الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع الحديث الشريف - رسالة إلى من لم يعدل

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مع الحديث الشريف

رسالة إلى من لم يعدل

 

 

    نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

   عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذَا كَانَ عِنْدَ الرَّجُلِ امْرَأَتَانِ فَلَمْ يَعْدِلْ بَيْنَهُمَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشِقُّهُ سَاقِطٌ». رواه الترمذي برقم 1141

 

أيها المستمعون الكرام:

 

   إنه العدل الذي جاءت به الشرائع كلها، وأكدت عليه شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، بنصوص صريحة، ذلك لأن العدل أعظم شيء بعد التوحيد، فالسماوات والأرض وما فيها، والحساب والجنة والنار كلها قائمة على العدل، قال تعالى:- (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ).

 

أيها المسلمون:

 

   لما كان للعدل هذا الشأن العظيم، فقد جاءت أحكامه شاملة كل الخلائق، فطلبت من الرجل أن يعدل إن كان له أكثر من زوج، إذ بدون العدل لن تستقر لهم حياة، ولن تصفو قلوبهم لبعضهم، ولن يشعر البيت بالأمن، فلا حقوق ولا مودة، ولا ذرية صالحة ولا رحمة بدون العدل، هذا في الدنيا أما في الآخرة فيأتي وشقّه مائل، فالجزاء من جنس العمل. وإذا كانت هذه حال من لم يعدل بين أزواجه، فكيف بمن لم يعدل بين الأمة؟ بل كيف بمن يتآمر على أمة الحبيب صلى الله عليه وسلم؟ كيف بمن يسلم خير أمة أخرجت للناس لأعدائها؟ ماذا أعددتم يا حكام تركيا ومصر والحجاز؟ ماذا أعددتم جميعا للقاء ربكم يوم القيامة؟ بماذا ستلقونه؟ برؤوس مقطوعة أم بمؤامرات أهلكت الزرع والنسل؟ أم بجثث مبعثرة في الدنيا مجتمعة يوم القيامة لتشهد على ظلمكم؟ أم بظلم وكفر وفسوق وكذب ونفاق؟ هذا صنيعكم في الدنيا، فأين ستذهبون من عدل الله يوم القيامة؟

 

   اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

 

                                                                            كتبه للإذاعة: أبو مريم

  

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع