الأزياء النسائية أصبحت مهدِّداً للمجتمع بالانفلات، موجهاً بتصنيع الملابس المحتشمة، ومنتقداً الأزياء النسائية الفاضحة! قائلاً إن الأزياء النسائية قد أصبحت تمثل هاجساً وقلقاً للأسر السودانية، ووجه مصانع النسيج بأن تضطلع بدور أكبر في ترقية الذوق العام... جاء ذلك لدى مخاطبته حفل افتتاح المبنى الجديد لمصنع سور للملبوسات العسكرية بالمنطقة الصناعية ببحري صباح الأحد 2017/1/8م.

 

كان يمكن أن يكون هذا الكلام مقبولاً لو جاء من خطيب يدغدغ مشاعر الناس، أو مذيع يقدم برنامجاً فيأسر الناس بأسلوبه، أو معلم في مدرسة يشرح لطلابه، أو أمام مسجد يصور للناس واقعاً فيأسى على ضياع خُلُق وقيم، ولكن أن يكون هذا الخطاب من رئيسٍ وحاكم يعرف أس الداء وسبب البلاء دون أن يأمر باستئصاله ومنعه، فهذا ما لا يكون مقبولاً!

 

لا يُقبل من الرئيس أن  يتحدث بوصفه رئيساً عن أمرٍ بهذه الخطورة، يهدد خُلُق الناس، ويؤدي إلى تفلت المجتمع، ثم لا يتخذ الإجراء الشرعي؛ لأن الأصل في الحاكم أن يكون راعياً، والراعي ينفذ، ولا يصرح ثم يصمت، ولا يتباكى على التقصير في أمور واجبة عليه سيُسأل عنها يوم القيامة، ولا جدال أن الرئيس في يده أن يأمر اليوم ولن يتأخر الناس في الطاعة لو كان حريصاً على تطبيق الحكم الشرعي، ولكن في الحقيقة ليس هذا من أولويات هذا النظام، ولا من أولويات حكومته؛ النظام الذي ينادي رأسه بدولة ديمقراطية حديثة؛ حيث صرح البشير أمام البرلمان يوم الاثنين 2016/10/3م قائلاً: (الحوار مشروع لبناء دولة ديمقراطية حديثة)، وحتى لا ينسى البعض أن الحوار الذي ركز على مسألة الحرية الشخصية ما هو إلا إملاءات أمريكية، وقد بيَّنا ذلك مراراً، والمعلوم أن الحرية عندما تطلق في الغرب لا يُراد بها ضد العبودية فقط، وإنما هي فكرة غربية تعني أن يتحرر الإنسان من كل قيد، وأن لا يلتزم بالأحكام الشرعية، ولعل ما نشاهده من تفسخ أخلاقي، وفجور، وانحلال، ما هو إلا نتاج طبيعي لما يسمى بالحرية الشخصية، ولا أحد يجادل أحداً في أن ما أوصلت إليه الحرية الشخصية الإنسان في الغرب هو السوء بعينه، وواقع الحال يغني عن السؤال.

 

إنَّ الإسلام قد حسم مسألة الزي الشرعي وبيَّنَ تفاصيله بشكل راقٍ في الفقه الإسلامي، وقد جاءت الآيات والأحاديث تشير إلى هذا الأمر المهم، قول الله تعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ﴾ [النور: 31]، وقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الأحزاب: 59]

 

وقد رُوىَ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ e قَالَ: «إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتِ الْمَحِيضَ لَا يَصْلُحُ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلَّا هَذَا وَهَذَا»، وَأَشَارَ إِلَى كَفِّهِ وَوَجْهِهِ. الآداب للبيهقي.

 

فعلى الرئيس أن يكون جاداً في كلامه، فيلتزم بتطبيق الإسلام وإقامة الخلافة، وهو قادر على ذلك، وسيعينه على ذلك رجال لا تلهيهم تجارة، ولا بيع عن ذكر الله، لا تأخذهم في الله لومة لائم، يواصلون ليلهم بنهارهم لإقامة حكم الله وتطبيقه بين العباد؛ ابتغاء وجه الله الواحد الأحد، ومن أجل عيشٍ كريمٍ في الدنيا، ورضوان من الله أكبر في الآخرة، وهذا الذي يدعو إليه حزب التحرير؛ إقامة الخلافة على منهاج النبوة، التي هي حكم الله ووعده، وبشرى رسوله عليه الصلاة والسلام، فبها ينضبط سلوك المجتمع، وترتقي أخلاق العباد، لأن الدولة الإسلامية قيّمة على أخلاق الناس، حامية لهم، لذا تعمل على نشر أفكار الإسلام وأحكامه، فتؤثر في مفاهيمهم، لتسمو بهم من علي إلى أعلى؛ لأن مفاهيم الإنسان تحدده سلوكه، فلنلفظ الديمقراطية وأفكارها النتنة مثل الحرية وما شابهها، ولنُقبِل على نظام الخلافة المتميز في كل شيء؛ في التشريع والتطبيق، وفي علاج الأزمات، لإرضاء رب السماوات.

 

 

إبراهيم عثمان (أبو خليل)

الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية السودان
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
الخرطوم شرق- عمارة الوقف الطابق الأرضي -شارع 21 اكتوبر- غرب شارع المك نمر
تلفون: 0912240143- 0912377707
www.hizb-ut-tahrir.info
E-Mail: [email protected]

1 تعليق

  • omraya
    omraya الجمعة، 13 كانون الثاني/يناير 2017م 14:57 تعليق

    جزاكم الله خيرا و بارك جهودكم

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع