الأربعاء، 25 محرّم 1446هـ| 2024/07/31م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
كفى بالموت واعظا أيها المفتي الأسبق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

كفى بالموت واعظا أيها المفتي الأسبق

 

 

 

الخبر:

 

ذكرت بي بي سي على موقعها نقلا عن وزارة الداخلية المصرية إن علي جمعة المفتي السابق لمصر نجا من محاولة اغتيال أثناء توجهه إلى صلاة الجمعة قرب منزله بمنطقة السادس من أكتوبر في محافظة الجيزة جنوب العاصمة المصرية، وأفاد مسئول مركز الإعلام الأمني بالوزارة بأن مجهولين كانوا يختبئون بإحدى الحدائق أطلقوا النار تجاه رجل الدين البارز لكنه لم يصب بسوء، وأضاف أن "القوة المرافقة له والمكلفة بتأمينه بادلت المسلحين إطلاق النيران مما دفعهم للفرار"، وأسفر الحادث، بحسب البيان، عن إصابة طفيفة بقدم أحد أفراد القوة المكلفة بالتأمين.

 

التعليق:

 

بعيدا عن التعليقات الخارجة سواء ممن فرح لنجاة الرجل أو من تمنى لو نجحت المحاولة، ورغم أن الأمر يبدو كما يراه كثيرون مفتعلا لتبرير مزيد من القمع والقهر لمن يعارض النظام، خاصة مع إعلان النظام عن عزوف الرئيس عن حضور القمة العربية بزعم اكتشاف محاولة اغتيال لن نتطرق لصدقها من كذبها، إلا أنه من الواضح أن هذا النظام يضمر الكثير من الشر لأهل الكنانة ويسعى لتبرير ما قد يقوم بها من فعال خاصة مع الأزمات الطاحنة التي تحاصرهم، وما ينوي النظام انتهاجه من سياسات حتما ستزيد فقرهم وعوزهم وتجويعهم فوق ما هم فيه من فقر وعوز، فليس المفتي الأسبق بصاحب الثقل السياسي الذي يؤهله لأن يصبح هدفا ليغتاله أحد، فضلا عن أن العِلم الآن لم يعد يعتمد على العالِم خاصة إذا كان من ملازمي السلاطين والأنظمة والحكومات وممن يبررون أفعالهم ويساهمون في خداع الرعية لصالحهم، فقد أصبح العِلم الآن متاحا على الشبكات العنكبوتية وأجهزة الكمبيوتر وما هو أكثر من ذلك، ولكن بلا ريب فَقْدُ عالم من علماء الأمة ليس بالشيء الهين بل هو مصاب جلل إلا أن العالم الذي لفقده يجب أن تحزن الأمة هو العالم الرباني الذي يسير فيها سيرة العز بن عبد السلام سلطان العلماء وبائع الأمراء، وليس (من يفتي على ذهب المعز وسيفه وهوى النفوس وحقدها الملحاح).

 

إننا في حزب التحرير ضد إزهاق أي نفس مسلمة مهما بلغت معصيتها، ونأبى أن يراق دم امرئ مسلم بزعم جرمه دون محاكمة، ولا يقتص منه على جرمه إلا خليفة المسلمين المنوط به وحده تطبيق الإسلام وتنفيذ حدوده، إلا أننا ننظر للأمر برؤية مختلفة ومن زوايا عدة، ونقرأ الواقع بفكر مستنير لنضيء للأمة طريقها في ظلمات الفتن التي تعصف بها، فإننا نحمد الله ونطلب من فضيلته أن يكثر من الحمد والثناء أن نجاه الله فلم يمت على سيرته تلك وأن تكون له ولغيره عظة وعبرة فكفى بالموت واعظا، وليعلم أنه سيموت وحده وسيلقى الله وحده لن ينفعه منصب ولن تنجيه أموال ولن يشفع له صاحب السلطان، وإنما سينظر بين يديه فلن يرى إلا ما قدم، فليراجع نفسه الآن قبل أن يدركه الموت الذي لا مفر منه فيكون الخسران المبين.

 

يا فضيلة المفتي الأسبق! إنك تعلم الطريق الصحيح كما نعلم، وقد أنذرك الله بهذا الأمر وأمهلك فاشكر الذي نجاك واجعله مولاك، وعجل بها توبة لله نصوحا يغفر لك بها ما تقدم، وحرض الكنانة وأهلها جيشا وشعبا على أن يخرجوا مطالبين بما يصلح حالهم وينعتقون به من هذا النظام التابع العميل؛ خلافة على منهاج النبوة، وأن يحتضنوا وينصروا العاملين لها حتى تقام لهم وبهم فيكون الخير الذي يرضى به الله عنا جميعا يا فضيلة المفتي، أعلنها لله فحينها لا خشية عليك من الموت فسيكون حائلا بينك وبين الجنة، التي نسأل الله أن يحسن خاتمتك فتكون من أهلها.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

عبد الله عبد الرحمن

 

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

آخر تعديل علىالأربعاء, 10 آب/أغسطس 2016

وسائط

2 تعليقات

  • إبتهال
    إبتهال الأربعاء، 10 آب/أغسطس 2016م 11:05 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

  • Khadija
    Khadija الأربعاء، 10 آب/أغسطس 2016م 08:14 تعليق

    اللهمّ ارحمنا بالخلافة الرّاشدة الثّانية على منهاج النبوّة التي تزلزل أركان الطّواغيت وتسعد البشريّة جمعاء...

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع