الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تطرف هندوسي في الهند وإعلام عربي يلهي الشعوب

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الخبر:

 

عثرت شرطة مانيبور على جثمان الأخ محمد حاسمت علي، 55 عاما مدير المدرسة القرآنية وقد ظهرت على جثته آثار الضرب الذي تعرض له من قبل العصابات البوذية بعد أن اتهم بسرقة بقرة (النيويورك تايمز 4/11/2015). وقد سبق هذا الخبر نشر النيويورك تايمز في افتتاحيتها بتاريخ 3/11/2015 عرضا لتأثير تزايد التطرف والعنصرية على الاستقرار الاقتصادي في الهند ونوهت لتحذير شخصيات اقتصادية من مغبّة الاضطهاد الممارس ضدّ الأقليّات وأثره السلبي على الطفرة الاقتصادية التي تشهدها الهند. ومن ضمن ما ذكرته الافتتاحية الخبر المنشور في الإكونومست بتاريخ 19/10/2015عن إعادة 40 مثقفاً هندياً لجوائز الأكاديمية الوطنية للأدب بسبب تقاعس الأكاديمية في التصدّي للتطرّف الهندوسي.

 

التعليق:

 

لم تكن هذه الحوادث والاحتجاجات هي الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة ولم يعد بالإمكان إخفاء الحقد الهندوسي، خصوصا مع تصاعد حالات الاعتداء على المسلمين وخاصة من يشتبه فيه أكل لحم البقر أو التعرض للأبقار بسوء. وانتشرت الحوادث الدموية مثل جريمة شهر تشرين الأول/أكتوبر على أطراف دلهي في حق مسلم قتلته الغوغاء بدم بارد لأنه ذبح بقرة بغرض أكل لحمها. وبعد انتشار الخبر وشعور المسلمين بالهلع لم يعقب الزعيم الهندي بردة فعل تتناسب مع الحدث بل ساير المنظمات المتطرفة التي تطالب بحظر عام لاستهلاك لحوم الأبقار وتشريع قوانين لحمايتها وتسليح الهندوس وإنشاء وطن قومي لهم.

 

لا حول ولا قوة إلا بالله.. هذا حال المسلمين في الهند، يعيشون بين فكّي رأسمالية علمانية تهدر حقوق وكرامة الإنسان وهندوسية متطرّفة تقدس الخرافة وتبيح قتل الإنسان من أجل الحفاظ على قدسيّة الأبقار والأوثان.

 

لقد تجاوزت جريمة النظام الهندي التغاضي عن التحريض ومعاداة المسلمين ليصبح شريكا فعليا في الجريمة. وهذا أمر متوقع فقد لمع نجم ناريندرا مودي زعيم حزب بهارتيا جانتا الهندوسي المتطرف بعدما خضّب يديه بدماء أكثر من ألف مسلم في أحداث إقليم كوجورات في 2002، إنه نظام تغذّى على الطائفية وحصل على قاعدة شعبيته ووصل للحكم عبر معاداة المسلمين فالتف حوله الهندوس المتطرفون واحتمى به تحت غطاء نظام علماني صوري.

 

تصارع الهند اليوم للحفاظ على مظهر أكبر ديمقراطية في العالم، وتتباهى بإنجازات الدولة الشّابة ذات الاقتصاد النّامي والقدرات النووية ولكنها فشلت في إخفاء صورة مجتمع منقسم على نفسه تسيطر عليه الكراهيّة والعنصرية والطائفية والطبقية. تغلغل التطرّف في الدولة ومؤسساتها وأطلقت المجموعات الهندوسية حملات لتطهير الهند من المسلمين ووصل الأمر لمحاربة مجرّد متابعة الهندوس لأفلام بوليوود التي يظهر فيها مسلمون.

 

هذا هو الحال في الهند وهذا حال المسلمين فيها، أمّا في بلادنا فالصورة تتغيّر في المرايا المحدبة والمقعرة وتُنقل بشكل بارد خال من أي تفاعل.. والمسلمون لا بواكي لهم!

 

إن الإعلام يتجاهل معاناة المسلمين الذين يتعرضون لخطاب كراهية ينكر حقهم في أرض فتحت بدماء أجدادهم وحكمها المسلمون لقرون طوال. وليت الأمر اقتصر على هذا الحد ووقف عند التقصير في حقّ الإخوة في الله!! بل إننا نشهد اليوم - في ظل إعلام فاقد للهوية مبتلى بالتبعية والتسطيح - غزو الدراما الهندية لبيوتنا، دراما تنشر مفاهيم وقيماً دخيلة، تدغدغ المشاعر وتفسد الذوق وتسوق عبادة ما لا يضرّ ولا ينفع في ثوب استعراضي جذّاب. أيريدون أن يعتاد الطفل على تقديس الإله "شيفا" إله الدّمار عند الهندوس ويساوي بين عيد الفطر وعيد الألوان عندهم "الديفالي" ويألف التقرّب للأوثان وتتداخل عنده المفاهيم؟ إنّها ليست دراما كغيرها فهي تضيف على عبادة الأوثان الرّومانسية والتمدّن وتجمّلها في أعين الناس، تدقّ على وتر حسّاس في أجواء عامّة معادية للإسلام تنعته بالتطرّف والإرهاب وتحارب الالتزام بالشّريعة.

 

إنّه عبث ممنهج يهدف إلى دس السّمّ في الدّسم وتمييع القضايا في نظر المسلم.

 

لا شكّ أنّ طرح الإعلام المغيّب في بلادنا للدراما الهندية في هذا التوقيت وبهذا الزّخم هو استفزاز للأمة وأشبه بابتعاث أوثان هبل واللّات ومناة وتزيينها في كبرى الميادين وعلى عيون الأشهاد. والمفارقة الحقيقية هي أنّ الأمة تسعى للرقيّ الفكريّ وإعلامنا يعيدنا لعصر الأوثان!

 

﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ[الحجر: 92-93]

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

هدى محمد (أم يحيى)

 

 

آخر تعديل علىالأحد, 06 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع