الإثنين، 10 رمضان 1446هـ| 2025/03/10م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
إعلان الجمهورية في سوريا يُعَدُّ خيانةً للثورة الإسلامية!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إعلان الجمهورية في سوريا يُعَدُّ خيانةً للثورة الإسلامية!

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

أحمد الشرع، الذي قام بأول زيارة خارجية له إلى السعودية بعد توليه رئاسة سوريا، أدلى بتصريحات مهمة حول مستقبل سوريا تتماشى مع الخريطة السياسية التي ظل يتبعها، وذلك في مقابلة مع تلفزيون سوريا. متعهداً بتعزيز اقتصاد السوق الحرة وتوفير التسهيلات الاستثمارية، وقال الشرع: "سوريا دولة ستحافظ على وضعها الطبيعي، وسيكون نظام الحكم فيها جمهورياً يشمل برلماناً وهيئة تنفيذية وسلطات تعمل بتعاون فيما بينها" على حد تعبيره. (وكالات)

 

التعليق:

 

أحمد الشرع خيب آمال الشعب السوري والمجاهدين الصادقين بتصريحاته، وذلك عقب العملية العسكرية التي أُطلقت بعد أن طالب أهل إدلب بإعادة فتح الجبهات على مدار سنوات، والتي أدت إلى هروب الطاغية بشار الأسد إلى روسيا في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024. كما أنه لا يزال يُرضي الكفار الغربيين، لا سيما أمريكا، ومعاونيهم المحليين في المنطقة.

 

أحمد الشرع، الذي أعلن العفو عن بقايا النظام بمجرد توليه الحكم ودعا الشعب إلى السلام والمصالحة قائلاً إنهم لن يتصرفوا بدافع الانتقام، يحاول بكل الطرق التأكد من عدم ربط اسم الثورة السورية بالإسلام. وكل مسلم يتابع سياساته بعقلانية يرى أنه يتصرف كما لو كان مسؤولاً أمام الغرب والنظام الدولي، وليس أمام الشعب السوري. سبحان الله!

 

أحمد الشرع لا يذكر الأحكام والحلول الإسلامية في أي من خطاباته، وكأنه يخجل من الإسلام! يتحدث كما لو أن العقيدة والنظام الإسلامي غير قادرين على توحيد الشعب السوري وحكمه بالعدل، وكأن دين الله لا يقدم رؤية للتنمية! وبذلك يُذل نفسه والثورة السورية معاً. ومهما كان التفسير المطروح، فإنه يعني التنازل والاستسلام! ماذا يعني أن نرغب في السلام مع كيان يهود عندما هاجم سوريا، ودمر كل قواها العسكرية، ووسع احتلاله لمرتفعات الجولان؟! لقد صاح الشعب السوري لمدة 13 عاماً بأنه يريد الشريعة والخلافة، ودفع ثمناً باهظاً مقابل ذلك، بينما قاتل المجاهدون من جميع أنحاء العالم في هذا الطريق؛ فما المقصود بقوله "ستصبح سوريا جمهورية عربية"؟

 

ماذا يعني التخلي عن راية التوحيد واعتماد راية سايكس بيكو؟ إن هذا الفعل يعكس تحولاً رمزياً من التمسك بالوحدة الإسلامية إلى قبول حدود وضعتها اتفاقيات استعمارية، واستسلاماً لتركة الاستعمار وابتعاداً عن الأصول الإسلامية. وماذا تعني تهنئة رئيس أمريكا، العدو اللدود للإسلام والمسلمين، والذي يدعم روسيا وإيران، أكبر المؤيدين لبشار الأسد، ويمنح تركيا دوراً في حرف مسار الثورة، ويقول إنه يعتقد بأنه سيجلب السلام والاستقرار للشرق الأوسط؟ إن ذلك يدل على التغاضي عن الدعم الأجنبي الذي ساهم في معاناة الشعب السوري. وماذا يعني استخدام عبارات مثل "الحكومة الشاملة" و"الدولة المدنية" باستمرار للإيحاء والالتزام أمام وسائل الإعلام الغربية بأنهم يعتنقون الديمقراطية؟ يشير هذا إلى محاولة لتقديم نفسه كمؤيد لمفاهيم الحكم الغربية، ما قد يُنظر إليه على أنه تجاهل لمبادئ الحكم الإسلامي الذي يركز على العدالة والمساواة. فأين الإسلام في هذا؟! وأين المجد في هذا؟! وأين الرؤية السياسية في هذا؟! هل سترضي هذه التصريحات حقاً الغربيين الذين لا يمكن إرضاؤهم إلا باتباع مساراتهم كما أوضح الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم﴾.

 

إن التنازل يؤدي إلى تنازل آخر. مرة واحدة يُرتكب فيها الحرام، فتصبح المرة الثانية أسهل على القلب. سيهمس الشيطان بأنه لا يوجد سبيل آخر سوى التدخل بين الكافرين، قائلاً "الظروف تجبر على ذلك". لكن في النهاية، سيجبر هؤلاء الكافرون المسلمين على توجيه الأسلحة نحو إخوانهم مقابل دعمهم. فعلى سبيل المثال، يظهر اغتيال المجاهدين في سوريا بالضبط هذا الوضع. ستوجه هذه الاغتيالات نحو الذين يعارضون تحول سوريا إلى جمهورية عربية علمانية تحت ذريعة "محاربة الإرهاب"، ومن هم ليسوا راضين عن السلام مع يهود، والذين يذكرون بثوابت الثورة ويطالبون بإقامة الخلافة في سوريا.

 

قال أحمد الشرع: "نفضنا عن كاهل الشام غبار الذل والهوان". إن كلماته بهذا الشكل لن تغير هذه الحقيقة، فلا توجد دلائل تفيد بأن الكفاح الإسلامي سينتهي بعد الإطاحة بالطغاة. ولكن هناك العديد من الأدلة القاطعة التي تُظهر أن الانحياز للكافرين، والدخول في هياكلهم الفكرية والسياسية، وجعل الكافرين أولياء من دون المؤمنين سيتسبب في خسارتهم في هذه الدنيا وفي الآخرة! يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.

 

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يمنح القوة والحكمة لأهل سوريا والمجاهدين الصادقين لحماية الثورة من الخيانات والمكائد، وأن يعين جميع المسلمين على تطبيق الشريعة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد أمين يلدريم

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع