الجمعة، 24 ربيع الأول 1446هـ| 2024/09/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الإرهاب والهجرة أكبر المشاكل التي تقلق أوروبا (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الإرهاب والهجرة أكبر المشاكل التي تقلق أوروبا

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

لقد أصبحت الهجرة و(الإرهاب) المشاكل الرئيسية التي يعاني منها الأوروبيون. فقد أصبحت هاتان المسألتان تحتلان الأولوية في قائمة المشاكل بالنسبة للأوروبيين وتقدمت على الاهتمام بالوضع الاقتصادي والبطالة. وقد أجرى جهاز "يوروباروميتر" التابع للمفوضية الأوروبية استطلاعًا شمل 34000 شخصًا في 34 بلدًا أوروبيًا. ووفقًا لهذا الاستطلاع، فقد اعتبر 48٪ منهم أن الهجرة هي إحدى أهم قضيتين تتحديان الاتحاد الأوروبي. [المصدر]

 

التعليق:

 

يقوم معظم المحللين بالتركيز على النتائج عند البحث في مشكلة ما، وقليل منهم من يركز على الأسباب، وإذا كنت ترغب فعلًا في البحث عن حل لمشكلة ما، فيجب عليك أن تتحلى حقيقة بالنقد الذاتي، ولكن النقد الذاتي لا يحقق أية مكاسب مادية، خصوصًا أن ذلك يعتبر أمرًا حاسمًا من وجهة النظر الرأسمالية، فكل هذا يؤدي إلى وضع معالجات لا تحل المشكلة فقط، ولكنها علاوة على ذلك تزيد من سوء الواقع.

 

وإذا استخدمنا المنهاج الصحيح أثناء دراسة مشكلتي (الإرهاب) والهجرة يتضح أن السبب لهذه المشاكل لا يكمن فيما يسمى الإرهابيين والمهاجرين، ولكنه يكمن في تدخل دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا وروسيا في الشؤون الداخلية لما يسمى "مناطق النزاع". في الواقع، إن الدول المتقدمة هي السبب في هاتين المشكلتين! ويمكنك أن تقتنع بذلك إذا أمعنت النظر في التاريخ.

 

إن تشكل القوى العظمى نفسها المذكورة سابقًا كان نتيجة للسياسات الاستعمارية. ففي البداية كان الأمر يتعلق بأوروبا وروسيا، ولكن بعد الحرب العالمية الثانية ضعفت هذه الدول، بينما على العكس من ذلك أصبحت أمريكا أقوى بسبب صادراتها العسكرية وخسائرها الضئيلة في خضم هذه المجزرة الرهيبة.

 

وقد أشير إلى أنه يجب التخلي عن السياسات الاستعمارية والسماح للدول المُستعمَرة بنيل استقلالها. يمكننا أن نؤمن بالنوايا الحسنة لمثل هذه الفكرة لو أن هذا الاقتراح لم يأت من الدول الاستعمارية. في الواقع، كان هذا الأمر خدعة سياسية قامت بها القوى العظمى، وخاصة أمريكا، وذلك من أجل إعادة توزيع مناطق النفوذ في المستعمرات. فكما هو معروف، نالت جميع الدول استقلالها بشكل رسمي في القرن العشرين. إلا أن الشيء الوحيد، في حقيقة الأمر، الذي جرى عليه التغيير هو شكل الاستعمار! فحكام البلاد التي كانت ترزح تحت الاستعمار عملاء للدول الاستعمارية، وهم يعتمدون عليه بشتى الطرق؛ اقتصاديًا وماليًا وسياسيًا وعسكريًا.

 

إن السبب في عدم الاستقرار فيما يسمى دول العالم الثالث والبلدان النامية هو الصراع بين القوى العظمى لبسط السيطرة على مناطق نفوذ جديدة. فعلى سبيل المثال، الحرب في اليمن بين (السنة والشيعة) في الحقيقة هي محاولة من أمريكا للحد من نفوذ النخب الحاكمة الموالية لبريطانيا وإيصال النخب السياسية الموالية لها إلى السلطة. وقد حصل مثل هذا في العديد من مناطق العالم.

 

وغالبًا ما تقوم الدول الاستعمارية باصطناع الأزمات من أجل أن تجعل الدول تأتي إليها طلبًا للمساعدة، فتدّعي حينها الدول الاستعمارية عزمها على حل المشاكل. على سبيل المثال، الصراع بين الهند وباكستان. وتقوم الدول الاستعمارية باستخدام أساليب سياسية مماثلة لإضعاف الدول اقتصاديا وخصوصًا تلك التي تمتلك العديد من الموارد.

 

وهناك سبب جديد للتصعيد العسكري الذي حدث في السنوات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط؛ فبعض الحركات وحتى بعض الدول تريد إنهاء هيمنة القوى العظمى، وتعتبر هذه مسألة صعبة للغاية، لأنهم يضطرون من ناحية عسكرية إلى العودة إلى مجال تأثير القوى العظمى. وتضطر الشعوب التي ثارت ضد حكامها الطغاة إلى الامتثال للقواعد التي فرضتها الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، في الوقت الذي قد تم فيه تصميم وتشريع هذه القواعد لتتلاءم مع مصالح هؤلاء الأعضاء الدائمين. في الواقع، إن هذه الدول الأعضاء تستخدم مجموعة من الذرائع "المقبولة ظاهريًا" لتتدخل في شؤون الدول ذات السيادة ولمنع الشعوب من تحديد مستقبلها بنفسها، وهذا ما يظهر بوضوح في سوريا. فقد قامت الدول الغربية بإطالة أمد الصراع في هذا البلد، لأن أهل سوريا يرفضون شروط وقف إطلاق النار التي وضعها المجتمع الدولي. وهذه الشروط تفرض أن تكون سوريا دولة علمانية، إلا أن أهل سوريا يريدون العيش في بلدهم وفق القوانين والتشريع الذي يعتبرونه صحيحًا؛ وهو الشريعة الإسلامية؛ التوجيه الرباني الذي أنزله الله سبحانه وتعالى، وهم يرفضون كل الشروط التي فرضت عليهم.

 

وخلافًا للرأي العام العالمي، فإن مناطق الصراع لم تصبح كذلك بسبب غباء وخبث شعوبها أو بسبب التناقضات التي لا يمكن التوفيق بينها. فكما ذكر أعلاه، فإن هذه المشاكل قد اصطنعتها أو تسببت بها الدول الاستعمارية. ولا بد أن نذكر أيضًا أن هذه الدول ما زالت قائمة ليس بسبب مساعدة المؤسسات الدولية، ولكنها ما زالت قائمة رغمًا عن هذه "المساعدات"!

 

إن "مناطق الصراع" هذه تصدّر أكبر عدد للمهاجرين، وهو ما يسبب مشاكل لأوروبا. وعلى شعوب أوروبا وأمريكا أن تفهم أن هذه المشاكل لا يمكن حلها من خلال إقامة الحدود أو فرض القيود، كما يجب عليها أن تفهم أن السبب الحقيقي لهذه المشاكل والأزمات هو حكامهم، فبينما يقومون باستغلال ثقة شعوبهم فإنهم يسارعون في تحقيق المزيد من الأرباح. وقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى عن حقيقة هؤلاء الذين يدعون أنهم صناع للسلام: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ﴾ [البقرة: 11-12]

 

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

فيكتور نيقوليف - أوكرانيا

آخر تعديل علىالجمعة, 02 أيلول/سبتمبر 2016

وسائط

2 تعليقات

  • Khadija
    Khadija السبت، 03 أيلول/سبتمبر 2016م 00:46 تعليق

    الله يرضى عنكم ويبارك في جهودكم الطيبة ويفتح على أياديكم

  • إبتهال
    إبتهال الجمعة، 02 أيلول/سبتمبر 2016م 08:34 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع