الأربعاء، 25 محرّم 1446هـ| 2024/07/31م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

الأمطار في السودان تكشف كل عام عدم اهتمام الحكومة بشئون رعاياها!!

الأمطار في السودان تكشف كل عام عدم اهتمام الحكومة بشئون رعاياها!!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الأمطار في السودان تكشف كل عام

 

عدم اهتمام الحكومة بشئون رعاياها!!

 

 

 

الخبر:

 

أقر وزير البيئة والغابات السوداني، حسن عبد القادر هلال، بأن عدم إنشاء مشروع الصرف الصحي والسطحي بالخرطوم أدى إلى غرقها وتدمير الطرق الرئيسية، وقال "الخرطوم غرقت في شبر موية والأمطار دمرت الطرق"، وأكد أن الطرق أصبحت مصارف للمياه، وشدد على ضرورة وضعها ضمن الأولويات، وأضاف "لا يمكن أن تكون الطرق مجاري للمياه، لا بد أن تكون أولوياتنا"، واتهم الوزير في تصريحات خلال زيارة لجنة الصحة والبيئة بالبرلمان للوزارة (الأحد 2016/8/7م ) وزارة المالية بعدم الاستجابة لمطالبات الوزارة لمعالجة قضايا البيئة.

 

 

التعليق:

 

ليست الأمطار أسطورة من الأساطير أو الخرافات حتى تندهش منها الدولة فيصرح وزراؤها بالعجيب الغريب من التصريحات، وليست الأمطار حدثا غريبا عن كوكب الأرض حتى يتفاجأ مسؤولو الحكم في السودان بآثارها!

 

ففي كل عام يطالعنا حكام السودان ووزراؤهم بقولهم إن موسم الأمطار كان فوق حد توقعاتهم، وإن الخريف قد فاجأهم، برغم الخسائر السنوية في الأنفس والأموال والبيوت والمباني، والأضرار التي يدفع ثمنها الفقراء والمساكين في كل عام، وتزداد صرخات واستغاثات الناس في وسط البلاد وأطرافها، تناشد الحكومة بالقيام بواجب الرعاية التي كفله لهم الشرع، ليفتحوا المجاري، ويصونوا الجسور والكباري، وعلى الأكثر إزالة أكوام الأوساخ والقاذورات من الطرقات والأسواق، ولا شيء غير ذلك، ولكن لا حياة لمن تنادي!

 

ففي يوم الأحد 2016/7/31م شكا نائب دائرة همشكوريب بالبرلمان بيتاي عن الأضرار التي لحقت بمنطقته جراء السيول التي ضربت منطقة همشكوريب بشرق السودان، والتي أدت إلى وفاة (7) أشخاص وفقدان (7) آخرين، بجانب انهيار كلي لعدد (800) منزل، وانهيار جزئي لـ (750) منزلا، فضلاً عن نفوق أكثر من (1800) رأس من الماشية، فجاءت أمطار أول أمس السبت التي نزلت بحمد الله تعالى في وضح النهار لتكشف عن الفشل وتفضح الخلل في أجهزة حكومة السودان، لتطالعنا صحف الأحد 2016/8/7م، عن انهيار 815 منزلا بالرهد أبو دكنة في غرب السودان، وغرق طفل ببركة بمدينة أم درمان، وتأثر 340 منزلا بمحلية السلام بالنيل الأبيض، وانهيار جسر نهر القاش. وتناقلت القنوات الفضائية معاناة سكان شرق النيل الذين تركوا بيوتهم ونقلوا ما استطاعوا مما قل وزنه وارتفعت قيمته ليتركوا بيوتهم، فارين إلى الطريق الرئيسي، المغمور أيضاً بالمياه، لكنه أفضل حالاً من البيوت التي ألجمها الغرق. وفي يوم الاثنين يصبح السودان على خبر مؤلم كان رئيسيا في عناوين الصحف حيث أدت الأمطار إلى انهيار مبنى في خلاوي الشيخ الطيب بالهلالية فأدى إلى وفاة وإصابة 19 طالبا، هذا غير الأضرار التي لم ترصد، ولم تقع عليها عين الإعلام، وهي بالطبع أكبر وأكثر، ولكن الأغرب والأعجب من كل ذلك رغم جلل المصاب، أن تصم الحكومة آذانها وتتعامل بلا مبالاة غريبة عجيبة؛ حيث لا مصارف للمياه، ولا معالجة لتراكم النفايات بكميات ضخمة وبشكل مقزز في الطرقات، والأسواق، ومواقف السيارات، التي تأذى منها الدواب قبل البشر. ثم يأتي بعد كل هذا، وزير البيئة ليلوم ويعاتب ويغازل هذه الوزارة أو تلك!

 

إن المشكلة ليست في وزارة أو مصلحة فحسب، ولا في قطاع من قطاعات الدولة، وإن كان القائمون عليها سيلاقون جزاء تقصيرهم وإهمالهم في حق الناس يوم القيامة، ولكن المشكلة تكمن في النظام الذي يتحكم في السودان كله، النظام الذي يتمتع بتجاهل آلام الناس، ويغض الطرف عن معاناتهم، حيث لا رعاية ولا اهتمام بأحوال الناس، فإذا كانت السياسة في الإسلام تعني رعاية شؤون الناس وفق الأحكام الشرعية، فأي سياسة تلك غير سياسة الرأسماليين؛ التي تكون الدولة فيها دولة جباية لا دولة رعاية، فالنظام الإسلامي يكفيه شرفا وفضلا قول النبي عليه الصلاة السلام: «والإمام راعٍ وهو مسؤول عن رعيته»، ولو لم ينزل عن الحاكم في الإسلام غير ذلك لكفى في بيان عظم مسؤولية الحاكم وخطورة منصبه، ولكن الأنظمة التي أقيمت على غير أساس الإسلام لا يضيرها موت البشر أو هلاكهم، أو دمار أملاكهم، فلا سبيل إلا بإقامة نظام الرعاية، نظام الحكم في الإسلام، فليعمل المسلمون بأقصى طاقة وقوة ليقتلعوا الأنظمة الرأسمالية القائمة اليوم، ويقيموها خلافة راشدة على منهاج النبوة، ترعى شؤونهم وتحل مشاكلهم وترضي ربهم.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

محمد جامع (أبو أيمن)

مساعد الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان

آخر تعديل علىالجمعة, 12 آب/أغسطس 2016

وسائط

2 تعليقات

  • om raya
    om raya الجمعة، 12 آب/أغسطس 2016م 16:15 تعليق

    جزاكم الله خيرا

  • Khadija
    Khadija الجمعة، 12 آب/أغسطس 2016م 10:45 تعليق

    نأمل أن تكون هذه الجهود دافعاً لنا للتمسك بأحكام هذا الدين والعضّ عليها بالنواجذ، وزيادة الثقة بها .والعمل على إيجاد من يقوم بتطبيق الإسلام بكامل أحكامه، ومنها السياسة الإعلامية.
    ونسأل الله تعالى أن ينفعنا بما تنشرون وأن ينفع المسلمين به، وأن يجعله الله في ميزان حسناتنا جميعا وأن يهيئ لهذه الأمة من يطبق هذا الدين كما أمر الله...اللهم آمين آمين

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع