الأربعاء، 25 محرّم 1446هـ| 2024/07/31م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الانتخابات الرئاسية الأمريكية:  هل أمريكا متجهة نحو العزلة أم التفسخ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الانتخابات الرئاسية الأمريكية:

 

هل أمريكا متجهة نحو العزلة أم التفسخ؟

 

 

 

الخبر:

 

في الثالث من آب/أغسطس 2016، شن جورج بوش الابن هجوما على سياسات ترامب الانعزالية، حيث قال في حفل خصص لجمع التبرعات للحزب الجمهوري تحت عنوان "الانعزالية – الوطنية - والحمائية"، قال "إنّ سياسات ترامب هذه سيئة لأمريكا"، وكان بوش يرد على الخطاب الأول لترامب. وفي الأسابيع القليلة الماضية أعرب كل من الجمهوريين والديمقراطيين عن قلقهم من سياسة ترامب الانعزالية، كما إن حلفاء أمريكا يشعرون بالقلق إزاء الآثار المترتبة على احتمال فوز ترامب في تشرين الثاني/نوفمبر 2016 في الانتخابات الرئاسية.

 

التعليق:

 

إنّ فكرة الانعزالية الأمريكية ليست فكرة جديدة في السياسة الأمريكية، ولكن المشكلة هي في طرحها خلال الانتخابات الرئاسية. ففكرة الانعزالية لها مدرسة محددة في التفكير الأمريكي، حيث يدعو أصحاب هذه الفكرة إلى الانعزال عن العالم والانكفاء على مشاكلها الخاصة.

 

ويعتقد (المعتزلة) أنّ التدخل الأمريكي في أجزاء مختلفة من العالم للدفاع عن حلفائها وحماية مصالح الولايات المتحدة غير ضروري، فهذه السياسة أوجدت حالة من العداء للولايات المتحدة، وأشعلت الحروب التي استهلكت موارد أمريكية واستنزفت قوتها العسكرية. و(المعتزلة) يطالبون بانسحاب أمريكا من أوروبا والشرق الأوسط وآسيا ومنطقة المحيط الهادئ. وبالنسبة لهم، فإنّ الأموال التي توفر من هذه المشاريع الخارجية يمكن إنفاقها على الرعايا الأمريكيين في داخل أمريكا وهو خير لهم.

وعلاوة على ذلك، يعتقد (المعتزلة) أنّه لا توجد قوة معاصرة، حتى لو كانت قوى مجتمعة، لديها القدرة على السيطرة على العالم، ناهيك عن تهديد الأمن الداخلي للولايات المتحدة في حال حاولت أمريكا السيطرة على العالم. وبالتالي، يجب أن تُترك أوروبا وروسيا والصين في شأنها، ويجب ألّا تسعى أمريكا للحد من قوة هذه الدول، وأن تعمل على تعزيز قوتها العسكرية في الخارج من خلال تشكيل تحالفات مع دول أصغر.

 

إلا أنّ دعاة التفوق الأمريكي يردون على فكرة الانعزالية بازدراء، ويرون فيها غاية في الخطورة لأمريكا وحلفائها وبقية العالم. كما أنّ أنصار التفوق الأمريكي، يرون أنّ لأمريكا الحق في قيادة العالم والحق في الوصاية على النظام العالمي، ويرون استغلال كل الفرص لنشر الهيمنة الأمريكية وتدارك أي ضعف أمريكي في الخارج، وجوهر فكرة التفوق الأمريكي هو الحد من قدرة القوى العالمية الكبرى التي تتحدى النظام العالمي الجديد بقيادة الولايات المتحدة.

 

إنّ كلينتون وترامب هما من أتباع هذه الآراء المتناقضة، فكلينتون مرشحة معسكر الوضع الراهن من خيار التفوق، وترامب مرشح معسكر المعتزلة، وقد شجّعت تصريحاته حلفاء أمريكا على تطوير الترسانة النووية الخاصة بهم، واستئناف علاقاتهم مع روسيا.

 

إنّ احتمال فوز كلينتون يعني المزيد من الشيء نفسه للعالم الإسلامي. بينما فوز ترامب قد يجلب راحة لأوروبا وآسيا، ولكن من غير المرجح أن يجد العالم الإسلامي العزاء في سياسة ترامب الانعزالية، ومن المرجح أن يفي ترامب بما تعهد به بإرسال جنود أمريكيين إلى سوريا والعراق لملاحقة تنظيم الدولة ومواصلة أمريكا في إذلال الأمة الإسلامية، وهي الورقة الرابحة معه.

 

وعلى الجانب الإيجابي، فإنّ هناك دروساً مهمة للمسلمين يمكن الاستفادة منها من حملة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، ومنها:

 

أولا: فكرة الرغبة في انعزال الولايات المتحدة هي في ذروتها بين الناخبين الأمريكيين، ومن الضروري للمسلمين الذين يعيشون في الغرب وكذلك في العالم الإسلامي استغلال هذه المشاعر، من خلال التأكيد على فكرة أن التدخل الأمريكي في العالم الخارجي، وخصوصا في العالم الإسلامي، فكرة مدمرة للمصالح الأمريكية ما لم تتوقف أمريكا عن شن الحروب الخارجية وتنسحب من البلاد الإسلامية.

 

ثانيا: فكرة الانعزالية في أمريكا هي شبيهة إلى حد ما بفكرة ترك الدعوة والجهاد التي حصلت في فترة ما زمن العباسيين، والتي تخلت عنها فيما بعد بشكل كامل مما أدى إلى تدهور الدولة العثمانية، ويجب على الدولة الإسلامية القائمة قريبا بإذن الله تجنب مثل هذه الأفكار، ويجب أن تتبنى سياسة خارجية تقوم على تحرير البشرية من عبودية الرأسمالية الغربية والإمبراطورية الأمريكية إلى نور الإسلام وعدله. قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ

 

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

عبد المجيد بهاتي – باكستان

آخر تعديل علىالأربعاء, 10 آب/أغسطس 2016

وسائط

2 تعليقات

  • إبتهال
    إبتهال الأربعاء، 10 آب/أغسطس 2016م 11:05 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

  • Khadija
    Khadija الأربعاء، 10 آب/أغسطس 2016م 08:14 تعليق

    اللهمّ ارحمنا بالخلافة الرّاشدة الثّانية على منهاج النبوّة التي تزلزل أركان الطّواغيت وتسعد البشريّة جمعاء...

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع