- الموافق
- 3 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الوصاية الدولية على جنوب السودان... استعمار قبيح مفضوح!!!
الخبر:
نشرت صحيفة الفاينانشال تايمز، اقتراح المبعوث الأمريكي الأسبق إلى السودان وجنوب السودان، السفير برينستون ليمان في مقاله المشترك مع كيت الميكوست مديرة مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية، بإنشاء إدارة مشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي تتولى حكم (دولة) جنوب السودان، لمدة تترواح بين (10-15) عاماً، إلى حين وجود مؤسسات سياسية فاعلة، باعتبار أن ذلك هو السبيل الوحيد لحماية جنوب السودان واستعادة سيادته، وجاء في التوصية إلى دول الترويكا التي تضم الولايات المتحدة، بريطانيا، والنرويج، أن تضع الإدارة التنفيذية التي ستحكم الجنوب يدها على عائدات نفط البلاد... وأشار الكاتبان إلى أن الإدارة الدولية قد استخدمت من قبل في كوسوفا وتيمور الشرقية وبلدان أخرى.
التعليق:
برينستون ليمان، هو رئيس وفد أمريكا في مفاوضات نيفاشا التي أدت إلى انفصال جنوب السودان، وهو نفسه صاحب فكرة ما يسمى بالحوار الوطني في السودان، الحوار الذي تملأ به حكومة السودان العالم ضجيجاً وجعجعة بلا طحين، فجعلته الأساس في حل مشاكل البلاد. ولقبوله وإنفاذه تجتمع المعارضة السودانية في عواصم العالم وتنفضُّ.
ليمان هذا سطر رؤيته (الأمريكية) لجمع الوسط السياسي في شمال السودان؛ حكومة ومعارضة؛ ليبصموا على علمنة السودان وتشرذمه، عبر حواره الأمريكي بامتياز، الذي ضمنه في ورقة معهد السلام الأمريكي موجز سلام رقم 155، في آب/أغسطس 2013م، وذلك قبل خطاب الوثبة الذي ألقاه عمر البشير يوم الاثنين 27 كانون الثاني/يناير 2014م، مبشرا بهذا الحوار، ومبعوث الرئيس الأمريكي بوث هذه الأيام جعل من السودان مستقرا وسكنا مواصلا ضغوط الولايات المتحدة على الوسط السياسي في السودان (حكومة ومعارضة)، لقبول خارطة الطريق لهذا الحوار وفق الرؤية الأمريكية آنفة الذكر!
ولا تستحي أمريكا أن تقترح وضع جنوب السودان تحت الوصاية الدولية، ليكون لقمة سهلة امتدادا لنفوذها الاستعماري، لتنهب موارد الجنوب الغزيرة، بمباركة دولية، بل طالب الكاتبان (ليمان وكيت) في مقالهما بكل وقاحة، طالبا بخروج آمن لسلفاكير ومشار، وتقديم الحصانة لهما من الملاحقة القضائية، وتوفير ملاذ آمن لخروجهما، رغم الدماء التي أراقوها، والأرواح التي أزهقوها، والجرائم المروعة التي ارتكبوها في حق أهل الجنوب؛ حتى يضمن هؤلاء المستعمرون سكوت سلفاكير ومشار، على نهبهم للجنوب على مرأى ومسمع من العالم.
هذه ليست المرة الأولى التي يطالب فيها دبلوماسيون أمريكيون بوضع جنوب السودان تحت الوصاية الدولية، فقد اقترح المساعد السابق لوزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية (1989-1993) هيرمان كوهين بوضع الجنوب تحت الوصاية الأممية، بتكوين حكومة بمؤسساتها التنفيذية المختلفة؛ من جيش وشرطة، وخدمة مدنية، وقضاء، من الأمم المتحدة، كما حدث في جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 1960م على حد زعمه، بل وقد دفعت أمريكا بمشروع قرار في عام 2014م لمجلس الأمن لفرض وصاية دولية على الجنوب بحجة افتقار جوبا للنخبة صاحبة الخبرة والفعالية السياسية التي تستطيع أن تقود البلد إلى بر الأمان، ويتضمن مشروع القرار تولي الأمم المتحدة إدارة البلاد بشكل كامل؛ اقتصادياً وسياسياً، على أن تدفع بموظفين مدنيين وقوات أممية لحفظ الأمن كما حدث في تيمور الشرقية وكوسوفا.
مشكلة الجنوب كانت خطة طويلة المدى وضعها الاستعمار لفصله عن الشمال ومن ثم نهبه، وساعدهم على إكمال فصولها نظام البشير الضعيف الذي سلَّم أهل الجنوب، بل كل السودان، بأهله وكامل ثرواته لأمريكا عبر اتفاق نيفاشا، ليكون أهل الشمال والجنوب كلهم تحت (رحمة!) أمريكا، وليعيشوا واقعا مأساويا بعد الانفصال المقيت، تمثل في انهيار الاقتصاد، بعد خروج النفط من الميزانية، مع تدمير الزراعة، وما سبقها من دمار غيرها من المجالات الاقتصادية الحيوية التي ينعم بها السودان، عبر سياسات الحكومة التي أقل ما يمكن وصفها بها أنها ظالمة، فأصبح السودان، رغم ثرواته الهائلة، يتسول الدعم من الملوك والأمراء في الخليج، ويحترق بحرب الله ورسوله r، بتحليل برلمانه للربا مرات ومرات.
إذاً مشكلة الجنوب هي مشكلة السودان كله، الذي ظل ينزف منذ عقودٍ، لرهن وسطه السياسي (حكومة ومعارضة) البلدَ للمستعمر الحاقد سواء الإنجليز أو الاستعمار الجديد (أمريكا)، وكل ذي لب يعلم علم اليقين أنه لو لم تقطع أيادي الطامعين المستعمرين، لما هدأت حرب، ولا انتشر أمن ولا سلام!! وأمريكا بوصفها اللاعب الأساس في هذا الخراب الذي يحدث في الجنوب وفي غيره من بلاد المسلمين، دولة مبدئية، لها أهدافها ومصالحها، ولا تستطيع مواجهتها إلا دولة مبدئية، تتقوى بمبدئها، وتنطلق على أساسه، فتصنع رجالا عظماء كعظمة مبدئهم، رجالاً لا تستهويهم العمالة، ولا يغريهم شراء الذمم؛ بل جباههم تناطح الثريا، وقلوبهم معلقة بالسماء، فلا يرضون إلا بالعلياء، هكذا كانت الأمة الإسلامية، لما استندت إلى مبدئها، فحافظت على دولته، الخلافة، الدولة التي تصنع السياسيين المبدئيين الذين لا يرتمون في أحضان الكافر المستعمر، ولا يستوردون منه الحلول ولا المعالجات للمشاكل. لقد آن الأوان لتقيم الأمة دولتها، لتقطع بها أيادي أمريكا العابثة في بلادنا، وتخرجها من بلاد المسلمين منكسرة ذليلة؛ ليعيش العالم كله في أمن وأمان.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد جامع (أبو أيمن)
مساعد الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان
وسائط
3 تعليقات
-
جزاكم الله خيرا
-
جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم
-
نأمل أن تكون هذه الجهود دافعاً لنا للتمسك بأحكام هذا الدين والعضّ عليها بالنواجذ، وزيادة الثقة بها .والعمل على إيجاد من يقوم بتطبيق الإسلام بكامل أحكامه، ومنها السياسة الإعلامية.
ونسأل الله تعالى أن ينفعنا بما تنشرون وأن ينفع المسلمين به، وأن يجعله الله في ميزان حسناتنا جميعا وأن يهيئ لهذه الأمة من يطبق هذا الدين كما أمر الله...اللهم آمين آمين