- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
حرب أمريكا وكيان يهود على إيران
صمت الحكام وخنوع المرشد!
الخبر:
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق كامل بين كيان يهود وإيران على وقف إطلاق نار شامل، وعبر منصته تروث سوشيال، قال ترامب: (تهانينا للجميع، فقد تم الاتفاق بشكل كامل بين إسرائيل وإيران على وقف إطلاق نار كامل وشامل، ومنعنا حرباً كانت ستمتد سنوات). وأشاد ترامب بالطرفين وهنأهما على امتلاكهما القدرة على التحمل والشجاعة والذكاء لإنهاء الحرب. وختم رسالته بالدعاء قائلاً: (حفظ الله إسرائيل وإيران، أوقفنا حرباً مدمرة للمنطقة).
في السياق، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول مطلع، أن رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ضمن موافقة طهران على مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار مع كيان يهود خلال اتصال هاتفي مع مسؤولين إيرانيين بعد الهجمات الإيرانية على قاعدة العديد الجوية في قطر. كما نقلت رويترز عن مسؤول إيراني كبير، قوله إن "طهران توافق على وقف إطلاق النار مع تل أبيب بوساطة قطرية واقتراح أمريكي".
التعليق:
شهدت الساحة السياسية مشهداً مؤسفاً تمثل في إعلان أمريكا وكيان يهود الحرب على إيران. تخلل هذه الحرب قتل وتدمير وانتهاك صارخ لكل الأعراف والقوانين الدولية. وبعد إنجاز مهمتهما، أعلنا وقف إطلاق النار من جانب واحد، وقبلت إيران بهذا الإعلان، متجرعةً مرارة الهزيمة دون اعتراض أو تلكؤ.
هذا المشهد السياسي الواضح للعيان لا يحتاج إلى كثير من الشرح لوصف مرارته. لقد نصبت أمريكا نفسها ملكاً على العالم، وخاصة البلاد الإسلامية، ورأت أن تعيد ترتيبه بما يضمن مصالحها وأمن كيان يهود. وقد أطلقت يد كيان يهود لتزيل أي عقبة، حتى لو كانت بسيطة ولا تهدد الخطط الأمريكية في المنطقة. وعلى الرغم من أن إيران وأذرعها في المنطقة لم تكن عائقاً أمام المشروع الأمريكي، فإن الوجه الجديد الذي تريده أمريكا للمنطقة يقتضي تغيير الوجوه القديمة، حتى لو كانت خاضعة وخادمة لها. لذلك، تمت تصفية معظم القادة العسكريين المحافظين أو "الصقور" في النظام الإيراني، وتصفية العديد من علماء الفيزياء النووية، بالإضافة إلى تدمير المفاعلات النووية الثلاثة وكثير من المواقع الاستراتيجية العسكرية والاقتصادية، بما في ذلك المنشآت النفطية في البلاد.
لم يكن هذا التغول من جانب أمريكا وذراعها في المنطقة، كيان يهود، مفاجئاً، فهؤلاء متعطشون لدماء المسلمين، ولم يرتووا بعد منها، ولن يرتووا أبدا، لكن ما يدعو للخزي هو رد فعل حكام إيران وحكام المسلمين في المنطقة. فقد انصاع حكام إيران، وعلى رأسهم خامنئي، لأمر الرئيس الأمريكي الذي دمر بلادهم ورمّل نساءهم ويتم أطفالهم. قَبِلوا بوقف إطلاق النار فوراً، وكأن بلادهم هي من بدأت الحرب واعتدت على أمريكا وكيان يهود، وليس العكس! وهذا يدل على أن عشرات القادة العسكريين الإيرانيين الذين اغتالهم يهود قد هانوا على خامنئي، كما هان عليه قاسم سليماني من قبل وقادة حزبه في لبنان، بالإضافة إلى هوان أكثر من سبعين ألف شهيد في فلسطين، الذين شكّل لهم فيلقاً أطلق عليه كذبا اسم "فيلق القدس"، وهو الفيلق الذي لم يطلق طلقة واحدة باتجاه القدس!
والموقف المخزي أيضاً هو موقف دول المنطقة وجيوشها التي حظرت الطيران في أجوائها أمام الطيران المدني، بينما تركتها مباحة أمام طيران كيان يهود وأمريكا، التي تقصف وتقتل ثم تعود بأمان وسلام. راحوا يراقبون هذه الجرائم في بلد الجوار وكأن الأمر لا يعنيهم، في دلالة واضحة على أنهم لا يقلون خيانة وخذلاناً عن حكام إيران. وهم ينتظرون دورهم إلى المذبح. قاتلهم الله من حكام ضرار، قيدوا الجيوش ومنعوها من نصرة إخوانهم في إيران وفلسطين، وينتظرون الدائرة لتدور على بلاد المسلمين الأخرى، من باكستان وتركيا وسائر بلاد المسلمين.
يجب على الأمة الإسلامية وجيوشها أن تتدارك أمرها قبل فوات الأوان. وينبغي عليها التخلص من الحكام العملاء الذين يحكمون بلادنا ويمكّنون الكافر المستعمر من التحكم في مقدراتنا وسلب قوتنا النووية والعسكرية والاقتصادية. ويجب أن تتوجه جميع الجهود المخلصة نحو الإطاحة بهؤلاء الرويبضات والعمل الجاد مع حزب التحرير؛ فهو الحزب السياسي القادر على الحكم بما أنزل الله، والقادر على قيادة الأمة وجيوشها في معارك النصر والتمكين، كمعارك بدر الكبرى وحطين وعين جالوت. فإن لم تتكاتف جهود المخلصين في الأمة والضباط الأوفياء في جيوشها بإعطائهم النصرة لحزب التحرير لإقامة الخلافة على منهاج النبوة، فإن المستقبل في ظل أمريكا سيكون أسوأ مما كانت عليه البلاد الإسلامية في ظل هولاكو اللعين.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال المهاجر – ولاية باكستان