- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾
الخبر:
قال مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، في تقرير له إن قوات الأمن في ميانمار ترتكب جرائم قتل واغتصاب جماعي بحق مسلمي الروهينغا وتحرق قراهم منذ تشرين الأول/أكتوبر في حملة "من المرجح جدا" أن تصل إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية وربما التطهير العرقي.
وذكر المكتب في تقريره أن شهود عيان تحدثوا عن "قتل رضع وأطفال تحبو وصغار ونساء ومسنين وفتح النار على أناس يلوذون بالفرار وحرق قرى بأكملها واحتجاز جماعي واغتصاب جماعي وممنهج وعنف جنسي وإتلاف متعمد للغذاء وموارد الطعام".
وبحسب التقرير فإن هذه العمليات قد دفعت نحو 66 ألف شخص إلى الهرب إلى بنغلادش و22 ألفا آخرين إلى النزوح داخل البلاد. (سكاي نيوز عربية، 2017/02/03م)
التعليق:
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾ لقد اختصرت هذه الآية محنة إخواننا في بورما، فهم ليْسُوا قَتَلَة وليْسُوا مُجْرمين، وليسوا قُطاع طُرُق، ولكنَّ ذَنْبهم الوحيد هو أنّهم آمنوا بالله، فيعذبون ويقتلون وتنتهك أعراضهم ويهجرون من ديارهم لأنهم آمنوا بالله العزيز الحميد، تماماً كما فُعِلَ بأصحاب الأخدود الذين قص علينا القرآن قصتهم في سورة البروج حين حفر لهم خندق وألقوا في النار لأنهم آمنوا بربهم.
وحشية وإجرام تذكرنا بمحاكم التفتيش التي أقيمت لمسلمي الأندلس على يد المجرمين الإسبان، وما جرى فيها من اضطهاد وتعذيب مروع وقتل فظيع وتهجير قسري من أجل القضاء على المسلمين وما بقي من آثار للحكم الإسلامي في الأندلس.
وفي ظل هذه الوحشية والإجرام، تظهر المواقف المخزية المتآمرة لحكام المسلمين ولا سيما دول الجوار في بنغلاديش وباكستان الذين أغلقوا الحدود في وجه إخوانهم الفارين من بطش وجبروت البوذيين، بل إن أمثلهم طريقة قد أرسل وفداً حكومياً للمشاركة في "أسطول الحرية لكسر الحصار عن ميانمار"، بدل أن يكون الرد على جرائم البوذيين هو تحريك أسطول من جيوش المسلمين نصرة لمسلمي الروهينجا المستضعفين وتلبية لاستغاثاتهم.
إن ما يعزينا ويبعث في نفوسنا بارقة أمل في هذا الظلام، أن كل الظلم والجبروت والطغيان الذي مورس على المسلمين عبر التاريخ لم يستطع القضاء على الإسلام والمسلمين، وأنه مهما طال ليل الظالمين فإن الله سيسلط عليهم يداً من الحق حاصدة والتاريخ شاهد على ذلك، فنسأله تعالى أن يفرج كرب إخواننا في بورما، وأن يحقن دماءهم، ويصون أعراضهم، ونسأله أن يعجل لنا بقائد مخلص يُقاتل من ورائه ويُتقى به، فيقتص لنا ممن ظلمنا، ويعيد لنا أيام عزتنا.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم براءة مناصرة