- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
انتصار الديمقراطية الكافرة على هلال الإسلام في الاستفتاء!!
(مترجم)
الخبر:
نشر المتحدث باسم الرئيس أردوغان (إبراهيم كالين) مقالاً عن نتائج الاستفتاء لصحيفة الجارديان البريطانية حيث قال فيه: "إن أردوغان على حق: الاستفتاء هو انتصار للديمقراطية". ولوحظت بعض التعبيرات في مقالته حيث كانت على النحو التالي: "بغض النظر عن الضوضاء فإن تركيا التي يعود تاريخها الدستوري إلى منتصف القرن التاسع عشر قد أخذت قفزة كبيرة نحو نظام ديمقراطي أقوى وأكثر توطيداً، فلقد صوت عشرات الملايين من الأتراك لتحقيق استقرار بلادنا للأجيال القادمة". المصدر: (التركي: بي بي سي) (الإنجليزي: ذا غارديان)
التعليق:
بالمقارنة مع الاستفتاء السابق للانتخابات المحلية والعامة فإن هذا الاستفتاء بلغت نسبة المشاركة فيه 85% وهي نسبة قياسية ويشكل ذلك أمراً مهماً بالنسبة لتركيا والغرب. لهذا السبب يقول كالين إن أردوغان على حق وأن الديمقراطية فازت في هذا الاستفتاء، فعادة ما يكون هناك فائز وخاسر في هذه الانتخابات، فالفائز من يصوت له بـ"نعم" والخاسر يصوت له بـ"لا"، ولكن عند إعلان النتائج كان واضحاً بأن الديمقراطية فازت.
قبل انتخابات الاستفتاء قامت الأحزاب السياسية التي تدعم كلا من الجانب "نعم" والجانب "لا" من الجمهور التركي بأعمال مكثفة وحريصة جداً. على وجه الخصوص، يمكننا القول بأن المشاركة عالية المستوى في الانتخابات جاءت بتأثير من أنشطة الأحزاب، وأهم عامل أدى إلى عمل الأحزاب من أجلها أنهم اعتبروها مسألة حياة أو موت. كما أظهروا حقيقة رؤيتهم لهذا الاستفتاء بالنسبة للشعب التركي بشكل عام في أوروبا، وللأتراك الذين يعيشون خارج تركيا.
في الواقع كان استفتاء 16 نيسان/أبريل معركة حقيقية رأى المشاركون فيها أنها مسألة حياة أو موت. حزب الشعب الجمهوري والحزب الديمقراطي الحر والأحزاب اليسارية الأخرى التي تدعم الجانب الذي صوت بـ"لا"؛ هذه الأحزاب تعتبر إزالة النظام البرلماني هو بمثابة اللحظات الأخيرة لوجودهم وبالتالي فقد كانت الدعاية الرئيسية مكثفة للغاية. وكانت الفكرة الرئيسية للدعاية أن أردوغان سيكون الرجل الوحيد (الديكتاتور)، كما تضمنت الدعاية عبارات مثل "الديمقراطية تنهار" و"النظام الجمهوري ينهار". وبتركيز الدعاية على هذه التصريحات فقد نجحت في تجميع كل الفصائل ضد أردوغان.
من ناحية أخرى فإن حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية والرئيس أردوغان الذين يمثلون الجانب الذي يقول "نعم"، بدلاً من أن يتشاوروا في الأمور التي سيتم التصويت عليها في تعديل القانون الذي سيعرض في الاستفتاء الدستوري؛ تحدثوا فقط في الخطوط العريضة للجانب الذي يقول "لا" والمدعوم من قبل الفاسدين حيث قالوا بأنهم أعداء لتركيا "إذا حصل الجانب "لا" على الاستفتاء فإن الغرب سيفوز وحتى الصليبيين سيفوزون ولكن إذا حصل الجانب "نعم" عليه فإن المسلمين والعالم الإسلامي هم من سيفوز". في الانتخابات العامة السابقة في 1 تشرين الثاني/نوفمبر لعام 2015؛ استخدموا نفس الحجة وقالوا: "إذا لم نتمكن من الفوز في الانتخابات في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر سيخسر الفلسطينيون وستخسر سوريا وسيخسر العالم الإسلامي برمته". ومع كل هذه الحجج فقد فاز حزب العدالة والتنمية وأردوغان في الانتخابات في 1 تشرين الثاني/نوفمبر وفي 16 نيسان/إبريل من خلال الحصول على غالبية الأصوات، حتى لو لم يكن قد قيل من قبل جهة رسمية إلا أن الكثير من الناس تحدثوا وكتبوا عن هذه الشائعات بأن الرئيس أردوغان سيعلن إقامة الخلافة بانتهاء النظام الرئاسي. وعلى وجه الخصوص فإن بعض الحركات والأحزاب السياسية والعلماء وأصحاب الرأي في العالم العربي كانوا يتحدثون عن ذلك وبهذه الطريقة جعلوا الناس يصدقون هذه الكذبة. ماذا حدث بعد ذلك؟ كما ذكرت آنفاً ففي مساء 16 نيسان/أبريل وحتى قبل إعلان النتائج بشكل رسمي لاحظنا أن جميع القادة يستخدمون لغة مشتركة فقد كرروا جميعاً نفس الشيء: "لا يوجد خاسر في هذه الانتخابات وهذا انتصار للديمقراطية" وأضافوا: "إننا نشكر كل مواطن اختار دعم الديمقراطية"، وبعد إعلان النتائج رأينا حقيقة أنه لا يوجد بين الصليب والهلال في أي مكان.
يمكنك أن ترى في الفيديو التالي أنه لا يوجد حرب بين الصليب والهلال في تركيا. ولكن الهدف الرئيس لتركيا هو إضفاء الطابع الديمقراطي على المسلمين، وطالما أن هناك مثل هؤلاء القادة فإن تركيا ستبقى بلداً ديمقراطياً. الشخص الذي يتحدث في الفيديو هو فاروق كوركماز وكيل وزارة الرئيس أردوغان والمسؤول في الدول العربية، حيث تحدث في تلفزيون عربي قائلاً: "هناك نقطة مهمة؛ أتمنى من إخواننا العرب الذين يساعدوننا ويخدمون مصالح تركيا ألا يتجاوزوا سياسات حزب العدالة والتنمية. في حضور أشقائنا العرب أود القول بأن هناك بعض الشعارات والخطابات التي تعتبر فوق طاقة تركيا. الأمر الذي يسبب الخوف لدى بعض الأصدقاء الغربيين تجاه تركيا. تركيا هي دولة وطنية ديمقراطية وستبقى ديمقراطية. إنها لن تتجاوز المعايير الإنسانية والعالمية وغيرها، لهذا السبب فإن بعض القطاعات والتي قد تكون صغيرة تنادي ببعض الشعارات مثل "تركيا كانت مثل ذلك" وهذا أمر مخيف. في الواقع إن المشروع الذي تدعو إليه هذه القطاعات "وأعتقد بأنه المشروع الإسلامي" لم يعد مشروعاً ناجحاً ويؤدي إلى فشل المشروع الديمقراطي في بلادهم، وفي الوقت الراهن نحن لا نريد إفشال مشروع الديمقراطية في تركيا".
أود أن أقول إن بيان وكيل الوزارة لا يحتاج لتفسير ولكنني أود أن أذكر بإيجاز أن المشروع الذي دعا إليه المسلمون العرب وفشل أعتقد بأنه المشروع الإسلامي وأعتقد بأن وكيل الوزارة يشير إلى جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس على أنهم فشلوا في المشروع، فإذا كان الأمر كذلك فإن واقع الدعم الذي قدمه أردوغان وحزب العدالة والتنمية للإخوان المسلمين ومرسي في انقلاب السيسي بمصر يمكن مناقشته.
بعد ذلك كله، أود أن أسأل الرئيس أردوغان وحزب العدالة والتنمية سؤالاً واحداً فقط وأريد إجابة عليه: "لقد تحديت أوروبا في عملية انتخابات الاستفتاء، وخدعت الناس بالوعود الفارغة. لقد قلت بأن الكفر تمثله أمة واحدة وأنك ضدهم وأنهم يدعمون الذين صوتوا بـ"لا"، ولكن رأس الكفر ترامب رئيس الولايات المتحدة دعاك وهنأك، ألا يوجد في ذلك تناقض؟ إذا سمحتم لي بالإجابة عن السؤال الذي طرحته: "أيها الزعماء إن هناك تناقضات كبيرة بين أقوالكم وأفعالكم لأنكم تخدعون الشعب المسلم وتكذبون عليه بالرغم من أنكم تعلمون أن الاستفتاء ليس حرباً بين الصليب والهلال. إن هدفكم الحقيقي والتحدي الحقيقي بالنسبة لكم هو تعزيز سيادة الكفر الغربي على بلادنا. لقد خضتم صراعاً ضد أولئك الذين دافعوا عن النظام البرلماني البريطاني بالقول "لا" وذلك عن طريق اجتذاب النظام الرئاسي الأمريكي بقول "نعم". أخبروني هل هذا صراع الحق والباطل؟ هل هذا صراع الصليب والهلال؟
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمود كار
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية تركيا