الجمعة، 07 جمادى الثانية 1447هـ| 2025/11/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
حلفاء الخذلان والدماء

بسم الله الرحمن الرحيم

 

حلفاء الخذلان والدماء

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

يقول مشرّع: إنّ مكالمة ترامب مع الزعيم السعودي كانت "صادمة" (نيويورك تايمز)

 

التعليق:

 

يكشف تجدُّد الجدل في واشنطن حول مكالمة تلفونية عام 2019، لا تزال سرّية، بين ترامب وابن سلمان، مرةً أخرى، يكشف التناقضات العميقة التي تكمن في جوهر الادّعاءات الغربية بدعم حرية الصحافة. ​​فقد طالب يوجين فيندمان، المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي، بنشر نصّ المكالمة، واصفاً محتواها بالصادم، ومشيراً إلى احتمال وجود صفقة تبادل. وقد جاءت تلك المكالمة بعد أشهر فقط من جريمة القتل الوحشية للصحفي جمال خاشقجي، وهي جريمة خلصت الاستخبارات الأمريكية إلى أنّ ابن سلمان قد وافق عليها.

 

هذا الأسبوع، كشفت تصريحات ترامب العلنية مجدداً أن المساءلة في الغرب يُضحى بها كلما هدّدت السلطة أو المصالح الاستراتيجية. وعندما سُئل في المكتب البيضاوي عن سبب وجوب ثقة الأمريكيين بابن سلمان، مشيراً إلى نتائج الاستخبارات الأمريكية التي تُورّطه في مقتل خاشقجي، رفض ترامب هذا القلق تماماً. وادّعى أنّ ولي العهد لم يكن يعلم شيئاً عن جريمة القتل، وتجاهل الأمر برمته بتعليق مرعب: "الأمور تحدث"! وبهذا، فإن الخطاب المتغطرس لحقوق الإنسان وحرية الصحافة يبدو أجوف.

 

لعقود من الزمن، دعمت أمريكا ديكتاتوريين مثل مبارك والقذافي وبن علي وعائلة الأسد، ليس لأنهم حافظوا على حقوق الإنسان، بل لأنهم ضمنوا للغرب الوصول إلى الموارد والأسواق والنفوذ الجيوسياسي. فقط عندما أصبحت هذه الأنظمة عبئاً، أعاد القادة الغربيون إحياء خطابهم عن الديمقراطية وحقوق الإنسان! إنه مجرد تمثيل، وليس مبدأ.

 

كل هذا يتقارب في استنتاج وحشي مفاده أن دماء المسلمين لا قيمة لها إلا عندما تتوافق مع المصالح الغربية. بالنسبة للغرب، حرية الصحافة سراب. فلم يكن مقتل خاشقجي نقطة تحول، بل كان رمزاً لنفاق أعمق. وإنّ دفاع ترامب الشّرس عن ابن سلمان، وتصريحه بأن "الأمور تحدث"، وهجماته على الصحافة ليست ساخرة فحسب، بل هي كاشفة فاضحة أيضاً. فعندما تُهدِّد محاسبة صحفي مقتول نفوذاً اقتصادياً أو سياسياً، يصمت التصفيق لحرية الصحافة. ​​وهذا هو النفاق المتأصّل في القيم الديمقراطية التي يدّعي الغرب التمسك بها. فكل قيمة وسلطة أخلاقية ومبادئ يدّعون التمسك بها قد انكشفت بأنها كذبة مسمومة، لحظة تهديدها لمصالحهم.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

هيثم بن ثبيت

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في أمريكا

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع