خبر وتعليق يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
\n
وجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون نداءً لوقف العدوان على اليمن، مشيراً إلى أنه يبحث عن وسيط (يمكنه التوجه فوراً) إلى المنطقة.
\n
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية أمس الجمعة، عن بان كي مون قوله خلال عشاء عمل على هامش اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن (أوجه نداء إلى كل أطراف النزاع من أجل وقف فوري لإطلاق النار في اليمن )، مؤكداً بالقول أن اليمن (يشتعل).
\n
وأضاف أن (عملية السلام الدبلوماسية التي تدعمها الأمم المتحدة، هي السبيل الأفضل من أجل الخروج من النزاع المستمر منذ فترة طويلة، وينطوي على نتائج مخيفة للاستقرار الإقليمي)، حسب صحيفة اليمن اليوم الصادرة يوم السبت 18 نيسان/أبريل 2015م العدد (1013).
\n
\n
التعليق:
\n
لقد تم إنشاء الأمم المتحدة لرعاية مصالح الدول العظمى وبالذات مصالح أمريكا لكونها المتفردة بالقوة والهيمنة في العالم، وليس كما تدعيه زوراً من أنها وجدت لرعاية مصالح أعضائها جميعاً أو العمل على تحقيق العدل والطمأنينة والسلام في العالم، وأكبر دليل على كذب وتضليل هذه المنظمة قضية فلسطين والبوسنة والهرسك وما تلاها من قضايا حديثة كأفغانستان ولبنان والعراق وسوريا وليبيا واليمن.
\n
إن المدقق في ما يحدث من قضايا وبالذات في بلاد المسلمين يجد بصمات هذه المنظمة في إدارة الصراعات المسلحة وتوجيه أطرافها بما يخدم مصالح المؤثرين في سياستها وما نراه في اليمن خير دليل على ذلك، فمنظمة الأمم المتحدة هي التي أعطت الشرعية لأمريكا في دخول اليمن لمزاحمة بريطانيا صاحبة النفوذ هناك باسم مكافحة الإرهاب وقتل المدنيين بطائراتهم بدون طيار ثم توالت الأحداث حتى وصل الحال إلى ما هو عليه اليوم.
\n
لقد حاولت أمريكا دخول اليمن وبسط نفوذها عليه منذ وقت بعيد حينما دعمت جمعية الضباط الأحرار الذين قاموا بثورة سبتمبر 1962م، وأرادت دخول اليمن عن طريق مصر أيام جمال عبد الناصر ولكنها فشلت، ثم حاولت مجدداً عن طريق إيران بدعم الحوثي في الشمال والحراك في الجنوب ولكنها أيضاً لم تحقق ما كانت تطمح إليه، وها هي محاولتها الأخيرة عن طريق السعودية تحت مسمى عاصفة الحزم لضرب قوات صالح المسلحة لإضعافه.
\n
وهنا تأتي محاولات الأمم المتحدة لمساعدة أمريكا وذلك بتغيير جمال بن عمر المبعوث الخاص لبان كي مون الذي لم يحقق ما تصبو إليه أمريكا واستبدال الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد به لعله يفلح في مهمته، وما دعوة بان كي مون لأطراف النزاع بوقف إطلاق النار وتعالي وتيرة ضربات التحالف وكذلك تلويحه بنتائج مخيفة للاستقرار الإقليمي في حالة استمرار النزاع، كل ذلك تسريع للحل السياسي والجلوس على طاولة المفاوضات ووقف هرولة الحوثي وتوالي ضعفه وفقدانه قوته.
\n
إن الركون إلى الذين ظلموا من العصاة حرام شرعاً فكيف بالمسلمين اليوم وقد ركنوا إلى الذين كفروا في حل مشاكلهم قال تعالى ﴿وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ﴾ [هود: 113]، كما أن الاستعانة بالكفار فيه تسلط على المسلمين، وقد نهى الله عن ذلك، قال تعالى:
\n
\n
﴿وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾ [النساء: 141]، ومنظمة الأمم المتحدة من منظمات الكفر والإلحاد التي تعمل في العالم لتحقيق مصالح الكافر المستعمر التي حرم الله علينا التعامل معها، كما أن هذه المنظمة تعمل على إثارة الأزمات والحروب عن طريق ما يسمى بالمبعوث الخاص للأمين العام ويمارس سلطاته تحت غطاء الشرعية الدولية، فكيف ينتظر العالم الخلاص ممن يشعل فتيل الحرب إلا متى ما أراد أن يختمها لصالحه؟!
\n
إن الواجب على المسلمين أن يعملوا على إقامة دولتهم دولة الخلافة على منهاج النبوة التي تجمعهم في كيان واحد وتطبق عليهم أحكام وأنظمة عقيدتهم الإسلامية بدل اللهث وراء سراب وزيف الحضارة الغربية العفنة التي لم تحمل إلينا إلا الدمار والخراب، وأن نحمل إليهم رسالة الإسلام نور وهداية ورحمة لينعم العالم أجمع بالأمن والعدل والسعادة.
\n
\n
\n
\n
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله القاضي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن