خبر وتعليق الكاباس أما آن لهذا المسلسل أن ينتهي؟ ألا يكفي استنزافا لطاقة الشباب؟
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
\n
أكّد الناطق الرسمي باسم وزارة التربية مختار الخلفاوي في تصريح لإذاعة جوهرة أف أم يوم الأحد 2015/5/10 أن دورة 2015 للمناظرة الخارجية بالاختبارات لانتداب أساتذة المدارس الابتدائية وأساتذة التعليم الثانوي قد مرت في ظروف إيجابية وطيبة. وقد اجتاز المناظرة 166 ألف و145 مترشح...
\n
\n
التعليق:
\n
بعملية حسابية بسيطة يكون مدخول البلاد من هذه المناظرة ما يقارب 2.492.175 دينار تونسي إذا علمنا أن معلوم الطابع الجبائي 15 د.ت.
\n
يتبادر إلى الذهن سؤال ملحّ: أين تذهب هذه الأموال؟ وبأيّ وجه حق تُنهب وتُنتزع من مساكين عاطلين، البعض منهم لا تجد عائلته ثمن رغيف الخبز، إن هذه المعاليم التي تدفع لاجتياز هذه المناظرات ما هي إلا عبء يضاف إلى الأعباء التي تثقل كاهل الأسرة على جميع المستويات (المادي والمعنوي). فمن الممتحنين من تجاوز سنُّه الأربعين ومنهم من يمتحن للمرة العشرين. مع العلم أن نسبة النجاح ضئيلة جدا ولا يخفى على أحد الطرق المشبوهة التي تحقق النجاح لمن أسعفتهم الجيوب أو المناصب، وخير دليل على ذلك أن اختبارات بعض الاختصاصات كانت فيها الأسئلة ناقصة ولم يتم جلبها إلا بعد مرور وقت لا يستهان به من زمن الامتحان وكان سحب الأوراق في الوقت دون اعتبار للخطأ الخارج عن نطاق الممتحن...
\n
وحتى من يكون النجاح حليفه تبقى المعاناة تلازمه بسبب هذه القوانين الجائرة. فهذا الناجح يبقى ما يقارب ستة أشهر دون أن يتقاضى أجرا مع العلم أنه يتم تعيينه خارج ولايته وهذا ما يدفع ببعض الأسر إلى التداين لتلبية حاجيات أبنائها من كراء وتنفل ولوازم أخرى لا تخفى على أحد. إذن هل من الممكن أن نقول أن النجاح اليوم قد يعوض صبر السنين وخسارة المال والآمال؟ لا والله فحتى طعم النجاح في ظل هذه القوانين وهذه الأنظمة صار مرّاً.
\n
ينقضي سن العطاء والشباب يبحث عن عمل ثم وفي مرحلة متأخّرة إن فاز به ماذا سيقدم؟... ونحن نرى خيرات البلاد تُنهب وأراضيها تُوهب إلى أعداء الأمة بعمالة من حكام باعوا البلاد في سوق المستثمرين وبتعلاّت عدة لا تنطلي على شباب انتفض من أجل الكرامة. نظام جباية زاد الفقير فقرا والجائع جوعا... شعب يرزح تحت وطأة الجوع وخيراته تُسلب ويعاني البطالة والشركات الأجنبية في بلاده ما فتئت تضيف الربح على الأرباح... لن يصلح حال هذه البلاد ولا غيرها من بلاد المسلمين ما لم يقم فيها حكم الإسلام وتحكيم شرع الرحمن حتى تكون دولة رعاية وليست دولة جباية حيث يكون الفرد في المجتمع له عمله البنّاء في دولة تحقق للناس العزّ والعيش الكريم.
\n
\n
\n
\n
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عائشة بن عمر - تونس