الأربعاء، 18 محرّم 1446هـ| 2024/07/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
حكام رويبضات قست قلوبهم ينصرون الحجر ويخذلون البشر!!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 حكام رويبضات قست قلوبهم ينصرون الحجر ويخذلون البشر!!

 

 

الخبر:

 

وافق ممثلو حوالي 40 دولة على خطط إنشاء صندوق تبلغ قيمته 100 مليون دولار لحماية التراث الثقافي العالمي وترميم المواقع التراثية والأثرية التي يهددها التطرف والحروب، كما التزم المشاركون بإنشاء "شبكة دولية من الملاذات الآمنة". جاء ذلك خلال مؤتمر عقد في مدينة أبو ظبي نظّم تحت رعاية اليونسكو بالتعاون بين دولتي الإمارات وفرنسا وبحضور الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند. (المصدر: بي بي سي العربية)

 

 

التعليق:

 

لقد تعلم المسلمون من السياسة الغربية أن الغرب المستعمر الكافر لا يتحرك ولا يرعى أعمالا إلا لتحقيق أطماعه الاستعمارية. لذا فإن مؤتمرا كهذا في بلاد المسلمين تعقده منظمة اليونيسكو، الحاقدة على الإسلام، وبرعاية فرنسا، بتاريخها الاستعماري الدموي المعروف، وحضور رئيسها المجرم أولاند، هذا المؤتمر لا يمكن تصنيفه إلا ضمن سلسلة المخططات والسياسات التآمرية التي تنتهجها دول الغرب ضد الإسلام وثقافة المسلمين وعقيدتهم، لجعل الإسلام دينا كبقية الديانات الأخرى وليس دين الله الحقّ وما دونه باطل. تلك السياسات التي تفرض على المسلمين ثقافة الانفتاح على الديانات والثقافات الأخرى باسم التسامح والحرية، وتزرع فيهم الاعتزاز بالحضارات السابقة من فرعونية وبابلية وآشورية وغيرها بدلا من الاعتزاز بحضارة الإسلام وحدها، وتجعل من عقيدة الغرب الرأسمالية، عقيدة فصل الدين عن الحياة، هي الأساس المشترك بين الثقافات، وتنعت كل من يأبى ذلك ويرفض ما عدا الإسلام من ثقافات بـ (التطرف والإرهاب).

 

ولعل ما يشير إلى هذا الهدف الاستعماري الخبيث لهذا المؤتمر ما ذكره رئيس مجلس إدارة هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة في المؤتمر من أن التراث "يشكّل بكل ما يتسم به من تنوّع، مصدراً من مصادر الثروة المشتركة، ويشجع على الحوار، وهو وسيلة لبناء علاقات وثيقة، وتحقيق التسامح والحريّة"، وما صرحت به مديرة اليونسكو إيرينا بوكوفا من أن المؤتمر "يهدف إلى تشكيل تحالف واسع يمكنه الجمع بين الأمور الأمنية والإنسانية والثقافية بمشاركة هذا العدد الكبير من الدول والمنظمات". هذا ناهيك عن هدف هذا المؤتمر المستتر خلف ستار زائف اسمه الحفاظ على الآثار من توسيع وتمويل الأعمال التجسسية للمستعمر التي اشتهر بها عبر التاريخ من خلال إدخال جواسيسه في البلاد الإسلامية بحجة البحث والتنقيب عن الآثار وحمايتها.

 

ومنذ تدمير طالبان للتماثيل البوذية في أفغانستان وبخاصة تمثالا باميان عام 2001، وما تلاه من ضجة إعلامية واحتجاجات دولية، تم تضخيم أهمية الآثار والمواقع الأثرية وأصبحت حماية الآثار والتماثيل تثار على أنها تدخل ضمن حفظ التراث الإنساني، الذي "لا يمكن فصله عن حماية الروح الانسانية" وهي "أمر مستعجل لا يستطيع الانتظار"، وذلك كما صرحت به مديرة اليونسكو إيرينا بوكوفا في مؤتمر أبو ظبي، والتي وصفت أيضا التدمير المتعمد للمواقع التراثية والاثرية بأنه "جريمة حرب".

 

فيا لمكر هؤلاء الكفار وعجب أكبر مكر حكام المسلمين الرويبضات الذين قست قلوبهم وفقدوا انتماءهم لأمتهم! أيتباكون على الحجارة والتماثيل في أفغانستان وسوريا واليمن، ويتعاهدون مع الكفار على حمايتها من (الإرهاب) بملايين الدولارات، بينما ترهب طائراتهم الآلاف من البشر في تلك البلاد وتدمر مدنا بأكملها على رؤوس المسلمين.!.

 

أليست فرنسا التي تدعي حرصها على حماية الثقافة والتراث في مالي هي التي قامت خلال تدخلها العسكري الغاشم في مالي بدعم مادي من الإمارات بقصف المساجد التاريخية على رؤوس المصلين في تمبكتو، أحد منارات نشر الإسلام والثقافة الإسلامية عبر الصحراء إلى وسط وغرب أفريقيا، بدعوى تحصن مسلحين بها؟! أليست طائرات الإمارات هي التي تقوم بقصف المسلمين وتدمير المستشفيات والمدارس في اليمن؟! ألا يتم تدمير قرى بأكملها في سوريا ويباد أهلها بطائرات التحالف التي تشارك فيه فرنسا والإمارات وأمام مرأى ومسمع هذه الدول المجتمعة في أبو ظبي الحريصة على حماية بقايا تماثيل بوذا في أفغانستان؟!

 

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو يطوف بالكعبة: «مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ، مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ، مَالِهِ، وَدَمِهِ، وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلَّا خَيْرًا» (رواه ابن ماجه) فما بال هؤلاء القوم ينصرون التماثيل ولا يقيمون وزنا لقتل المسلمين.!

 

ولو كان من اجتمع في أبو ظبي من المسلمين حريصين حقا على التراث والثقافة والآثار التاريخية لرأيناهم من باب أولى ينصرون الأقصى مما يحدث له من تخريب وتدنيس وحرق على يد يهود الأنجاس أمام مرأى فرنسا ومنظمة اليونسكو حامية التراث كما تزعم، ولكن أنّى لهم ذلك فهم ليسوا سوى أدوات بل خدّام للغرب الكافر وحماة لمصالحه الاستعمارية.

 

إن السبيل لعزة المسلمين وخلاصهم من شر الاستعمار وجشع الرأسمالية وفسادها هو في نبذ الحكام المرتمين في أحضان أعدائهم، المتخاذلين عن نصرة إخوانهم، والعمل على نصرة دعوة الحق لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ستحمي المسلمين وحضارتهم وتحمي البشرية جمعاء.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

فاطمة بنت محمد

 

 

آخر تعديل علىالجمعة, 09 كانون الأول/ديسمبر 2016

وسائط

3 تعليقات

  • om raya
    om raya الجمعة، 09 كانون الأول/ديسمبر 2016م 17:00 تعليق

    جزاكم الله خيرا و بارك جهودكم

  • إبتهال
    إبتهال الجمعة، 09 كانون الأول/ديسمبر 2016م 11:44 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

  • Khadija
    Khadija الجمعة، 09 كانون الأول/ديسمبر 2016م 08:57 تعليق

    بارك الله بكم . ونسأله تعالى أن يَمُنَّ علينا بقيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة .

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع