- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
علماء السوء وتثبيطهم للأمة
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَت: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَكُونُ اخْتِلافٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ، فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ، فَيَأْتِيهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، فَيُخْرِجُونَهُ وَهُوَ كَارِهٌ، فَيُبَايعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ». رواه ابن حبان برقم 6912.
في الحديث إشارة بل رسالة واضحة إلى من يثبطون الأمة بدعوتهم إلى الاكتفاء بالصلاة والصيام وببعض العبادات دون العمل لإعادة حكم الله في الأرض؛ فالمهدي قادم بزعمهم والحياة ستتغير للأفضل، وأحاديث المهدي صحيحة، ونسوا هؤلاء أو تناسوا أن هذه الأحاديث مجرد إخبار، وأن العمل لإعادة الإسلام مطبقا في الأرض هو فرض دل عليه الكتاب والسنة والإجماع والقياس، فالحديث الذي بين أيدينا يبين لنا أن المهدي يأتي في زمن تكون الخلافة الثانية فيه قائمة، «يَكُونُ اخْتِلافٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ، فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ».
إن هؤلاء الذين عملوا على تثبيط الأمة من خلال استغلال أحاديث المهدي ودعوة الناس إلى التهيؤ لاستقباله والترحيب به، وترك أي عمل سياسي لتغيير واقع الأمة الأليم آثمون إن علموا ولم يعملوا، وقد أثيرت قضية المهدي في هذا الزمان واستبان الناس واقعها ولم تعد تخفى إلا على بعض العوام، فلا عذر لعلماء الأمة بسكوتهم عن البيان، فكيف إذا قام نفر منهم بدعوة الناس إلى الانتظار بدل الانتصار، وإلى الأمل بدل العمل؟
اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
كتبه للإذاعة: أبو مريم