الثلاثاء، 24 محرّم 1446هـ| 2024/07/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الرأسمالية الأمريكية تضع الناخب بين خيارين أحلاهما مُرّ

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الرأسمالية الأمريكية تضع الناخب بين خيارين أحلاهما مُرّ

 

 

 

الخبر:

 

كتب رئيس الاستخبارات الأمريكية السابق مايكل موريل مقالا في النيويورك تايمز بتاريخ 2016/8/5 يعلن فيه دعمه لهيلاري كلينتون ويتعهد بأنه سيبذل الجهد لكي تفوز بالانتخابات. وقد طرح رأيه في المرشح الجمهوري حين قال "دونالد ترامب ليس فقط غير مؤهل لهذه المهنة بل إنه يمثل تهديدا للأمن القومي" وتابع أن هذا التهديد الذي يمثله شخص ترامب وردود أفعاله وعدم اكتراثه للقانون "لا يقتصر على أدائه بعد فوزه في الانتخابات بل حاصل الآن ويهدد أمننا القومي".

 

وأتى هذا الدعم بعد أن أعلن عدد من كبار الرأسماليين الجمهوريين تأييدهم لحملة هيلاري كلينتون ورفضهم للمرشح الجمهوري دونالد ترامب.

 

وفي السياق نفسه نشرت الواشنطن بوست أن دونالد ترامب تطرق للسياسة في محادثة خاصة مع الرئيس السابق بيل كلينتون في شهر أيار/مايو من هذا العام وأن الأخير شجعه على خوض الانتخابات في صف الجمهوريين.

 

هذا وقد تقدمت مرشحة الديمقراطيين هيلاري كلينتون على مرشح الجمهوريين بتسع نقاط (2016/8/5 استطلاع قناة إن بي سي وصحيفة وول ستريت جورنال) وقد أظهر الاستطلاع أن الناخبين اختاروا على أساس قضايا الهجرة والقدرة على قيادة البلاد وتوحيد السكان.


التعليق:

 

كثرت التكهنات في الفترة الأخيرة التي تقول أن هيلاري كلينتون ستتجاوز العقبات وتصل للبيت الأبيض بفضل رعونة دونالد ترامب وأن ترشيحه يعتبر فرصة ذهبية لهيلاري كلينتون. وذهب أنصار نظرية المؤامرة إلى أن ترامب تم تصعيده بسرعة مذهلة حتى يضمنوا فوز هيلاري كلينتون وأن فرصتها لم تكن كبيرة لولا ترشح ترامب.

 

بالرغم من الخبرة الطويلة وقربها من المشهد السياسي في السنوات الماضية وتمرسها على أساليب جلب دعم كبار الرأسماليين لحملتها إلا أن هيلاري كلينتون لا تحظى بشعبية كبيرة بين الناخبين، ويقترن اسمها بالضلوع في مغامرات أمريكا في أفغانستان والعراق والحرب المزعومة على الإرهاب. ويتهمها معارضوها بالانتهازية وعدم الوضوح وعدم الحفاظ على أسرار البلاد بعد تعاملها مع معلومات سرية عبر نظام غير رسمي للبريد الإلكتروني عندما كانت وزيرة للخارجية. أما دونالد ترامب فقد ظهر عبر تعلقياته الغريبة ومعاداته لفئات وشخصيات كثيرة واستغلاله للنزعة الوطنية أنه يفتقر إلى التفكير العقلاني ويتميز بالدوغمائية والانتهازية وأنه سيدخل بلده، إذا ما فاز، في سلسلة من المغامرات والصراعات غير المحسوبة. وقد عملت كلينتون على إظهار هذا الخطر حينما قالت "الشخص الذي تستفزه تغريدة في تويتر: لا يؤتمن على إدارة الترسانة النووية الأمريكية". وتتوالى التصريحات التي تواجه التهويل والفوبيا التي ينشرها ترامب بفوبيا مماثلة تحذر من تهديده للأمن القومي.

 

كلينتون تحظى بدعم الرئيس الحالي أوباما الذي وصف ترامب بأنه غير مؤهل لمنصب الرئاسة، كما وتحظى بتأييد عدد لا يستهان به من كبار الرأسماليين من الحزبين ولكنها قبل هذا كله المستفيد الأكبر من نظام رأسمالي ديمقراطي وضع 300 مليون شخص أمام خيارين أحلاهما مر، وستظل الحلقة الأقوى عند هيلاري كلينتون هي منافستها لمرشح غير منطقي ينشر الذعر حينا والسخرية أحيانا كثيرة ويهدد أمن البلاد وسلمها الداخلي.

 

وقد صاحب هذه الانتخابات تذمر عام من الخيارات المطروحة لخصه الكاتب الأمريكي ويسلي برودن في مقال في الواشنطن بوست بالعبارات التالية: "دونالد ترامب وهيلاري كلينتون هما المرشحان، رضيتم أم أبيتم. وهما أكثر الانتهازيين نجاحا خلال حياة أي شخص على قيد الحياة حتى اليوم. ولن يتغير أي منهما لأن التوبة صعبة على من اقترب من العقد التاسع من العمر. ما ترونه هو ما ستحصلون عليه، إنها ثمار الديمقراطية". (واشنطن تايمز). إنها ديقراطية تدعي أن الحكم للشعب بينما الحكم والخيار لأصحاب رؤوس الأموال الذين يرسمون مصير وخط سير الانتخابات. ينفق المرشحون ومن يقف خلفهم مئات الملايين من الدولارات كل أربعة أعوام ويشغلون الناس بالمشاركة في نظام انتخابي معقد وغير مباشر، حيث ينتخب أفراد الشعب ممثلين عنهم فيما يسمى الكليات الانتخابية والتي تقوم بدورها بانتخاب الرئيس الذي يؤتى به لتحقيق مصالح أصحاب رؤوس الأموال الذين يديرون اللعبة من وراء ستار، وها هم يضعون شعبهم بين خيارين أحلاهما مر، فلمن تكون الغلبة؟

 

﴿لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

هدى محمد (أم يحيى)

آخر تعديل علىالأحد, 07 آب/أغسطس 2016

وسائط

1 تعليق

  • Khadija
    Khadija الأحد، 07 آب/أغسطس 2016م 08:09 تعليق

    بوركت كتاباتكم المستنيرة الراقية، و أيد الله حزب التحرير وأميره العالم عطاء أبو الرشتة بنصر مؤزر وفتح قريب إن شاء الله

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع