- الموافق
- 2 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر
حياكم الله احبتنا الكرام، يتجدد اللقاء معكم وبرنامجنا مع الحديث الشريف، وخير ما نبدأ به حلقتنا تحية الإسلام، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في صحيح مسلم- كِتَاب الْإِيمَانِ- باب الْحَثِّ عَلَى إِكْرَامِ الْجَارِ وَالضَّيْفِ وَلُزُومِ الصَّمْتِ إِلَّا عَنْ الْخَيْرِ
حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ.
قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ: يُقَالُ: صَمَتَ يَصْمُتُ بِضَمِّ الْمِيمِ صَمْتًا وَصُمُوتًا وَصُمَاتًا أَيْ سَكَتَ.
قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ رَحِمَهُ اللَّهُ: مَعْنَى الْحَدِيثِ أَنَّ مَنِ الْتَزَمَ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ لَزِمَهُ إِكْرَامُ جَارِهِ وَضَيْفِهِ، وَبِرِّهِمَا. وَكُلُّ ذَلِكَ تَعْرِيفٌ بِحَقِّ الْجَارِ، وَحَثٌّ عَلَى حِفْظِهِ. وَالضِّيَافَةُ مِنْ آدَابِ الْإِسْلَامِ، وَخُلُقِ النَّبِيِّينَ وَالصَّالِحِينَ.
وَأَمَّا قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ) فَمَعْنَاهُ أَنَّهُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَكَلَّمَ فَإِنْ كَانَ مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ خَيْرًا مُحَقَّقًا يُثَابُ عَلَيْهِ، وَاجِبًا أَوْ مَنْدُوبًا فَلْيَتَكَلَّمْ. وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}
وَقَدْ أَخَذَ الْإِمَامُ الشَّافِعِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَعْنَى الْحَدِيثِ فَقَالَ: إِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَكَلَّمَ فَلْيُفَكِّرْ; فَإِنْ ظَهَرَ لَهُ أَنَّهُ لَا ضَرَرَ عَلَيْهِ تَكَلَّمَ، وَإِنْ ظَهَرَ لَهُ فِيهِ ضَرَرٌ، أَوْ شَكَّ فِيهِ أَمْسَكَ.
إن هذا الحديث فيه الحث على عديد من الصفات التي يجب أن يتصف بها المسلم، وليس المقصود من الحديث نفي مطلق الإيمان عمّن لم يأت بهذه الأخلاق والخصال المذكورة ، إنما أريد به المبالغة في الحث على المسارعة في الامتثال لهذه الأوامر.
فإكرام الضيف من مكارم الأخلاق ومتممات الإيمان، وإيذاء الجار من الكبائر، والالتزام بالصمت خير إن كان لا يؤجر الكلام صاحبه...
فالله نسأل أن يكرمنا بهذه الصفات وأن يجعلنا نبراسا ننير الطريق لغيرنا بتطبيق شرعة ربنا، اللهم آمين
احتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم ومع حديث نبوي آخر، نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبته للإذاعة
عفراء تراب
وسائط
2 تعليقات
-
اللهمّ ارحمنا بالخلافة الرّاشدة الثّانية على منهاج النبوّة التي تزلزل أركان الطّواغيت وتسعد البشريّة جمعاء...
-
جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم